الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر34

عبدالرحيم قروي

2024 / 2 / 25
الارشيف الماركسي


أصول الفلسفة الماركسية
الجزء الأول
تأليف جورج بوليتزر، جي بيس وموريس كافين
تعريب شعبان بركات
الحلقة الرابعة والثلاثون

ب) – الأفكَار القَديمَة وَالأفكَار الجَديدَة
رأينا في دراستنا لأصل الأفكار (الدرس الثاني عشر المسألة الثالثة) أن التناقض بين الأفكار والنظريات يعكس تناقضاً موضوعياً في المجتمع.
فلننظر مثلاً إلى الأزمات الاقتصادية التي تولدها الرأسمالية سببها الموضوعي هو التناقض بين طابع ملكية وسائل الإنتاج الخاص وطابع عملية الإنتاج الاجتماعي . فكيف نحل هذا التناقض؟
تجيب طبقة البروليتاريا الثورية بقولها: بواسطة جعل وسائل الإنتاج اشتراكية، وبواسطة الاشتراكية، فتزول عندئذ الأزمات، وتزدهر قوى الإنتاج في خدمة الجميع. وتجيب البرجوازية بقولها على ذلك، وهي المالكة لوسائل الإنتاج التي تستفيد منها أقصى الأرباح: فلنحدد قوى الانتاج لأنها تجلب الخطر على نظامنا، فننقذ بذلك علاقات الإنتاج الرأسمالية التي تضمن لنا إمتيازاتها. وإذا بنفس الطبقة، التي كانت بالأمس تتغنى بفضائل العلم، تلعن اليوم هذا العلم لأنها تعتقد أن الخطأ في تضخم الإنتاج أنما هو خطأ العلم. وأما البروليتاريا فهي، على العكس، تتغنى بمديح العلم فهي تعتقد أن سبب الأزمات ليس هو تقدم العلم بل هو النظام الاجتماعي والرأسمالية، ولهذا فأن العلم، في النظام الاشتراكي، يجلب الرخاء.
نرى أن هناك نضالا بين الأفكار على أساس تناقض موضوعي إلا وهو تناقض الرأسمالية.
فهناك من جهة الفكرة التي ينشرها المفكرون والصحفيون البرجوازيون القائلة بأن العلم شرير، يجب وضعه تحت المراقبة، وأن ما يحرزه من تقدم مصيبة، فيجب ربطه بالدين.
ولهذا نجد الجرائد والمجلات تطفح بالسحر و "بالعلوم الغيبية" إلى جانب مناهضة الشيوعية وصور فتيات الغلاف. وكذلك نجد وزير التربية الوطنية يدعو في نص رسمي إلى النزعة التجريبية، أي إلى وسائل البحث التي تخطاها العلم منذ أمد طويل.
ولهذا فليست هذه الدعاية الصاخبة الخفية ضد العلم والعودة إلى النظريات الصوفية للقرون الوسطى مجرد صدفة.
وكذلك ليس مجرد صدفة أن نسمع اليوم البرجوازية تردد بصور مختلفة أنه ليس هناك قوانين موضوعية، ولهذا يجب أن لا "نحاول الفهم". وليس مجرد صدفة أن يسعى مشروع "إصلاح" التعليم، الذي قدمه الوزير اندريه ماري، على غرار فرنكو، إلى أفساد الثقافة العامة. كل هذا (وما شابهه من موضوعات ظهرت في عهد فيشي الفاشستي) هو التعبير الفكري عن مصالح طبقة حكم عليها تطور المجتمعات وتود أن يعود التاريخ القهقرى.
فهناك أفكار قديمة ونظريات مضى زمانها تخدم الآن مصالح قوى المجتمع الزائلة. وأهمية هذه الأفكار هي في أنها تعيق تطور المجتمع وتقدمه .
ومن البديهي أن كراهية العلوم واحتقارها يفيدان في الوقت الحاضر البرجوازية لأن ازدهار العلوم السلمي يعرض نظام هذه البرجوازية للخطر .
تقوم البروليتاريا، وهي الطبقة الثورية، مقابل ذلك بنشر الفكرة القائلة بوجوب تشجيع تقدم العلوم.
وتتفق هذه الفكرة تماماً مع نمو قوى الإنتاج، ولا يمكن أن يقوم بهذا التشجيع سوى نضال البروليتاريا الثوري.
فهناك قوى ونظريات جديدة تقف في الطليعة تخدم مصالح قوى الطليعة في المجتمع. وأهمية هذه الأفكار والنظريات أنها تسهل تطور المجتمع وتقدمه، وزيادة على ذلك تزداد أهميتها كلما عكست بصورة صادقة حاجات تطور حياة المجتمع المادية .
ولهذا توجد الطبقة العمالية، عند استلامها الحكم، الظروف المادية التي تساعد على ازدهار العلوم. وهي تشجع الفكرة القائلة بأن العلم ضروري لسعادة الناس. ولهذا فأن تطور علم الحياة (البيولوجيا) المتشوري في الاتحاد السوفياتي أصبح قضية الفلاحين الكولخوزيين الذين يشاركون في تكوين أنواع جديدة، وبهذا تزداد سرعة الوصول إلى الشيوعية. (انظر الشريط: صيف رائع).
الأفكار هي إذن قوى. والأفكار القديمة هي قوى رجعية، ولهذا تأخذ بها الطبقات الرجعية، وأفكار الطليعة هي قوى تساعد على تقدم المجتمعات ولهذا تشجعها الطبقات الصاعدة.
لا يجب أن نستخلص من ذلك أن الطبقات المتضاحنة توجد بصورة تلقائية الأفكار المطابقة لحاجاتها. الأفكار هي ثمرة عملية المعرفة. تتكون الأفكار في مجتمع يسيطر فيه تقسيم العمل (كحال المجتمعات المنقسمة إلى طبقات) كنظريات يقوم بوضعها أشخاص مختصون بهذه المهنة وهم الكهان، والفلاسفة والعلماء والفنيون والمربون والفنانون والكتاب، الخ... ولكن تستخدم هذه الأفكار الطبقية بأجمعها.
هذا من جهة ومن جهة ثانية فأننا، حين نتحدث عن الأفكار الجديدة، فلا يجب أن نفهم ذلك بصورة تخطيطية. إذ يحدث أن تتخلى طبقة ما عن فكرة فتستخدمها فيما بعد طبقة أخرى في صور أخرى. وهكذا فقد قالت البرجوازية الثورية (ديدرو، كوندوسيه) أن العلم خيِّر. فقال بهذه الفكرة العامل الثوري وجددها، ويمكنه أن يستخلص منها جميع النتائج العملية (في بناء الاشتراكية) بينما عجزت البرجوازية عن السير بهذه الفكرة حتى النهاية. وهكذا يمكن أن تستخدم الطبقات أفكاراً استُخدمت من قبل. وليس في هذا ما يبعث على الدهشة. فلقد تعلم الناس من التجربة قدرة الأفكار فلا تهمل طبقة ما، من بين الأفكار الموجودة تلك التي تساعد على امتداد سلطانها. كما أنه يمكن لطبقة ما أن تطرد من أفكارها الفكرة التي لا تناسبها. فإذا بالبرجوازية، اليوم، تطأ بأقدامها "علم الحريات الديمقراطية البرجوازية" التي جعلت الجماهير المضطهدة تتحالف معها ضد الإقطاع.
وتحاول هذه الطبقة، فيما عدا ذلك، أن تجعل من الأفكار القديمة التي تستخدمها أفكاراً "جديدة": مثال ذلك أن هتلر أراد أن يجعل من النظرية القديمة عن العنصر أو الدم فكرة علمية. وكان هناك علماء آمنوا بما قال. كما كان موسوليني يصرح أن الاشتراكية البروليتارية هي "أسطورة قديمة" وأن الفاشية "أسطورة الجديدة"!
ولا يحكم على "الجدة" بالزمن بل بقدرتها على حل المشاكل التي تنشأ في زمن معين. ولهذا فأن كتاب "رأس المال" لماركس هو أكثر جدة من كل ما يُعلم حديثا في الجامعات البرجوازية كاقتصاد سياسي.
وهناك ملاحظة أخرى. إذا كانت الأفكار دائماً في خدمة طبقة ما أو مجتمع معين تاريخياً فلا يجب أن نخلص للقول بأن الأفكار جميعها تتساوى في قيمتها. فالفكرة القائلة بأن العلم مسيء هي فكرة خاطئة ـ أي أنها تعارض الواقع لأن تقدم المجتمعات الإنسانية مستحيل بدون العلوم.
أما الفكرة القائلة بأن العلم خيِّر فهي فكرة صحيحة، تطابق واقع الوقائع. والبروليتاريا، وهي الطبقة الصاعدة، بحاجة للحقيقة كحاجة البرجوازية، الطبقة الزائلة إلى الكذب .
غير أن الأفكار الخاطئة هي قوة فعالة ولا تقل فعاليتها عن فعالية الأفكار الصحيحة. ويجب محاربتها بواسطة أفكار صحيحة تقدمية تعكس بصورة أصدق حاجات التطور الاجتماعي مما يضمن لها النصر الأخير وتزداد قيمتها يوماً بعد يوم حتى تصبح لا غنى عنها، وهذا ما يفسر امتداد انتشار هذه الأفكار.

ج) – تقومُ الأفكار الجَديدَة بالتّنظيم وَالتعبئَة وَالتَحويل
لا تظهر الأفكار والنظريات الجديدة الا حين يثير تطور حياة المجتمع المادية مهام جديدة أمام المجتمع. حتى إذا ما ظهرت هذه الأفكار والنظريات أصبحت قوة لها أهميتها الكبرى تسهل أتمام المهام الجديدة التي أثارها تطور حياة المجتمع المادية، كما أنها تسهل تقدم المجتمع. تظهر عندئذ أهمية عمل هذه الأفكار والنظريات الجديدة في التنظيم والتعبئة والتحويل، وكذلك أهمية عمل الآراء والمؤسسات السياسية الجديدة.
والحقيقة أن ظهور الأفكار الجديدة والنظريات الاجتماعية حق لأنها ضرورية للمجتمع، ولأن حل المشاكل الملحة التي يثيرها تطور حياة المجتمع المادية يصبح مستحيلا بدون عمل هذه الأفكار والنظريات في التنظيم والتعبئة والتحويل.
وبما أن هذه الأفكار والنظريات الجديدة قد أثارتها المهام الجديدة التي يولدها تطور حياة المجتمع المادية فأنها تشق طريقها وتصبح ملك الجماهير الشعبية التي تعبؤها وتنظمها ضد قوى المجتمع الزائلة فتساعد بذلك على قلب هذه القوى التي تعيق تطور حياة المجتمع المادية .
لهذا النص أهمية كبرى لأنه يوضح لنا الصور التي تتخذها الأفكار الجديدة في عملها:
ـ فهي تعبىء الهمم أي أنها تثير وتبعث الحماس وتحرك الجماهير .
ـ وهي تنظم، أي أنها تضفي على هذه الحركة الوحدة والانسجام الدائمين (مثال: فكرة النضال من أجل السلام ولدت جمعيات السلام التي تنظم حركة السلام).
ـ وهي تحول، أي أنها لا تؤثر فقط على الوعي فتسمو به، بل هي تتيح حل المشاكل التي يعانيها المجتمع بصورة فعلية.
"تصبح النظرية قوة مادية متى ما آمنت بها الجماهير ".
وفي التاريخ أمثلة كثيرة على هذا الدور الثلاثي للأفكار الجديدة.
فلقد عبأت، في عام 1789، الفكرة التقدمية القائلة بأن الأمة سيدة مصيرها وأن عليها أن تضع لنفسها دستوراً يجعل جميع الفرنسيين متساوين أمام القانون ويقضي على الأمتيازات، عبأت هذه الفكرة الجماهير لأنها كانت جواباً على مشكلة العصر التاريخية، وأثارت اندفاع الشعب المنظم ضد النظام الإقطاعي القديم.
كما أتاحت، في تشرين 1917، الفكرة التقدمية القائلة بأنه يجب القضاء على حكومة كيرنسكي وتسليم السلطة إلى السوفيات لضمان تحرير القوميات المضطهدة، أتاحت هذه الفكرة تنظيم الجماهير وتعبئتها ومن ثم تحويل المجتمع.
ويمكننا أن نعدد الأمثلة على ذلك، ولكن أليس هناك مثال يهم العمال الفرنسيين أكثر من غيره؟
لاحظ موريس توريز في تحليله للوضع الذي القاه في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي (حزيران 1953) أن "الأمر الخطير في هذه الساعة هو تقدم فكرة الوحدة بين الجماهير الشعبية" فلماذا هذه الوحدة؟" أنها من أجل العمل على انتصار سياسة سلمية واستقلال قومي في بلادنا، سياسة حرية وتقدم اجتماعي". فكيف توصل العمال، الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم، إلى هذه الفكرة؟ لأن جميع التناقضات السياسية التي نشأت عن مشروع مارشال وعن ميثاق الأطلنطي قد ظهرت".
وهذه سياسة حرب واستعباد مرهقة، كما أنها سياسة فاشستية ورجعية اجتماعية. فلقد أدرك العمال أنه لا سبيل لتغيير ذلك الا بالاتحاد والعمل بفضل الاتحاد".
وهكذا استولت فكرة الاتحاد على الجماهير شيئاً فشيئاً فهي، تعبئهم وتنظمهم سواء كان ذلك في لجان الإضراب أم في لجان السلام أم لجان الدفاع عن الحريات.
وهكذا تتم التحولات المادية التي جعلها الوضع ضرورية. وذلك بفعل الجماهير الواعي.
كما يظهر خطر الأفكار الجديدة، التي تثيرها المهام التي يبعثها التاريخ، حين تتلقفها الجماهير التي تصنع التاريخ. فتعمل عندئذ كما تعمل القوى المادية. حتى أن اعداء التقدم مضطرون إلى خداع هذه الأفكار التي يخشونها في أيدي الرجال الشجعان. وذلك هو شأن البرجوازية وخدامها الزعماء الاشتراكيين. ويلاحظ موريس توريز أنه بلغ من خوف هؤلاء من اتساع حركة الوحدة "أنهم يحاولون التمسك بشعار الوحدة للنضال ضد الوحدة". ولكن الخداع لا يمكن أن يقف في وجه قوة الجماهير الواعية التي تعرف إلى أين تسير، وماذا تريد، وماذا يجب عليها .
4 – الخلاصَة
أن أهمية الأفكار والنظريات الاجتماعية وعملها عظيم نخلص من ذلك إلى بعض النتائج:
1 ـ الأفكار قوى فعالة. ولهذا يسيء الثوري الذي يهمل محاربة وجهات النظر الخاطئة المنتشرة بين العمال إلى مجموع الحركة، فهو يسير على طريق النزعة المادية الساذجة السيء. ولا يسير عن طريق النزعة المادية الجدلية الصلب، وهي أساس الاشتراكية العلمية النظرية. مثال: أن ترك الصحافة البرجوازية، ومنها جريدة "الفرانك تيرور" تؤثر في العمال يعني ترك هؤلاء العمال فريسة للأفكار القديمة التي تعيق التقدم الاجتماعي.
ولقد غرس لينين عام 1900 بواسطة جريدته الأسكرا بذور الأفكار الجديدة في وعي العمال. ونمت هذه البذور وترعرعت. وتبنى الثوريون هذه الأفكار فتولد عنها الحزب الذي قاد الثورة الاشتراكية فيها بعد. فنضال الأفكار مظهر ضروري من مظاهر النضال الطبقي. ولهذا فأن عدم محاربة الأفكار المفيدة لسيطرة البرجوازية يعني تقييد البروليتاريا.
2 ـ الوجود الاجتماعي يحدد الوعي الاجتماعي، ولكن الوعي الاجتماعي يؤثر بدوره على المجتمع. وليس هذا التأثير ضرورياً فقط لتحقيق التغييرات المادية بل أن الفكرة في بعض الأحيان، هي التي تقوم بدور خطير. ويكون صدق الشعارات حينئذ حاسماً.
مثال: تنتقص البرجوازية الرجعية، في الوقت الحاضر، مصالح العمال والفلاحين والموظفين. فوحدة العمل إذن ممكنة ماديا. ولكن يجب أن يفهم هؤلاء ذلك! فيصبح عندئذ العنصر الفعال هي فكرة إمكانية تحقيق الوحدة. ولما كانت هذه الفكرة هي العنصر الفعال يردد الزعماء الاشتراكيون على مسامع العمال الاشتراكيين قائلين: "لا تصادقوا الشيوعيين"! كما يبدل المناضلون الشيوعيون ـ وهم أبطال الوحدة ـ جهودهم لحمل العمال الاشتراكيين على العمل المشترك.
يولد نجاح العمل المشترك عند هؤلاء المناضلين فكرة إمكانية الوحدة وحسن صنيعها، لأن هذه الفكرة تسهل أعمالا مشتركة جديدة، وهكذا دواليك حتى النصر المشترك.
مثال آخر: يولد ازدياد قوى السلام المادية بفضل (الاتحاد السوفياتي والديمقراطيات الشعبية وحركة السلم العالمية) وتضاؤل قوى الحرب المادية (كالاستعمار) ظروفا موضوعية تساعد على انتصار التفاوض العالمي، فتصبح عندئذ أرادة السلام، عند الملايين العديدة من الناس، العامل الفاصل، لأن هذه الإرادة إذا بذلت كل جهدها وجب أن تفضي إلى النتيجة الحتمية لأن ظروف نجاحها الموضوعية قد توفرت.
يدلل هذا المثال بوضوح على أن الفكرة تزداد قوتها كلما ازداد عكسها للوضع الموضوعي في ذلك الوقت، وأنها أقرب إلى إمكانيات ذلك الوقت الموضوعية. ويصبح العنصر الذاتي فاصلاً كلما عكس بصدق العنصر الموضوعي. ولهذا فالنزعة المادية الجدلية لا تقضي على الوعي بل هي تجعل له كل قيمته. والمادي الحقيقي ـ على عكس المادي الساذج الذي يتصور " الانعكاس الفكري" كثمرة جامدة لا نفع فيها فيقول: "الظروف الموضوعية حسنة. فلنستسلم لها وكل شيء يجري بسلام" لا يستسلم قط للظروف.
ولقد عبر ستالين في جملة مشهورة عن قوة الفكرة الفاصلة إذا ما توفرت أفضل الظروف الموضوعية لها بقوله: سوف يبقى السلام ويقوى إذا ما تولت الشعوب قضية استقرار السلام ودافعت عنه حتى النهاية. ويمكن للحرب أن تصبح لا مفر منها إذا توصل صانعو الحروب إلى الهيمنة على الجماهير الشعبية بالأكاذيب وخداعها وجرها إلى حرب عالمية جديدة .
3 ـ يضطرنا عمل الأفكار والنظريات الاجتماعية الفعال إلى تكوين نظرية تتفق وحاجات المجتمع المادية اتفاقاً تاماً، كما تتفق مع حاجات الجماهير الكادحة التي تصنع التاريخ وتملك لوحدها القوة القادرة على تحطيم مقاومة البرجوازية المستغلة. ولهذا فأن احتقار النظرية ـ كما يفعل الانتهازيون "أمثال المنشقين الروس وليون بلوم وجول موش ـ يعني حرمان الطبقة العاملة من البوصلة التي تقود الحركة الثورية".
ولهذا قال لينين: "لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ".
ومن فضائل الاشتراكية العلمية، وسنتحدث عن ذلك في الدرس الثاني، أنها، باعتمادها على النزعة المادية الجدلية، تقدر تماماً أهمية عمل الأفكار. فهي تضع إذن النظرية في المكانة السامية التي تستحقها وترى أن من واجبها استخدام كل قوتها على التعبئة والتنظيم والتحويل .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا