الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Conflict of interest تضارب المصالح

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2024 / 3 / 11
المجتمع المدني


كانت شخصيته فذة وقوية ، عصامي ، تدرج في اعمال ووظائف يمكن تصنيفها وفق كل مستويات التدرج الوظيفي بدءاً من الصفر حتى تبوأ مركز " حاكم ضاحية فيرفيلد " “ Governor of Fairfield “، بغرب مدينة سيدني ولعدة سنوات.
أنه المرحوم أنور خوشابا ، المهاجر العراقي من أصول آشورية ، الذي وجد طريقه للتقدم والنجاح ضمن صفوف حزب العمال الأسترالي.
في تسعينيات القرن الماضي ، كنت في حينها أحد نشطاء الجالية العراقية من خلال منظمات المجتمع المدني ، وكنت أعمل بنفس الوقت في أكبر شركة إعلامية أسترالية بصفة مدير حسابات. كانت تلك الشركة مسؤولة عن كافة إعلانات الدوائر الحكومية الأسترالية ومن ضمنها إعلانات بلديات ولاية نيو ساوث ويلز وعاصمتها سيدني.
في مناسبة معينة حضرتها ممثلاً للمنظمة التي كنت ناشطاً من خلالها ، تم تقديمي له ، تصافحنا ، قدمت له نفسي مشيراً إلى أسم المنظمة التي كنت أتشرف بإدارتها ، فسألني أن كان لدي بطاقة تعريف شخصية ، أجبته بنعم وقدمت له بطاقة شخصية تحمل معلومات وظيفتي وأسم الشركة التي اعمل فيها وتفاصيلها الأخرى. تبسم وعقب بأنه يعرف تلك الشركة لأنها تنظم وتنجز كافة الإعلانات الخاصة ببلديته. كان يتوقع أن أقدم له بطاقة تعريف خاصة بالمنظمة المدنية التي أمثلها لكننا لم نكن بمستوى طباعة بطاقات تعريف لأعضاء المنظمة أو هيئتها الإدارية.
طلب مني أن اجلس بجانبه في المقدمة لتبادل الأحاديث حول نشاطاتنا في منطقته الإنتخابية، فقدمت له تصوراتي المستقبلية وحاجتنا لمساندته ودعمه خاصة وأن بلديته تكاد أن تكون نسبة العراقيين فيها هي الأعلى في مدينة سيدني.
في نهاية اللقاء ، ودعته شاكراً له منحي فرصة اللقاء به والتحدث معه ، قال لي : الآن عليّ أن اقدم مذكرة للمجلس البلدي أخبرهم فيها بأنني قد تعرفت عليك كي أكون في مأمن من المسؤولية بسبب تضارب المصالح. قالها بالإنكليزية. لم افهم قصده في حينها ولم يكن الظرف ملائماً كي أسأله عن المقصود. ولكنني في اليوم التالي سألت زميلاً لي عن ذلك فأخبرني بان تعرفه عليّ بصفتي مديرا في شركة تتعامل معها بلديته قد يوحي بوجود مصالح شخصية تتحقق له أو لي ، لذلك كان عليه إثبات ذلك رسمياً كي لا يساء الظن به أو بنا.
ممارسة جميلة ونزيهة وشفافة تعبر عن أخلاقيات عالية في مجمل التصرفات الإنسانية والمجتمعية ، حفاظاً على سمعة الجميع.
تذكرت ذلك بعد ان لاحظت تجاهل مثل هذه المبادئ المخلصة في كثير من التصرفات الحالية بين المنظمات نفسها ومع غيرها مفضلين المصالح الشخصية على المبادئ العامة . مع الأسف









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح