الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوان بين الفاشية والخمينية والديمقراطية الامريكية

فيليب عطية

2006 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لايهمني في هذا المقال ان أ شير الي تاريخ الاخوان وما شابه من عمالة للملك والانجليز وحتي الامريكيين رغم ان مولاهم وشهيدهم قتل علي يد الملك ،فما يهمني حقا ان اتناول تلك المراهنات الساذجة بأن الاخوان هم فرس السباق الرابح في الازمة المصرية،وهاهي خطوة ونصف الخطوة ونجد الاخوان علي عرش مصر،ولما لا الايتربعون الآن علي عرش مجلس الشعب (سامح الله من وصفه بهذا الوصف) ثم وهذا هو الاهم الايتربعون علي عرش الشارع المصري ؟وكل ما هو مطلوب ان تعصف بالبلاد ازمة حادة تزعزع اركان النظام الحاكم فيهرع الي الشوارع فتية الحزب البواسل لينادوا "حي علي الفلاح....حي علي الجهاد"وهكذا تسقط في أيديهم الثمرة التي طال انتظارهم لها ،وهكذا بكل بساطة نجد الخميني المصري او المصخميني ،أولم يحدث الامر في ايران بهذه الطريقة رغم انف الشاهنشاه ورغم انف امريكا ورغم انف الحلف الاطلسي كله ؟
كانوا يتراهنون هكذا في الخمسينات ،وكان الامام الشهيد يعد نفسه للخلافة ،لكن الامور سارت علي نحو مغاير تماما:قتل الامام واستولي الضباط الاحرار علي السلطة وبعد فترة قصيرة من الكلام المدهون بالزبد وجد اعضاء الحزب انفسهم داخل السجون والمعتقلات....ولم ينبس الشارع ببنت شفة فقد كان هناك الزعيم الذي يعبر عن احلامه وآ ماله. صحيح ان الظروف كانت اقوي من الزعيم وصحيح ان الحسابات الخاطئة هزت صورته، لكن لايعني هذا ان الجماهير المصرية يمكن ان تمنح ثقتها لمجموعة من الرعاع يبشرونه بالجنة وهم يضاربون بالدولار ويعدونه بالفرج وهم لايجيدون سوي الهرج :الشعب المصري اذكي من ان يفعلها،فهو رغم ايمانه وتقواه لايأمن للمشايخ ويحفل قاموس الفولكلور المصري بالنوادر والنكات عن اصحاب الذقون والمؤذنون
ومصر ليست ايران:وقفت القوي الدولية غير آبهة بما يحدث في ايران تحت وهم ان النظام الجديد لن يختلف كثيرا عن نظام الشاه،ولم يكن ابرع المحللين الامريكيين يتوقع ان آيات الله يحملون معهم احلام الفرس القديمة ،ويزيد الطين بلة تلك الحركات الاجرامية التي تتستر باسم الدين وتقوم بين الفينة والاخري ببعض الفر قعات التي لاتؤدي الا لتأجيج الجماهير العاجزة عن فهم دهاليز السياسة الدولية فتتصور ان ما يحدث ليس سوي لعبة حلوة ينبغي تشجيعها ،وان امكن محاكاتها
اضف الي ذلك تصور البعض ان النظام الايراني الجديد يمكن ان يكون شوكة في جانب الاتحاد السوفيتي المنهار .ذهب كل هذا ادراج الرياح،وتحولت ايران الي خطر حقيقي يمكن ان يعصف بمصالح الغرب الحيوية في الخليج وخارج الخليج
الوضع في مصر امر وأنكي:سقوط مصر في قبضة نظام ديني متطرف يعني سقوط الشرق الاوسط كله ،ليس هذا فحسب بل ويشكل تهديدا فعليا لدولة لايمكن ان يتنازل عنها الغرب بسهولة وهو الذي اقامها ومولها وساندها وما يزال.لهذا فان تدخل القوي الدولية لحسم اي انزلاق سياسي مصري امر لابد من حدوثه ،ودعونا من التصور الساذج للديمقراطية الامريكية بأنها ديموقراطية جماهير فهي في الاساس ديمقراطية مصالح حيوية واذا تعرضت تلك المصالح للخطر فالي الجحيم بالجماهير والي الجحيم بالعالم كله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه