الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية الأقلام وحركات التحرير في مقاومة العقل الديني

ريم شطيح

2024 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


توضيح بعد حواري الأخير في قناة الفكر الحر عن العقل الديني،

نعم يا صديقي، قلت في لقائي الأسبوع الماضي مع قناة الفكر الحر بموضوع العلمانية والدين إننا بحاجة لإبقاء التوتّر من أجل التطور وحركات التحرير قائماً، فمن الضروري إبقاء هذا الصراع كي نخطوَ أولى الخطوات، نتعلّم من الماضي، ونفتح صفحة جديدة مع العالم.

صدقني في حال توقَّفَ الصراع الفكري والتوتر في الشارع، وتوقفَتْ أقلام الكُتّاب والتنويريين وحركات التحرير، حتى ترى الدينَ يعود أعنف ويخطف العقول مجدداً، وسنراك (انت لاحق شيخ وهيداك لاحق خوري)، وتكون النهايات أسوأ من البدايات.

الناس يا صديقي ترتاح للخرافة أكثر من الحقائق، فالدماغ البشري مصمَّم من أجل البقاء على قيد الحياة أكثر من أي شيء آخر رغم قدرته على الإبداع والتطور، لكنّ البقاء على قيد الحياة يدور حول الحفاظ على الطاقة، ولهذا، فالخرافة مريحة أكثر من الأسئلة الوجودية والتفكير المكثّف الذي يتطلّب إعادة توصيل المسارات العصبية في الدماغ القادر على هذا لكن قد يختار البعض القطيع لأنه مريح أكثر لمن لا يريد خوض هذا الجهد العقلي.

الدين خطيييير، قد يجعلك تصلي وتقتل وتشكر وتتعبّد في آنٍ واحد. الدين ليس أبداً مُهمّة عفوية أو عشوائية يا صديقي؛ العقل الديني وليس الإيمان الروحاني كما قلتُ في اللقاء انتبه، لأنّ الأخير علاقة خاصة مع ربّك، ومتى جعلته شأنا عاماً؛ أصبح عرضةً للاستثمار والتسييس، وما لا يمكن تحقيقه بالإقناع من قِبَل الحُكّام؛ يمكن فرضه بالدين وبكل بساطة (يقلّك هيك الله قال أو هيك الله بدو)، وهنا تكمن أهمية الحركات والأحزاب العلمانية التي تفتح الطريق أمام العقل والتفكُّر وتنتشل عقلك من قبضة رجال الدين أولاً، ولهذا هي مقموعة ومهمَّشة ومراقَبة في بلداننا وواقعة تحت هيمنة السياسة والنفوذ الديني اللذان لا يريدان للشعب الخروج من هذا القطيع.

إنّ دمج الدين بالسياسة لم يُنتج إلاّ الموت والحروب والاستبداد، ولهذا، فإنّ مصلحة الحياة هي بالتطور وبِفكّ هذا الارتباط المشبوه وإبقاء الدين إيماناً فردياً وطقساً روحياً راقياً بعيداً عن التلوّث والاستثمارات السياسية.

لم يقتنع دين بالعلمانية، ولا نظام بالحرية، ولهذا، فالحاجة للصراع من أجل الحريات والتطور هو صراع من أجل البقاء، لأننا عاجلاً أو آجلاً سنكون جميعاً ضحايا الموت والقهر والحروب التي لن تنتهي. إنها صيرورة الحياة يا رفاق؛ أَلا فتنبّهوا!

ريم شطيح - كاتبة وباحثة سورية

رابط اللقاء المذكور: https://youtu.be/DPiamHGGo94
-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي