الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معضلة إقامة بني إسرائيل في مصر (400 أم 430) والرد على التَبريرات الهشة

ابرام لويس حنا

2024 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يذكر التقليد الرباني في The Babylonian Talmud, Megillah ,9a: 16 أن الرباة اليهود مُترجمي النص اليوناني (السبعينية) كتبوا لبطليموس "أَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ وباقي الأراضي فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَة ומושב בני ישראל אשר ישבו במצרים ובשאר ארצות ארבע מאות שנה (שמות יב, מ) وذلك لا يعتقد بطليموس بوجود تناقض بين مدة مكوثهم في ارض مصر بين ما يذكره سفر التكوين :" فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ" ( تكوين 15: 13) ، و بين سفر الخروج :" وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً" ( خروج 12: 40) ، و لأن بني إسرائيل لم يمكثا كل هذه المدة بمصر أضافوا جملة "وفي باقي الأراضي".

قُدمت ثلاث حلول لحل المشكلة بينهما ألا وهم:
1- منذ بداية تغرب إبراهيم مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ ( 430 سنة).
2- منذ ميلاد اسحق و اضطهاده ( 400 سنة).
3- من دخول يعقوب و بني إسرائيل ارض مصر ( 400 / 430 سنة).

الحل الأول منذ بداية تغرب إبراهيم مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ ( 430 سنة)
====================================
يستشهد من ينادون بالحل الأول بما قاله القديس بولس :" لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح... وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله لا يقول وفي الأنسال كانه عن كثيرين بل كانه عن واحد وفي نسلك الذي هو المسيح ، وإنما أقول هذا إن الناموس الذي صار بعد اربع مئة وثلاثين سنة لا ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من الله نحو المسيح حتى يبطّل الموعد" ( غلاطية 3: 15- 17) ، أي انه يتم حساب الـ 430 عاماً منذ بداية وعد الله لإبراهيم ، و لكي يتم حل مشكلة التناقض مع نص الخروج :" أما أقامه بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت اربع مئة وثلاثين سنة" (خروج 12: 40) نادي من يؤمن بهذا الحل بأن القراءة الأصلية لنص ( الخروج 12: 40) كما ورد في السـبعينية 𝔊B : "وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في أرض مصر وفي أرض كنعان (هم و أباءهم αυτοι και οι πατερες αυτων) أربع مئة و ثلاثون سنة ἡ δὲ κατοίκησις τῶν υἱῶν Ισραηλ ἣν κατῴκησαν ἐν γῇ Αἰγύπτῳ καὶ ἐν γῇ Χανααν ἔτη τετρακόσια τριάκοντα " (خروج 12: 40)، الذي يدعمه كلاً من أ) النص السامري ⅏ :" وسكن بني إسرائيل و آبائهم في ارض كنعان وفي ارض مصر اربع مئة و ثلاثين سنة ומושב בני ישראל ואבתם אשר ישבו בארץ כנען ובארץ מצרים שלשים שנה וארבע מאות שנה׃" ‎، ب) و ما قاله يوسيفوس : " لقد غادروا (أي بني إسرائيل) في شهر إكزانثيكوس Xanthicus الذي هو شهر نيسان ، في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري ، من بعد أربع مئة وثلاثين سنة من مجيء جدنا إبراهيم إلى كنعان ، و بعد مئـتي و خمسة عشر سنة من بعد ارتحال يعقوب إلى مصر ، وعندما كان موسى في عمر الثمانين عاماً" ( Antiquities of the Jews — Book II, Chapter 15.2). و بناءاً على ما قاله يوسيفوس وفيما سيتم توضيحه بعد قليل ، فإن عدد السنين الأربع مئة و الثلاثين تقسم إلى فترتين متساويتين (215 عاماً في كنعان + 215 عاماً في مصر) ، ج) الا أن ترجوم يوناثان المزيف بالرغم من موافقته على ان سنين الغربة تضمن كذلك كنعان الا انه يقول بإن بني اسرائيل اقاموا في مصر 210 سنة فقط و ليس 215 " وكانت أيام بني إسرائيل التي سكنوها في مصر ثلاثون أسبوعا أي مئتين وعشر سنين ، و يُقصد بالعدد الأربعمائة وثلاثين سنة منذ أن كلم الرب إبراهيم" (Targum Pseudo-Jonathan to the Pentateuch ,Ex 12:40) ، بما أن السبعينية و السامرية و يوسيفوس أقدم من النص الماسوري العبري التقليدي مع الدعم من ترجوم يوناثان، فإن قراءتهم هي العبارة الأصلية ، بينما يتم اعتبار أن النص الماسوري العبري التقليدي اسقط عبارة (وفي أرض كنعان)، ومن حجهم في تخطئة النص الماسوري هو إن عين الكاتب قفزت من الميم في مصر מצרים إلى النون في كنعان כנען وذلك حين كان النص مكتوباً باللغة العبرية القديمة Paleo-Hebrew وليست العبرية المربعة.

و يتم حساب تلك السنين كالتالي:

أ) قبل دخول يعقوب أرض مصر ( في كنعان):-
----------------------------------------------
1- يذكر سفر التكوين أن " يعقوب عاش في ارض مصر سبع عشرة سنة، فكانت أيام يعقوب سنو حياته مئة وسبعا وأربعين سنة" (تكوين 47: 28) ، و هذا يعني أن يعقوب و بني إسرائيل وصلوا إلى مصر (تكوين 46) و يعقوب في سن 130 أي أن يعقوب تغرب في أرض كنعان 130 عاماً

2- يذكر سفر التكوين أن يعقوب وُلِدَ عندما كان اسحق أباه في سن الستين عاماً: " هذه مواليد اسحق بن إبراهيم...فخرج الأول احمر كله كفروة شعر، فدعوا اسمه عيسو وبعد ذلك خرج اخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب وكان اسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما" ( تكوين 25: 19، 25، 26) أي أن فترة تغرب اسحق في أرض كنعان 60 عاماً لحين ولادة والديه كانت 60 عاماً

3- يذكر كذلك سفر التكوين أن اسحق ولد عندما كان إبراهيم في سن 100 عام:" وكان إبراهيم ابن مئة سنة حين ولد له اسحق ابنه" ( تكوين 21 : 5) ، بينما دعا الله إبراهيم للخروج من حاران وهو في سن 75 :" و اخذ تارح أبرام ابنه و لوطا بن هاران ابن ابنه و ساراي كنته امرأة أبرام ابنه، فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى ارض كنعان فاتوا إلى حاران و أقاموا هناك... وقال الرب لأبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك واعظم اسمك وتكون بركة، وأبارك مباركيك ولاعنك العنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض، فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط، و كان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران" ( تكوين 11 : 31 ، 12: 1- 4) ، أي أن المدة التي تغرب فيها إبراهيم لحين ولادة ابنه اسحق كانت 100 – 75 = 25 عاماً

وعلى هذا تكون فترة الغربة في أرض كنعان قبل دخول يعقوب إلى ارض مصر: إبراهيم ( 25 عاماً لحين ولادة اسحق ) + اسحق ( 60 عاماً الفترة التي قاضها اسحق في الغربة لحين ولادة يعقوب ) + يعقوب ( 130 عاماً الفترة التي قاضها يعقوب في كنعان قبل النزول إلى مصر ) = 215 عاماً.

أ) بعد دخول يعقوب ارض مصر ( في مصر):-
------------------------------------------------
يذكر سفر العدد ان والدة موسي "يوكابد" زوجة عمرام ولدت في مصر " وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاَوِي الَّتِي وُلِدَتْ لِلاَوِي فِي مِصْرَ، فَوَلَدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا" ( العدد 26: 59)، مما يجعل الفترة حتى ولادة موسي قصيرة.

الاعتراضات على الحل الأول:
*************************
1- يُبنى افتراض القراءة الأصلية " مصر و كنعان" على نص السـبعينية و النسخة السامرية ، على أنها أقدم من المخطوطات العبرية الماسورية ، ولكن يُرد على هذا بأن قراءة لفائف قمران 2Q2 تدعم النص الماسوري حيث تقرأ "بمصر במצרים " (بعد إعادة استعادة نص اللفافة و الأخذ بالاعتبار مسافات الأحرف : ומושב] בֿני ישראל[ א]שרֿ יש]בֿ[ו במצרים שלשים שנה וארבע מאות שנה) و ترجوم أونكيلوس וּמֹותַב בְנֵי ישראל דִיתִיבוּ בְמִצרָיִם אַרעַא מְאָה וּתלָתִין، و ترجوم نيوفيتي ומשרוייהון די בני ישראל די שרון במצרים ארבע מאה ותלתין שנין، و البشيطتا السريانية ܒܡܨܪܝܢ ، و الفولجاتا اللاتينية Aegypto ، و لفافة 4Q14 كذلك التي تقرأ (بأرض مصر ב֯ארץ מֿ[צר]ים שלשים שנֿ[ה ]וארבע מאות שנ֯ה֯ ) والتي تدعمها كذلك بعض مخطوطات البشيطتا السريانية ( أرض مصر ܒܐܪܥܐ ܕܡܨܪܝܢ )، بينما قراءة (مصر وكنعان ἐν γῇ Αἰγύπτῳ καὶ ἐν γῇ Χανάαν) تكاد تقتصر على النسخ اليونانية السبعينية وليست كل المخطوطات السبعينية ، كما أن الاختلافات بينها والزيادات توضح كونها قراءات ثانوية، فقراءة " مصر وكنعان" تدعمها قراءة النسخة الفاتيكانية 𝔊B و المجلد الإسكندري 𝔊A والنص السامري ⅏ الا ان النص السامري يعكس الترتيب فبدلاً من ( في مصر و كنعان) أوردها ( في أرض كنعان و في أرض مصر בארץ כנען ובארץ מצרים ) و ذلك لأن هذا هو الترتيب الأكثر منطقية، كما إن نص النسخة الإسكندرية تضيف عبارة (هم و أباءهم αυτοι και οι πατερες αυτων ) بعد عبارة (مصر وكنعان) ، بينما النص السامري يضيف ( و أباءهم וַאֲבֹתָם ) بعد عبارة (بني إسرائيل)، وطبقاً لقواعد النقد النصي بتفضيل القاعدة الأصعب التي تُبرر سبب القراءات الأخرى فإنه يتضح بأن قراءة "في مصر" فقط هي القراءة الأصلية، هذا بالإضافة إلى ما أورده يوسيفوس بأن المدة التي قضاها بني إسرائيل في مصر كانت اربع مئة عام (بغض النظر عن 430 عاماً أم 400 عاماً) : "أجبر المصريون بني إسرائيل على الأعمال الشاقة ، وقد قضي بني إسرائيل في هذه الآلام اربع مئة سنة، فقد أراد المصريون إبادة بني إسرائيل ، إلا انهم صمدوا حتى النهاية" (Antiquities of the Jews — Book II, Chapter 9.1) مما يُبين لنا علم يوسيفوس بأن هذه المدة هي خاصة فقط ببـني إسرائيل أثناء وجودهم في مصر (وهذا يدعم القراءة الأصلية) ، وقد يبدو هذا متعارض مع قاله يوسيفوس في ) Antiquities of the Jews — Book II, Chapter 15.2) بأنهم أقاموا في مصر 215 سنة فقط ، ألا انه يبدو أن يوسيفوس تأثر بالترجمة السـبعينية أو بآراء الرباة في هذا الأمر مثلما ما يورد في ترجوم يوناثان ، أو كما تظهر لنا القوائم الربانية قيام الشيوخ الحاخامين بإضافة "وفي كل الأراضي" إلى بطليموس على القراءة الأصلية ، راجع Wayne A. Mitchell, The Israelite Sojourn in Egypt: 430´-or-215 Years? A Text Critical Analysis.

2- يؤكد العهد الجديد على المدة المقصودة هنا في العدد خاصة ببقاء بني إسرائيل في مصر فقط بغض النظر أكان يقصد 400 عاماً أم 430 عاماً ، فنجد مثلاً بولس الرسول يقول: " فَقَامَ بُولُسُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَالَّذِينَ يَتَّقُونَ اللهَ، اسْمَعُوا! إِلهُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ هذَا اخْتَارَ آبَاءَنَا، وَرَفَعَ الشَّعْبَ فِي الْغُرْبَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَبِذِرَاعٍ مُرْتَفِعَةٍ أَخْرَجَهُمْ مِنْهَا. وَنَحْوَ مُدَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، احْتَمَلَ عَوَائِدَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ. ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ فِي نَحْوِ أَرْبَعَمِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً أَعْطَاهُمْ قُضَاةً حَتَّى صَمُوئِيلَ النَّبِيِّ." (أعمال 13 : 16- 20) فهنا بولس حسب المدة التي قاضها الشعب في الغربة في ارض مصر ( 400 عاماً ) "اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ " (التكوين 15: 13) بالإضافة فترة التيه في البرية ( نحو أي تقريباً 40 عاماً) "وَالأَيَّامُ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ حَتَّى عَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ، كَانَتْ ثَمَانِيَ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الْجِيلِ، رِجَالُ الْحَرْبِ مِنْ وَسَطِ الْمَحَلَّةِ، كَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ" ( التـثنية 2: 14) ثم فترة الحروب مع كنعان، وقد استمرت 7سنين نحسبها هكذا: كان عمر كالب حين أرسله موسى للتجسس 40 سنة "كُنْتُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ أَرْسَلَنِي مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ مِنْ قَادَشِ بَرْنِيعَ لأَتَجَسَّسَ الأَرْضَ. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ بِكَلاَمٍ عَمَّا فِي قَلْبِي" ( يشوع 14: 7) ولما قسم يشوع الأرض كان عمر كالب 85 سنة " وَالآنَ فَهَا قَدِ اسْتَحْيَانِيَ الرَّبُّ كَمَا تَكَلَّمَ هذِهِ الْخَمْسَ وَالأَرْبَعِينَ سَنَةً، مِنْ حِينَ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى بِهذَا الْكَلاَمِ حِينَ سَارَ إِسْرَائِيلُ فِي الْقَفْرِ. وَالآنَ فَهَا أَنَا الْيَوْمَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً " ( يشوع 14: 10) ، فيكون بين الحادثتين 45 سنة منها 38 سنة توهان في البرية فتكون مدة الحروب 7 سنين اى تقريباً عشر سنوات و بالتالي ( 400 + 40+ 7 = 447 عاماً أي نحو 450 عاماً كما ذكر )، وقد يبدو هذا متناقض مع ما يقوله بولس في رسالة ( غلاطية 3: 15- 17) ، ولكن عند القراءة الجيدة للنص نجده يحسب بناءاً على "المواعيد" ( وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله)، وبالفعل المواعيد قيلت ليعقوب "في نسله" : "فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَقَالَ: «يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا»، فَقَالَ: «أَنَا اللهُ، إِلهُ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ إِلَى مِصْرَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ، أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ إِلَى مِصْرَ، وَأَنَا أُصْعِدُكَ أَيْضًا. وَ يَضَعُ يُوسُفُ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْكَ" (تكوين 36: 1- 4).

3- تم بيع يوسف في سن السابعة عشر من عمره "إِذْ كَانَ ابْنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً" (التكوين 27: 2) ، ثم بقي في السجن لمدة 13 عاماً الى لحظة تمثله امام فرعون لتفسير الحلم"وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ" (التكوين 41: 46) ثم سبع سنين شبع "هُوَذَا سَبْعُ سِنِينَ قَادِمَةٌ شِبَعًا عَظِيمًا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ" (التكوين 41: 29)، ثم سبع سنين الجوع "ثُمَّ تَقُومُ بَعْدَهَا سَبْعُ سِنِينَ جُوعًا، فَيُنْسَى كُلُّ الشِّبَعْ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَيُتْلِفُ الْجُوعُ الأَرْضَ" (التكوين 41: 30) وقد نزل يعقوب وبينه في السنة الثانية من الجوع :" فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ... لأَنَّ لِلْجُوعِ فِي الأَرْضِ الآنَ سَنَتَيْنِ. وَخَمْسُ سِنِينَ أَيْضًا لاَ تَكُونُ فِيهَا فَلاَحَةٌ وَلاَ حَصَادٌ."(التكوين 45: 4، 6) أي أن يعقوب و بنيه نزلوا مصر من بعد 22 عاماً من بيع يوسف ( 13 عاماً في السجن + 7 سنين شبع + سنـتين مجاعة )، ثم مات يوسف وهو في عمر 110 " ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَهُوَ ابْنُ مِئَةٍ وَعَشَرِ سِنِينَ، فَحَنَّطُوهُ وَوُضِعَ فِي تَابُوتٍ فِي مِصْرَ" ( التكوين 50: 26) ، لو اعتبرت انه من بداية ما نزل يعقوب و بنيه لمصر يبدأ حساب الجزء الثاني من الغربة اى 215 عاماً ، فعلى هذا يكون قد قضي يوسف من ذاك الجزء الذي يبدأ بنزول يعقوب 71 عاماً ( وتفسير ذلك ( 110 عاماً سني حياة يوسف "-طرح" 17 عاماً كان سنه عندما بيع – 13 سنة قضاها في السن – 7 سنين شبع – سنتين حتى ما نزل يعقوب لمصر = 71 عاماً قضاها يوسف في مصر منذ نزول عائلته و منذ حساب الجزء الثاني من الغربة ، فسنين غربته الباقية محسوبة ضمناً ضمن الجزء الاول اى جزء في كنعان وجزء في مصر)، ، وبما أن الخروج حدث عندما كان موسى في سن الثمانين عاماً ، فهذا يعني قضاء موسى 80 عاماً في مصر ، و ان المدة التي تفصله عن وفاة يوسف هي 64 عاماً ( تفسيرها كالتالي : 215 عاماً الجزء الثاني من الغربة "-طرح" 80 عاماً عاشها موسى في مصر – 71 عاماً قضاها يوسف في مصر منذ بدء حساب ال 215 عاماً الثانية التي بدأت مع نزول عائلته = 64 عاماً ) و يخبرنا سفر التكوين ان يوسف عاصر الجيل الثالث من إفرايم "و رَأَى يُوسُفُ لأَفْرَايِمَ أَوْلاَدَ الْجِيلِ الثَّالِثِ. وَأَوْلاَدُ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى أَيْضًا وُلِدُوا عَلَى رُكْبَتَيْ يُوسُفَ." ( التكوين 50: 23 )، ويسرد لنا سفر أخبار الايام الاول اجيال افرايم : " فَنَدَبَهُمَا أَبُوهُمَا أَفْرَايِمُ أَيَّاماً كَثِيرَةً، وَأَقْبَلَ إِخْوَتُهُ لِتَعْزِيَتِهِ. وَعَاشَرَ بَعْدَ ذَلِكَ زَوْجَتَهُ فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ لَهُ ابْناً، سَمَّاهُ بَرِيعَةَ (1)، لأَنَّ بَلِيَّةً أَصَابَتْ بَيْتَهُ. وَكَانَتْ لأَفْرَايِمَ ابْنَةٌ اسْمُهَا شِيرَةُ، وَقَدْ بَنَتْ بَيْتَ حُورُونَ السُّفْلَى وَالْعُلْيَا وَأُزَّيْنَ شِيرَةَ. وَمِنْ أَبْنَاءِ أَفْرَايِمَ رَفَحُ (2)الَّذِي أَنْجَبَ رَشَفَ (3)، وَرَشَفُ تَلَحَ (4)، وَتَلَحُ تَاحَنَ (5)، وَتَاحَنُ لَعْدَانَ (6)، وَلَعْدَانُ عَمِّيهُودَ (7)، وَعَمِّيهُودُ أَلِيشَمَعَ (8)، وَأَلِيشَمَعُ نُونَ( 9)، وَنُونُ يَهُوشُوعَ (10)" ( 1 أخ7 : 22- 27) ، وبما أن يوسف عاصر فقط حتى الجيل الثالث اى حتى رَشَفَ ، فهذا يدع لنا ست أجيال من المفترض أن تولد خلال 64 عاماً ، وهذه فترة غير كافية، بل هو على النقيض من هذا ، حيث يلزم بأن تكون الفترة طويلة و لهذا يعتبر دليلاً من أدلة الحل الثالث (أنظر أدناه).

4- التحليل الداخلي لنص التكوين :" فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ ، ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا، وَبَعْدَ ذلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ، وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَة، وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلًا" (التكوين 15: 13- 16) هو ضد ذاك الحل وبكل قوة ، فأولاً؛ لأن النص يُحدد أن الارض الذي سيتغرب بها نسل ابراهيم هي ليست لهم، ومن المفترض أن الله أعطى تلك الارض الى ابراهيم و لنسله من بعده: " انا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا" (تكوين 15: 7) ، "أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي تَقَعُ لَكُمْ نَصِيبًا. أَرْضُ كَنْعَانَ بِتُخُومِهَا"( العدد 34: 2) ، كما أن الكتاب يُحدد الأمم التي سَينتصر عليها لكي يتملك على الأراضي وهي:" الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ" (التكوين 15: 19- 21) ، فهــنا من الواضح أن مصر ليست أرض لبني إسرائيل ولم يقسمها الرب لهم على النقيض من كنعان، ثانياً؛ متى خدم إبراهيم أو اسحق أو يعقوب الكنـعانيين؟! هذا لم يحدث، ثالثاً، متى أذل الكنعانيون إبراهيم أو اسحق أو يعقوب ؟! هذا لم يحدث كذلك ، ولكن من الواضح انه كان هناك خوف منهم وهذا يتضح من كلام يعقوب لِشَمْعُونَ وَلاَوِي : "كَدَّرْتُمَانِي بِتَكْرِيهِكُمَا إِيَّايَ عِنْدَ سُكَّانِ الأَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِيِّينَ، وَأَنَا نَفَرٌ قَلِيلٌ. فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي، فَأَبِيدُ أَنَا وَبَيْتِي" (التكوين 34: 30) لكن لم أي يحدث استعباد لهم أو ذل، ولا يمكن اعتبار اضطهاد إسماعيل لأسحق لان إسماعيل ليس كنعانياً ،كما أن النص يتكلم عن أمة تستعبد أمة وليس شخص يضطهد شخص، وهذا يقودنا للنقطة الرابعة ، رابعاً؛ لنفترض جدلاً أن الكنعانيين استعبدوا نسل إبراهيم ، كيف يتوافق هذا مع وعد الله له بأن يموت في سلام "وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ" (تكوين 15: 15) !! كيف يموت إبراهيم في سلام وهو يرى أبناءه يعانون من الاضطهاد والمذلة ؟ بل نرى على النقيض من هذا حيث بارك يعقوب فرعون عندما نزل إلى مصر ، و من عدم المنطقية بأن شخص يعاني من الاضطهاد يبارك الشخص الذي يضطهده: " وَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ وَخَرَجَ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ" (تكوين 47: 10) هذا بالاضافة أن ابنه "يوسف" كان الرجل الثاني في الدولة بعد الفرعون ، فكيف يُضطهدوا اذا ؟! هذا كله يوضح لنا حتى بعد ما نزل يعقوب ونسله الى مصر لم يعانون من الاضطهاد والذل فوراً. خامساً، النص يتكلم عن أمة واحدة وليس أمم، سادساً؛ النص واضح بأن النسل –بصيغة الجمع- “ يخرج بأملاك جزيلة" وهذا ما تم عند الخروج من مصر: " وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ" (خروج 3: 21-22) ، " وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ" (خروج 12: 35- 36)، سابعاً؛ النص يتكلم عن أمة تعود من حيث جاءت :" وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا" أي أن بني إسرائيل كانوا في مكان آخر ثم رجعوا الى مكانهم الأصلي ، وهذا واضح أن المكان الذي كانوا موجودين فيه هو مصر ،بينما المكان الذي سيرجعون إليه هو كنعان.

ثاني حل وهو حساب الاربع مئة عام منذ ميلاد اسحق و اضطهاده
====================================
أ‌) قبل دخول يعقوب أرض مصر (في كنعان):-
---------------------------------------------
نفس ما ورد في الحل الأول (منذ بداية تغرب إبراهيم مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ ) و لكن المُختلف هنا بدلاً من إضافة المدة التي تغرب فيها إبراهيم لحين ولادة ابنه اسحق ( 25 عاماً ) ، سيتم أضافه سنين حياة اسحق فقط من بدء اضطهاده على يد عيسو أخاه أي في السنة الخامسة من حياة اسحق ، و ذلك لان النص في سفر التكوين يتكلم عن اضطهاد نسل إبراهيم" فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ" ( تكوين 15: 13) ، ومنذ أن سفر التكوين يذكر لنا أيضا " فكبر الولد – أي اسحق – وفطم، وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام اسحق ، و رأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح /يسخر ، فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها لان ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق" (التكوين 21 : 8 -10) ، ويذكر القديس بولس قائلاً : " فأنتم، أيها الإخوة، أولاد الموعد مثل إسحق، وكما كان المولود بحكم الجسد يضطهد المولود بحكم الروح، فكذلك هي الحال اليوم" ( غلاطية 4: 28 -29) ، تم الحساب منذ بداية اضطهاد عيسو لأسحق (أي لنسل إبراهيم) ، ونقرأ في التلمود البابلي في قسم النساء Nashim مبحث كتابا عقود الزواج ( ketubot كتوفوت ) : " أن الطفل يمكن أن يستمر في الرضاعة حتى اربع أو خمس سنوات ، وعندما ينقطع عن الرضاعة يصبح مفطوماً" (Talmudic Babylon, Ketubot 60a : 4 )، و يُستنتج من هذا على إمكانية فطام اسحق كما ورد في (التكوين 21 : 8) وهو في الخامسة من عمره، وعلى هذا تكون فترة الغربة في أرض كنعان قبل دخول يعقوب إلى ارض مصر: اسحق ( 55 عاماً سنين حياة اسحق منذ بداية اضطهاد عيسو له ) + يعقوب ( 130 عاماً الفترة التي قاضها يعقوب في كنعان قبل النزول إلى مصر )= 185 عاماً.

ب‌) بعد دخول يعقوب ارض مصر ( في مصر):-
--------------------------------------------------
نفس ما ورد في الحل الأول (منذ بداية تغرب إبراهيم مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ )

الاعتراضات على الحل الثاني:
************************
1- وهي نفس الاعتراضات على الحل الأول ولكن بالإضافة إلى تلك الاعتراضات السابقة، يوجد اعتراض آخر وهو أن السن الذي فُطم فيه اسحق والذي يفترض هنا انه خمس سنوات ، هو افتراض مُعتمد كلياً على التخمين بدون أي دليل ، فاسحق يمكن أن يكون فُطم وهو ذو شهرين فقط أو سنة أو سنتين أو أي عدد من السنين.


ثالث حل وهو انقضاء المدة كلها سواء (400 أو 430 عاماً) في مصر
=======================================
1- من دخول يعقوب و بني إسرائيل ارض مصر ( 400 / 430 سنة):
------------------------------------------------------------------

أ) بناءاً على الخط الموسوى :-
1- مات موسى وهو في سن 120 عاماً : " وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته" (التثنية 34 : 7)، وعندما بدأ الخروج كان موسى في سن 80 عاماً : " وكان موسى ابن ثمانين سنة وهارون ابن ثلاث وثمانين سنة حين كلما فرعون" ( خروج 7: 7)، هذا يعني أن ] موسى عاش في مصر 80 عاماً.

2- وَلَد عمرام ابنه موسى بدون تحديد في أي عام من سنين حياته، لكن يذكر سفر الخروج أن عمرام عاش 137 عاماً : " واخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له، فولدت له هرون وموسى وكانت سنو حياة عمرام مئة وسبعا وثلاثين سنة" (خروج 6 : 20)، و لكي نصل لفترة تستغرق الـ 400 أو 430 عاماً ، نَفترض انه ولد موسى في آخر عام من حياته أي في سن 137 ، وعلى هذا ]يكون عمرام عاش في مصر حتى ولاده ابنه موسى 137 عاماً.

3- وهكذا وَلَد قهات ابنه عمرام بدون تحديد في أي عام من سنين حياته، لكن يذكر سفر الخروج أن قهات عاش 133 عاماً : " وبنو قهات عمرام وي صهار وحبرون و عزّيئيل، وكانت سنو حياة قهات مئة وثلاثا وثلاثين سنة" (خروج 6 : 18) و لكي نصل لفترة تستغرق الـ 400 أو 430 عاماً ، نَفترض انه ولد عمرام في آخر عام من حياته أي في سن 133 ، وعلى هذا ]يكون قهات عاش في مصر حتى ولاده ابنه عمرام 133 عاماً.

4- وهكذا وَلَد لاوى ابنه قهات بدون تحديد في أي عام من سنين حياته ، إلا أن سفر الخروج يذكر ان لاوى عاش 137 عاماً : " هذه أسماء بني لاوي بحسب مواليدهم : جرشون و قهات و مراري، وكانت سنو حياة لاوي مئة وسبعا وثلاثين سنة" (خروج 6: 16).

وإن اعتبارنا أن عدد سنين الغربة 400 سنة ، فعلى هذا يكون لاوى عاش في مصر 50 سنة ( 400 –[ 80 (عدد سنين حياة موسى في مصر) + 137 (عدد سنين حياة عمرام في مصر حتى ولادة موسى ) + 133 ( عدد سنين حياة قهات في مصر حتى ولادة عمرام ) ] = 50 عاماً، وبذلك يكون لاوى ولد ابنه قهات وهو في سن ( 137 – 50 = 87 عاماً) أي انه ارتحل مع والده يعقوب و هو في سن 87 عاماً.
وإن اعتبارنا أن عدد سنين الغربة 430 سنة ، فعلى هذا يكون لأوى عاش في مصر 80 سنة ( 430 –[ 80 (عدد سنين حياة موسى في مصر) + 137 (عدد سنين حياة عمرام في مصر حتى ولادة موسى ) + 133 ( عدد سنين حياة قهات في مصر حتى ولادة عمرام ) ] = 80 عاماً، وبذلك يكون لاوى ولد ابنه قهات وهو في سن ( 137 – 80 = 57 عاماً) أي انه ارتحل مع والده يعقوب و هو في سن 57 عاماً.

أ) بناءاً على الخط اليهوذي

نعرف من سفر التكوين ان من ضمن الذين ارتحلوا مع يعقوب ابنه يهوذا و بينه و احفاده " بَنُو يَهُوذَا: عِيرٌ وَأُونَانُ وَشِيلَةُ وَفَارَصُ وَزَارَحُ. وَأَمَّا عِيرٌ وَأُونَانُ فَمَاتَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَكَانَ ابْنَا فَارَصَ: حَصْرُونَ وَحَامُولَ" ( التكوين 46: 12) ، وبعد الدخول لارض مصر مرت ثلاث أجيال :" وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامَ، وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ" ( راعوث 4: 19- 20) و قد عاصر نحشون موسى :" وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الثَّانِي فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: «أَحْصُوا كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، بِعَدَدِ الأَسْمَاءِ، كُلَّ ذَكَرٍ بِرَأْسِهِ، ....وَهذِهِ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَقِفُونَ مَعَكُمَا: لِرَأُوبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ. لِشِمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي. لِيَهُوذَا نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ." (العدد 1: 1 : 6) ، الا انه من المستحيل ولادة حصرون قبل الدخول الى ارض مصر ( كما سيتضح من التالي) ولهذا هناك 4 أجيال عاشت في مصر لحين الخروج منها وهي ( أول جيل : فارص ولد حصرون (المدة التي عاشها حصرون في مصر) ، ثاني جيل : حصرون ولد رام (المدة التي عاشها رام في مصر) ، ثالث جيل : رام ولد عميناداب (المدة التي عاشها عميناداب في مصر)، رابع جيل : عميناداب ولد نحشون الذي عاصر موسى" (المدة التي عاشها نحشون في مصر) وهو يوازي الخط الموسوي ( أول جيل : يعقوب ولد لاوي (المدة التي قاضها لاوي في مصر) ، ثاني جيل : لاوي ولد قهات (المدة التي قاضها قهات في مصر) ، ثالث جيل : قهات ولد عمرام (المدة التي قاضها عمرام)، رابع جيل : عمرام ولد موسي ( المدة التي قضاها موسى في مصر).

تفسير استحالة ولادة حصرون قبل الدخول الى ارض مصر:

1- تم بيع يوسف في سن السابعة عشر من عمره "إِذْ كَانَ ابْنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً" (التكوين 27: 2) ، ثم بقي في السجن لمدة 13 عاماً الى لحظة تمثله امام فرعون لتفسير الحلم"وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ" (التكوين 41: 46) ثم سبع سنين شبع "هُوَذَا سَبْعُ سِنِينَ قَادِمَةٌ شِبَعًا عَظِيمًا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ" (التكوين 41: 29)، ثم سبع سنين الجوع "ثُمَّ تَقُومُ بَعْدَهَا سَبْعُ سِنِينَ جُوعًا، فَيُنْسَى كُلُّ الشِّبَعْ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَيُتْلِفُ الْجُوعُ الأَرْضَ" (التكوين 41: 30) وقد نزل يعقوب وبينه في السنة الثانية من الجوع :" فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ... لأَنَّ لِلْجُوعِ فِي الأَرْضِ الآنَ سَنَتَيْنِ. وَخَمْسُ سِنِينَ أَيْضًا لاَ تَكُونُ فِيهَا فَلاَحَةٌ وَلاَ حَصَادٌ."(التكوين 45: 4، 6) أي أن يعقوب و بنيه نزلوا مصر من بعد 22 عاماً من بيع يوسف ( 13 عاماً في السجن + 7 سنين شبع + سنـتين مجاعة ).
يذكر لنا الكتاب بعد ان تم بيع يوسف في سن ال 17 عاماً " حَدَثَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَنَّ يَهُوذَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ إِخْوَتِهِ، وَمَالَ إِلَى رَجُل عَدُلاَّمِيٍّ اسْمُهُ حِيرَةُ. وَنَظَرَ يَهُوذَا هُنَاكَ ابْنَةَ رَجُل كَنْعَانِيٍّ اسْمُهُ شُوعٌ، فَأَخَذَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَا اسْمَهُ «عِيرًا». ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «أُونَانَ». ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَيْضًا ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «شِيلَةَ»" (التكوين 38: 1- 5) ثم يذكر لنا السفر قصة زواج "عير" من "ثامار" و اقل تقدير هنا ان عير كان في سن 12 من عمره لكي يستطيع الزواج وهو أقل سن يمكن تخيله ، أي انه تم انقضاء 12 عاماً من بيع يوسف حتى كبر عير و وصل لعمر 12 عاماً، الذي مات ثم حل مكانه اخوه "اونان" لكي يقوم بواجب الاخ ،من بعد انقضاء فترة الموت والحزن على موت اخاه "عير" والذي من المفترض ان تكون على الاقل سنة ، أي انه تم انقضاء 13 عاماً من بيع يوسف حتى زواج أونان من ثامار الذي أماته الرب لانه " أَفْسَدَ عَلَى الأَرْضِ، لِكَيْ لاَ يُعْطِيَ نَسْلًا لأَخِيهِ" (تكوين 38: 9) ، ثم جاء وعد يهوذا لثامار بأن يزوجها ابنه الثالث "شيله" عندما يكبر لانه كان ما يزال صغيراً "فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «اقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ابْنِي»" (تكوين 38: 11) ثم طال الزمان حتى ماتت أمراه يهوذا ،وكبر ابنه شيله ولم تعط ثامار زوجة لشيلة بالرغم من وعد يهوذا لها " وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا...فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا..فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً" (تكوين 38 : 12 -14) ، وهذا يعني انقضاء سنة اواثنيتن على الاقل لكي يكبر خلالها "شيلة" من حادثة موت اخاه "أونان"، أي انه تم انقضاء 14 – 15 عاماً من بيع يوسف حتى بلوغ شيلة كذلك سن يستطيع الزواج فيه وهو الاثني عشر ، وهو العمر الذي تزوج فيه يهوذا من ثامار وحبلها منه "وَفِي وَقْتِ وِلاَدَتِهَا إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. وَكَانَ فِي وِلاَدَتِهَا أَنَّ أَحَدَهُمَا أَخْرَجَ يَدًا فَأَخَذَتِ الْقَابِلَةُ وَرَبَطَتْ عَلَى يَدِهِ قِرْمِزًا، قَائِلَةً: «هذَا خَرَجَ أَوَّلًا». وَلكِنْ حِينَ رَدَّ يَدَهُ، إِذَا أَخُوهُ قَدْ خَرَجَ. فَقَالَتْ: «لِمَاذَا اقْتَحَمْتَ؟ عَلَيْكَ اقْتِحَامٌ!». فَدُعِيَ اسْمُهُ «فَارِصَ». وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ الَّذِي عَلَى يَدِهِ الْقِرْمِزُ. فَدُعِيَ اسْمُهُ «زَارَحَ»." (تكوين 38: 27 – 30) ، وهذا يعني انقضاء 14 – 15 عاماً من حادثة بيع يوسف أو من بدء زواج يهوذا من ابنه شوع ، مما يترك لنا 8 أو 7 سنين فقط لولادة "فارص و زارح" ( وتفسير ذلك 22 سنة انقضت من بدء حادثة بيع يوسف و نزول يعقوب و بنيه لارض مصر(- طرح) 14 أو 15 سنة انقضت من بدء حادثة بيع يوسف و زواج يهوذا من ثامار = 8 أو 7 سنوات متبقية ليولد خلالها فارص و زارح ) ، وندري من التكوين أن فارص ولد حصرون و حامول قبل/مع الدخول الى أرض مصر "كَانَ ابْنَا فَارَصَ: حَصْرُونَ وَحَامُولَ" (التكوين 46: 12)، وهذا يعني ان "فارص" كان في سن السابعة أو السادسة من عمره عندما ولد "حصرون وحامول" ، وهذا امراً غير منطقياً.

ج) راجع النقطة الثالثة ( الاعتراضات على الحل الأول).

الاعتراضات على الحل الثالث:
***************************
1- يستنتج من " فقام يعقوب من بئر سبع، وحمل بنو إسرائيل يعقوب أباهم و أولادهم ونساءهم في العجلات التي ارسل فرعون لحمله، واخذوا مواشيهم ومقتناهم الذي اقتنوا في ارض كنعان وجاءوا إلى مصر، يعقوب وكل نسله معه، بنوه وبنو بنيه معه وبناته وبنات بنيه وكل نسله جاء بهم معه إلى مصر" ( تكوين 46 : 5- 7) أن أحفاد يعقوب كانوا مولودين قبل الدخول إلى ارض مصر، بل و ينص نص التكوين صراحة ويقول :" وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر... وبنو لاوي جرشون و قهات ومراري" (تكوين 46: 8، 11)، وبالتالي فإن الحل الثالث المُقدم هو خاطئ تماماً، لأن قهات قد ولد قبل الدخول الى أرض مصر، و بالتالي فإن الـ 133 عاماً التي هي عمر قهات والتي اعتبرت انها قضيت في ارض مصر ، لا يمكن حسابها كلياً ، و بفرض أن قهات كان ذو سنة واحدة (مولود حديثاً) عندما دخل إلى أرض مصر، فبالتالي عدد سنين أباه لاوى التي سيقضها في أرض مصر لن تحسب لأنها محسوبة ضمنياً ضمن حساب ابنه قهات. أي أن الحساب سيكون كالتالي (133 + 137 + 80 = 350 سنة ) فقط على أقصى تقدير ، وبالتالي إن كان عدد السنين التي قضاها بني إسرائيل في ارض مصر 430 عاماً فهناك 80 عاماً مفقودة ، و اذا كانت عدد السنين التي قضاها بني إسرائيل في ارض مصر 400 عاماً فهناك 50 عاماً مفقودة على اقل تقدير.

2- يذكر سفر التكوين أن من ضمن الذين ارتحلوا إلى أرض مصر كان " حنوك وفلّو وحصرون وكرمي" ابناء رأوبين :" هذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر: يعقوب وبنوه ، بكر يعقوب رأوبين، وبنو رأوبين حنوك وفلّو وحصرون وكرمي" ( تكوين 46: 8- 9) أي ان "فلّو" ابن رأوبين كان مولوداً قبل الدخول الى أرض مصر ، والذي بأقصى واعنف الاحتمالات يمكن أعتباره ولد في يوم دخوله الى أرض مصر ، أي انه يعكس نفس حالة "قهات ابن لاوي" ، ثم يستكمل سفر العدد النسب قائلاً : " وابن فلّو : اليآب ، وبنو اليآب نموئيل و داثان و ابيرام وهما داثان وابيرام المدعوّان من الجماعة اللذان خاصما موسى وهرون في جماعة قورح حين خاصموا الرب" ( عدد 26: 8 – 9) فلو اعتبارنا أن "فلّو" نفس حالة "قهات" ، فيمكن اعتبار كذلك أن حالة" اليآب " تعتبر مثل حالة "عمرام" أي بفرض ان ولادة اليآب تمت في نفس فترة أو سنة وفاة اباه" فلّو" ( أول جيل من فلّو الى اليآب) ثم ولد اليآب " نموئيل و داثان و ابيرام" (ثاني جيل) الذين من المفترض ان يكونوا عاصرا موسى ،وهنا تنجلي المشكلة كيف يشهدا ويعاصرا موسى ؟ ، فكما أوضحنا سابقاً ان هناك فجوة بين موسى و بين عمرام لا تقل عن الخمسين عاماً، فلكي يشهد "لموئيل و داثان و ابيرام" ميلاد "موسى" يجب أن يكون احدهما على اقل تقدير في سن 50 ( اعتماداً على تقدير الـ 400 سنة ) أو يكون احدهما في سن 80 عاماً ( اعتماداً على تقدير الـ 430 عاماً ) ثم يستمرا على قيد الحياة لمدة 80 عاماً ( بدون ذكر جزء من سنين التية الأربعين عاماً كذلك ).
يتعقد الأمر أكثر لو افترضنا بشكل أكثر منطقية - ولو قليلاً- أن "فلّو" ولد "اليآب " في سن الـ 100 من عمره ، و أن "اليآب " ولد "نموئيل و داثان و ابيرام " كذلك في الـ 100 من عمره (و هو الأمر الأكثر منطقية ولو قليلاً ) فلن تقل الفجوة "داثان و ابيرام" و بين "موسى" عن 120 عاماً (وتفسير ذلك الفترة التي قضاها بني اسرائيل في مصر 400 عاماً – الحساب الاقل – و ان بداية الخروج بدأت عندما كان موسي في سن 80 عاماً فعلى هذا يتبقى لنا ( 400 -80 = 320 عاماً ) من بينهم 200 سنة بداً من ( "فلّو" و ولادته "لإليآب" في سن الـ 100، ثم ولادة "إليآب" " لـموئيل و داثان و ابيرام" في سن الــ 100 )، فلكي يشهد "لموئيل و داثان و ابيرام" مجرد ميلاد "موسى" يجب ان يكون احدهما في سن الــ 120 على أقل تقدير ، ثم يستمروا على قيد الحياة لمدة 80 عاماً ( بدون ذكر كذلك جزء من سنين التية الأربعين عاماً).

المشكلة الرئيسية هنا كيف لجيلين ( من فلّو الى اليآب ، ثم من إليآب الى لموئيل و داثان و ابيرام) ان يستغرقا سواء فترة 400 عام أو 430 عام؟ خصوصاً مع ادراكنا أن الاحتمال الاكبر ان فلّو كان يافعاً اثناء دخوله الى ارض مصر، و إن الولادة تتم في اغلب الحالات –بدون النواحي المُعجزية- حتى الستين عاماً للرجال.

1- كما ذكرنا انه من ضمن أدلة الحل الأول أن سفر العدد يذكر ان والدة موسي "يوكابد" ولدت في مصر و التي تزوجت عمرام " وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاَوِي الَّتِي وُلِدَتْ لِلاَوِي فِي مِصْرَ، فَوَلَدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا" ( العدد 26: 59)،و طبقاً للحل الثالث ، فيوكابد يجب ان تكون ولدت موسي وهي أكبر كثيراً من سن ( 270 عاماً ) والذي هو على أقل تقدير مجموع ( 133 السنين الذي عاشها قهات لحين ولادة عمرام + 137 السنين التي عاشها عمرام لحين ولادة موسي = 270 عاماً ) و هذا بالطبع بدون حساب السنين التي عاشتها في مصر وهذا أمراً مستحيلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج