الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوابة الشرقية الذهبية لسور أورشليم

فريدة رمزي شاكر

2024 / 3 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لماذا البوابة الشرقية الذهبية لسور أورشليم مغلقة بالحجارة ومسدودة نهائيا دوناً عن سائر البوابات؟!

البوابة الذهبية أقدم بوابات سور أورشليم في القدس القديمة، حيث توصل مباشرة إلى «جبل الهيكل» من «جبل الزيتون»، هي البوابة الوحيدة والمدخل الرئيسي لجبل الهيكل وللهيكل، وواحدة من بوابتين فقط في القدس القديمة التي كانت توفر الوصول إلى المدينة من الجانب الشرقي.

+ وَسُمِّيَ الباب فيما بعد «باب الجميل » في الإنجيل (أعمال3: 2):
« وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ، كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ».
البوابة الشرقية الأصلية بناها سليمان حوالي سنة (960 ق.م.)، أو في وقت لاحق، بناها حزقيا (715 ق.م.).
كذلك نحميا أعاد بناء البوابة الشرقية عندما أعاد بناء أسوار أورشليم حوالي عام 444 ق.م. يعتقد البعض أن البوابة الأصلية كانت تسمى البوابة الشرقية من قِبل « نحميا » في هذا الوقت.
ثم أعاد هيرودس الكبير بعد ذلك بناءها حوالي سنة 19 قبل الميلاد وأضاف دِرجًا لها.

+ سُميت البوابة الذهبية « باب الدينونة»، و « البوابة الأبدية»، و«البوابة الدهرية»، و «باب توما»، و«باب الحُكم» و «باب القضاء» و «باب الجَميل» المذكور بالانجيل وبحسب الإيمان المسيحي.
بالإضافة الى إسم إسلامي «باب الرحمة والتوبة» بعد أن أضافوا للباب « مقبرة الرحمة للمسلمين» الموجودة حتى اليوم!!
يبلغ ارتفاع الباب 11.5م ويوجد الباب داخل مبنى مرتفع ينزل إليه بدرج طويل من داخل الهيكل (قبة الصخرة اليوم).
ويرجع إسم « الباب الذهبى» المشتق من الكلمة اليونانية « horaios - أوريا» والتى تعنى « الجَميل» وهو الإسم الإنجيلي. ولكن اللفظة اللاتينية «Aurea- أوريا» وتعنى « الذهبى». لذلك نتيجة هذا الخلط في المعنيين بين الإسم اللاتيني وبين الإسم اليوناني، فقد أُطلق عليه « الباب الذهبى- باب الجَميل»، بناه الملك سليمان ودخل منه، ثم بناه هيرودس، ورممه البيزنطيين، ثم أمر بإعادة بناءه الخليفة الأموي الرابع مروان بن عبد الملك.

+ يوجد داخل البوابة أعمدة قديمة يعود تاريخها إلى فترة الهيكل الأول السليماني. ثم طبقة صخرية ثانية تعود لزمن السيد المسيح، أيام هيرودس الملك وهو زمن تجديد الهيكل الثاني زربابل.
كانت البوابة الشرقية مخصصة لدخول الملك سليمان بن داوود ملك إسرائيل، وتسمى أيضا بالبوابة (الذهبية) و (البوابة الدهرية ) لأن السيد المسيح دخل من هذا الباب إلى الهيكل. وكما في المزمور، لأنها نبوياً تعتبر البوابة التي سيدخل منها السيد المسيح، ملك المجد «لمدينة الملك العظيم أورشليم» في مجيئه الثاني كأسد يهوذا الغالب.
حيث يؤمن المسيحيين بأن عرقلة البوابة الشرقية بالغلق النهائي وسدها بالحجارة هي تحقيق لنبوءات الكتاب المقدس.
لأن هذه البوابة يجب أن تكون مختومة (مغلقة) ليوم المجيئ الثاني « للمسيح الملك الديَّان» وليس « المسيح المُنتَظر لليهود الآن»، فهي بالنسبة للمسيحيين تعتبر بوابة دخول «ملك المجد» ولا يليق بأن تكون معبر لغيره، وستظل مختومة بالغلق إلى يوم مجيئه.
— كما تنبأ المزمور :
« هذا هو الجيلُ الطّالِبُهُ، المُلتَمِسونَ وجهَكَ يا يعقوبُ. سِلاهْ. اِرفَعنَ أيَّتُها الأرتاجُ رؤوسكُنَّ، وارتَفِعنَ أيَّتُها الأبوابُ الدَّهريّاتُ، فيَدخُلَ مَلِكُ المَجدِ» — مَزَمِورُ 24 : 7

+ أما عند اليهود فمازالوا ينتظرون (المسيح الملك) الذي سيملك عليهم. وقد علم المسلمون بعد الاحتلال العربي الاسلامي بما يؤمن به اليهود. فقام سليمان القانوني وقت الإحتلال العثماني بغلق البوابة الشرقية لأنها تشكل خطر على مُلكه هو شخصياً ، لمنع دخول مسيح اليهود المنتظر من هذه البوابة بحسب النبوءات التوراتية. وتم ختم البوابة نهائيا بالحجارة سنة 1541م.، والمكونة من مدخلين حتى يومنا هذا .

+ لم يكتفِوا بهذا، بل كعادتهم في التضييق على من يخالفهم، أقاموا داخل البوابة مسجدا لهم، مكيدة في اليهود، من الجهة الخارجية المطلة على جبل الزيتون. حيث كان اليهود في القرون الوسطى يصلون عند هذا الباب طلباً للرحمة، وليس عند حائط المبكى كما يحدث الآن. ولهذا ربما سُميّ باب الرحمة.
يسكوتوا؟.. لا طبعاً !
وصلت المكيدة حد أنهم حفروا مقابر موتاهم أمام البوابة الشرقية مباشرة وحرفوا - وهم سادة التحريف - إسم البوابة إلى « باب الرحمة» حتى يومنا هذا !

+ ما الهدف من بناء مقابرهم لسد البوابة ؟!

فعلوا هذا لأنهم يعلمون أن اليهودي بحسب شريعته لايمس ميتاً كي لا يتنجس بحسب شريعة التطهير. فأرادوا بحسب محدودية فكرهم تنجيس المكان كي لا يستطيع المسيح اليهودي المنتظر، أو السيد المسيح في مجيئه الثاني بحسب فكر المسيحيين، لا يستطيع من المرور بين نجاسات الأموات أمام البوابة، فكيف لملك اليهود أن يجتاز بين النجاسات!
فقاموا بسد المدخل وبنوا مقبرة أمامه لمنع دخول المسيح اليهودي حسب النبوءات، عندما يأتي للحكم. فإذا لم تمنعه البوابة المغلقة، فإن نجاسات المقابر ستمنعه، لأن المسيح، بصفته يهوديًا، يصبح نجسا طقسيا إذا لمس أي شيء له علاقة بالموت؛ وبالتالي، لن يتمكن من دخول الهيكل بجبل الهيكل المبني عليه قبة الصخرة.. هكذا هداهم تفكيرهم! ولكنهم لا يعلمون أن كل ما يلمسه المسيح يصبح طاهرًا، لأنه القدوس البار، فلا تمثل نجاساتهم أي مشكلة له.
+ والمسيح في مجيئه الأول فعل هذا بالفعل ودخل من تلك البوابة، وسيفعله مرة أخرى عند مجيئه الثاني .
فهناك نبوءة لم تتحقق بعد، خاصة بمجيء المسيح الديان ويُفتح هذا الباب في آخر الزمان بحسب نبوءة زكريا 14: 4-5 :
( وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ).

+ المدهش أن هذه النبوءة قد تحققت بدخول المسيح من هذه البوابة الشرقية إلى أورشليم يوم أحد الشعانين راكباً على أتانٍ، قادماً من جبل الزيتون ليتمم الصلب :
لوقا 19: 37 ( وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ...)
- لتتحقق نبوءة دخول الهيكل وغلقه من بعده، بحسب «حزقيال 44: 1-3»:
1 ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ، وَهُوَ مُغْلَقٌ.
2 فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا.
3 اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزًا أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ، وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ».

+ أغلقها المسلمون أول مرة سنة 810م. بعد إحتلالهم لأورشليم، وأعادت حملات الفرنجة فتحها سنة 1102م. ثم قام صلاح الدين الأيوبي بتسيير المرور خلالها بعد إستيلاءه على أورشليم سنة 1187.
ثم أعاد السلطان العثماني سليمان القانوني بناءها مع أسوار المدينة، لكنه أغلقها عام 1541 لأسباب دفاعية عن مُلكه، وبقيت كما هي الآن. وهو الإغلاق الأحدث من بين العديد من الأختام التي سبقت الإغلاق الأخير.

+ في المشناة اليهودية (ميدوت 1: 3)، تسمى البوابة الشرقية لمجمع الهيكل الثاني «بوابة شوشان». وينسب التقليد اليهودي والمسيحي بنائها إلى الملك سليمان.
هذه البوابة، المعروفة «بوابة شوشان»، لم يستخدمها الشعب اليهودي للدخول إلى جبل الهيكل، بل كانت مخصصة فقط لرئيس الكهنة وكل من ساعده عند إخراج البقرة الحمراء أو كبش الفداء في يوم الغفران.

+ وبحسب بعض العلماء، فقد تم بناء البوابة الحالية حوالي سنة 520م. خلال الحقبة البيزنطية، كجزء من برنامج بناء الملك جستنيان الأول في أورشليم، فوق أنقاض البوابة السابقة في السور. تقول نظرية بديلة أنه تم بناؤه في أواخر القرن السابع من قبل الحرفيين البيزنطيين العاملين لدى الخلفاء الأمويين.

+ كتب الفيلسوف موسى بن ميمون في كتابه الشريعة اليهودية أنه خلال فترة الهيكل الثاني:
« كان الداخل من البوابة الشرقية لجبل الهيكل يسير على أرض مستوية حتى نهاية السور. ومن السور كان يصعد 12 درجة إلى دار النساء، إرتفاع كل درجة نصف ذراع ومداسها نصف ذراع».
— يذكر مؤرخ القرن الأول، يوسيفوس، «البوابة الشرقية» في كتابه آثار اليهود، ويشير إلى حقيقة أن هذه البوابة كانت تعتبر ضمن أقصى الشمال الشرقي للفِناء المقدس الداخلي.

+ هكذا و« بدون قصدٍ » وفي كامل بغضتهم وعداوتهم، لا يعلمون أنهم قد تمموا المقاصد الإلهية. وأصبحت هذه البوابة مختومة حتى المجيئ الثاني للمسيح الديان، بحسب نبوءات التوراة عن المسيح الحقيقي الذي أتى أول مرة، وليس المسيح الذي ينتظره اليهود اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين في -عيد النصر-: لن نسمح لأحد بتهديدنا والقوات النووية


.. رحلات إنسانية.. الإمارات تنفذ عمليات إجلاء للأطفال المصابين




.. خيانة و قتل من أجل الحب


.. سموتريتش: يجب أن تستمر الحرب حتى القضاء على حماس بشكل كامل




.. استهداف جرافة عسكرية للاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام قباطية