الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدم ملائمة الشريعة الأسلامية للعصر الحاضر

مجدى سامى زكى

2024 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل أن أعرض لحضراتكم المقال أسمحوا لى بذكرتاريخه واصوله.
كنت اقوم بالتدريس فى كلية الحقوق بالرباط فى أطار التعاون الثقافى بين المغرب وفرنسا ( كنت أقيم فى شارع أولد عمير فى حى أجدال الجميل بالقرب منها ..بالمناسبة كان زملائى يدعونى لتناول طبق البستيلة الذى يدل على عبقرية الشعب المغربى وكرمه ورقيه) .
فى السنة الرابعة - قبل التخرج - أدرجت فى دروسى المتنوعة هذا الموضوع :
La critique et l autocritique dans la pensée juridique islamique
أى النقد والنقد الذاتى فى الفكر القانونى الأسلامى
أشرت فيه إلى (رسالة الطوفى فى رعاية المصلحه ) التى نقض فيها بعض رخص المذاهب والتى قيل فيها هذ الشعر الجريئ التهكمى :
فاشرب ولط واذني وقامر واحتجج ...فى كل مسألة بقول إمام...
نص الرسالة منشورة فى كتاب ، عبد الوهاب خلاف : مصادر التشريع الأسلامى فيما لا نص فيه ، 1978
أحد زملائى ( أصبح فيما بعد عميدا للكلية) وافقنى على وجود عناصر سلبية فى الشريعة الأسلامية.

_______________
الأنغلاق الفكرى ليس قاصرا على المؤسسة الأزهرية التى تعيد تدريس مؤلفات ( مثل تحليل ألفاظ أبى شجاع ) كان قد حذفها الشيخ المستنير طنطاوى ، بل أمتد للعامة :

فالويل لمن يأكل - ولو كان غلاما - سندوتش فى الشارع فى شهر رمضان المبارك ، فسوف ينهال عليه الضرب المبرح من المتشددين ، أوصياء الله فى الأرض .أنظر الفيديو التالى :
عاجل . اعتـ قال العابر محمد حجازي.دخل المسيحية و رد علي معاذ عليان . سـ جن الحريات بداية شهر رمضان
https://www.youtube.com/watch?v=Cm8S5if9YU8
-------
الأنغلاق الفكرى أمتد إلى المؤسسة الكهنوتية الأرثوذكسية فى مصر التى أوقفت الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية ( فى روما ) بعد أن أعلنت روما حق المثليين أداء الشعائر الدينية داخل الكنيسة .
بل تمنى بعض الغلاة من أن يصبح العالم بلا كاثوليك وبدون برتستانت ، مما أستهجنه فى صفحته الصديق ناجى عوض
------
اضيف ثلاثة أمور : أولا المثليين يتبعون ميولهم الطبيعية مثل الطفل الذى يكتب بيده اليسرى فحين إن أخوه يكتب بيده اليمنى..ثانيا الخلافات المذهبية هى خلافات بشرية بحته وليست ألهية ولا وجود لها فى الطبيعة ..ثالثا فى البلاد العلمانية ( فرنسا مثلا) الدولة لا تحمى أى دين وإنما تحمى الحرية الدينية ( لا يوجد فيها حد الردة ولا يوجد فيها جريمة أذدراء أديان... )
------
اعود إلى مقالى : قام المرحوم د .شوقى كراس ، استاذ جامعى أمريكى من أصول مصرية صعيدية بنشره فى مجلة الأقباط عدد ديسمبر 1985.
الخط العربى بطيئ جدا عندى فى باريس فأرسلت نسخة من المقال لصديقى العزيز مدحت قلادة فقام بمساعدتى فله جزيل الشكر والعرفان .
إليكم المقال مع التحية .

--------

حوار مع الشباب العرب

عند ما كنت مدرسا في كلية حقوق الرباط بالمغرب ناقشت الشباب العرب حول تطبيق الشريعة الاسلامية فقلت لهم انه لا يجوز باي حال فرض شريعة دينية في مجتمع تتعدد فيه الاديان كمصر ولبنان، فسألني طالب من موريتانيا : " نحن فى موريتانيا مسلمون ۱۰۰٪، اليس من حقنا تطبيق الشريعة الاسلامية في بلدنا ؟ " ، فقلت له : " لو كان المجتمع الموريتاني لا يزال يعيش في بداوة القرن السابع الميلادي فلا تترددوا في تطبيق الشريعة الإسلامية لانها أفضل شريعة اخرجت للبدو في هذا القرن .
ولما تعرضت في يوم آخر ، لسوء المعاملة التي يلقاها الاقباط في ظل الشريعة الإسلامية عاد الطالب الموريتاني يسألني : " لا يوجد في موريتانيا أقباط فالمجتمع كله اسلامي ، فما الذي يمنعنا
اذن من تطبيق الشريعة الإسلامية ؟ " فقلت له : " حقا لا يوجد عندكم مسيحيين، ولكن يوجد عندكم نساء ... . فابتسم الطالب النجيب ولم يعترض لانه يدرك تماما استغلال المرأة، استعباد المرأة تشيء المرأة، استهلاك المرأة في المجتمعات الاسلامية ( انظر د – هيثم مناع المرأة في الاسلام دار الحداثة بيروت ۱۹۸۰، انظر ايضا ، د . نوال السعداوى الوجه العارى للمرأة العربية " – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت (۱۹۷۷) ولانه يعلم حق العلم ان المرأة، فى
أفضل الظروف، لا تجاوز عند فقهاء الشريعة الاسلامية، نصف الرجل في الميراث وربع الرجل في الزواج.

الشريعة الأسلامية شريعة مؤقتة
من اللغو اعتبار كافة احكام الشريعة الإسلامية صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان ، فقواعد القانون نسبية تتطور مع تطور البشرية والذي يلائم الانسان، من ملبس ومأكل وقانون ، في مراحل الطفولة لا يلائمه في مراحل النضج ، أي نظام حتى ولو بلغ درجة الكمال في عصر معين قد لا يوافق عصر آخر، لم يدرى بخلد الأنسان مثلا اعتبار القواعد الخاصة بالعبيد في روما قواعد عالمية، والنصوص حتى ولو احتوتها الكتب السماوية في
حقبات معينة من التاريخ لا يمكنها استيعاب الانسانية برمتها فالحياة أوسع جدا من النصوص، والنصوص أوسع بكثير من فهم رجال الدين الجامدين والمتزمتين ، النص وضع من أجل الانسان والانسان لم يوضع من أجل النص، ماذا تقول فيمن يريد أن يطبق علينا اليوم الشريعة الموسوية ؟ ماذا تقول فيمن يعترض على تخفيف أوجاع الحبل والولادة استنادا الى نص التوراة " بالوجع تلدين اولادا " ، الشريعة الإسلامية، كسائر الشرائع القديمة وكما جاءت في القرآن والسنة وتفسيرات الفقهاء الاوائل ، زمنية مؤقتة، نسبية ، فوق انها تستهدف في المقام الأول مجتمع بدوی صحراوى اعتاد على الكر والفر وامتاز بالعنف والضراوة . والشريعة الاسلامية تعطلت في زمن الرسول نفسه ثم في عصر الصحابة، فالرسول نسخ آية الميراث التي لا تمنع الوصية للأقارب بقوله : " لا وصية لوارت والصدقات التي يأمر بها القرآن في سورة التوبة للمؤلفة قلوبهم وهي هبات وزعها الرسول وابو بكر في فجر الاسلام لأشداء العرب حتى لا يحاربوا الدين الجديد قام عمر باستبعادها بعد أن اشتد ساعد الاسلام . والشواهد عديدة على نسبية الشريعة الاسلامية، فالرسول يقول : " انتم أعلم بامور دنياكم " ، بل أن القرآن نفسه لم يدعى اطلاقا ان الشريعة الإسلامية عالمية بل صرح انها مؤقتة كما جاء في الآية ٣٨ من سورة الرعد " لكل أجل كتاب ومعناه لكل زمن قانون، وكلما تبين للبشرمنذ عهد الرسول ، قسوة نصوص الشريعة ، أو عدم ملائمتها لحاجاتهم لم يترددوا في الاحتيال عليها ، بل اصبحت الحيل " فرعا من فروع القانون

الجوانب السلبية للشريعة الأسلامية
لا يوجد قانون فوق النقد أو يعلو على المناقشة، واحكام الشريعة الإسلامية ليست فقط منتقدة أو محل نظر و اختلاف بين الفقهاء حيث تجد في كل مسألة الرأي و عکسه تماما، وهی لیست فقط صالحة الاستغلال بواسطة رجال الافتاء لتبرير كل سلطة سياسية باسم الاسلام من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار ( انظر د. صادق جلال العظم نقد الفكر الديني " – دار الطليعة - بيروت 1982 ) بل هي علاوة على ذلك، تتضمن قواعد تصطدم اصطداما صارخا مع حقوق الانسان، وهي القواعد الخاصة بمركز المرأة، بالنظام العقابي ، ووضع غير المسلم، والحديث في هذا المجال يطول بناء على الوقائع التاريخية والأسانيد الفقهية ولكننا سوف تكتفى هنا باللمحات التالية .
1 - مركز المرأة .
لم يكن في وسع الاسلام عند ظهوره المناداة بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة وهو يخاطب مجتمع بدوى غليظ القلب، فاكتفى باعطاء المرأة نصف حظ الرجل في الميراث كانت هذه بداية وليست نهاية ، حد ادنى وليس حد اقصى ، ولكن رجال الفقه السائد وقفوا عند هذا القدر ورفضوا رفضا باتا كل تطور وتقدم اعتمادا على الألفاظ القرآنية، وبذا تجمدت الشريعة في يدهم وتحولت الى صلاح جبار لقمع تحرر المرأة . وباسم الشريعة يفرضون اليوم الحجاب لان استقبال وجه المرأة لنور الشمس سيتبعه استقبالها لنور الفكر ، انظر:بوعلى ياسين الثالوث المحرم " – دار الطليعة – بيروت ۱۹۸۰ ) . لاحظ الاستاذ مارسيل ها دريشي في كتابه عن موسى النبي طبعة لافونت باريس ۱۹۷۰ ) ان موسى جاء بثورة اجتماعية كبرى باعتباره يوم السبت راحة اسبوعية فكانت هذه أول أجازة عمالية في التاريخ الانساني، ونحن اليوم لا نكتفى بيوم راحة واحد بل نستريح يومين في الاسبوع كما ان الاجازة السنوية قد امتدت في أوربا الى خمس اسابيع ، فماذا تقول لو حاول البعض العودة بعجلة التاريخ الى الوراء بالغاء كافة الاجازات لان الشريعة الموسوية لم تسمح الا بيوم عطلة واحد في الاسبوع؟ هذا ما يفعله أنصار الشريعة الأسلامية عنما يشهرون النصوص القديمة امام كل تطلع نحو غد افضل ومستقبل اعظم.

2 - النظام العقابي الاسلامي
حدث بلا حرج عن عدم عدالة النظام العقابي الاسلامي فحد الردة يعنى قتل المسلم الذي يبدل دينه بل پری بعض الفقهاء أن من يقول بعدم جواز قتل المرتد بعد بدوره كافرا مستوجبا الاعدام ، كل هذا يصطدم بشدة مع حرية العقيدة ويهدم فكرة الدين من أساسها ، فالدين الحق لابد أن يعتمد على قوته الذاتية وليس على سفك الدماء، أما حد السرقة فيكون بقطع يد السارق ( وقد حدث في السودان ) وهذه العقوبة اقبح من الذئب فالمال المسروق يعوض واليد لا تعوض، بل هي ليست عقوبة وانما عذاب ونكال للجاني الذي كان من واجب المجتمع اصلاحه وعلاجه وليس بتر أحد اعضائه، وكيف يمكن اعتبار هذا الحد عقوبة الهية وهو أصلا مجرد من ابسط معاني الانسانية ؟ أما رجم الزاني ، في حالة الاحصان فيكفي ذكر كلمة السيد المسيح " من كان منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر "

3 - معاملة غير المسلم .
اهانة غير المسلم في بلده واذلاله بكافة الطرق وابتزازه لحمله على كراهية عقيدته وعشيرته واكراهه على اعتناق الإسلام هو هدف الشريعة الاسلامية ، أقرأ في التفاصيل امهات الكتب الاسلامية ( انظر ملخص وافى في رسالة الدكتور جاك تاجر اقباط ومسلمون " منذ الفتح العربي الى عام 㿓٢٢ – الهيئة القبطية جرسي سيتي ١٩٨٤) هذه الشريعة الإسلامية التي ينادي البعض بتطبيقها
على الاقباط بلا خجل ، بلا خزى، وبلا حياء، هذه الشريعة بإحكامها المشيئة الخاصة بأهل الكتاب لا يوجد مسلم على وجه الأرض يقبل تطبيقها على نفسه، فلمــاذا تحب لأخيك مالا ترضاه لنفسك ؟ هل يقبل عرب الجزيرة
( أو سلمى افغانستان )

الخضوع لحكم اجنبي يخيرهم بين الدخول في عقيدة الفاتح أو الموت بحد السيف او دفع الجزية عن يد وهم صاغرون " ( سورة التوبة آية (٢٩) ؟ ان أمتهان غير المسلم موجود في لفظ الجزية ذاته، في النص القرآني، وكتب الفقه وشواهد التاريخ ، امتهان لا يحتمله انسان ، امتهان وصل الى درجة ان ابن قيم الجوزية في احكام أهل الذمة "طبعة دار العلم للملايين بيروت (۱۹۸۱) قد أفتى بانه لا يجوز للمسلم أن يضمن غير المسلم في دفع الجزية لان الجزية حقار كما يقول ، وحتى لا ينتقل الصغار والاحتقار من الكافر الى المسلم، كما أن من أسلم سقطت عنه الجزية المتأخرة فورا مما يدل على أن الجزية لم تكن مقابل الزكاة التي يدفعها المسلم بل كان القصد منها الاهانة والاذلال للاجبار على الدخول في الاسلام ناهيك عن كوى أيدى النصارى بالنار لحصر الضرائب وقطع يد كل من ضبط بدون علامة الكي ... الخ ( انظر وليم ورل " موجز تاريخ القبط" في " صفحة من تاريخ القبط" - مطبوعات جمعية مارى مينا العجايبى - السكندرية 1954 )

عصر الرسول والسلف الصالح
الشريعة الاسلامية انتهى زمانها وانقضى ، وانصار الشريعة الاسلامية يعلمون ذلك جيدا، وإن كانوا يطالبون بتطبيقها
بحجة العودة الى عصر الرسول والسلف الصالح فهم يسعون في حقيقة الامر الى الاستيلاء على الحكم والسيطرة على البشر . فالاسلام لم يعرف في أي عصر من العصور اي حرية أو عدل أو مساواة ( قارن ، د زكي نجيب محمود " تجديد الفكر العربي (۱۹۸۰) دار الشروق والشريعة لم تكن سوى اساس الفتح والغزو والسلطان، وأداة الاستيلاء على الحكم والبطش بالخصوم . ومن هنا كان التنكيل فيمن يمس الشريعة الإسلامية لانه يهدد في الواقع الفتح والغزو العربي والسلطان الاسلامى ولو كان انصار الشريعة الاسلامية يريدون حقا الرجوع إلى عصر الرسول لفقدوا كل صلة بعناصر الحضارة الحديثة، لماذا يلجئون الى دراسة الطب الحديث واكتساب التكنولوجيا الحديثة والتمكن من أدوات العلم الراقية التي لم تكن معروفة في عصر الرسول ؟ لماذا يطلبون من الغرب أن يمدهم باحدث معدات الحرب ولا يكتفوا " بالسيف والرمح والقوس والسهم والدرقة والدرع التي يستعملها جيش خالد بن الوليد ؟ ( انظرد – طه حسين مستقبل الثقافة في مصر" فصل 9 – دار الكتاب اللبناني 1973 ) ان واقع العصر الحاضر يقرر أن الشريعة الاسلامية بعناصرها السلبية التى تريد المؤسسات الدينية تطبيقها سواء بالاغراء أو بالتهديد، سواء بالتدريج أو بصورة فورية، قد انتهى زمانها وولى ولا ينبغى أن يعود مطلقا ، فلا تقتلوا الأحياء لبعث ماضى أنقرض إلى الأبد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah