الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفل توقيع كتاب -أزمة الفكر العربي وأسئلة الميتافيزيقا- للدكتور عزيز الحدادي

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 3 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يوم السبت 9 مارس 2024 ابتداء من الساعة الخامسة مساء بمقهى la cachette بحي الفتح قرب أسواق السلام بالرباط، واستمرارا لأنشطتها الثقافية والإشعاعية، نظمت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، حفل تقديم وتوقيع كتاب “أزمة الفكر العربي وأسئلة الميتافيزقيا ” للدكتور عزيز الحدادي، وذلك.
نشط اللقاء الفاعل الثقافي نورالدين أقشاني وقدم الكتاب الدكتور محمد الساسي .
افتتح نور الدين أقشاني حفل تقديم وتوقيع كتاب الاستاذ عزيز الحبابي، وشكر صاحب مقهى لاكاشيت
مرحبا بالأخت فوزية الزهراوي رئيسة جمعية شبكة القراءة والثقافة.
قبل أن يأخذ محمد الساسي الكلمة ارتجلت الاخت فوزية كلمة عبرت من خلالها عن غبطتها عندما توصلت بدعوة للحضور لأنها رأت فيها فرصة للاستماع بالبهجة الفلسفية بحضور صديقها الدكتور عزيز الحدادي.
بدا الساسي قراءته معلنا أنه لا ينتمي للحقل الفلسفي، ومع ذلك بإمكانه تحديد
سمات ازمة الفكر العربي كما سردها الكتاب.
أولى هذه السمات هي العداء للفلسفة. هذا هو ألإطار العام الذي يجري فيه نقد العقل العربي. عداء للفلسفة هي سبب خروج آدم من الجنة، بلغة مجازية. يعني هذا العداء الاكتفاء بإشباع الحاجيات البيولوجية وارتباط الفلسفة بالدين.
السمة الثانية للازمة تجلت من خلال الدهشة أمام تراثنا العربي المقدس. وقع للفكر العربي انكفاء وأعطى الأسبقية للنقل على حساب العقل، بينما تكون العودة إلى الأخير محمودة كما حدث لدى الغرب. لم نمتلك شجاعة ديكارت لفصل الفكر عن الكنيسة، حيث لا زلنا نعيش دهشة أمام تراثنا.
السمة الثالثة هي الاستناد إلى الوجدان والعواطف اللذين أصبحا بديلين للعقل. منذ كتاب الغزالي استند الفكر العربي إلى الفكر العاطفي الديني.
السمة الرابعة من سمات أزمة الفكر العربي المعصر هي تطلعه إلى السماء وتنازله عن الحق في الارض. وتساءل سي محمد الساسي: هل الدين كل شيء في الحياة؟ لا ينكر المتحدث دور الدين في الجانب الروحي والفضيلة.
أما السمة الخامسة، فقد تجلت في الكم الهائل من كتب الفقه والتفسير
الني تعطي الكلمة للغائب، ما يعني أن هذا الإنتاج فتح الأبواب لقياس الشاهد على الغائب. فيما تمثلت السمة السادسة في الجهل المركب. وهنا يقول الأستاذ الساسي أن الكتاب الذي بين أيدينا يدعو إلى التحرر من الصواب الموروث. وهذا، في نظر المتحدث، هو العائق الأساسي أمام تقدم العقل العربي.
وفي ما يخص السمة السابعة، فقد لخصها الساسي في معرفة الخطابة والسفسطة المتخاصمة مع البرهان والعقل، وتعطيل التفكير والإعلاء من شأن الخرافات، النتيجة هي السقوط في السفسطة.
أما السمة الثامنة فقد حددها الساسي في كون الفكر العربي توقف في القرون الوسطى. وهذا يعني أننا لم نكتشف بعد قارة "أنا أفكر إذن أنا موجود"، وأننا ما ودزلنا نعشق الذات الخرافية فينا.
هذا، وقد تمثلت السمة التاسعة في نسيان فلاسفتنا العظام. وبعد أن ساعدنا الغرب على التنوير غصنا في ظلام دامس. وتتجلى
السمة العاشرة في رفض استيراد الحداثة التي أعطت التحديث ولم نمسك بناصيتها، واكتفينا باستيراد التقنية من الغرب، وبالحديث عن الديمقراطية وننادي في المقابل بتطبيق الشريعة. وبما ان الفكر البديل لا يمكن أن نفرضه بالقوة يجب التأسيس لفكر جديد يقتضي فهم معالم العصر الحديث.
ولاحظ الساسي، في ختام مداخلته، أن الكتاب يلامس ويحفر في مجال العوامل التي كرست أزمة فكرنا العربي. كانت أمامنا فرصة تاريخية وفي الأخير ينتصر التمسك بالبداوة على حساب الحضارة، وساد النقل على حساب العقل، يقول الساسي. ثم تساؤل: هل نكره التغيير الذي لا بد منه لتحقيق النهضة؟
ومن الأسباب التي عمقت هذه الأزمة، ذكر الساسي اعتماد المعارضة الظلامية لفرض السلطوية التي تؤسس فكرا استبداديا يجمد العقول. وهنا يتساءل المتحدث: وما هو دور النخب؟ الظاهر أن أغلب ممثليها يقدمون فقط ما يطلبه المستمعون؛ بحيث يرسخون نفس الأفكار القائمة دون التقيد بها في العمل. إن أفرادا كثرا من هذه النخب يقولون ما لا يفعلون.
هل نحمل جينات مضادة للتنوير؟ كما تساءل الفكر الاستشراقي عندما تحدث عن قصور جيني. هذا الفكر الاستشراقي الذي يعترف ببعض اللحظات المشرقة لكنه يعترض علينا بكون أبطالها ليسوا عربا مثلنا..
وخلص المتحدث إلى أن كتاب "ازمة الفكر العربي وأسئلة الميتافيزيقا" دعوة إلى الاستمتاع بالميتافيزيقا، ومحاولة فهم أزمة الفكر العربي، مشيرا إلى أن هناك في الكتاب ملحقا خاصا بالميتافيزيقا، على اعتبار أن كل شيء بدأ من الميتافيزيقا ثم بعد أن استقلت عنها العلوم تم نسيانها ولا يجب على العلوم أن تنسينا نقطة الانطلاق.
بعد ءلك تساءل الساسي: هل هناك نمط واحد من الفكر؟ واستهجن خطاب السفسطة في الجامعة التي هي فضاء لتوسل المنهجية العلمية، مسجلا أن الكتاب لم يتناول صدمة الاستعمار، ولم يذكر أن المسافة بيننا والغرب مسافة ضوئية وأننا نعيش تحت تأثير صدمة العولمة.
في اللحظات الأخير من الزمن الذي استغرقته مداخلته، أبدى سي محمد الساسي ملاحظتين. الأولى عبر عنها بالقول: إذا كانت النخب تدفع الجماهير إلى التعلق بالسماء تمهيدا لعودة الشعبوية والأصولية الدينية، هل هناك علاقة بين الديناميتين؟ في حين ارتبطت الثانية بأحداث غزة التي قرأ بالموازاة معها ما صرح به أحد الأساتذه ندمه على كل ما درسته لطلابه حول القانون الدولي، ليستخلص الساسي من هذه الواقعة تنكر الغرب للتنوير، ولكن الأخير لا يهمه وحده وعلينا أن نتمسك به..
فيىاللحظة الاي انهى الساسي مداخلته، رأى الأستاذ نور الدين أقشاني، مسير الجلسة، أن القراءة التي أنجزها صديقه للكتاب قراءة ماتعة لامست قضايا الكتاب، ثم أعطى الكلمة لمؤلفه الدكتور عزيز الحدادي الذي بدأ مداخلته بكلمة شكر في حق شبكة المقاهي الثقافية ورئيسها نور الدين أقشاني، معلنا أنه تورط معه، ومعترفا بأنه مدين للساسي الذي يقرأه بدل قراءة الكتاب.
بصريح العبارة، قال مؤلف الكتاب الجديد المحتفى به: "لدينا مشترك واحد وهو الحوار. عندما أرادوا محاكمة سقراط قال: أنا مجرد سؤال." وأضاف عزيز انه سعى من خلال هذا الكتاب إلى توضيح إشكالية فكرية يمكن اختزالها في كون فكرنا العربي جامدا منذ ٨ قرون، غير مؤيد لما ذهب إليه محمد عبده وجمال الدين الأفغاني من أن تخلف المسلمين نابع من ابتعادهم عن دينهم.
وأوضح المؤلف أن الأسئلة الاساسية التي حاول كتابه الإجابة عليها هي: ما الأزمة وعلاقتها بالفكر؟ وهل يمكن القول إننا تخلفنا عن الموعد لأن فكرنا العربي توجه نحو التراث، يعيش النعيم في التراث، بلغة الجابري الذي عاش في زمن أفضل من زمننا؟ كيف نحقق النهضة بفكر غير ناهض محروم من موهبة الشك لأنه ورث الحقيقة؟ هل يمكن للفضاء العربي ان يتحرر من أزمته في غياب الحرية التي هي ماهية العقل؟ فمن تنازل عن العقل لا حرية له. وها نحن نلاحظ، مع المؤلف، كيف أن اليد التي أحدثت الجرح هي التي تداوي. ويعني بذلك أن التراث الذي أنتجه الفقهاء أدى إلى خلق معرفة زائفة. إننا مستعدون للجهاد في كل شيء. أخذوا من التراث الجهاد وأهملوا الاجتهاد. واكتفوا بالصواب الموروث حسب تعبير محمد عابد الجابري. وظهر جليا أن الأمة العربية تكرر الخطأ، وهي الآن تعيش الانحطاط، وسوف ينتحر العقل كما قال مؤلف "نحن والتراث". لهذا، رأى عزيز أن "الصواب الموروث" أهلك الحقيقة وشكل عائقا إبستيمولوجيا. أمام نهضة الفكر العربي نجد عقلا يؤمن بأن الحقيقة تورث.
ورغم الازمة، رأى عزيز الحدادي أن الفكر العربي يجسده بعض المفكرين، منهم الجابري الذي تنبأ بأن انتحار العقل آت مهما طال الزمن. وفعلا، لقد انتحر الآن. ما يجمعنا بالغرب هزيل.
مشكلة الفكر العربي هي أنه لا يميز بين الإيديولوجي والعلمي. الفكر عندما يبتعد عن العقل يلتجئ إلى الخرافة. منىخلال إشكالية الكتاب ندرك أن كل سؤال فلسفي يؤدي إلى المعرفة. لابد من ان نضع أنفسنا رهن إشارة العقل. بمجرد ما نتحول إلى المحسوس نسقط في عداء الفلسفة. الدهشة هي الباثوس، هي أصل الفلسفة. هايدغر تساؤل ما الوجود؟ ما الحقيقة. من السؤال انبثق العلم الذي تولدت عنه التقنية التي أدت بدورها إلى التقدم..
الدهشة، كما يقول عزيز، هي الفلسفة لأنها تؤدي إلى الحب. إن سؤال :ما الفلسفة أدهش الغرب، والعرب اندهشوا أمام تقنية الغرب..فقدنا نصوص ابن رشد ورحل إلى أليسيانة اليهودية. في طليطلة يوجد مسجد كان يحتوي على مخطوطات تم الاستحواذ عليها من قبل الغرب. لم يفهموا أرسطو لولا ابن رشد.
يناقش الكتاب أزمة الفكر العربي وإشكالاته وطرح أسئلة من قبيل: كيف يمكن تحقيق نهضة عربية بفكر غير ناهض، محروم من ملكة الشك والنقد، لأنه ورث الحقيقة مكتملة؟ وكيف يمكن أن نتوجه نحو النهار من أجل أن نتمتع بشروق شمس جديدة ورائعة تخترق عتمة هذا الفكر؟ وهل بإمكان الفلسفة النقدية أن تقتحم هذا الشبح الذي أصبح يمتد من المحيط إلى الخليج؟ وهل في استطاعة الفضاء العربي أن يتحرر من أزمته بدون فكر وحرية لأن ما يجعل العصر عظيما هو امتلاك الإنسان للحرية والفكر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل