الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة -اذهبوا فأنتم الطلقاء-

إلياس شتواني

2024 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل فعلا عفا الرسول العربي يوم دخوله مكة عن أعدائه ولم يهدر دمهم؟

نقرأ في كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير - الجزء 6 - ص 558 إلى 561 صفة دخول الرسول العربي مكة:

"قال ابن إسحاق: وقد كان رسول الله ﷺ عهد إلى أمرائه أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم، غير أنه أهدر دم نفر سماهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، وهم: عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان قد أسلم وكتب الوحي ثم ارتد. فلما دخل رسول الله ﷺ مكة وقد أهدر دمه، فر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة، فلما جاء به ليستأمن له، صمت عنه رسول الله ﷺ طويلا، ثم قال: «نعم». فلما انصرف مع عثمان قال رسول الله ﷺ لمن حوله: «أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني قد صمت فيقتله؟». فقالوا: يا رسول الله هلا أومأت إلينا؟ فقال: «إن النبي لا يقتل بالإشارة» وفي رواية: «إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين».

قال ابن هشام: وقد حسن إسلامه بعد ذلك، وولاه عمر بعض أعماله، ثم ولاه عثمان. قلت: ومات وهو ساجد في صلاة الصبح، أو بعد انقضاء صلاتها في بيته كما سيأتي بيانه.

قال ابن إسحاق: وعبد الله بن خطل رجل من بني تيم بن غالب.

قلت: ويقال: إن اسمه عبد العزى بن خطل، ويحتمل أنه كان كذلك، ثم لما أسلم سمى عبد الله، ولما أسلم بعثه رسول الله ﷺ مصدقا، وبعث معه رجلا من الأنصار وكان معه مولى له، فغضب عليه غضبة فقتله، ثم ارتد مشركا. وكان له قينتان فرتنى وصاحبتها، فكانتا تغنيان بهجاء رسول الله ﷺ والمسلمين، فلهذا أهدر دمه ودم قينتيه، فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة، اشترك في قتله أبو برزة الأسلمي، وسعيد بن حريث المخزومي، وقتلت إحدى قينتيه، واستؤمن للأخرى.

قال: والحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد قصي، وكان ممن يؤذي رسول الله ﷺ بمكة، ولما تحمل العباس بفاطمة وأم كلثوم ليذهب بهما إلى المدينة يلحقهما برسول الله ﷺ أول الهجرة، نخس بهما الحويرث هذا الجمل الذي هما عليه فسقطتا إلى الأرض، فلما أهدر دمه قتله علي بن أبي طالب. قال: ومقيس بن صبابة، لأنه قتل قاتل أخيه خطأ بعد ما أخذ الدية، ثم ارتد مشركا، قتله رجل من قومه يقال له: نميلة بن عبد الله. قال: وسارة مولاة لبني عبد المطلب ولعكرمة بن أبي جهل، لأنها كانت تؤذي رسول الله ﷺ وهي بمكة.

قلت: وقد تقدم عن بعضهم أنها التي تحملت الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة، وكأنها عفى عنها أو هربت، ثم أهدر دمها، والله أعلم، فهربت حتى استؤمن لها من رسول الله ﷺ فأمنها، فعاشت إلى زمن عمر فأوطأها رجل فرسا فماتت.

وذكر السهيلي أن فرتنى أسلمت أيضا.

قال ابن إسحاق: وأما عكرمة بن أبي جهل فهرب إلى اليمن، وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، واستأمنت له من رسول الله ﷺ فأمنه، فذهبت في طلبه حتى أتت به رسول الله ﷺ فأسلم.

وقال البيهقي: أنبا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمس الفقيه، أنبا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، أنبا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط بن نصر الهمداني قال: زعم السدي عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله ﷺ الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال: «اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة». وهم: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبى سرح؛ فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا، وكان أشب الرجلين فقتله. وأما مقيس فأدركه الناس في السوق فقتلوه. وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم قاصف، فقال أهل السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ها هنا، فقال عكرمة: والله لئن لم ينج في البحر إلا الإخلاص فإنه لا ينجي في البر غيره، اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه، أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما، فجاء فأسلم وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح؛ فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول الله ﷺ الناس إلى البيعة، جاء به حتى أوقفه على النبي ﷺ فقال: يا رسول الله بايع عبد الله، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: «أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟». فقالوا: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك، هلا أومأت إلينا بعينك؟ فقال: «إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين». ورواه أبو داود، والنسائي، من حديث أحمد بن المفضل به نحوه."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي