الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن الكرد لا نستفيد حتى من تجاربنا الفاشلة

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2024 / 2 / 24
القضية الكردية


صلاح بدرالدين في حوار متلفز مع القناة الإخوانية؛ تلفزيون سوريا وفي برنامج الذاكرة السورية – الجزء الأول يتوقف عند نقطة تتعلق بموقف ما سمي حينها باليسار في البعث؛ أي جناح صلاح جديد حيث يقول: بأنه كان في السجن ما بين عامي 1968 و 1969م وبأن في إحدى الزيارات التفقدية ل”عبدالكريم الجندي” والذي كان أحد أتباع صلاح جديد والمسؤول الأمني الأعلى حينها، سأله -أي سأل بدرالدين، مثلما سأل كل من معه؛ ما هي القضية المعتقلة بسببها- وعندما أجاب بأنه معتقل بسبب القضية الكردية، التفت إليه وهو يسأله مجدداً؛ “وهل تريدون دولة كردية”؟ وبالرغم من عدم إجابة الأخير خوفاً من أي شتيمة من الجندي وهو المعروف ب”لسانه الزفر” على وصف بدرالدين، بل يضيف أيضاً ولعدم مطالبتهم بدولة كردية حيث يقول حرفياً؛ “ما كنا بدنا دولة كردية”!! وبالمناسبة هذه تعتبر مفاجأة للكثيرين حيث هؤلاء “القادة” ولأكثر من نصف قرن يضحكون على شعوبهم بخصوص هذه المسألة حيث تجدهم في خطابهم لجماهيرهم يقولون شيء وبأنهم مع حرية واستقلال كردستان ويعملون لأجلها، بينما مع القوى والإعلام العربي أو لأي طرف خارجي آخر يقدمون موقفاً مناقضاً لم سبق، كما نراه هنا مع بدرالدين، لكن تلك قضية أخرى لسنا بصدد الخوض فيه هنا وقد نعود إليه في كتابات قادمة.

المهم يمضي بدرالدين ليقول وعلى لسان الجندي؛ بأن الأخير عندما لم يتلقى منه أي جواب، أستطرد يقول -أي الجندي- بأن معكم الحق في المطالبة بدولة كردية. ويستكمل حديثه ليفاجأ المستمع مجدداً؛ بأن كان هناك مراسلات بين البعث السوري بقيادة صلاح جديد وفريقه مع الثورة الكردية في جنوب كردستان (العراق) وزعيمها الملا مصطفى بارزاني عن طريق الجندي نفسه.. ولا يتوقف الأمر عند ذاك، بل يمضي قائلاً؛ بأنه وعندما أفرج عن المعتقلين وبشكل مؤقت، فإنه ذهب لبيت سكرتير الحزب بحي الأكراد في دمشق والذي كان بدوره مسجوناً حينها وشمله العفو، ألا وهو الراحل أوصمان “عثمان” صبري، فإنه سمع منه بأن؛ هناك تطورات جديدة حصلت وبأن مسؤول الأمن السياسي في دمشق، وهو شخص من عائلة النابلسي، قد طلب اللقاء بهم رسمياً لأجل القضية، وفعلاً ذهب الاثنان مع أحد رفاقهم القادمين من الجزيرة؛ هلال، للقاء النابلسي. وعندما اجتمعوا به، فإنه فاتحهم بالحديث بكل أريحية وقال بأن “مصيرنا واحد وتوجهنا واحد ونحن أخطأنا بحقكم وأنتم حقكم مثل حق الشعب العربي ونحن لدينا توجه لحل القضية الكردية في سوريا.. وبأنه مخول من الجهات العليا”!!

طبعاً برأي السيد بدرالدين بأن هذا كان توجه “التيار اليساري في البعث” مع أن لا يسار ولا يمين في البعث وهم واقعياً ومنهجاً سياسياً واحد؛ إن كان القطريين “البعث السوري” أو القوميين “البعث العراقي” وحالهم وحال التشابه بينهما وعلى قولة الأخوة الكرد في جنوب كردستان (العراق)؛ كالتشابه بين فردتي الحذاء الهورماني الذي لا يسار ولا يمين له وبالتالي فإن ذاك الموقف من جماعة البعث القطريين السوريين كان حينها فقط لتنحية الملف الكردي مؤقتاً وقطع الطريق على أن يستثمر فيهم أحد وتأجيجهم ضدهم وخاصةً كانت جماعة جديد وفريقه قد أقاموا بحركة 23 شباط عام 1966م ضد القوميين وبالتالي لا يحتاجون للمزيد من الأعداء؛ يعني ليس حباً بالكرد وقضاياهم أو تغيير لمواقف البعث العنصرية الشوفينية، كما يقرأها بدرالدين وبسذاجة للأسف، بل فقط قضية الصراع بين قطبي البعث واستبعاد الكرد من أن يصبحوا في الطرف المعادي لهم وذلك إن لم يستطيعوا جلبهم لصفوفهم بدليل أن بدرالدين نفسه وفي نفس اللقاء وقبل أن يدلي بهذه الشهادة وبدقائق يصرح؛ بأن بعد استيلاء البعث على السلطة في سوريا وإثر انقلابها العسكري في 8 آذار 1963 أرسل في نفس العام والعام التالي -أي بين عامي 1963 و 1964- كتيبة أو فرقة بقيادة الضابط محمد عبيد لمساعدة الجيش العراقي لمحاربة الثورة الكردية في جنوب كردستان وكان حينها هؤلاء “اليساريين البعثيين”، أمثال كل من؛ صلاح جديد، محمد عمران، عبدالكريم الجندي وحافظ الأسد.. وآخرين؛ أي جماعة ما كانت تسمى ب”اللجنة العسكرية” هم قادة سوريا وهم نفسهم الذين سينقلبون بعد سنوات، مثلما قلنا بما سميت ب”حركة 23 شباط” على القيادة القومية ويعتقلوا رئيس الحكومة؛ أمين الحافظ، ونائبه؛ نور الدين الأتاسي وآخرين مما كانوا محسوبين على فريق القيادة القومية.

وتأتي هزيمة حزيران عام 1967م لينفجر الصراع بين القيادتين القومية والقطرية ويستولي القطريين على السلطة ليتم ملاحقة القوميين ومنهم زعيم ومؤسس الحزب؛ ميشيل عفلق وكل الفريق القومي حيث اعتقل من أعتقل وهرب من هرب وأغلبهم التجأ للعراق حينها أو بعدها بسنوات.. ولذلك نعيد ونؤكد؛ بأن ذاك الطرح بخصوص المسألة الكردية لم تكن رؤية سياسية جديدة لفريق البعث “اليساريين”، بل ضحك على القيادات الكردية واستحماقنا واستغبائنا مجدداً، كما فعلها أتاتورك مع بعض القيادات الكردية في شمال كردستان وكذلك نظام صدام ولمرات عدة مع قيادات كردية في الجنوب ويبدو وللأسف نحن الكرد لا نستفيد حتى من تجاربنا الفاشلة. بالمناسبة أود التأكيد هنا؛ بأنني ورغم اختلافي فكرياً وسياسياً مع السيد بدرالدين في الكثير من المواقف المتعلقة بعدد من القضايا الكردستانية وغيرها من القضايا المختلفة، إلا أن للرجل دوره السياسي خلال كل المرحلة الماضية وقدم الكثير من الخدمات والمواقف لصالح القضية الكردية وحتى هنا في حواره قدم رؤية واضحة حول الحقوق المستحقة لشعبنا في الجزء الكردستاني الملحق بسوريا على إنها "قضية أرض وشعب" ويحق له أن يحقق مصيره بنفسه؛ إن كان من خلال حكم ذاتي أو نظام فيدرالي اتحادي لا مركزي وذلك بالرغم من محاولات القناة ومذيعها أخذ اعتراف منه؛ بأن القضية الكردية في سوريا لا ترتقي لمستوى قضايا أشقائهم في الأجزاء الأخرى، لكن الرجل يصر على موقفه على إنها قضية حقوق شعب على جغرافيته التاريخية.. نعم نختلف معه في عدد من القضايا والمواقف ولكن علينا عدم بخس حق الآخر مهما كانت درجة الاختلاف معه سياسياً وفكرياً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف