الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهدي المنتظر

جعفر المظفر

2024 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في العقيدة الشيعية أن الإمام الغائب سيعود في (آخر الزمان), أي في السنوات الأخيرة من عمر العالم ليملأ الأرض عدلاً ويهيئ الناس ليوم القيامة. والفرق بين مهدي الشيعة ومهدي السنة أن هذا الأخير لم يولد بعد وإنما سيكون مولده في آخر الزمان, لهذا غابت عن عقيدة السنة حكاية (الرجعة) التي لا بد للشيعي ان يؤمن بها لكي يكون شيعياً.
والحكاية لا شك تقترب ثيمتها من ثيمة معركة (هرمجدون) التي تتمسك بها (اليهودية الصهيونية) وكذلك (المسيحية الصهيونية) بإدعاء ان المسيح سيظهر في الألفية الأخيرة من عمر البشرية بعد أن ينتصر اليهود على جميع سكان المناطق المجاورة من النيل إلى الفرات.
لكن الروايتين ستختلفان بعدها وستفترقان فحيث تكتفي (اليهودية الصهيونية) بقضية الإنتصار الساحق على كل سكان المنطقة فإن رواية (المسيحية الصهيونية) تكمل مشوارها مدعيةً أن المسيح سيظهر بعد هذا الإنتصار اليهودي الصهيوني الساحق لغرض محاربة اليهود الرافضين أصلاً للمسيحية, حتى إذا ما قتل الثلثين منهم فإن الثلث اليهودي الذي سينجو من معركة هرمجدون سوف يتحول إلى المسيحية ويحارب إلى صف المسيح.
وقد قيل ان لكل أمة "مُهديها أو مَهديها" ويرى البعض ان المسيا "المسيح" المنتظر عند اليهود هو الأساس عند المسيحيين لجعل المسيح بن مريم أقنوما, والأقنوم هو الإله الإنسان, ابن لمريم العذراء وابن لله في الوقت نفسه, الذي يستمد أعماله من ذاته، وهو الأساس لقصة العودة الثانية للمسيح ليخلص العالم من الشقاء ، بعد أن حقق في المرة الأولى الفداء.
وكانت حكاية المهدي غالباً ما تظهر وقت اليأس وانكسار الشوكة، وقد دخلت العقيدة السنية مباشرة بعد هزيمة الخلافة, لذا فهي ليست اختراعاً شيعياً وإنما هي موجودة ومتداولة منذ فجر الحضارات في وادي الرافدين والنيل وسوريا وشبه الجزيرة العربية, وإنما كان للشيعة أسباب سياسية ودينية واجتماعية دفعتهم لتبني الموضوعة وكأنها من اختراعهم لوحدهم.
على الناحية الشيعية, صارت دولة الولي الفقيه محاولة لإخراج الشيعة من أسر نظرية الإمام الغائب والملقب في ادبيات الطائفة بالمهدي المنتظر, وهو الإمام الثاني عشر والأخير في تسلسل أئمة الطائفة , الذي قيل انه كان قدغاب وهو طفل خوفاً من اغتياله, وقد اختفى في نفق أو جب في سامراء حيث يرقد أباه الحسن العسكري وهو الإمام الحادي عشر في تسلسل أئمة الشيعة والذي دفن إلى جانب أبيه الإمام العاشر علي الهادي وتسمى ضريحهما بضريح الإمامين العسكريين, أما لماذا هذا اللقب فلأن الحسن كان قد رافق أباه علي الهادي الذي نفاه الخليفة العباسي إلى مدينة سامراء التي كانت معسكراً للجنود في حينها لكي يكون تحت أنظار السلطة ولا يغيب عن عيونها._
(دولة الفقيه) جاءت كمخرج لأزمة الشيعة مع السياسة هرباً من الإضطهاد عبر عصور ما سمي بالدول الإسلامية (الأموية والعباسية بشكل خاص) وهي نظرية حكم أتاحت للشيعة شرعية بناء دولة أرضية على يد نائب الإمام الغائب, والتي أعاد تفعيلها بشكل أساسي كل من الخميني في إيران ومحمد باقر الصدر في العراق, لكن هذه النظرية تظل مرفوضة من قبل تيارات شيعية مختلفة وفي مقدمتها ما يسمى بتيار (الحجتية) الذين يبطلون شرعية بناء دولة قبل العودة المرتقبة لأن وجود هذه الدولة قبل الظهور سيلغي الحاجة للظهور المعول عليه كطريق للإصلاح الجذري وكشرط لقيام الساعة. وفي نفس الإتجاه الفقهي فإن تياراً ملحوظاً من اليهود يرفض الإعتراف بشرعية الدولة الإسرائيلية لتناقضها مع تصور اليهودية الصهيونية لنظرية قيام الساعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهدي المنتظر . علامة استفهام؟؟؟؟
ابو علي آل ثآئر ( 2024 / 2 / 21 - 16:55 )
اخي الكريم بعد التحية:
اعلل النغس بالاآمال ارقبها *** ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
الشيعة الاثا عشرية تنقسم الى طائفتين وهما الاخبارية والاصولية. المهدي المنتظر عند كلا الطائفتين موجود الا ان عند الاخبارية (كل حكومة تقوم في زمن الغيبة حاكمها طاعوت وغير شرعي) وغير المعصوم لا ينوب عن المعصوم الا بالتعيين من المعصوم . هذه العقيدة كانت شآئعة عند الطائفة الاصولية ايضا الى ان جاء الامام الخميني ونظر لها. وبالرغم من ذالك فليس هناك اتفاق على شرعية الولي الفقيه عند اكثر الشيعة وهي مسالة تخص ايران وحدها عقآئديا وسياسيا الا ان العرق دساس وما تاييد الشيعة لها الا من اسباب سياسية. ان الحقيقة التي لا مراء فيها ان مسالة الامام المهدي مشكوك فيها ولقد اثبت الاخ احمد الكاتب بالدليل والبرهان عدم وجوده. ان الكثير مما جآءنا عبر الرواة لا يصدق ولكن من باب التطمين لتعليل النفس. اليك ملخص عقآئد بعض الشيعة الجدد تحت الرابط الآتي: ايها المسلمون اتجدوا
http://hr2believe.blogspot.com/. وللرجوع الى البحث ارجع الى كتب الاخ احمد الكاتب وهي موجودة على النت. شكرا لك.


2 - التاريخ المنقول غير جدير بالثقة.
سهيل منصور السائح ( 2024 / 2 / 22 - 06:03 )
الاخ الكريم. بعد التحية:بعد التحية. يقول ابو العلاء المعري:ـ (ر)

ما لِلأَنامِ وَجَدتُهُم مِن جَهلِهِم ** بِالدينِ أَشباهَ النَعامِ أَوِ النَعَم
فَمُجادِلٌ وَصَلَ الجِدالَ وَقَد دَرى ** أَنَّ الحَقيقَةَ فيهِ لَيسَ كَما زَعَم
عَلِمَ الفَتى النَظّارُ أَنَّ بَصائِراً ** عَمِيَت فَكَم يَخفى اليَقينُ وَكَم يُعَم
لَو قالَ سيدُ غَضاً بُعِثتُ بِمِلَّةٍ ** مِن عِندِ رَبّي قالَ بَعضُهُم نَعَم
لا حقيقة واضحة لان كل حقآئق الاديان مبنية على الغيب والمبني على الغيب لا يمكن اثباته وجميع الاديان كلها وراثة وليست دراسة ومن شب على شيء شاب عليه. ما هي الفآئدة من كل طقوس الشيعة ـ انا شيعي ـ من زيارات لقبور الاولياء وصرف اموال طآئلة على بنايات لاقامة بعض الطقوس والبيوت المجاورة لذالك المبنى آيلة للسقوط؟؟؟. فعليه لا يجب الادعاء ان مذهبي هو الحق ومذاهب الآخرين هو االباطل. اعبد من شئت ولو حجرا ولكن لا تضربني به. هذه هي الحقيقة.فلو فرضنا جدلا بان الامام المهدي موجود فما هي الآثار الايجابية من وجوده؟؟؟. الآثار الايجابية كما يعتقد الشيعة هي حفظ الكون وكان الله محتاج لمساعدته لان الارض لا تخلو من حجة والا ساخت.


3 - اشكاليه المهدى
على سالم ( 2024 / 2 / 22 - 21:37 )
موضوع المهدى المنتظر منذ فجر الاسلام وهو شئ دجل وخرافه ويبعث على الضحك والاستعجاب والنكت , اما فيما يتعلق باليهوديه الصهيونيه والمسيحيه الصهيونيه فهذا اكيد قمه الخزعبلات والتدليس والتناقض , مع ان اليهوديه تعتبر من جانب المسيحيين هرطقه وكفر بسبب ان اليهوديه لايعترفوا اصلا بموت المسيح على الخشبه ودفع ثمن الخطيئه الاولى لكن فى نفس الوقت نجد طائفه كبيره من المسيحيين الانجيليين فى حاله غرام وحب مع اليهود وتجدهم دائما فى كل المناسبات المسيحيه وهم يتدلهوا حبا وغراما وهياما باليهود ويعتبروهم ابناء الله المدللين فى حين تجد الكاثوليك لايودوا ابدا اليهود بل ويعتبروهم كفره وانجاس , الاديان كلها بشريه الاصل


4 - ابو علي آل ثآئر
جعفر المظفر ( 2024 / 2 / 23 - 01:36 )
الأستاذ أبو علي المحترم
أكثر مما جاء في مطالعتك الرصينة سبق لي وأن أشرت له في كتابي المعنون( الكيان الشيعي
(الموازي .. من دولة السلطان إلى دولة الولي الفقيه)
الصادر من دار الحكمة فيا حبذا لو تطلع علي
تحياتي وإمتناني


5 - شكاليه المهدى
جعفر المظفر ( 2024 / 2 / 23 - 01:45 )
الأستاذ المحترم علي سالم
أوافقك الرأي وهذا ما أردت بالفعل أن أقوله
علماً بأن البحث في قضية المسيحية الصهيونية واليهودية الصهيونية يحتاج إلى أكثر من المرور السريع وذلك من أجل إقتراب أفضل لفهم طبيعة الصراع السائد في المنطقة
تحياتي


6 - سهيل منصور السائح
جعفر المظفر ( 2024 / 2 / 23 - 01:48 )
كأنك في قلبي
شكراً جزيلاً


7 - الاخ جعفر المظفر
سهيل منصور السائح ( 2024 / 2 / 23 - 10:50 )
شكرا لك ودمت منارة لاضهار الحقيقة. دمتم بخير ياابن العراق عراق الحضارة.


8 - سهيل منصور السائح
جعفر المظفر ( 2024 / 3 / 23 - 16:45 )
شكراً عزيز الأستاذ سهيل على ردك النبيل

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah