الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاجئ و نازح ومهاجر

ربحان رمضان

2024 / 3 / 16
المجتمع المدني


هناك لغط وخطأ شائع بين السوريين عموما ً حول إطلاق اسم " مقيم " حاصل على إقامة " على اللاجئ الهارب من قمع نظام مجرم ومستبد ، للأسف هذا ما يطلق على اللاجئين السوريين في بلاد المنافي حتى هم انفسهم يُعّرفون انفسهم لأهلهم في الوطن انهم مقيمون في منافيهم ، متوارين في ذلك عن كلمة لاجئ كي لا يعتقد النظام واجهزة قمعه انهم وصلوا عبر الصحارى والبحار ليحصلوا على حق اللجوء السياسي وليتمكنوا من حماية انفسهم من ظلم الطاغية المستبد الحاكم في دمشق يقولوا انهم حصلوا على " إقامة " ، بل الأنكى من ذلك ان بعض قنوات الاعلام السوري المعارض يتداول نفس الصفة ليزيد في الطين بلة بحق السوريين المقموعين في وطنهم الهاربين من القتل والاعتقال التعسفي .
اسم الاقامة أو المقيم صحيحة على مواطن يعيش في بلده ، وربما في بلد من نفس القومية كإقامة السوري في الامارات العربية ، أو في المملكة العربية السعودية أو الأردن ولبنان وغيرها من الأسماء المحشورة في قمقم الجامعة العربية " المتراخية تجاه هذا النظام .
أما أنه يهرب من وطنه خوفا من الاعتقال ، أو القتل أو الحرب الأهلية لاجئا إلى دولة لاتمت إليه بصلة الرحم ولا القومية ولا حتى الدين فهذا اسمه لجوء ، فهو لجوء سياسي بكل معنى الكلمة .
من جهتي حاولت تفسير ذلك عدة مرات للناس الذين اتواصل معهم باستمر ، حتى وفي صفحة التواصل الاجتماعي " فيس بوك " لكن غالبيتهم لم يتفق مع الفكرة وواجهني البعض بهجوم ساحق مؤكدين ان وضعهم في اوربا انما هو إقامة ... وليتها دائمة ... !!
اعتقد أن هذا التعريف اطلقه البعض " الرمادي " أو الشبيحة الذين ليسست لهم مشكلة مع النظام ولا اجرام النظام .. وصلوا بلاد اللجوء بجوازات سفرهم وبطرق شرعية من جانب النظام ، وعلى مايظهر أن اولئك المخالفين لهم مسببات تفكيرهم هذا معتقدين أن حالة لجوءهم اذا أطلقوا عليها اسم اقامة سيتمكنوا من التنقل بين بلاد اللجوء والوطن في نفس الوقت الذي هم في حالة اللجوء ، أو ان بعضهم شبيحة يمكنهم دخول سوريا والخروج منها رغم وجودهم في بلاد اللجوء .
أولئك من أشاع هذا التعريف يعرفوا تماما بأن الفلسطينيين الذين هربوا من فلسطين بعد تسليمها من قبل الأنظمة العربية لايزال اسمهم ولحد الأن وفي أكثر من بلد عربي " لاجئين " ليسوا مقيمين رغم ان تلك الدول عربية ومغالية في مفهوم العروبة .
فالمهاجرون أو طالبي الإقامة الدائمة إنما هم الناس الذين اختاروا الانتقال بحرية ليس بسبب تهديد مباشر بالاعتقال أو القتل ، بل لتحسين وضعهم الاقتصادي من خلال إيجاد فرص للعمل أو في بعض الحالات من أجل التعليم أو الدخول في مجالات لم تكن موجودة في بلادهم الأصلية أو أسباب أخرى ، هم اشخاص يتمتعون بقدرات و مؤهلات تميزهم عن الآخرين ( كفاءة ) يحتاجها سوق العمل خارج اوطانهم كالمواطن السوري المهاجر إلى ( امريكا أو مصر أو الأردن أو الإمارات العربية او كندا واستراليا وغيرها من البلاد .. ) بصفه عامه حيث يتقدم الشخص المقرر على الهجرة بطلب تأشيرة سفر من سفارة الدولة المرتقب الهجرة إليها للحصول على إذن بالإقامة الدائمة فيها (تأشيرة الهجرة ) وعندما توافق الدولة التي تقدم اليها بطلب السفر سيسافر إلى تلك الدولة من اجل البحث عن حياة أفضل من خلال توظيف مهاراته فى سوق العمل لتلك الدولة . ومن جهتها الدولة المستضيفة طبعا َ ستؤمن له الحقوق المدنية والاجتماعية وتساويه ببقية مواطنيها في التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك .
قال القباني – نزار بلسانهم :

هربت من عمرو بن كلثوم ..
ومن رائية الفرزدق الطويلة
هاجرت من صوتي،
ومن كتاباتي ..
هاجرت من ولادتي ..
هاجرت من مدائن الملح
ومن قصائد الفخار ..
حملتُ أشجاري إلى صحرائكم
فانتحرتْ ..
من يأسها الأشجار
حملتُ أمطاري إلى جفافكم
فشحّتْ الأمطار
زرعتُ في أرحامكم قصائدي
فاختنقتْ ..
يا رَحِماً .. يحبل بالشوك والغبار

أمّا اللاجئ فهو الشخصٌ الذي أُجبر على مغادرة وطنه ، هرباً من الاِضطهاد والعنف، أو من تهديدٍ خطير يمسّ حياته أو حريته الشخصيّة أو سلامته النفسيّة والجسدية. وقد يكون ذلك مرتبطاً بالاضطهاد القومي أو الديني أو المعتقدات السياسيّة السائدة في مجتمعهِ.
لهذا ومن منطلق حماية حقوق الانسان فإن اللاجئون يتمتعون بحماية القانون الدوليّ ولا يمكن إعادتهم إلى أوطانهم لأن حياتهم أو حريتهم معرّضةً للخطر.
لقد حدد القانون الدولي تعريفاً للاجئين عموما ً ، ولا تزال اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئ وبروتوكولها لعام 1967 الركن الأساسي في حماية اللاجئين في العصر الحديث .
أذكر تمام حال الاخوة الفلسطينيين في الحي الكردي الدمشقي " حي الأكراد" الذي لم يفتح ابوابه في تلك الفترة إلا للفلسطينيين الهاربين من الحرب والاحتلال ، اذكر ايامها المعاناة التي كانوا يعانوها في سوريا " البلد الشقيق .
كانت العائلة بكاملها تقيم في غرفة أو غرفتين ، ويعمل رب العائلة في اي عمل ُيفسح له كي يؤمن قوته وقوت عياله لأن مساعدات الأونروا لم تكن اكثر من حليب وطحين ومسائل بسيطة أخرى .
وقد تغنى الكثير من الشعراء بقصائد تشير إلى الحياة البائسة التي يعيشها اللاجئون الفسطينيون في البلاد العربية وفي مقدمة أولئك الشعراء الشاعرة فدوى طوقان التي قالت "
يا قصة من مآسي الحمى سطرّتها أكفّ الغيــــر
ويا صورةً من رسوم التشرد،
والذل، والصدعات الآخـــر
طغى القرّ، فانطرحت هيكلاً
شقيّ الظلال، شقي الصور!!

كما كتب محمود درويش واصفا حال اللاجئ الفلسطيني قائلا :
وأَنتَ تُعِدُّ فطورَك، فكِّرْ بغيركَ
لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ
وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ
وأَنتَ تُسدِّذُ فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
مَنْ يرضَعُون الغمامْ
وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ
وأَنتَ تفكِّر بالآخرين البعيدين، فكِّرْ بنفسك
قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ

وهناك فئة أخرى تسمى بالنازحين ، كما حدث لأهالي الجولان السوريون الذين هربوا من اراضي الجولان إثر تسليم الجولان لاسرائيل في خدعة حرب إلى محافظة دمشق وضواحيها ، نزحوا ،وأطلق عليهم اسم النازحين .
أذكر تماما كيف توزعوا على البيوت الغير مشغولة ، في المنطقة المجاورة للحي الذي اعيش فيه والذي اطلق عليها اسم مساكن برزة ، كان فيها بيوت قيد السكن لم يكن قد انتهى بناءها ولا هي جاهزة للسكن ، كانت ضمن مشروع سكني اسمه المساكن الشعبية اشتراها الناس بالتقسيط ولما سكنها اهالي الجولان كانت لا تزال " على العظم " فأقاموا واكملوا دهانها وابوابها وشبابيكها .. الخ
انها حالة نزوح ضمن دولة واحدة ، ولذلك أطلق عليهم اسم " نازحين " وقد عاد أغلبهم الى قراهم بعد التوقيع على اتفاقية حافظ اسد واسرائيل عام 1974 المسماة ب " اتفاقية فك الاشتباك" و التي تضمنت مراعاة وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو بين الدولتين المتفقتان على منع جميع الأعمال العسكرية فور توقيع الوثيقة تنفيذا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 338 المؤرخ في 22 أكتوبر 1973م ..
الشاعر محمد الدمشقي صور حال النازحين بقوله :
" .. أيا وطني المثخن بالفوضى والرايات
أيها النازح دمعاً
منذ أن رسموا حدود ضياعك
يا صوتي المسلوب
يا حرب حب بيني و بيني
خذني ضياءً غاب في سراديب اشتياقي
خذ كل هذا الموت و الحسرات
غربتي في برد همك
مدنا تلوح مثل مناديل بيضاء
قهراً تكدس
خذ عروقي
خذ شروقي
و تنفس .." .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل