الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الافكار

حاتم استانبولي

2024 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ناقش الافكار بغض النظر عن مطلقيها او حامليها وانظر اليها على انها ممكن ان تكون مكملة لافكارك او متعارضة معها وفي الحالتين تكون عملية نقد الافكار وصراعها هي التي تحكم تطورها وفي العملية الفكرية والثقافية لا يوجد انتصار مطلق اومغلوب مطلق. انها عملية صراع متداخلة يحكمها مدى وعي الفكرة وعوامل تطورها الداخلية وتفاعلها مع محيطها فلا يوجد افكار خارج الوعي الانساني التي هي انعكاس لنشاطه الاجتماعي . وبرايي ان تطور وسائل الاتصال المعرفي التي وفرت سرعة الاتصال وانتشار الافكار والمعلومات لها دور في ارتقاء وانتشار مصادر الثقافة ولكن شرط وعيها مرتبط بمدى امتلاك الدماغ للمنهج العلمي في رؤية الظواهر ومعرفة القوى الداخلية المحركة لها .
هنالك كم هائل من الكلمات والجمل يتم ترتيبها ولكن المهم هل هي انعكاس للواقع ام تجميل او مبالغة او انقاص له وهنا تكون الرغبة هي المحرك للموقف .
عملية الوعي يجب ان تحكمها مقولة (ملموس -مجرد - ملموس) هذا الاتجاه المعرفي الذي ينتج افكار صحيحة ( نسبيا) اما مقولة(مجرد- ملموس - مجرد) فهي مقولة مثالية تعتقد ان الوعي موجود اصلا في الدماغ او من خارج الوعي الانساني وهذا يتناقض مع مقولة ان المعرفة هي انعكاس للواقع الملموس.
لذلك صديقي العزيز قف وفكر انت مع اي مقولة ملموس مجرد ملموس
ام مجرد ملموس مجرد . ونتيجة لذلك تحكم على صحة كلماتك وواقعيتها ام مثاليتها.
مع تحياتي الحارة لجميع الاصدقاء ان كنوا مثاليين او واقعيين بهم تكتمل لوحة التناقض والتراكم الكمي للمعرفة وتكون مدخلا لتعميق الوعي الفردي والجمعي.
تطور وسائل وطرق المعرفة كانت عاملا مهما في الوعي فمثلا عندما تطورت الفيزياء للمرحلة (الميكانيكية) انعكس هذا في طريقة عمل الادمغة وسمي التحليل (بالميكانيكي )هذا للمثل وليس للحصر.
ان التفاعل مع العلوم وفهمها ومعرفة العوامل المتداخلة بينها وانعكاسها في وعينا تحدد بشكل كبير طرق عمل الدماغ وخلاصاته المعرفية .
وعملية اسقاط المقولات النظرية بغض النظر عن ظروف ظهورها وارتباطها بتطور العلوم الاخرى يجعل وقعها على الواقع غريبا ولا تجد لها مكانا في ادمغة العامة كونها لا تعكس ظروف حياتهم الملموسة .
او انها جائت من خارج السياق التاريخي لتراكم ثقافتهم التي تتحكم في سلوكهم .
البعض يطرح ان الصراع الفكري ليس امرا ملحا او انه ليس اولويا هذا طرح بعيد عن الواقع لان الافكار هي في عملية صراع يومي تاخذ اشكال وطرق وتعابير مختلفة ولا يمكنك ان تلغي اولوياتها لكون تناقضها هو المحرك للمعرفة.
على سبيل المثال اسرائيل فكرتها قائمة على اساس الفكرة الدينية التي لا تعير اي اهتمام للبشر الذين لا ينتمون لفكرتهم والذين يساندون فكرتهم هم بالنسبة لهم رعاع للاستخدام فقط هذا هو جوهر فكرتهم العنصرية وهي تتلاقى مع الافكار الاخرى في الديانات التي تعتبر انها هي الطريق الوحيد للخلاص وهنا فان عمليات القتل في القدس والمدن الفلسطينية للشباب والشابات وسياسة مصادرة الاملاك وتشريد الشعب الفلسطيني وسياسات الاعتقال والسجن للمناضلين من اجل الحرية .
هذه الصورة لا تختلف عن اساليب داعش واخواتها في العراق وسوريا ولا تختلف عن قصف الشعب اليمني او عن النظام العنصري البائد في جنوب افريقيا او عن قتل وتصفية السكان الاصليين في كندا واستراليا ونيوزلندا او الهنود الحمر في امريكا كلها اساليب وطرق مصدرها انها نتيجة مقولات من خارج الوعي الانساني.
ان مجابهتها والصراع معها تاخذ اشكال وطرق مختلفة ولكن في الجوهر هو صراع ما بين الافكار التي تعبر عن الوعي الانساني كانعكاس للواقع الملموس والافكار التي تعبر عن الوعي من خارج الوعي الانساني.
من الممكن ان استخدم المقولات التي تتلائم مع الواقع والتي هي نتاج للممارسة العملية ولكن لا يجب على المفكرين الواقعيين طرح فكرة تجميد الصراع او اعتباره انه ليس اولوية من الممكن استخدام السياسي منه لكن دائما علينا ان نؤكد انه انعكاس للواقع (الفكري) المادي الملموس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم