الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية المحمدية...في سطور 1.

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2024 / 3 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من منا في العراق لم يقرأ قصائد الشاعر والأديب العراقي الراحل معروف الرصافي في المدرسة... معروف الرصافي في رأي, من نوع وطراز خاص ،ولد 1875 ,ترعرع ودرس وتعلم في ظل الدولة العثمانية ثم عايش قيام دولة العراق والانتداب البريطاني حتى وفاته في ظل الملكية عام 1945..ولكن من منا كان يسمع بأنه كان مناضلا ثائرا من طراز متميز بقلمه،من منا كان يعرف أن الرصافي كان ينتقد الدين والسيرة والتراث والقرآن ،لأنه وفي رأيه لا أحد يتعالى على العقل ….معروف الرصافي في كتابه الشخصية المحمدية والذي رأى النور في عام 2002.يخوض ويغوص في أعماق التراث الإسلامي فما فيه طبعاً القرآن،ومن أفضل من معروف الرصافي في نقده البناء واطلاعه ومعرفته الغزيرة بأصول اللغة العربية من نحو وفصاحة وقواعد ، وهو الذي درس وتعلم في المدارس الدينية منذ صغره وهو الذي أصبح أستاذا للغة العربية والأدب العربي في دار المعلمين العالية عام 1921 …. "الشخصية المحمدية" كتاب رائع وقيم بلا شك ،يفتح فيها الرصافي أبوابا أغلقت منذ زمن بعيد ،لأنه يرفض أن يكون مقيد بسلاسل الإيمان التقليدي…يتجرأ أن يبحث ويسأل في المقدس عكس غيره ،يراجع ويدقق ، يتعمق والأهم في رأي .يحلل ،لأنه يؤمن بأن العقل سيد الأحكام ولأن الحقيقة يجب أن تظهر فوق هكذا تاريخ متراكم مزيف ومتضارب. وإذا كان لمعروف الرصافي أن يعاصر أيامنا هذه ،لكان اليوم قامة من قامات نقد الفكر الديني السلبي ونقد التراث الزائف..أن معروف الرصافي استطاع سواء كنا موافقين معه أو رافضين لطرحه ،استطاع الدخول وتفكيك الشخصية المحمدية بصورة لم يسبقه أحد ،اسلوب رائع ورفيع واستنتاجات دقيقة ومنطقية تجذب القارئ وتشده إلى قراءة المزيد من سطور كتابه الرائع " الشخصية المحمدية " …
يكتب معروف الرصافي في كتابه الشخصية المحمدية ويقول :
** كنت أكتب للتاريخ وأحسب له حسابا،واجعل له منزلة يستحق بها أن أكتب ما أكتب،ولكن الأيام تنضج المرء بحوادثها فيستحيل من حال الى حال ومن طور إلى طور.وكذلك فعلت بي الأيام حتى أصبحت لا أقيم للتاريخ وزنا ولا أحسب له حسابا.لاني رأيته بيت الكذب ومناخ الضلال ومتشجم أهواء الناس. يتعذر على المرء أن يستخلص من طيس أباطيله ذرات شذور الحقيقة…..ملاحظة وعلى فكرة ( هذه أجمل وأعمق وأصدق كلام قراءته )..
** محمد ،اعظم رجل في التاريخ،أحدث في البشر أعظم انقلاب عام في الدين والسياسة والاجتماع،عزم لايرده راد، وتفكير عميق الغور بعيد المدى،وخيال واسع قوي،وطموح إلى العلى،أضف إلى ذلك ما أوتيه من غزارة عقل وثقوب ذكاء ... إلا أنه لا يفوق إلا المحيط الذي نشأ فيه،اي أن عقليته لا تتجاوز في تفوقها إلا العقلية العربية في زمانه وبيئته...١٦
** اذا دحضنا ما جاء به الرواة من الأخبار الملفقة ،لم نر في حياة محمد ما يخرق العادة ويخالف نواميس الطبيعة…
** قد تكون القوتان (المادية والأدبية كالدين) إحداهما عونا للآخر،وقد تجتمعان في شخص واحد، وخلاصة القول إن هاتين القوتين كانتا منذ عرف التاريخ إلى يومنا هذا هما الواسطة لا ستعباد البشر بعضهم بعضاً..

تابعوني في مقالات لاحقة والمزيد من سطور الشخصية المحمدية..
تحياتي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي