الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في السّلبانيّة الأدبيّة وخدعة القائم مقام

محمد خريف

2024 / 3 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بما أنّ البَعْرة لاتدلّ بالضّرورة على البعير، وأنّ الدّال لايدلّ على المدلول، وكذلك الصّورة لاترسم النّص، ولا النّصّ يعلّق علي الصّورة ،فانّ مقولة القائم مقام تظل خدْعة سيميائيّة محفوفة بمخاطروهم الاِعتقاد في يقين اللاّيقين ،إذ شتّان بين البعير والبعرة علا مة البعيروكذلك الصورة والكلام على الصّورة"،
وللقائم مقام المتداول في ثقافة النقل لاالعقل مفهوم سيميائيّ مرْكُوز في لاوعينا الجمعيّ باعتبارنا أمة مختارة ثقافتها قوليّة من صميم ثقافة ما يُعرف بخلافة الكلام الحقّ ، ثقافة الصّواب المناوئة بالمصلحة الآجلة والعاجلة لثقافة الباطل واِمبراطوريتها اِمبرطوريّة الكذب والسرقة، تتضخّم و تتّسع فتهيمن وتمتدّ عبر التّاريخ بما نعتقده فينا صوابا لتسيطر على خلافة الحقّ رغم صُراخ أصوات الحكمة والابتهال ،وهما من حكمة الخالق في خلقه وخليفته خليفة الحقّ تقوم مقامه علاماته في الدنيا الآجلة ومنها الإنسان بوصفه نائب فاعل يقوم مقام الله صاحب البيان المُبين الذي يختار من البشر من صلُح من الأنبياء والرسل ومن قام مقامهم من العلماء والخلفاء وأيمّة الدّين والسّلف الصّالح، وما الكلام المُبين إلاّ كلام الله القائم مقام الحقّ الالاهي واليقين السّماوي المنزّل بتدبير ربّاني لذا صار مفهوم القائم مقام نظير مايعرف في النحو التقليدي بنائب الفاعل مذهبا يُرسّخ فينا عقيدة تعبيرالدّال عن المدلول توقيفا قبل الكشف عن علاقتهما اللّسانية الاِعتباطيّة مع سوسير*ومن لفّ لفّه، فيؤخذ بهذا كلام القائم مقام على أنّه نسخة مطابقة للأصل يعدّ فيه الشّذوذ عن القاعدة ضربا من الإعجاز لا المجازاللغويّ أي لا انحراف خطأ شائع أوعدول أسلوب بلاغيّ، على أنّ القائم مقام أو ناب الفاعل نحويّافي مفهومه التقليديّ، وهو مفهوم فقهيّ مستنبط من حكمة تنزيل سماويّ بتدبيرربّانيّ محدّد سلفا، يتأسّس على مبدأ العلامة الدّالة على االمدلول. والفاعل الخالق الأوحد علامة عظمى أو نص أعظم.وعلى الإنسان خليفة الخالق في الأرض أن يقوم مقام الخالق في نشر هذا النصّ الأمثل الأعظم وضمان سلامته من اللّحن وما يطرأ عليه من عمل الزيغ زيغ الشيطان الرّجيم فكُتب بذلك على القائم مقام أن يقع في محنة أبديّة محنة مُطاردة نصّ آخر فاسد لا يكفّ عن مشاغبة نصّ القائم مقام الصّالح اللّغويّ، فكان لهذا لهذا النصّ الفاسد المُفسد يؤخذ على أنّه نصّ لغْو ينحرف به الغاوون ومن يتبعهم عن نصّ الفرقان نص الصّراط المستقيم بما ينشره الشيطان في الإنسان من مروق الاختلاف والشذوذ والانحراف عن القاعدة لاسيّما في مجال التسويق العلاماتيّ وصروف عُمُلاتِه الزّائفة ومنها الأكاذيب والسّرقات المقنعة بخدع القائم مقام . ومن هنا كان سوق العلامة بمفهومه التسليمي القائل بمصادرة القائم مقام عرضة للكساد وإن اِستجابت عُملة القائم مقام اللّغويّ إلى ما يرتجيه المتلقّي من جمهورسماع الشفويّ لا قراءة المكتوب الذي لاتستسيغه الذّائقة البدائيّة التلقينيّة، فقام الكلام مقام الشكل وهل الشكل يقوم مقام الأكل في المقامة المضيريّة ؟وهكذا قامت الكلمة الطيبة مقام الجنة في رسالة الغفران، وإن أضمرت المحاكاة السّاخرة ما ينتاب عُملة القائم مقام من تضخّم ماليّ كلاميّ قد ينتهي إلى كساد المردود الفعليّ فالإفلاس اللّغويّ فتدكّ بذلك أركان القائم مقام الجاهزة وتصدّع فتفقد ما لها من صرامة في كتب الأدب عامّة والعربيّ خاصة حيث يتوهّم السّارد في الرّوايات الناجحة تجاريّا أنّه قائم مقام صائد السّمك الذي يستعمل الطّعم للإيقاع بالقارئ قصد الظفربما تتوق اليه هجته ويرتجيه وجدانه فيسجنه سجن الميّت الحيّ، وللطعم أساليب وموادّ علاماتيّة مختلفة تبدو في الظاهرقائمة مقام الضمير الجمعيّ المُختلف مع الضميرالفرديّ الشاذّ المتمرّد على قيم الذاكرة الجماعيّة وطابوهاتها قامعة أحاديث النّزوة نزوة العقوق والأنساسْت وحتى الكفر بالسّماوي، و علامات الطّعم ميّتة تحيا بمالم يقم به مقامها وتوقع بزيْفها وغدرها كلّ من سلّم بها وٍآمن إيمان الجهل العرفانيّ بها، وإن لم يكن في مقدورالعلامة الميّتة أن تغدر إلا بزيْف البصرالمُرتبك بتراقُص الألوان وانعكاس الضوء فلاهي تحرّر و لاهي تسجن،شأنها شأن طعم الّلّسان في لغة الضّاد لغة القائم مقام بامتياز. وان كان لهذا الطُّعم أن يطعم على غير المعهود بأشنيّات أملاح هي من محيط أبعد من بحر صائد السّمك، وان كان المحيط أدب سجون لاسجون أدب وما سجون الأدب سوى سجون بوفردة أي سجون الرّواية المقننةالخانعة لقواعد السرد ذات النافذة الواحدة لذا كان مولد السلبانيةمن إرهاصات التجريب الرّوائيّ المختلف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم