الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القراءة تخرجك من النار

شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)

2024 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"فمتى يستكشف العلم هذه الجراثيم المعنوية التي تفسد الود، وتفتك بالحب، وتقطع أمتن ما يكون بين الناس من وصلات" طه حسين.

القراءة وما أدراك ما القراءة ...
أكثر مايؤلمني سماع شخصًا يقول أن القراءة مملة، وأن القراءة هي شيء مميت للروح و أنه لا يضيف شيء لحياتنا ولكن نفس الشخص يقول أنه مؤمن بالجنة و النار ويصلي كل فروضهُ و يقرأ القرآن ولا يفوت صلاة ولكنه لا يقرأ لأنها ليست أهم من الدين، صدقوني لولا الخوف من الجحيم و العذاب الأليم لما قرئوا القرآن و كأن القرآن نفسه لم يقل " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم" وبعد كل هذه الآيات لو تحدثت مع أي شخص يقول أن القراءة ليست فريضة في الدين، وعندها لا أتعجب من وضع الشعوب العربية و كم أشفق على حالنا ولا استغرب من رؤية الحروب الأهلية الطاحنة بسبب الدين وهي شعوب إن قرأت للأسف والغالبية منها تقرأ كتب السيد قطب، ابن تيمية ، البخاري لذلك ترى ان أغلب الكتب في معارض الكتب هي دينية و أو مستوحاة من كتب الدين " تفسير الأحلام، تفسير القرآن، و فتاوي" وقصص الحب الركيكة ، ولو كانت هذه الكتب لها معاني متضمنة العلم والمعرفة إذاً لماذا لا تمتلك الدول العربية دفاعات جوية في حالة و قوع الحروب، ولا تملك شركات ومختبرات اللقاحات و الأدوية و بحوث لاختراق أمراض السرطان الخ ...

الأمم التي لا تقرأ تاريخيا هي أمم لا تعرف إلى أين هي متجهة أو أي طريق ينتظرها؟ أي أمة لا تقرأ تُهزم في أول اختبار وهي أمم لا تتعلم الدروس، والشعوب التي لا تقرأ أو اذا ٌقرأت كما ذكرتُ سابقاً تقرأ فقه ودين فقط أو كتبًا سطحية حول العشق وقصص الحب السطحية التي لا يوجد منها منفعة للعقل، ومن لا يقرأ التاريخ والسياسة و حتى الروايات العالمية الأدبية والتاريخية لن يتعلم منها كيف يسير التاريخ وكيف تنهض المجتمعات والأمم مثل " الحرب والسلم للروائي العظيم تولستوي" لا يمكن تسميتها رواية بل كتاب يحتوي على قراءة دقيقة عن المجتمع في زمن الحرب و تتعلم منه التاريخ والمحطات التي تسير بها المجتمعات حتى وصولها إلى وقتنا الحاضر، ورواية " وداعاً للسلاح للعظيم الآخر ارنست هيمنغواي" للوهلة الأولى تعتقد أنها قصة حب و لكنها تأخذك في ثنايا تاريخ الحرب العالمية الأولى التي طحنت العالم أكثر من الحرب العالمية الثانية في بشاعتها و تتعلم التاريخ عبر الرواية، و أيضا رباعية " مقبرة الكتب المنسية للكاتب الراحل المذهل كارولس زافون" الذي يأخذك في عالم إسبانيا أبان الحرب الأهلية التي طحنت مئات الآلاف من البشر و هجرت الملايين من ديارهم و كم تتعلم من هذه الكتب آلم البشر و تاريخ هذه الأمة التي هي اليوم من أهم الدول الأوروبية و لكن من لا يقرأ لن يفهم ماهي الحرب الأهلية الإسبانية لأنه فقط يعرف إسبانيا الأندلس الإسلامية و دولة الخلافة التي تعلمناها في المدارس العربية، والكتاب الأخطر في إعتقادي " هكذا تكلم زرادشت للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه" والمضحك أن الوطن العربي بجميع فصائله و طوائفه رفضوا هذا الكتاب لأن الجملة الوحيدة التي حفظها من هذا الكتاب وحرضهم شرذمه من رجال الدين لجملة في الكتاب قالها زرادشت " أنا قتلت الله" و لكن لم يقرأ أحدهم هذا الكتاب الذي أعتبره أنا هو خارطة للحياة بل هو أحد أهم الكتب التي قرأتها في حياتي وهو كتاب يعلمك الشك قبل أن يعطيك اي إجابة و لك الخيار أن تقتنع أو ترفضه، و أخيرا كتاب " العاقل: تاريخ مختصر للنوع البشري ليوفال نوح هراري مؤرخ إسرائيلي وأستاذ جامعي في قسم التاريخ في الجامعة العبرية في القدس و هو كتاب يخبرك من أين أتى البشر واعتبره ملخص لما قاله دارون في أصل الأنواع و يكمل به مسيرة دارون و تنبأه إلى أين سيأخذنا التطور النوعي والتحديات العالمية في التاريخ البشري و الذكاء الاصطناعي، على فكرة منع هذا الكتاب في عدة دول عربية لأن الكاتب إسرائيلي.

بالله عليكم أي جحيم ينتظرنا في هذا الوطن العربي المغشي عليه بنعيم جنة مؤجلة ونار تحرق كل من يفكر أو يتعقل أو حتى يسأل سؤال منطقي، القراءة أخرجت أمم من النار أصلا فلننظر من حولنا نحن ننتظر الصيف على أحر من الجمر لترك دولنا لقضاء إجازة في نعيم الدول التي خرجت من النار لا بل لا نريد العودة إلى دولنا لأنها تذكرنا بحال يرثى له، الدول التي تقرأ هي الأمم التي تخرج من النار و الجحيم و نحن هنا في الوطن العربي لا نقرأو لا نفكر لأن الحياة فانية و الجنة آتيه و نتجنب الإختراع و القرأة و العلم الحقيقي لأنهم من عمل الشيطان و عذاب جهنم و عذاب القبر هما ما لا نريده، لقد خدروا رجال الدين وجماعة الإسلام السياسي العقول العربية بأن الحروب الأهلية و المشقة و الحال الذي يدمي القلب في الوطن العربي هو ثمن جنة النعيم و الآخرة أولى من الدنيا . لأن جنة الجهل أسهل من جحيم المعرفة، ولأن الوعي يجعلك تعمل وتفكر وتحلل وهذا لا يستحق كل تلك المشقة.


"أيها البشر الأتقياء التائهون في هذا العالم لم هذا التيه من أجل معشوق واحد ما تبحثون عنه في هذا العالم ابحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق" جلال الدين الرومي، رباعيات جلال الدين الرومي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ؟؟؟
جوان علي ( 2024 / 2 / 23 - 16:46 )
لا اعرف من اين اقتبست الجملة الغريبة- أنا قتلت الله- وعلى لسان زرادشت .. والصواب أن الجملة المأثورة عن نيتشة في هكذا تكلم زرادشت أن الله قد مات كما جاء في مقدمة كتابه .. اما القاتل فهو نحن .. العقل .. التطور الهائل في العلوم الطبيعية والانسانية .. الايديولوجية .. حتى علم اللاهوت ساهم في خنقه .. موت الله ليس حدث بل عملية مستمرة .. الموضوع معقد ومتشعب وانا اعشق الاختصار .. تحياتي

المصدر
http://www.zeno.org/Philosophie/M/Nietzsche,+Friedrich/Also+sprach+Zarathustra

اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال