الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة التعليم التقليدي في العراق

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2024 / 3 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


ما يثير القلق في العراق بالنسبة للباحثين هو الطرق التقليدية للتعليم في العراق، حيث تعود الى فترات زمنية قديمة اذ كانت هناك بعض الطرق التقليدية للتعليم التي كانت شائعة في الماضي ولا تزال تستخدم في بعض الأحيان. ومن بين هذه الطرق:

المحفظة: حيث يتعين على الطلاب حفظ المواد دون فهمها أو تحليلها بشكل كبير, الاعتماد على الحفظ والتكرار: حيث يتم تكرار المعلومات بشكل مستمر دون التركيز على فهمها,الدرس النظري: حيث يقوم المدرس بإلقاء المحاضرة دون تفاعل مع الطلاب أو تشجيعهم على المشاركة., الاختبارات التقليدية: حيث تكون الاختبارات محددة وتقيس قدرة الطلاب على حفظ المعلومات بدلاً من فهمها,هذه الطرق التقليدية اعتبرها مأساة للتعليم لأنها تقيد التفكير النقدي والإبداع لدى الطلاب, ولذلك، يجب السعي إلى تطوير أساليب تعليمية حديثة تشجع على التفكير النقدي والتفاعل الفعّال بين المعلم والطلاب, رغم محاولات الدولة في تطوير المناهج التربوية وطرق التعليم والتفكير وهي موجودة بالفعل في قوانين الجامعات والمناهج الا ان الدارس يلاحظ ان هناك تناشز كبير بين البرنامج التعليمي للدولة وبين الواقع في المؤسسات التعليمية العراقية, لا يمكن ان نجزم بأن الجميع يستخدم الطرق التقليدية في التعليم لأن هناك القليل من يستخدم الطرق الحديثة في التعليم المبنية على الفهم وتنشيط الوعي لدى المتعلم وتعليمه اسلوب التفكير ليكون قادرا على الابداع او على الاقل التفكير بنفسه, لعل السبب الرئيسي في اصرار بعض الاساتذة على التعامل مع الدارسين بالطرق التعليمية التقليدية هو راجع الى تكوينات عقلية ونفسية لهؤلاء المختصين, فهم يعتقدون ان هذه الطرق هي من اوصلتهم الى هذه المستويات العلمية وبالتالي هي جيدة ولا بد من اتباعها في سير العملية التعليمية, والاخرين يجدون فيها ارضاء لنفوسهم لأنها تلبي احتياجاتهم النفسية لا سيما في معنى التسلط او السلطة التعليمية التي تمنحها هذه الطرق التقليدية لهم, لعل الاسباب كثيرة لا يمكن اجمالها هنا لكن ما يهمنا هو تحديد هذه المشكلة وتنبيه المختصين للتعامل معها والنتائج السيئة التي من المتوقع ان تخلفها, المشكلة التي يعاني منها الكثير من الدراسين هي فقدان الثقة بالنفس في الطرح العلمي او الموضوعي او الاجتماعي او ايا كان, بأعتبارهم اعتادوا على حالة الافكار الجاهزة التي لا يمكن مناقشتها بحسب رأي بعض المختصين, وهذا ما جعلهم غير قادرين على طرح الاسئلة او المبادرة في انجاز موضوع ما, وهذه الحالة ادت الى انعدام الابداع والتفكير الموضوعي واكتساب الخبرات العلمية, والتي هي نتيجة الاعتمار على النظري من دون مراعاة الجانب الامبريقي اثناء الدراسة, ان كثرة مكاتب كتابة البحوث او المساعدة في اعداد الرسائل والاطاريح لم تنشأ من فراغ انما هي نشأة نتيجة العوق الذي يغفل او يتغاضى عنه الكثيرين في المؤسسات التعليمية, ويسعى القائمين على التعليم في العراق الى محاسبة هذه المكاتب وملاحقتها وهذا برأيي خطأ يؤسس الى صراع لا ينتهي, لأن معالجة النتائج الى يمكن ان تحل المشكلة وبدلا من ذلك علينا معالجة الاسباب التي ادت الى ظهور هذه المشكلة وتغلغلها في الاوساط التعليمية, خلاصة القول ينبغي تفعيل ايديولوجية تعليمية تخص الدولة وتشكيل لجان عليا لمتابعتها ميدانيا والتدقيق في طبيعة الاسئلة وتدقيق اجابات الطلاب ومطابقتها مع ايديولوجية الدولة التعليمية, ومطالبة الطلاب لا سيما في الدراسات العليا بأعداد مشاريع بحثية او ابتكارات علمية اثناء الدراسة وعدم الاكتفاء بمشروع التخرج (الرسالة, الاطروحة) كخاتمة للمرحلة الدراسية, التأكيد على الابداع وطرق خلق الابداع وتنمية العقل ليكون قادرا على مجاراة ما يجري في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-