الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء تابعات للأزواج... بعثيات وشيوعيات وانتهازيات ومناضلات شرقا وغربا

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)

2024 / 3 / 8
المجتمع المدني


أفكار وتكنهات وإحالات
1
هذه فقرة من ترجمتي أقتبسها من مقال طويل كتبه عن سيرة الحركة النسوية الثورية في كندا. ومن سياق الكتاب الذي حمل عنوان: عشرة آلاف وردة، للناشطة النسوية الكندية جودي ريبيك. يظهر فيها الجانب الآخر من معاناة المرأة في كندا، مع المجتمع في العمل والموجة النسوية الأولى والثانية منذ بدايات الحركة التحررية للمرأة في الغرب.
حضرتُ حفل توقيع الكتاب عام 2006 وتحدث مع محررة الكتاب والتقطت صوراً للمناسبة في مدينة تورنتو، كندا.
الرتجمة تبدأ هنا:
"لماذا نحن جزء من حركات تحرير المرأة؟
الإجابة على هذا السؤال جاءت في الكتاب بهذه الصورة التفصيلية القاسية التي تكاد تنطبق على نساء الشرق والغرب على حد سواء، مع اختلاف مراحل انجاز هذه الحريات او الحقوق، بعضها أو جزء منها: هذه ترجمتي:
" لأن عمل المرأة لا ينتهي أبداً ولأنه غير مدفوع الأجر، ولأنه ممل، ولأنه تكراري، ولأننا أول من نطرد من الأشغال حين نعمل خارجاً، ولأن ما نظهر عليه يكون أكثر أهمية مما نقدمه كعمل، ولأننا اذا تغرضنا للاغتصاب، فإن ذلك غلطنا نحن ويجب أن نضرب ونعامل بالسوء، واذا ضربنا من المفترض أن نخفي ذلك ونتغاضى عن الفاعل أما اذا رفعنا أصواتنا فذلك لأننا "منحطات" . واذا استمتعنا بالممارسة الجنسية فأننا من صنف المرضى بعشق الجنس، أما اذا أعربنا عن عدم رغبتنا بالجنس فذلك لأننا "باردات" واذا أحببنا امرأة فذلك لأنه لايوجد رجل " حقيقي" . واذا سألنا الطبيب كثيرا من الأسئلة فهذا لأننا ثرثرات، وإذا توقعنا أن نحصل على رعاية وحضانة أطفالنا فذلك يعني أننا أنانيات، وإذا وقفنا من أجل حقوقنا فهذا يعني أننا " وقحات وتنقصنا الأنوثة" وإذا تغاضينا عن هذا فأننا نكون نساء تقليديات وضعيفات. وإذا كنا في مرحلة الزواج، فأن خروجنا هو فقط لصيد الرجال، واذا لم نتزوج نكون غير طبيعيات، ولأننا لم نستطع بعد أن نحصل على مانع حمل مناسب. وأما الرجال فأنهم يستطيعون الصعود الى القمر. وإذا لم نرغب بذلك أو كانت لدينا الرغبة في الحمل فيجب أن نشعر بالذنب مخافة الاجهاض و...لكل هذا ولأسباب كثيرة كثيرة أخرى نحن جزء من الحركة التحريرية النسوية"
انتهت الترجمة
*
2
حالات شرقية ولا تنطبق على الجميع
بتصوري ومن خلال ملاحظاتي أعتقد أن: زوجة البعثي في الشرق، بعثية للضرورة. زوجة المتدين، متدينة أكثر منه. زوجة السلفي الملتحي تلتحف بعباءات وأردية وأقنعة وبراقع وتشكر الله على أنه اختارها لتكون هناك...
زوجة اللامتدين، متدينة أمام الآخرين والقبيلة ولا دينية حين ترغب أو تذهب إلى أوربا للتسوق والسياحة.
زوجة الشيوعي، شيوعية، وأحيانا تعود إلى ميولها الدينية الصارمة كي تضبط إيقاع البيت على سنة جدتها وأمها فمتنع زوجها من تناول الشراب في البيت لأنه حرام والزوج ينصاع.
إن ناقشته في شكواه يقول لك: ( ماذا أفعل...أدمر بيتي وعائلتي!)
زوجة الملحد، متدينة في العلن، وفي السر لا دينية.
زوجة الإرهابي، لا أدري – ربما تكون مثله أو ضحيته الأولى!
زوجة الحرامي_سارق الشعب وسارق أملاك الشركة وسارق مفاتيح السر في موبايل زوجته وبريدها الالكتروني- لا تدرك سرها، تراها متدينة أمام الاخرين ولكنها تغمض عينيها عن سرقاته اذا كانت تجلب المال والرفاه بغض النظر عن قذارة المصدر ، وتدعي أنها لا تسمع ولا ترى. وتلك تحديدا حين تهاجر، تبدأ بالبذخ وإعداد الولائم لدعوة الأصحاب كي يتفرجوا على مقتنيات بيتها وطريقة تلوين أظافرها، وماركة الأحذية والثياب الفارهة لديها. بذخ مسروق منهوب من هناك.
*
زوجة السيد سين، تقول أنها من أنصار زوجها بغض النظر عما في رأسه من أفكار ونساء يساريات ويمينات وأملاك. على المرأة الطاعة والاستمتاع بذلك
*
بالنتيجة وللأسف لن يتحرر المجتمع الشرقي لقرون قادمة إن لم تكف النساء عن التبعية العمياء للمنظومة البطريركية ولمخلفات النظرية الذكورية.
**
3
متحررات ونسويات ورجال من أنصار الحرية للجميع بغض النظر عن الجنس
وأما المتحررات من التبعية الواضحة يحدث أن ينتظرن رجلا يناصرهن كي يصل الصوت إلى المنبر المناسب ويترك الأثر . وهناك زوحات لا يشبهن الأزواج في شيء ، يقفن على مسافة واضحة من ايديولوجيا الرجل الذي يمثل الوصاية كالأب أو الأخ أو رجال العشيرة، ومن ثم الزوج . يعشن حياة باهتة مزدوجة، غريبات حتى عن أنفسهن وسعيدات باداء الدور التقليدي .
البعض منهن، يستيقظ ويحدث انقلابا ايجابيا في الأسرة. والبعض ينام على جرحه مؤقتا أو حتى الأبد.
وهناك أزواج ، يريدون للمراة أن تحقق في حياتها النجاح والتقدم الذي يليق بها وبمعزل عن رقابة وقناعة وايمان الرجل. وتلك قلة تستحق ألف وردة.
وأعتقد أن الجيل الجديد من نساء ورجال سيقلب المعادلات كلها باتجاه التسطيح الاستهلاكي أو باتجاه الخلق الابداعي المدني القائم على احترام الذات الفردية وطريقة اختيارها ما يغذي قلبها وعقلها وقناعاتها الشخصية.
الهجمة الحالية على كل مقومات الفكر الإنساني، شاهد عيان لا يخفى على أحد.
ومن احتمالات أفعال الجيل الجديد أنه سيعيش بطريقته إلى حد بعيد وسيعجز الآباء عن فرض ارادتهم على البنت والولد، وتلك قد تكون سلبية إذا كانت نشأة الأولاد ركيكة وقد تكون إيجابية، إذا كان الأولاد في حضن أسري متنور ومتفهم للاختلاف وقابل للجديد.
*
كل آذار والجميع بخير ولديهم ما يكفي من الخبز والورد...

8 مارس 2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - والعكس صحيح
موفق حدادين ( 2024 / 3 / 9 - 00:21 )
تحية للكاتبة المحترمة
كان تركيزك في هذة المقالة الجيدة على تبعية الزوجة للزوج ولكن هناك حالات أعرفها شخصياً تمثل سطوة الزوجة على الزوج في حالات كثيرة بسبب ثروةالزوجة أو مكانة أهل الزوجة إلخ

في رأيي المتواضع يجب أن يكون الرأي الاخير لأحد الزوجين وإلا أصبح البيت منفصم سيكولوجياً
موفق حدادين
أستاذ في الصيدلة
التاسع من آذار مارس 2024


2 - سلطة المرأة
جاكلين سلام ( 2024 / 3 / 9 - 15:35 )
تحياتي استاذ موفق، كل الشكر لتوقفك امام هذه المقالة.
نعم أتفق معك...و كأن هناك سلطة للمرأة على الرجل أيضا في مجتمعنا العربي وكما أشرت، بسبب سلطة المال والثروة والعشيرة التي تنحدر منها المرأة.
وربما يكون الرجل هو المستفيد ماديا لذلك !يخضع ويصمت لأسباب تخصه أو أكبر منه، إذا .افترضنا أنه لايمانع الخضوع والتبعية

وأنا أشرتُ في سطر واحد إلى مثل هذه السلطة عن زوجة الشيوعي ومنعه من الشراب. وتلك الحالة حين تتدخل امرأة في طعام وشراب الزوج لا شك ستتدخل في تربية الأولاد والبنات وطقوس البيت بشكل عام.
وهناك حالات كثيرة أختبرتها وأعرفها وهي منتهى النفاق والازدواجية بين النظرية والتطبيق.

كل التقدير
جاكلين سلام


3 - ولكن
موفق حدادين ( 2024 / 3 / 9 - 20:58 )
يا سيدتي جاكلين لم تبدِ رأيك في من له الرأي الفصل
مع التحية
هل هو الرجل أم المرآة أم لغيرهما أم للديمقراطية بينهما
مع التحية


4 - ضد التبعيات بكل أشكالها
جاكلين سلام ( 2024 / 3 / 10 - 19:55 )
تحياتي
ربما يكون الرأي في هذه الأحوال بحاجة إلى ورقة أخرى قد أكتبها لاحقا أويكتبها غيري.
أنا شخصيا مع احترام الحدود الشخصية لكل فرد، والتعايش المبني على بناء علاقات ترتقي بنا وبالمتجع. والبناء السليم بنظري هو التوجه نحو التمدن وليس السلفية. باختصار.

شكرا
جاكلين سلام

اخر الافلام

.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال


.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في


.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت




.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي