الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتقاء من احداث التاريخ .

صادق العلي

2024 / 3 / 12
المجتمع المدني


،،،،،،،،
مدخل :
التاريخ : هو كل ما سبق لحظة الان ( اسماء او احداث او افكار او اقوال ) , الان هو اللحظة الحاضرة وسوف تكون ماضي لما هو قادم .
,,,,,,,,,,,,,,,,,
جميعنا يتناول ما جرى من احداث بحسب ادراكه لهذه الاحداث او المصالح التي يتطلع لتحقيقها ( فردية او جماعية ) وعليه نحدد موقفنا من تلك الاحداث .
البعض يعلن موقفه من احداث التاريخ ( سلباً او ايجاباً ) بناء على قناعاته الخاصة ويعتبر موقفه هذا حقيقة شجاعة سواء كان فرداً او جماعة ويحق لهم ذلك ولكن ما لا يحق لهم اجبار الاخر على اتخاذ نفس القناعة اتجاه الاحداث التاريخية .
بالنسبة للاخر فان موقفك وحقيقتك هو مجرد ادعاء وليس معني بها وانت كذلك غير معني بقناعاته والحقائق التي يعتنقها طالما كان القانون الفيصل بين الجميع .
ولان العقل العربي مصاب باحباط دائم جراء كثرة الادعاءات وفقدانها المصداقية من قبل مدعيها .
يدعي السياسي انه يطبق العدالة وحقوق الانسان وغيرها من الترهات ولكنه كذوب لانه يعمل على عدالته هو التي يعتقد بصحتها .
يدعي رجل الدين بانه يتقبل الاخر ولكنه يرفض اي قوانين او تشريعات لا تتوافق مع تعاليم دينه ويبرر رفضها .
يدعي الرساميل1 انهم مع الفقراء عندما يتحدثون عن صعوبة الحياة وارتفاع الاسعار ولا يذكرون انهم سبب هذه الصعوبة وان جشعهم جعل الفقير فقيرا .
صباح مساء نسمع ونشاهد جدالات بين الناس على بعض اسماء او احداث التاريخ وفي اغلب الاحيان ترتفع الاصوات وربما تتطور الى استخدام الالفاظ البذيئة ومنها الى الاشتباك الجسدية وفي بعض الاحيان الى القتل فقط لاثبات صواب هذا او خطأ ذلك , ينطبق هذا على العقل العربي فقط , في مجتمعات اخرى نجد حالات نادرة جداً يتطور الجدال فيها الى استخدام القوة الجسدية لاثبات صحة الاراء او القناعات .
سوف نقوم بتجربة حول صحة ما اقوله بخصوص العقل العربي وكيف يتناول احداث التاريخ سوف نلاحظ شيء غريب وهو اننا نمارس هذا الانحياز لاحد الاسماء او الاحداث بدرجات مختلفة لاثبات صحة فكرتنا .
التجربة هي :
سوف نتناول اسم شخص او جماعة او حدث تاريخي سواء من الماضي قديم جداً او حتى من الماضي القريب وكل واحد منا يراقب نفسه كيف يفكر بهذا الاسم او هذا الحدث ... اختيار الاسماء او الاحداث لا على التعيين سوف اتناولها بدون تعريفات مسبقة كي لا يبدو الموضوع انحيازي او تسويقي , سوف اتناول اسماء واحداث تجبرنا على التفكير بها او انها سبب مباشر لتغيرات كبيرة في مجتمعاتنا العربية !.
1- الرئيس العراقي صدام حسين .
2-الحرية الجنسية .
3-التواجد العثماني في المنطقة العربية لما يقارب الخمسة قرون .
4-هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية او فرقة اخوات زينب في ايران لتطبيق التعاليم المذهبية في الحياة العامة.
5-الجهاد من اجل الاسلام والمسلمين في كل بقاع الارض والانتقال بشتى الوسائل القانونية وغير القانونية.
6-الافكار والاحزاب والمنظمات غير العربية التي تعمل على فكرة الارتقاء بالمجتمعات العربية .
سوف تكون للبعض قناعات مسبقة بخصوص هذه الاسماء وهذه الاحداث او بعضها وقد اتخذ قراره بخصوصها , البعض الاخر ربما لم يفكر بها البتة ولا يريد ان يصاب بالصداع .
السؤال :
على ماذا اعتمد هذا البعض لاتخاذ قراره اتجاه هذه الاسماء وهذه الاحداث وهل يمكن ان يتراجع عنه ؟.
الجواب :
المنطق والعقل يقول انه اعتمد على مجموعة من الحقائق حول هذه الاسماء او هذه الاحداث وبالتالي اتخذ القرار المناسب له هو تحديداً .
لابد من اسئلة حول هذا الجواب :
1-هل توجد حقائق اخرى لم يطلع عليها ؟.
2-هل لدى العقل العربي القدرة النقدية ( السياسية والعليمة وغيرها ) تخوله اتخاذ قرارت صحيحة خصوصاً عندما يترتب عليه مصير الفرد او الجماعة ؟.
3-هل هناك من ورث موقفه كما ورث مذهبه ؟ .
بشكل عام لا يعتمد العقل العربي على معطيات علمية او منطقية للتعامل مع اي حدث او اسم تاريخي والحكم عليها بدليل :
الرئيس العراقي صدام حسين ملاكاً ام شيطاناً ؟!.
هل هناك خيارات اخرى بخصوص الرئيس صدام حسين بمعنى هل هناك وصف اخر يمكن ان يطرحه احدنا او ان يراه مناسباً ( هو ليس ملاكاً وليس شيطاناً ايضاً )؟ .
كذلك الامر بالنسبة للتواجد العثماني وانتشاره على طول الارض العربية وعرضها , المنافع والاضرار من وجوده وما ترتب على خروجه منها .
انتقاء بعض الحقائق وترك البعض الاخر او تجاهلها هو الذي يجعل نظرتنا لما جرى ويجري قاصراً وقراراتنا غير سديدة اتجاهها .
لن تكتمل الصورة طالما انطلقنا من قناعات مسبقة , قد يحدث هذا في الجانب الديني وهذا حق مشروع ان يجد المرء دينه او عقيدته افضل من اديان او معتقدات الاخرين ولكن لا يجوز الحكم عليهم لانهم غير ملزم به وبعقيدته .
عندما يصل المرء بطريقة تفكيره الى مرحلة الحكم على الاسماء والاحداث وفق معايير ومعطيات شاملة بالنسبة للجميع سوف يتخذ القرار الصحيح بخصوص ما جرى وما سوف يجري .
هوامش ,,,,,,,,,,,,,
رساميل : جمع رأس المال وليس رؤوس الاموال كما هو شائع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح