الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة صيادلة مصر القادمة هل من أجل مصر ؟

جورج فايق

2006 / 12 / 2
المجتمع المدني


مهنة الصيدلة ارتفعت أسهمها كثيراً في المجتمع المصري ليس لسمو رسالتها فقط لا سمح الله و لكن لسمو دخلها في المقام الأول فهي تدر دخلاً مرتفعاً في وقت يعاني فيه معظم خريجي كل الكليات من البطالة و الكساد و تشبع سوق العمل
وشجع احتياج سوق العمل للصيادلة الدولة أن تفتح كلية صيدلة في كل جامعة تقريباً مما ساهم في ارتفاع عدد الصيادلة و الصيدليات فنجد الصيدليات منتشرة في حارات و شوارع جانبية عشوائيات القاهرة و في القرى الصغيرة بها اثنان أو ثلاث أو أربعة و لم تجد النقابة بدا من وضع قانون ليجعل شرط لتأسيس صيدلية أن يكون هناك 200 متر بين كل صيدلية و أخرى و اشترطت مساحة معينة لا تقل عنها و رغم كل ذلك مازال الجامعات المصرية تخرج منهم بالألف سنوياً و مازال الامتداد العشوائي للصيدليات و بالطبع كثرة عدد الصيدليات له فوائد ايجابية مثل تقديم خدمة دوائية متطورة وبالطبع وجود صيدلية قريبة في العشوائيات و القرى تقدم إسعافات أولية لمصابين و مرضى حتى يتم نقلهم للعلاج و لكن كثرة عدة الصيدليات له جانب سلبي مثل ضعف الرقابة مما ساهم في ازدياد الفساد في هذا القطاع الهام
لا نستطيع أن نعمم حكمنا على كل أفراد فئة أو مهنة معينة فكل فئة يوجد بها الصالح و بها الشرير ، و بها من يراعي ضميره و بها من يخالفه كل مهنة بها من يخضع لقانون مهنته و بها من يضرب بقوانينها عرض الحائط و أن انعدمت الرقابة قد يتحول الجيد إلى فاسد طمعاً في الربح السريع أو لأنه يرى المخالف لا يتم معاقبته فيخالف مثله
مقالي هذا موجه لمن خالف ضمير مهنته و ضمير أدميته من الصيادلة و ليس موجه لأصحاب هذه المهنة الجليلة
كما قلت أن سوق العمل في حاجة للصيادلة فشركات الأدوية تحتاج الصيادلة كمندوبين دعاية و بيع لشركاتهم و كذلك أيضاً شركات الأجهزة العلمية تمنحهم هذه الشركات مرتب عالي و نسبة من المبيعات و سيارة لسهولة التنقل و يلتهم هذا معظم ساعات اليوم مع ذلك يتمسك الكثير منهم بحقهم في فتح صيدليات بأسمائهم وهم صيدليتين في كل محافظة و أن كانت زوجته صيدلانية يصبح ألأجمالي أربعة صيدليات يؤجرها أو يوظف بها عامل أو عاملة يشرف عليهم صيدلي أو لا و في الغالب يكتفي بالعامل أن كان في منطقة عشوائية أو قرية و يضطر إلى تعين مدير صيدلي أو أكثر أن كان في منطقة راقية أو بها تفتيش دقيق على الصيدليات
فإدارة صيدلية لم تعد تحتاج صيدلي يكلفه في الوردية مرتب مرتفع فلا يوجد تركيب أدوية مثل الماضي تحتاج لصيدلي فقد اقتصرت المهنة على بيع الأدوية للزبائن عفواً المرضى و في الغالب يتم صرف الأدوية لهم بدون روشتة طبيب فالمريض أم أنه يعرف أسم الدواء فيطلبه بالاسم أو أنه يسأل العامل في الصيدلية أو الصيدلي أن يصف له دواء فيختار له صنف من الأدوية و في الغالب يكون الصنف الذي يختاره ما يحقق مصلحة الصيدلية و ليس علاج المريض فيختار له دواء غالي الثمن أو دواء راكد ليس عليه الطلب أو قاربت صلاحيته على الانتهاء أو حتى انتهت صلاحيته دون مراعاة أن كان هذا الدواء يصلح للمريض أو لا ؟ و دون أن يدري أن كان المريض يعاني من مشاكل صحية أخرى و قد يضره هذا الدواء أم لا ؟ و دون أن يدري أن كان المريض يعاني المريض من حساسية لمركب معين من مركبات الدواء أم ما ؟ كل هذا لا يهم فالمهم صرف الدواء لأن أنتظر روشتات الأطباء بتاريخ حديث لن يأتي بالمال الوفير الذي حلم به قبل حتى أن يدخل كلية الصيدلة فالهدف معلوم و محدد للبعض وهو تحقيق الثروة على حساب المرضى و صحتهم و حتى ألمهم
و يا ليت أقتصر الأمر على صرف الدواء بدون روشتة أو تذكرة طبية
بل وصل إلى أكثر من ذلك :
• تقوم الدولة بصرف الأدوية المدعمة بحصة شهرية للصيدليات عن طريق الشركة المصرية للأدوية و هي في الغالب أدوية لأمراض مزمنة و بعض هذه الأدوية ثمنها مرتفع و يفوق قدرة قطاع كبير من الشعب و يحتم الضمير أن يصرف الصيدلي هذا الدواء لأي شخص مريض لديه روشتة حديثة و يحتاج لهذا العلاج مع ختم الروشتة أنه صرف هذا الدواء حتى لا يصرف المريض من صيدلية أخرى و يحرم مريض أخر من اقتناء الدواء بغرض التخزين أو التجارة و لكن نجد أن المعظم من الصيادلة يمتنع عن صرف هذا الدواء أن لم يكن وسط أدوية أخرى أو خلافه تدير عليه ربح وفير أو يصرفه فقط لزبائن صيدليته و معارفه بدون روشتة و قد يكون هذا الإنسان يتاجر فيه أو عنده محزون و المريض الفقير المحتاج للدواء ومعه روشتة فليذهب للجحيم أو هناك الدواء الغير مدعم
• كذلك الأمر في لبن الأطفال المدعم و الذي يحتاجه أطفال الفقراء للغذاء فيصرف للمحسوبين و الزبائن دون بطاقة أو روشتة من مراكز الأمومة و الطفولة و قد يذهب هذا اللبن إلى مصانع الحلوى الصغيرة أو الرز باللبن و الزبادي أو المقاهي ليصنعوا منه نسكافيه و سحلب فهو أرخص و أجود من غيره بينما أطفال الفقراء يتألمون من الجوع و نقص اللبن اللزام لمعيشتهم
و أن كان لابد لهؤلاء الأطفال أن يسدوا جوعهم هناك اللبن الغير مدعم و الذي يدخل الربح الوفير للباشا الصيدلي ليزيد رصيده في البنك و تتغير العربية لموديل أحدث
• صرف تذاكر التأمين الصحي بأدوية بديلة أرخص و حتى شامبوهات و كريمات بدلاً من الأدوية للمتمارضين و فرق السعر لصالح الصيدلية بالطبع
• أدوية الجدول و هي أدوية بها مواد مخدرة و يحذر صرفها بدون روشتة و هذه الأدوية هناك مرضى يحتاجون إليها بشدة ليسكنوا ألمهم و لكنها تمثل تجارة مربحة للبعض فتباع بأضعاف ثمنها للمدمنين و الذين يعرفونها بالاسم و يحجزونها من صيدليات منطقتهم و يعللوا الصيادلة الذين يقوموا بيعها أنها لا طلب عليها و سوف تفسد و تكون خسارة للصيدلية و أنهم مضطرون لبيعها لمدمني منطقتهم حتى ينجو من بطشهم من ناحية و يحمونهم من المدمنين الغرباء من ناحية أخرى لأنهم قد يفتكون بهم أن لم يبيعوا لهم المخدر و يذهب المرضى المتألمين من أوجعاهم للجحيم فقد بيعت أدوية الجدول للثراء أو اتقاء لشر المدمنين و عدم كسب عداواتهم
صدقوني أنا لا أبالغ فقد كتب طبيب أجرى جراحة لوالدتي نوع دواء مخدر لوالدتي لتحقن به بعد أن تفوق من البنج حتى تتحمل الألم و قد قمت باللف بالروشتة التي تحمل أسم المستشفى و أسم الطبيب و ختمه و تاريخ نفس اليوم امتنعت كل صيدليات المنطقة عن صرفها بحجة عدم وجود الدواء و أنا كنت متأكد أنه موجود لديهم و لأنه من المفروض أنه جدول و لا يصرف ألا بروشتة و بالتالي موجود بالصيدلية و تأكدت من ذلك في نفس اليوم عندما كتب الطبيب باقي العلاج إذا بأحدي الصيدليات التي قالت أن العلاج ليس بموجود تساومني أن أصرف الدواء كاملاً ليعطيني الأمبول الذي يندرج تحت أنه مخدر و يحتاجه المرضى و المتألمين و عندما سألت قال لي صديق صيدلي أنه يباع للمدمنين بأضعاف سعره فلما يصرف للمرضى
أنا لا أعمم بالطبع هناك صيادلة شرفاء و من الظلم لهم أن نعمم حكمنا عليهم و لكن هناك الكثير من هذه المهنة خرج عن قانون الرحمة قبل أن يخرج عن قانون الدولة و هؤلاء يحتاجون إلى تقويم و عقاب حتى لا يتاجروا في مرض و ألم ناس لا ذنب لهم غير أنهم مرضى و فقراء و يحتاجون للدواء و أعتقد أن تجارة الدواء من أربح الأعمال و لا يحتاجون إلى هذه المخالفات ليزداد دخلهم فأقل نسبة مكسب في الدواء هي 20 ٪ على الأقل و تصل في بعض الأصناف إلى 40 أو حتى 50 ٪ و تعرف باسم أدوية أسعارها محروقة و هي بالطبع محروقة السعر لصالح الصيدلي و ليس لصالح المرضى فوزارة الصحة مسعرة الأدوية و الصيدلي الذي يريد أن يخفض هامش ربحه ليزداد عدد زبائنه و ليس رحمة بالمرضى لن يفلت من عقاب الوزارة إذا أبلغ عنه صيدلي جاره
و لا أدري أي منطق يشرع أن قطاع هام مثل الأدوية يصل فيه هامش الربح لــ 40 أو حتى 50 ٪ أو حتى 20 ٪

و عندما خضعت صيدليات المشتبه في توزيعها و ترويجها للمخدرات مؤخراً لتفتيش الداخلية و داهمت بعضها انتفضت نقابة الصيادلة و هددت بقفل الصيدليات احتجاجا على كرامة ومهنة الصيادلة و قالوا أنه ينبغي أن يكون المفتش تابع لوزارة الصحة و هذا حقهم بغض النظر عن كون المفتش زميل و يملك صيدلية و لكن ليت سيادته بجيب لنا بعض الأسئلة
من يحمي الفقراء و محدودي الدخل من طمع بعض الصيادلة ؟ من يحمي الشرفاء من الصيادلة من تلويث البعض سمعت مهنتهم ؟ و لكن البعض عنده ليس مهم سمعة المهنة و لكن المهم دخلها
نقابة الصيادلة التي كنا نسمع عنها فقط عندما تعلن أنها سوف تجمع تبرعات للانتفاضة أو تقاطع الأدوية الأمريكية كلما قامت انتفاضة في فلسطين أو غيرها ووزعت بوسترات على الصيادلة للصقها في الوجهات و على الأبواب معاً نقاطع الأدوية الأمريكية أن كان لها بديل بينما هم يبيعون الأدوية الأمريكية و على رأسها الفياجرا و لكن المهم الدعاية بمساندتهم للقضية
لما لم نسمع أن النقابة جرمت صرف الدواء بدون روشتة مثل دول الخليج و لن نقول الدول الأوربية ؟ لما تفوقت دول الخليج علينا في خوفها على صحة مواطنيها رغم أن معظم العاملين هناك في مجال الصيدلة من المصريين ؟ ألسنا نحن مهد الحضارة أم أننا علمنا غيرنا الحضارة و التقدم لغيرنا و لم نطبقه على أنفسنا
لما لا تحقق نقابة الصيدلة في كيفية معرفة المدمنين الأدوية المخدرة بالاسم حتى لو غيروا أسمه القديم أو نزل صنف جديد للأدوية الجدول فهم يعرفوا الاسم الجديد أو الصنف الجديد ؟ من أخبر المدمنين بالاسم الجديد أو الدواء الجديد ؟ لما لا ترسل جنابك أحد من طرفك بروشتة طبية بها دواء مدعم أو مخدر لكي ترى امتناع الصيادلة عن صرفه رغم وجوده لديهم ؟ لما لا ترسل أم تحمل طفل يبكي من الجوع لتسأل الصيدلي علبة لبن مدعمة لتسد جوع أبنها فيتحجج أنه لم يصرف اللبن هذا الشهر ويوجد الغير مدعم ؟ نحن لا نطالبك بإهدار كرامة الصيادلة و لكن نطالبك أن تضع نفسك مكان المرضى و الفقراء و تحميهم من جشع و فساد بعض الصيادلة نطالبك بانتفاضة في النقابة من أجل صالح المرضى و الفقراء المصريين أم أنكم تخصص انتفاضة من أجل مصالحكم ونصرة العروبة و الإسلام في كل بقاع الدنيا أما المرضى المصريين فلهم الله
لما عندما صرح الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة أنه سوف يجرب توزيع ألبان الأطفال المدعمة من خلال مراكز الصحة و الأمومة و الطفولة حتى يضمن أن يصل اللبن المدعم لمستحقيه أثار هذا استيائكم ؟ هل لأن هناك أطفال فقراء سوف يجدوا اللبن بعيداً عنكم بعد أن تسرب اللبن للمقاهي و مصانع الحلوى؟
فعلى وزير صحة مصر أن يتخذ كل الإجراءات حتى يصل الدواء و اللبن المدعم للفقراء هذا إن كان سيادته فعلاً حريص على مصلحة المرضى و الفقراء و كذلك أدوية الجدول المخدرة حتى تصل لمستحقيها المتألمين بعيد عن هذه الفئة
و لا يهمك يا سيادة الوزير من تهديد نقابة الصيادلة بقفل صيدلياتهم احتجاجاً على قرار أو تفتيش فهم أن أغلقوها اليومً سوف يفتحونها غداً بحثاً عن الربح و ليس رحمة بالمرضى فلا يهمك من تهديدهم و نقابتهم تعلم جيداً أنهم لن يغلقوها فهم أدرى الناس بهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر