الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلادنا موطن الاديرة والفكر والمكتبات - سوريا اولا - صيدناويات

مريم نجمه

2024 / 2 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


صيدناويات : بلاد الشام مهد الأديرة في المنطقة العربية والشرق .
1

نحن بنات وأبناء هذه الارض , أبناء هذا التاريخ الشرقي المضيئ المقدس النقي , قبل أن تدنّسه حوافر وسيوف الغزاة والمستوطنين , وبساطير الديكتاتورات .. نسجل ما وصل لنا من تحف وآثار وبقايا مكتبات كانت في يوم ما واحدة من أكبر مكتبات الشرق في العصور القديمة , ك مكتبة الأسكندرية , القدس , أنطاكية , والرُها ( أورفة ) , نصيبين , عابدين الخ .. هذا الخط الجغرافي الفكري الذي يربط ويوصل للحجّ الديني إلى القدس..

دير الشيروبيم / صيدنايا
" يقول المؤرخ المشهور محمد كرد علي في كتابه خطط الشام :
( أنشأت الأديار الأولى في بلاد الشام , فهي موطنهاالأول , ذلك أن من المسيحيين من أخذوا يألفون العزلة لأول ظهورهم في صعيد مصر وجباب أنطاكية ينقطعون للنسك. ولما زاد عدد هؤلاء الناسكين دعت الضرورة إلى إنشاء أكواخ منفردة أشبه بعمرات جعلت برئاسة رئيس .
وأنشئت دور عظيمة يعيش فيها أولئك الزهاد عيشة مشتركة يجمعهم سقف واحد وتسيّرهم إدارة رئيس واحد .. ثم اتخذت الأكواخ والبيوت . وأنشئت أديار في المدن تولاها الأساقفة وانتقل ذلك إلى العرب وكما كانت الشام منشأ اأديار كذلك كانت أول من وضع هندسة الكنائس ذا القباب , فقد جرت في هندستها لأول مرة على مثال المعابد القديمة , فالشام إذا أول من أنشأ الأديار والكنائس ,كما قامت فيها النصرانية ) .
والشيروبيم كلمة آرامية الأصل معناها الملائكة ,وهي مركبة من ( الشيروب ) أي الملاك وال ( بيم ) علامة الجمع . وقد سمي هذا الدير بدير الشيروبيم على إسم هؤلاء الملائكة ليكون هذا المكان المرتفع هيكلاً للرب
وليكون الرهبان الذين فيه مشابهين الملائكة في السيرة والخدمة .
يقع هذا الدير العظيم على قمة من أعلى قمم القلمون الشرقية , على إرتفاع 2011 متراً فوق سطح البحر , منه يمكن للمرء أن يرى دمشق والنبك وسهل البقاع وجبال صنين والشيخ مسكين , أي إلى بُعد يتجاوز المائة كيلو متر , ويصل اليه الزائر عبر طريق جبلية معبدة كثيرة التعاريج تربط الدير بالطريق العام المؤدية الى معلولاوحمص انطلاقا من العاصمة دمشق عند نقطة بستان دير السيدة.
إن الدير في ذاته مؤسسة رهبانية أرثوذوكسية تابعة لمركز
البطريركية الأنطاكية في دمشق بإدارة رئاسة دير سيدة صيدنايا الشريف .
وتشير المصادر التاريخية إلى أن الدير مؤلف من قسمين مختلفي الشكل والنوعية : القسم الأول يضم سلسلة من المغاور المحفورة , والقسم الثاني يضم أبنية ضخمة .
واستناداً إلى القرائن وبعض المراجع التي تُعنى بتاريخ المسيحيين رجح أن يكون هذا الدير قد بنيَ في حقبتين تاريخيتين مختلفتين :
الحقبة الأولى هي التي بنيت بها المغاور وكانت مع بداية انتشار المسيحية في القرون الثلاث الأولى , حيث كان المسيحيون يتعرضون للإضطهاد والتنكيل والحرمان من ممارسة شعائرهم الدينية ,
مما اضطرّهم للجوء إلى الأماكن العاصية لممارسة العبادة والصلاة , ومن جملة هذه الأماكن قمة جبل الشيروبيم الشاهقة , التي نظراً لطبيعتها الصخرية تمكن المؤمنون الأوائل من حفر أول أديرتهم تحت الأرض بايديهم الصلبة وإرادتهم الجبارة
فكانت هذه المغاور المحفورة بأشكال هندسية بسيطة ورائعة .".
تتمة سلسلة دراسة سابقة .... يتبع
------------------------------------
المصدر : كتيّب دير الشيروبيم - ديرسيدة صيدنايا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر