الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب الأنجلو-أفغانية

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 2 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحروب الأنجلو-أفغانية، ثلاثة نزاعات مسلحة (1839–42؛ 1878–80؛ 1919) اندلعت فيها معارك كبيرة بعد أن سعت بريطانيا، انطلاقا من قاعدتها في الهند، إلى بسط سيطرتها على أفغانستان المجاورة ومعارضة النفوذ الروسي هناك.
١ الحرب الأنجلو-أفغانية الأولى
في أعقاب حرب أهلية طويلة الأمد بدأت عام 1816،أصبحت عشيرة باراكزاي السلالة الحاكمة في أفغانستان، برئاسة أقوى أعضائها،دوست محمد خان، الذي اعتلى العرش عام 1826. مع مناورات بريطانيا العظمى وروسيا من أجل بسط النفوذ على أفغانستان، اضطر دوست محمد إلى تحقيق التوازن في بلاده بين القوتين العظميين. شعر البريطانيون بأن دوست محمد كان إما معاديا لهم أو غير قادر على مقاومة الاختراق الروسي، فتحركوا للقيام بدور مباشر في الشؤون الأفغانية. في البداية، تفاوضوا بشكل غير مرض مع دوست محمد، ثم صدر أمر بغزو أفغانستان من قبل الحاكم العام للهند، اللورد أوكلاند، بهدف إعادة تنصيب الحاكم الأفغاني المنفي شاه شجاع على العرش.
في أبريل 1839، دخل الجيش البريطاني قندهار ، بعد معاناة شديدة من صنوف الحرمان، وتم تتويج شجاع بعد ذلك شاها. تم الاستيلاء على غزنة (غزني حاليا) في يوليوز الموالي، وفي غشت تم تنصيب شجاع في كابول. لكن الأفغان لم يتسامحوا مع أي احتلال أجنبي أو مع فرض ملك عليهم من قبل قوة أجنبية، فاندلعت المظاهرات والاحتجاجات. دوست محمد - الذي هرب أولاً إلى بلخ ثم إلى بخارى، حيث تم القبض عليه - هرب من السجن وعاد إلى أفغانستان لقيادة أنصاره ضد البريطانيين. في معركة باروان التي دارت أطوارها يوم 2 نونببر 1840، كانت اليد العليا لدوست محمد، لكنه استسلم في اليوم التالي للبريطانيين في كابول. تم ترحيله إلى الهند مع معظم أفراد عائلته.
استمرت الاحتجاجات والاشتباكات في جميع أنحاء البلاد، ووجد البريطانيون في النهاية أن موقفهم لا يمكن الدفاع عنه. تمت مناقشة شروط انسحابهم مع أكبر خان، نجل دوست محمد، لكن السير ويليام هاي ماكناغتن، الوكيل السياسي البريطاني، قُتل أثناء مفاوضات مع الأفغان.
يوم 6 يناير 1842، خرج حوالي 4500 جندي بريطاني وهندي، مع 12000 من أتباع المعسكر، من كابول. واحتشدت عصابات من الأفغان حولهم، وانتهى الانسحاب بحمام دم. قُتل شجاع بعد مغادرة البريطانيين كابول. على الرغم من أن القوات البريطانية أعادت احتلال كابول في صيف العام نفسه، إلا أن الحاكم العام الجديد للهند، اللورد إلينبورو ، قرر إخلاء أفغانستان، وفي عام 1843 عاد دوست محمد إلى كابول واستعاد العرش.
٣ الحرب الأنجلو-أفغانية الثانية
في نوفمبر 1875، عين رئيس الوزراء البريطاني بنيامين دسرائيلي اللورد ليتون حاكما عاما للهند. كان ليتون أثناء خدمته مهتما في المقام الأول بعلاقات الهند مع أفغانستان. في وقت تعيينه، كان النفوذ الروسي يتنامى في أفغانستان، وكان لدى ليتون أوامر بمواجهته أو تأمين حدود محصنة بالقوة.
بعد وقت قصير من وصول ليتون إلى الهند، أبلغ شير علي خان – الابن الثالث لدوست محمد، الذي تولى العرش بعد وفاة والده – أنه كان يرسل "مهمة" إلى كابول. وعندما رفض الأمير الإذن لليتون بدخول أفغانستان، أعلن ليتون بشكل عدواني أن أفغانستان ليست سوى "قطعة ترابية بين وعاءين معدنيين". ومع ذلك، لم يتخذ أي إجراء ضد المملكة حتى عام 1878، عندما تم قبول الجنرال الروسي ستوليتوف في كابول بينما منعت القوات الأفغانية مبعوث ليتون، السير نيفيل تشامبرلين، من اجتياز الحدود.
قرر نائب الملك ليتون سحق جيرانه "البيبكين" وأطلق الحرب الأنجلو-أفغانية الثانية يوم 21 نوفمبر 1878، بغزو بريطاني. فر شير علي من عاصمته وبلاده، ومات في المنفى في أوائل عام 1879. واحتل الجيش البريطاني كابول، كما حدث في الحرب الأولى، وتم التوقيع على معاهدة في غاندوماك يوم 26 ماي 1879، اعترفت بنجل شير علي، يعقوب خان أميرا. ووافق بعد ذلك على استقبال سفارة بريطانية دائمة في كابول. بالإضافة إلى ذلك، وافق على إدارة علاقاته الخارجية مع الدول الأخرى وفقا "لرغبات ونصائح" الحكومة البريطانية.
لكن هذا الانتصار البريطاني لم يدم طويلاً. ففي 3 شتنبر 1879، قُتل المبعوث البريطاني السير لويس كافانياري ومرافقه في كابول. تم إرسال القوات البريطانية مرة أخرى، وقبل نهاية أكتوبر احتلت كابول. تنازل يعقوب عن العرش الذي ظل شاغراً حتى يوليوز 1880مأصبح عبد الرحمن ابن شقيق شير علي أميرا. في عهد عبد الرحمن، تم رسم حدود أفغانستان الحديثة من قبل البريطانيين والروس.
٣ الحرب الأنجلو-أفغانية الثالثة
خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1914)، كان هناك دعم واسع النطاق في أفغانستان لتركيا العثمانية ضد البريطانيين. إلا أن حاكم أفغانستان في ذلك الوقت، حبيب الله خان، كان قادرا على الحفاظ على سياسة عدم التدخل طوال الحرب. عندما اغتيل حبيب الله يوم 20 فبراير 1919 على يد أشخاص مرتبطين بالحركة المناهضة لبريطانيا، استولى ابنه أمان الله خان على العرش. في ذلك الوقت، كانت بريطانيا لا تزال تمارس تأثيرا مهما على الشؤون الأفغانية. أعلن أمان الله في خطاب تتويجه الاستقلال التام عن بريطانيا العظمى. أطلق هذا الإعلان الحرب الأنجلو-أفغانية الثالثة غير الحاسمة في ماي 1919.
اقتصر القتال على سلسلة من المناوشات بين جيش أفغاني غير فعال وجيش هندي بريطاني منهك بسبب المطالب الثقيلة للحرب العالمية الأولى. ومع ذلك، فإن الحرب التي استمرت لمدة شهر مكّنت الأفغان من إدارة شؤونهم الخارجية. تم التوقيع على معاهدة سلام تعترف باستقلال أفغانستان في روالبندي (في باكستان الآن) في 8 أغسطس 1919، وتم تعديلها في عام 1921. وقبل التوقيع على الوثيقة النهائية مع البريطانيين، أبرم الأفغان معاهدة صداقة مع النظام البلشفي الجديد في الاتحاد السوفيتي. وبذلك أصبحت أفغانستان واحدة من أولى الدول التي اعترفت بالحكومة السوفييتية، وتطورت "علاقة خاصة" بين الحكومتين استمرت حتى دجنبر 1979، عندما غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان أثناء الحرب الأفغانية.
المؤجع: https://www.britannica.com/event/Anglo-Afghan-Wars








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة