الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقض محي الدين بن عربي

هيبت بافي حلبجة

2024 / 3 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بعدما إنتقدناه في موضوع صعب وشائك ، الحقيقة الإلهية ، نود أن ننتقده في موضوع بدا لغيرنا فاحش الصعوبة شديد التعقيد ، وهو موضوع حقيقة إبن عربي ، حقيقة ماتصور ، حقيقة ما سمي لديه بوحدة الوجود ، أو حقيقة تصوره عن وحدة الوجود . وقبل أن نتقدم بالمقدمات ، من الجوهري ضرورة توضيح عدة نقاط لامحيص عنها في فهم من هو إبن عربي ، لكن قبل هذه وتلك ، لابد من طرح هذه الأسئلة عسى من خلالها ندرك مقاصدنا نحن في إدراك حقيقة هذا التائه في الفكر وفي الطرح وفي المغزى : هل صدق إبن عربي مع نفسه أي هل كان يقول لنفسه ماذا أقول . هل أدرك إبن عربي موضوعات إطروحاته في المعنى وفي المبنى . هل تعد تجربته في أصولها وأبعادها تجربة صوفية فعلية . ماذا لو إنه ما كان يجيد اللغة العربية أي من هو إبن عربي خارج تلك المفردات الضالة وتلك التعابيرالكاذبة وذلك الربط الذي ليس إلا ربط الأحمر بالأخضر ، والأزرق بالأرجواني . هل مانسب إليه من مفهوم الخيال هو خيال أصيل خيال أصلي مرتبط بنيوياٌ مع منظومة خاصة به أم إنه خيال متهتك المعنى ، فاسد المبنى ، عقيم التأصيل ، أي هو ليس إلا مخيلة شريدة في متاهات المسافات . هل إبن عربي رجل أصيل في معناه من حيث هو رجل خاص أم إنه مجرد رجل يطحش طحشاٌ غبياٌ في غابات هو لايدرك منها إلا الطحش ورؤية الأدغال . هل إبن عربي هو هو ، أم إنه ليس إلا ، وفقط ليس إلا .
فإلى النقاط :
النقطة الأولى : لكي نتعرف على حقيقة إبن عربي كما هي ، لا كما يتخيل الناس ، ينبغي أن نملصه من وكره ونسحبه من جحره عارياٌ مفضوح العورة ، بعيداٌ عن تلك المفردات السقيمة ، وعن تلك الجمل السخيفة في المعنى والمبنى ، حينها نتأكد من هو إبن عربي ، حينها يدرك إبن عربي حقيقته المتهتكة ، حين يدرك تماماٌ كم كذب على نفسه ، قصداٌ أو بدون قصد ، وكم كذب على الإله إن وجد ، وعلى الناس ، فخارج تلك التعابير الباطلة سيتحول إبن عربي إلى لاشيء ، لاشيء في الفكر ، لاشيء في الوجدان ، لاشيء في الأصل .
النقطة الثانية : ولكي ندرك حقيقة إبن عربي ، من الأساس ضرورة فهم جوهر هذا السؤال : هل ماتسمى بالتجربة الصوفية لدى إبن عربي هي تجربة أصيلة ، أم تجربة مزيفة ، أم تجربة مخادعة ، مع العلم إن أية تجربة صوفية حقيقية ، تقتضي ، ماعدا تلك الشروط الخاصة ، أربعة شروط بنيوية ، وإلا ، في حال نقص إحدى هذه الشروط ، لكانت التجربة إما مزيفة أو مخادعة وهذا هو حال إبن عربي : الشرط الأول ، إن ينتمي العابد إلى المعبود إنتماءاٌ تاماٌ وكلياٌ . الشرط الثاني ، إن يكون العشق ذات ماهية كاملة . الشرط الثالث ، إن يكون العشق حراٌ غير مقيد ، لايرضخ لأي شرط أو ركن أو مصلحة أو رؤية . الشرط الرابع ، إن يكون العشق في إتجاه واحد وحيد ، إتجاه من العابد إلى المعبود ، من العاشق إلى الإله . وهذا يتناقض مع حقيقة مايقوله إبن عربي نفسه ، إن الله ، إله الإسلام ، هو الذي أصطفى إبن عربي لمهمة خاصة في حدود الحياة البشرية .
النقطة الثالثة : وربما هذه هي النقطة الأكثر أهمية وهي إن ليس كل ماقاله إبن عربي له معنى ، فهذا القول ، يحمدني وأحمده ، يعبدني وأعبده ، ليس لها أي منطوق سوى إنها مفردات أتت بجانب بعضها البعض ، كما إن ليس لها أية علاقة مع دلالات التجربة الصوفية . وينبغي أن ننتبه إننا لانقصد ما معنى ذلك ، أي البحث عن المعنى ، كلا ، هذه العبارات ليست لها معنى في المبنى وفي الفكر وفي العقيدة ، هذه العبارات هي طحش في طحش .
النقطة الرابعة : لو كانت الأمور هي على حقيقتها ، أو كما ينبغي ، لدى إبن عربي ، ماكان من الممكن حدوث تناقض فعلي في حدود تصوراته ، بينما نرى بكل وضوح إن تصوراته كلها متناقضة هنا وهناك ، متناقضة بنيوياٌ ، متعارضة في الأصل ، وفي الأصول ، فلديه إشكالية الخلق ، كما لديه إشكالية فرضية الفيض ، كما لديه إشكالية تصوره الخاص عن وحدة الوجود .
النقطة الخامسة : لقد دوخنا إبن عربي بمصطلحات لاتعد ولاتحصى ، وكلها فنتازيا في دلالات التبرير والتفسير دون أدنى نوع من المنطق ، كأنك تود أن تسافر من مدينة سين إلى مدينة تحاول أن تعتقد بوجودها فتسعى إلى خلق حالات إفتراضية لتقنع الآخرين إن تلك المدينة هي على تلك الحالة ، وهكذا إبتدع إبن عربي مصطلحات ليست إفتراضية فقط إنما هي كاذبة بالضرورة ، مثل برزخ البرازخة ، ومقام اللامقام ، الخيال المتصل ، الخيال المنفصل ، الإنسان الكامل ، الحقيقة المحمدية ، إن الله خلق الكون صورة آدم ، لذلك نركز في هذه الحلقة على تلك التصورات الضرورية والجوهرية لإدراك ما ذهب إليه إبن عربي .
النقطة السادسة : ينبغي ألا يغيب عن ذهننا السلوك الخفي السخيف لإبن عربي في موضوع الفرق والمفارقة مابين وظيفة النبي ووظيفة الولي ، مفردة كوردية ، في موضوع العلاقة مابين الذات الإلهية ومابين النبي والولي ، فإذا كان النبي ، الحقيقة المحمدية ، يأتي بشريعة جديدة وأحكام إلهية فإن الولي ، حقيقة إبن عربي ، يكاشفه الإله في توضيح وتفسير تلك الأحكام ومعتقدات تلك الشريعة ، لذلك فإبن عربي هو وريث إله الإسلام ، ذلك الإله الذي لم يكن يعرف أين تغيب الشمس ، أخبر إبن عربي بأدق محتويات تلك المصطلحات الفارغة من المعنى ومن المبنى .
فإلى المقدمات :
المقدمة الأولى : بعيداٌ عن مجال التأويل والتفسير والإفتراض التعسفي ، لابد أن نبحث عن ماهو ثابت أكيد ليس بمقدور إبن عربي أن يخدعنا في خصوصه : فهو يؤمن بالقطع بإله الإسلام ، كما يؤمن بالمطلق بنبي الإسلام ، ويؤمن لنفس الضرورة بالنص الإلهي ، بل الأدق من ذلك إنه يؤكد على أمر في غاية الإستثنائية ، وهو إنه وريث إله الإسلام بعد وراثة نبي الإسلام : فيؤكد إن في بداية فتوته توعكت صحته فتكالبت عليه ثلة من الشياطين ، ثم أتى ملاك وطرد تلك الأبالسة وأوحى إليه كل مادونه في مؤلفه ، الفتوحات المكية . ولم يكتف بذلك إذ وبينما هو في حضرة ثلة من شخصيات المدينة ويحتسون الخمر ، فحين مسك الكأس أتاه صوت من السماء وقال له : لم تخلق لمثل هذا ، فكسر الكأس . ولم يكتف بهذا أيضاٌ ، إذ يؤكد أكثر من مناسبة إنه لم يدون مادونه ، لم يكتب ماكتبه ، ولم يؤلف ما ألفه ، إلا ، وفقط إلا ، بمكاشفة من إله الإسلام ، فهو ليس بمؤلف الفتوحات المكية ، وفصوص الحكم ، وترجمان الأشواق ، وغيرها ، إنما المؤلف الأصلي هو إله الإسلام .
المقدمة الثانية : بعيداٌ عن التأويل والتفسير والقشمرة الفكرية ، ثم حديث يتضمن بالضرورة شرطه الوجودي الإنطولوجي الأصيل ، حيث لولاه ماكان ، الحديث الذي يؤكد عليه إبن عربي عن لسان إله الإسلام ، كنت كنزاٌ مخفياٌ فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف ، بضم الهمزتين ، أي كنت أنا إله الإسلام في العماء ، في اللاشيء ، في اللاتعيين ، ثم أحببت أن أظهر إلى العلن ، إلى حيث يختفي العماء ، إلى حيث الوجود ، فخلقت الخلق ، خلقت المخلوقات والوجود ، وهكذا ما أن إنتقل الخلق إلى الوجود حتى كنت أنا إله الإسلام متحرراٌ من العماء متربعاٌ على عرش الوجود ، فأنا الوجود الحق .
المقدمة الثالثة : لكي يؤكد إبن عربي صدق رؤيته في ، إن الوجود الحق هو وجود الله فقط ، فلاوجود سوى وجود الله ، يفسر الإطروحة الإسلامية ، لا إله إلا الله ، ضمن موضوع الشهادة ، أشهد إن لا إله إلا الله ، وأشهد إن محمداٌ رسول الله ، على النحو التالي : لا وجود إلا وجود الحق ، ولاوجود خارج وجود الله ، والله هو الوجود الحق ، فالوجود وإله الإسلام ، حسب إبن عربي ، مثل دائرتين هندسيتين فراغيتين تتطابقان ، وتتماهيان ، وتتماثلان ، وتستغرقان الواحدة في الأخرى ، فلاهذه إلا هي تلك ، ولا تلك إلا هي هذه .
المقدمة الرابعة : بصورة شاملة ، وإذا أغضضنا الطرف عن بعض التناقضات وعن مضمون العماء ، يؤكد إبن عربي إن الوجود ينقسم إلى ثلاثة ، الوجود المحض ، العدم المحض ، الإمكان المحض . الوجود المحض هو الوجود الحق ، هو الله ، هو إله الإسلام ، هو لاشيء سوى هذا الإله ، ولايقبل إلا إنطولوجية هذا الإله . والعدم المحض هو المحال ، عدم نهائي ، لايقبل إلا مفهومه لإنه ليس معدوماٌ فقط إنما عدم من أية إنطولوجية مهما كانت . والإمكان المحض هو إن كافة الأشياء ، كل الكائنات ، البشر والجن ، تندرج تحت هذه المرتبة الوجودية وتشترط على ذاتها هذه الشروط : الشرط الأول ، إن الإمكان المحض لايعني سوى إنه إمكان لايستيطع إلا أن يكون ممكناٌ ، وممكناٌ فقط ، ولذلك فإن إلصاق مفردة محض بمفردة الإمكان ليس له معنى لإنه ومن حيث التأصيل لايتخطى حدود الممكن وحد القبول . الشرط الثاني إن الإمكان لايمكن أن يسقط في حدود العدم المحض ليس في دلالة معنى الإمكان إنما لإن العدم المحض لايقبل به . الشرط الثالث إن الإمكان لايمكن أن يسقط في حدود الوجود المحض ليس في دلالة معنى الإمكان إنما لإن الوجود المحض لايقبل به . الشرط الرابع إن الإمكان ليس إلا تطبيقاٌ للطرح الإلهي ، ولقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاٌ . الشرط الخامس إن الإمكان لايسمح بالموت ويطبق الرؤيا الإلهية ، أن يشأ يذهب بكم ، فالموت هو إذهاب ، إذهاب من إلى من ، لانحن نعلم ولا إبن عربي ، هو مجرد إذهاب ، ليكن .
المقدمة الخامسة : هذه المقدمة مكونة من ملاحظة وعدة أقسام :
الملاحظة : إن مفردة الأعيان في اللغة العربية هي مفردة كوردية ، أيين ، وجمعها حتى بالكوردية أييان ، والتي تعني ، من جانب الشيء المتحقق إنطولوجياٌ ، ومن جانب جوهر الشيء ، ومن جانب حقيقة الشيء من حيث هو هو ، من حيث هو لاغيره ، ومن جانب الشيء هو ذاته في ذاته ولذاته ، ومن جانب هو الوجود ، الوجود العيني . لذلك يقال في اللغة العربية ، الشيء هو عين ذاته ، الله هو عين الوجود ، الشيء هو عين حقيقته . وكذلك موضوع الأعيان الثابتة لدى إبن عربي .
القسم الأول : يؤكد إبن عربي إن الأعيان الثابتة موجودة في العماء ، موجودة في تلك المرتبة الوجودية ، الإمكان المحض ، فهي لاتنتمي لا إلى الوجود المحض حيث الإله فقط دون غيره ، ولا إلى العدم المحض حيث المحال . وهذه الأعيان الثابت ، التي هي كافة الكائنات والموجودات والأشياء والإنسان ماخلا الله ، كانت على صورة تجريدية ، على معنى محض في الحضور الإلهي ، كانت مجرد أفكار خالية من أي تجسيد ، خالية من كل شيء في الذهن الإلهي ، وتحولت فيما بعد ، تجسدت من هيكلها إلى حقيقتها الحالية ، تجسدت وأصبحت ، والفاعل هو الله .
القسم الثاني : يؤكد إبن عربي إن تلك الأعيان هي لاترتبط مباشرة بالذات الإلهية إنما بحقيقة الصفات الإلهية ، لإن الذات الإلهية عصية على الفهم والإدراك بطبيعتها ، إذا لايمكن ، ليس كمثله شيء وهو الوجود الكلي ، الوجود الحق ، إلا معرفته من خلال صفاته ، إي إن تلك الصفات الإلهية هي التي تنوب عن الذات الإلهية ، لذلك فإن عدد تلك الصفات لايعد ولايمكن حسرها .
القسم الثالث : يتردد إبن عربي في كيفية صدور تلك الأعيان الثابتة ، صدورنا ، صدور الحشرات والقردة والأشجار ، من العماء ، مابين صدورنا نتيجة ذلك الفيض الإلهي ، ومابين صدورنا من الذات الإلهية أم من تلك الصفات ، ومابين صدورنا على شكل ظل وخيال أم على شكل آخر .
المقدمة السادسة :
نكتفي بهذا ، ونعترض بالآتي :
أولاٌ : في موضوع مفردة الوجود ، ومفردة الله ، إله الإسلام ، إله الكون ، ثمت ثلاثة مستويات :
في المستوى الأول ، هل مفردة الله ، هو أسم هذا الكائن ، هذه الكينونة ، هذه الكائنية ، أسمه هو هكذا الله ، أم إنه مفهوم بشري ، لتدل على إنه إله ل ، وليس هذا أسمه ، فهو إله ل ، وهذا الذي هو ال ل ، هو مستقل عن إلهه إستقلال فعلي حقيقي في المستوى الإنطولوجي ، وإلا ماكان إلهه ، ونلاحظ بكل يسر إن الله لدى إبن عربي ليس إلا إله ل .
وفي المستوى الثاني ، هل الوجود هو ذاته من حيث إنه الوجود ، وهل الله هو الله لا من حيث الوجود إنما من حيث هو هو ، من حيث وجوده كمصطلح بشري ليس إلا ، أي من حيث هو الله ، بمعنى إن الله هو هو من زاوية إنه مجرد هناك ، مجرد هناك تحت شرط إن هناك يلغي أية إمكانية لغير هناك ، حينها نستخدم مفردة الوجود كمصطلح تعبيري وليس للدلالة على ماهو شرط وجوده ، من حيث إن الوجود هو الوجود ، لإن الله هو الله ، لإنه يلغي أية إمكانية لماعداه .
وفي المستوى الثالث ، هل الوجود هو ذاته من حيث إنه الوجود ، وإن الله من حيث إنه الله هو الوجود نفسه ، أي بتعبير أقرب إلى الأذهان ، إن الوجود والله هما ذات الوجود ، في التطابق والتماهي ، كتماثل دائرتين هندسيتين في الأصل والتأصيل تمام التماثل ، كمال التحاكي ، حينها يتقيد الشرط الإنطولوجي للإله بشرط الوجود الإنطولوجي ، أي لايمكن لهذا الإله أن يملك خواصه في الإرادة ، في المشيئة ، في موضوع الخلق ، في التعريف بذاته ، في موضوع الحركة ، لإنه هو الوجود ، ولإن الوجود هو الإله ، فلا الأول يسمح أن يتخطاه الثاني ، ولا الثاني يسمح أن يتخطاه الأول .
ثانياٌ : في موضوع ، لا إله إلا الله ، وأشهد إن لا إله إلا الله وأشهد إن محمداٌ رسول الله ، يغالط إبن عربي نفسه ، بل يقترف عدة حماقات مقصودة لإنه يدرك تمام الإدراك إن المقصود من ذلك ليس ماذهب إليه : لاوجود إلا لوجود الله ، إنما المقصود هو التالي :
من زاوية ، في جملة ، لا إله إلا الله ، هناك لا النافية للجنس ، وإلا الحصرية ، وكلتاهما تخصان ذات المحتوى بطبيعتهما وإلا ما كان للجملة من معنى ، فلا النافية مع إلا الحصرية تؤكدان إن لا إله سوى إله الإسلام ، وتنفيان وجود أية آلهة سواه ، ولا تخصان الأشياء الأخرى ، مثل وجود الإنسان والنباتات والحيوان والطيور والصخور والأجرام السماوية .
ومن زاوية ثانية ، إن النص الإسلامي ، القرآن ، من أول حرف حتى آخر حرف يبرهن إن لا إله للكون ، ولا وجود لأي إله ، فهو مجرد تفاعلات بشرية أرضية ، ومقتبسة من اللغة الكوردية والديانة الزرادشتية بصورة رديئة ومن التلمود اليهودي ، لذلك هذا النص لايدرك هذه القضايا المستعصية على الفهم ، فهو يحاول فاشلاٌ تفسير مايتعرض له ، لذا لو كان الأمر كما يزعم كذباٌ إبن العربي ، لكان النص ، لا وجود إلا الوجود الإلهي ، بل أكثر من ذلك لكان ، لاوجود إلا للإله .
ومن زاوية ثالثة ، إن الشهادة لا إله إلا الله هو ليدخل المرء في الإسلام لا لكي يفهم المرء حقيقة الوجود ، فهو حينما يتلفظ بهذه الشهادة يؤكد على دخوله في الدين الإسلامي ، ورفضه لوجود أي إله أو صنم أو آلهة .
ومن زاوية رابعة ، لو كان الأمر كما يقول إبن عربي ، لدل النص ، وأشهد إن محمداٌ رسول الله ، على إن محمداٌ هو نفسه من الذات الإلهية ، هو من الإله ، هو الإله نفسه . لكن في حقيقة الأمر إن رسول الإسلام ليس إلا رسولاٌ ، وماكنت إلا بشيراٌ نذيراٌ .
ثالثاٌ : في موضوع مايسميه إبن عربي بالوجود المحض ، الإمكان المحض ، العدم المحض ، حيث إن الوجود المحض هو الوجود التام الكامل المطلق ، لايقبل بأي وجود سواه ، وأما العدم المحض فهو المحال الذي لايقبل أي فكرة عن الوجود ، في حين إن الإمكان المحض هو منبع عدة إشكاليات :
الإشكالية الأولى ، الإمكان المحض لايمكن أن يكون ، لإنه يتطلب شرط الإمكان ، وشرط الإمكان هنا هو في حكم العدم المحض ، فلا طبيعة لهذا الإمكان المحض ، ومن المحال منحه طبيعة ما ، فهو في الأصل ليس سوى تصور وهمي ، تصور كاذب ، تصور خادع .
الإشكالية الثانية ، الإمكان المحض يقتضي ، من حيث هو الإمكان المحض ، شرط التحقيق ، وشرط التحقيق هنا ، حسب رؤية إبن عربي ، مرهون بالوجود المحض بحكم التعريف ، والوجود المحض ينفر بالضرورة من أية إمكانية للإمكان ، وإلا لكان الإمكان ضرورة إنطولوجية ضد الوجود المحض ، ولذلك فإن التحقيق قد يقع ، وقد لايقع .
الإشكالية الثالثة ، وبناءاٌ على ماسبق ، هل نحن الآن ، الآن تحديداٌ ، مازلنا في الإمكان المحض أم أين نحن ، طالما إن الوجود المحض يرفض وجودنا معه وإلا ما كان وجوداٌ محضاٌ ، كما لايمكننا أن نسقط في العدم المحض لإن طبيعتنا لاتقبل بحدوث ذلك ، ولإن العدم المحض يرفض بطبيعته سقوط غيره فيه .
الإشكالية الرابعة ، من المحقق إننا لسنا الآن في الإمكان المحض ، لإننا لو كنا كذلك لما كان الإله إلهاٌ ، وذلك حسب تصور إبن عربي ، كما لايمكن الحديث عن الحقيقة المحمدية ، كما لايمكن الحديث عن تلك المكاشفات التي زعم إبن عربي إن إله الإسلام كاشفه بها ، وطالما إننا لسنا الآن في الإمكان المحض ، ولسنا ، حسبه ، في الوجود المحض ، ولسنا في العدم المحض ، فأين نحن .
رابعاٌ : في موضوع إنطولوجي بحت ، يقول إبن عربي عن لسان إله الإسلام ، الله ، كنت كنزاٌ مخفياٌ فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف ، هذا الموضوع يحتوي على عدة مشكلات :
المشكل الأول ، يقول إله الإسلام ، كنت ، أي إنه الآن ليس كنت ، إنما أصبحت ، وأصبحت أي تحولت من إلى إلى ، أي إنتقلت من إلى إلى ، وأصبحت وتحولت وإنتقلت ينبغي أن تكون بطبيعة الأصل وإلا ماعاد هذا الإله إلهاٌ ، وطالما إن الإله هو الوجود المحض ، حسب إبن عربي ، فأصبحت ينبغي أن يحدث في الوجود المحض إما زيادة أو نقصاناٌ ، فإذا كان زيادة لدل ذلك على إن هذا الإله كان ناقصاٌ في وجوده ، وإذا كان نقصاناٌ لدل على إن هذا الإله أصبح ناقصاٌ في وجوده .
المشكل الثاني ، يقول الإله ، أحببت أن أعرف ، والفعل أن أعرف هو مبني للمجهول ، وهو يحتاج بالضرورة إلى فاعل صريح واضح أكيد ، يتمتع بوجود حقيقي تام غير ناقص في وجوده وإلا لأضحت الجملة مجرد تعبير عبثي ، وهذا لايرضاه الإله نفسه ، ولاحتى إبن عربي ، والوجود غير الناقص في وجوده هو حتماٌ وجود آخر غير وجود هذا الإله ، وهكذا يمسي الوجود المحض الذي أكد عليه إبن عربي في البداية ليس إلا وجوداٌ مثل هذا الوجود الثاني الذي يقوم بفعل ذلك المبني للمجهول .
المشكل الثالث ، يقول الإله ، أحببت أن أعرف ، ولكي أعرف ، والتعبير هنا أعرج وناقص الدلالة ، لإن الأصل هو أين هو هذا الإله ، ولماذا يكون مخفياٌ ، ألا يدرك نفسه ، ألا يعي وجوده ، لو كان هو الوجود المحض لما إحتاج أن يعرف ، بضم الياء ، لإنه هو بذاته ، في ذاته ، لذاته ، لذلك فإن التعبير أن أعرف ، بضم الهمزة ، لو صدق في مبناه لدل على : إن هذا الإله كان في الخفاء وليس في العلن في الغياب وليس في الحضور ، في اللاوجود وليس في الوجود ، والتعبير لايكذب نفسه إطلاقاٌ ، فالله يقول ، أنا في الغياب أنا في اللاوجود ، فأحببت أن أنتقل إلى الوجود فخلقت الخلق ، أي مجرد إني خلقت الخلق وهو هذا الوجود إنتقلت من الغياب إلى الحضور ، من اللاوجود إلى الوجود ، من الخفاء إلى العلن .
خامساٌ : يؤكد إبن عربي إننا لاندرك الذات الإلهية ، إنما ندرك صفات الذات الإلهية ، ومن خلالها ندرك الوجود ، هذا كلام سخيف ، لإن :
في المقام الأول ، إذا كنا لاندرك الذات الإلهية فكيف يمكن أن ندرك صفاتها ، لإن عدم إدراكنا يعني إننا جهل ، على الأقل ، منطقة ما في تلك الذات ، وإذا كنا نجهل ذلك فلابد أن نجهل مايوازي ذلك في موضوع الصفات .
في المقام الثاني ، إذا صدقت مقولة إن للإله صفات معينة فمن الضروري ضرورة أن تحاكي طبيعته ، أي أن تكون وجودية ، أن تكون إنطولوجية ، بينما ما أشار إليه إبن عربي من الصفات ، وهي تلك الصفات المذكورة في أساسها في النص الإلهي هي إما إنها سلوكية تنتمي إلى التصرفات أو شخصية تنتمي إلى ماهو محمود في الذهن البشري ، هو السميع العليم ، هو الرحمن الرحيم ، هو العزيز الحكيم ، هو الغفور الرحيم .
في المقام الثالث ، يقول إله الإسلام ، كنت كنزاٌ مخفياٌ ، فهل في تلك وتلك كان يتمتع بهذه الصفات ، أم إنه إكتسبها حينما ظهر إلى العلن .
وفي المقام الرابع ، لاشك إن إله الإسلام ، حسب إبن عربي ، هو الوجود المحض ، هو الوجود التام والكامل والوحيد ، فإذا كان هو الرحيم فهو الرحيم لنفسه ، وإذا كان خالقاٌ فهو خالق لنفسه ، بمعنى إن تلك الصفات التي أشار إليها إبن عربي هي في الأصل لاتخصنا ولاتخص الخلق إنما هي تخص تلك الذات الإلهية ، وتخص الإله ، فهي له ، وله فقط .
سادساٌ : يؤكد إبن عربي إن إله الإسلام قد خلق الكون على صورة آدم ، هذه شناعة فكرية ليس بعدها شناعة بعد :
من جهة ، هذا يعني إن إله الإسلام قد كان ثم خلق الكون الذي لم يكن على صورة آدم ، فصورة آدم لابد أن تكون قبل الكون ، وطالما هي صورة ليست لذاتها ، فمن الضرورة أن يكون وجود صاحبها وجود فعلي إنطولوجي بحت ، أي إن آدم كان موجوداٌ بحقيقته الوجودية قبل خلق الكون ، والكون هنا لدى إبن عربي هو الوجود نفسه ، وهكذا هل آدم هو الله ، أم جزء منه ، أم منفصل عنه ، وفي جميع هذه الحالات ينهار كل ما ذهب إليه إبن عربي . لنوضح الأمر أكثر ، إذ لايكفي هنا الزعم إن صورة آدم كان في العماء ، وإنها من الأعيان الثابتة في الحضور الإلهي ، لإن الأمر هنا لايتعلق بصورة آدم ومن ثم وجوده ، إنما يتعلق بوجود آخر ، وهو الكون ، الذي لايمكن أن يتحقق وجوده الفعلي إلا إذا كان الوجود الأصلي هو وجود أصيل فعلي هو الآخر .
ومن جهة ثانية ، في هذه الحالة أين كان آدم ، لايمكن أن يكون إلا مع ذاته طالما حقيقته هي حقيقة إنطولوجية بحته ، وهكذا تكون لدينا ، على الأقل ، حقيقتين وجوديتين ، حقيقة إله الإسلام وحقيقة آدم ، فمامعنى ذلك : هذا التصور يتعارض جذرياٌ مع مضمون قصة آدم في المعتقد الإسلامي . هذا التصور يتناقض راديكالياٌ مع الوجود المحض للإله . هذا التصور ينفي فحوى الخلق من قبل الله تحديداٌ .
ومن جهة ثالثة ، في الأصل ، لماذا لايكون خلق الله للكون على صورة الكون نفسه ، ولماذا يكون على صورة آدم ، شيء لاعلاقة له به ، ، وإذا كان على صورة آدم فهل للكون يدين ورجلين ومؤخرة وبطن وأعضاء تناسلية وعيون ، ثم ماذا لو إن آدم مجرد وهم وجودي وإختراع بشري ، وأسطورة سخيفة .
سابعاٌ : يؤكد إبن عربي إن الله ، إله الإسلام ، هو عين وجود الأشياء ولكن هو ليس عين الأشياء ، محدثاٌ ، جهلاٌ وغباءاٌ ، مفارقة مابين وجود الشيء ومابين عين الشيء ، لذلك من الأمثل عدم التعرض للمصطلحات ، ونبدأ : إن الله هو ليس عين الأشياء ، أي إن عين الأشياء ، الشيء بعينه ، عين الشيء ، مستقل عن الإله ، في حين إن وجود الأشياء ، الشيء بوجوده ، وجود الشيء ، هو عين الإله ، وهذا يخلق جملة تناقضات غير مسموح بها :
التناقض الأول ، إذا كان الشيء هو عين وجود الشيء الآخر ، فإن هذا ، إما أن يكون كاملاٌ أو ناقصاٌ ، فإذا كان ناقصاٌ فإن الشيء الآخر لايمكن أن يتماهى مع هذا الشيء ، وينبغي بالضرورة أن ينفصل عنه في حد ما ، وإذا إنفصل وجود الشيء عن الله فهو قد أصبح عنصراٌ من الخارج ، أي لم يعد الله هو عين وجود الشيء . وإن كان كاملاٌ فإن الشيء الآخر هو عين هذا الشيء ، وبالتالي لايمكن للشيء إلا أن يكون هو عين الشيء ، فالله والشيء هما ذات الشيء .
التناقض الثاني ، إذا كان الشيء هو عين وجود الشيء الآخر ، فينبغي ، من حيث التأصيل ، أن يكون كلاهما معروفان على دائرة واحدة في كل الحدود ، وهذا مستحيل في موضوع الشأن الإلهي ، لإن إبن عربي يؤكد إننا لانعرف الذات الإلهية ، إنما ندرك صفات هذا الإله ، وفي الحقيقة لا أدري كيف يمكن من خلال هذه الصفات ، التي هي أصلاٌ موضوع تناقضات جسيمة ، أن ندعي مثل هذا القول ، إن الله هو عين وجود الأشياء لكن هو ليس عين الأشياء .
التناقض الثالث ، في هذا التصور ، لدينا جملتان ، الأولى إن الله هو عين وجود الأشياء ، والثانية هو ليس عين الأشياء ، في الأولى إثبات مطلق ، وفي الثانية نفي مطلق ، والإثبات والنفي هنا يتعلقان بذات الموضوع والمحمول ، وهذا مستحيل .
التناقض الرابع ، إذا كان الإله هو ليس عين الشيء ، فإن عين هذا الشيء لامناص من يتمتع بوجود ما مستقل عن هذا الإله ، وإلا لكان الإله هو عين الشيء ، وهذا الحد من الإستقلالية يفرض نوعاٌ من العلاقة الخاصة مابين هذا الشيء والأشياء الآخرى ، كما يفرض شرطاٌ وجودياٌ على تلك الجملة الكاذبة : إن الله هو عين وجود الأشياء .
التناقض الخامس ، إذا كان الإله هو عين وجود الأشياء ، فهذا يعني إن هذا الإله هو عين وجود ذاته ، وهو عين وجود الشجرة ، والإنسان ، وآدم : فكيف يمكن لهذا الإله أن يتمتع بهذا ، أي أن يكون هو عين وجود الأشياء ، إلا إذا كان ذلك من خلال صفة خارجية ليست بنيوية .
ثامناٌ : يؤكد إبن عربي إن الله ، إله الإسلام ، يتجلى في الأشياء ، فلو صدقت الفكرة لدلت على إن الإله عاجز عن التجلي بذاته ، ولدل على إن تلك الأشياء ليست في حقيقتها إلا هي الذات الإلهية ، حينها ينبغي القول إن الإله هو عين وجود الأشياء وهو عين تلك الأشياء ، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية كيف أمكن لإبن عربي أن يدرك ذلك وهو لايدرك إلا تلك الصفات الخاصة بهذا الإله .
تاسعاٌ : يؤكد إبن عربي إن الله ، إله الكون ، إله الإسلام ، قد كاشفه مكاشفة مطلقة في كل ماكتب ، فهو لم يكتب إنما الله هو الذي كتب ، إذا كان الإله هو المؤلف :
فمن جهة كيف يمكن لهذا الكاتب أن يتناقض مع نفسه كل هذه التناقضات السخيفة ، ومن جهة ثانية إذا كان الإله قد كاشفه فإن هذا يدل على موضوع خطير وهو إن الكون يملك نواميساٌ معينة وقوانين خاصة وقواعد موضوعية ، وهذا مايتعارض حتماٌ مع الجبر الإلهي ، ويتعارض مع مفهوم وموضوع الوجود المحض لدى إبن عربي .
وأخيراٌ : من هو إبن عربي ، وهو لايدرك ما يقول ، ويطحش طحشاٌ بالأفكار دون مقدمات موضوعية لها ، ولايملك أية تجربة صوفية حقيقية ، إنما تجربة كاذبة وهمية ، ويؤكد إن الله قد أورثه وراثة الحقيقة المحمدية ، فإذا كان هو كذلك فلابد من أن يكون وجوده وجوداٌ حقيقياٌ وليس ظلاٌ كما يدعي ، فهل الإله يمنح المكاشفات للظل ، هذا هو إبن عربي . وإلى اللقاء في الحلقة الستين مابعد المائة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ هيبت اراكم متحاملون على ابن عربي
د. لبيب سلطان ( 2024 / 3 / 6 - 10:48 )
استاذنا
ابن عربي ،كما هم الصوفية وعلماء اللاهوت ، ليس هو عالم منطق كي تناقش اطروحاته بالمنطق العقلي فانتم هنا كمن يدين رسام سريالي اين المنطق في لوحته او شاعرا افتقد المنطق في شعره ...ان نصف مقالتكم الاول تكيلون الكيل والاهانات لابن عربي حتى قبل ان تعرفوا القارئ انه من بين قلائل وربما الوحيد الذي خاول صياغة مشاعر الصوفية بلغة مكتوبة ومحاكمتها في مجال النقد والتشهير لاتتم فق المحاكمة المنطقية ....تماما كما لو تسخرون من رسام سريالي او شاعر رومانسي ...ويخرج القارئ لمقالتكم بقليل من فهم من هو ابن عربي ولكن حتما بنتيجة انكم متحاملون عليه لاغير ربما لان فيضه اتخذ من اله الاسلام كما تكررون ..والمتصوفة تتخذه رمزا روحانيا ويفهموه هكذا وهنا اله الاسلام عندهم رمزا روحانيا يبعث فيهم مشاعر روحانية لايختلف عن المسيح او زرادشت او بوذا او علي ابن ابي طالب ..فهم ينفخون فيهم الهاما روحانيا يحاولون التسلق فيه وعليه للوصول الى حالته والتي هي عندهم الذوبان في العشق والتنعم به ومنه
تعذرني استاذ لم اجد في مقالتكم شيئا مفيدا، واعتقد انه كان في امكانكم ايجاد تصالحا ومحاولة لكشف غبار الفكر الصوفي


2 - ؟؟؟
جوان علي ( 2024 / 3 / 6 - 21:35 )
اكبر مشكلة واجهتها مقولة وحدة الوجود هي تعارضها التام مع مبدأي التوحيد والتنزيه .. أي مع الذات الالهية بوصفها قوة متعالية على الوجود المادي .. وهي الفكرة السائدة في العصر العربي الاسلامي الوسيط .. تجاوزها المتصوف بذكاء منعا لاسالة الدماء ببعثرة الفكرة في كتاباته .. ثم بالتراضي بالعودة الى ثنائيات التصوف الاسلامي مثل الظاهر والباطن .. الواحد والكثرة .. ووو .. وفيما يخص وحدة الوجود ثنائية الله وصفاته وأسماءه .. اما المقالة فقد ادخلتنا في متاهة لغوية عنيفة دون رحمة أو فائدة تذكر على رأي السيد سلطان .. أحسست أن الكاتب يحاور نفسه في وصلة من تيار الوعي .. تحياتي

اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل