الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلرَّابِعِ -

اتريس سعيد

2024 / 3 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اَلْإِلْحَاح اَلْأُنْثَوِيِّ The Nagging أَخْطَرَ وَسِيلَةٍ نَفْسِيَّةٍ لِلتَّلَاعُبِ بِالرَّجُلِ !
وَاجَهَ اَلرِّجَالُ عَلَى مَرِّ اَلْعُصُورِ تَحَدِّيًا مُسْتَمِرًّا فِي عَلَاقَاتِهِمْ اَلْأُسَرِيَّةِ، تَحَدِّيًا يَأْخُذُ شَكْلَ صَوْتٍ مُتَوَاصِلٍ يُسَمَّى بِالزَّنِّ أَوْ اَلْحُنَّة بِالْعَامِّيَّةِ "Nagging" بِالْإِنْجِلِيزِيَّةِ، هَذَا اَلْإِلْحَاحِ اَلْأُنْثَوِيِّ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ إِزْعَاجٍ عَابِرٍ، بَلْ تَرَكَ أَثَرًا عَمِيقًا عَلَى اَلرَّجُلِ وَ عَلَى مَوْقِعِهِ دَاخِلَ اَلْأُسْرَةِ. فِي مَشْهَدٍ يَتَكَرَّرُ يَوْمِيًّا.
عِنْدَمَا يَسْتَسْلِمُ اَلرَّجُلُ لِلْإِلْحَاحِ دُونَ مُقَاوَمَةٍ فَعَّالَةٍ، يَتَحَوَّلَ دَوْرُهُ فِي اَلْأُسْرَةِ مِنْ قَائِدٍ نَاجِحٍ إِلَى دَوْرٍ رَمْزِيٍّ وَتَابَعَ، هَذَا اَلِاسْتِسْلَامِ لَا يُفْقِدُهُ مَكَانَتَهُ فَقَطْ، بَلْ يَقُودُهُ إِلَى طَرِيقِ اَلْعُبُودِيَّةِ اَلْعَاطِفِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ، حَيْثُ يُصْبِحُ مُجَرَّدَ مُزَوَّدٍ خِدْمَاتٍ بِلَا سُلْطَةٍ أَوْ اِحْتِرَامٍ، وَلِمُشَاهِدَةٍ تَأْثِير خُضُوعِ اَلرَّجُلِ لِلْإِلْحَاحِ، شَاهِدُوا نَمُوذَجُ اِسْتِجَابَةِ اَلْحُكُومَاتِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِلْإِلْحَاحِ اَلنِّسْوِيِّ وَكَيْفَ أَدَّتْ هَذِهِ اَلِاسْتِجَابَةِ إِلَى تَمَرْكُزِ اَلْقَوَانِينِ اَلْحُكُومِيَّةِ حَوْلَ اَلْأُنْثَى. تَغْيِيرُ قَوَانِينِ اَلْأُسْرَةِ لِتَكُونَ مُنَاسِبَةً لِإِسْتِرَاتِيجِيَّتِهَا اَلْجِنْسِيَّةَ اَلثُّنَائِيَّةَ فِي اَلتَّزَاوُجِ. هَذَا مِثَالُ حَيٍّ عَلَى خُطُورَةِ خُضُوعِ اَلرَّجُلِ لِلْإِلْحَاحِ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُدَمِّرَ تِلْكَ اَلِاسْتِجَابَةِ اَلْأُسْرَةِ وَالْحَضَارَةِ بِأَكْمَلِهَا، وَ لِمُشَاهِدَةٍ تَأْثِير هَذِهِ اَلِاسْتِجَابَةِ، فَلْنَنْظُرْ إِلَى نَتَائِجِهَا عَنْ طَرِيقِ إِحْصَائِيَّاتِ اَلطَّلَاقِ. حَتَّى بَعْضِ اَلْمَشَايِخِ وَ طَلَبَةِ اَلْعَلَمِ سَقَطُوا فِي فَخِّ اَلْإِلْحَاحِ اَلنِّسْوِيِّ، فَحَرَّفُوا وَغَيَّرُوا بَعْضَ اَلْأَحْكَامِ اَلشَّرْعِيَّةِ اَلَّتِي تُزْعِجُ اَلْأُنْثَى. أَمَّا فِي اَلْعَلَاقَاتِ اَلزَّوْجِيَّةِ، فَهُنَاكَ عِدَّةُ أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ كَيْفَ يَتِمُّ اِسْتِغْلَالَ اَلْإِلْحَاحِ لِلتَّلَاعُبِ بِالرَّجُلِ :
‏أَوَّلاً : اِسْتِخْدَامُ اَلدُّمُوعِ وَالْعَاطِفَةِ لِلضَّغْطِ عَلَى اَلرَّجُلِ لِلْحُصُولِ عَلَى مَكَاسِبَ مَادِّيَّةٍ أَوْ مَعْنَوِيَّةٍ.
ثَانِيًا : تَكْرَارُ اَلشَّكَاوَى وَالتَّذَمُّرِ لِإِجْبَارِ اَلرَّجُلِ عَلَى تَغْيِيرِ قَرَارَاتِهِ.
ثَالِثًا : اَلْإِصْرَارُ عَلَى اِتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَرْبَوِيَّةٍ دُونَ اَلْأَخْذِ بِرَأْيِ اَلْأَبِ.
‏رَابِعًا : تَجَاهُلُ رَغَبَاتِ اَلرَّجُلِ وَإحْتِيَاجَاتِهِ فِي اَلْحَيَاةِ اَلْأُسَرِيَّةِ، مِمَّا يُقَلِّلُ مِنْ اِحْتِرَامِهِ وَثِقَتِهِ بِنَفْسِهِ.
خَامِسًا : اِسْتِغْلَالُ اَلْمُنَاسَبَاتِ اَلْعَائِلِيَّةِ لِفَرْضِ رُؤْيَةِ اَلْأُنْثَى عَلَيْهِ
سَادِسًا : اَلْمُبَالَغَةُ فِي اَلتَّعْبِيرِ عَنْ اَلْحَاجَةِ لِلْأَمَانِ وَالرِّعَايَةِ بِطَرِيقَةٍ تُقَيِّدُ حُرِّيَّةَ اَلرَّجُلِ وَقَرَارَاتِهِ.
وَلِمُوَاجَهَة هَذَا اَلْإِلْحَاحِ، يَجِبَ عَلَى اَلرَّجُلِ تَبَنِّيَ اِسْتِرَاتِيجِيَّاتٍ فَعَّالَةٍ مِنْ مَنْظُورِ اَلْحَبَّةِ اَلْحَمْرَاءِ مِنْهَا :
_ اَلتَّوَاصُل اَلْوَاضِحِ وَالْمُبَاشِرِ مَعَ اَلْأُنْثَى وَتَعْلِيمِهَا اَلتَّرْتِيبِ اَلْهَرَمِيِّ وَأَهَمِّيَّةُ اِحْتِرَامِهِ
_ تَحْدِيدُ اَلْحُدُودِ اَلصِّحِّيَّةِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالتَّقَالِيدِ اَلْمُجْتَمَعِيَّةِ وَالصِّحَّةِ وَالْخَطَأِ وَالْوُقُوفِ بِحَزْمِ عِنْدِهَا
‏_ تَطْوِيرُ صَلَابَةِ اَلرَّجُلِ اَلْعَاطِفِيَّةِ وَتَعْزِيزِ اَلْمَنْطِقِ لِلتَّعَامُلِ مَعَ ضُغُوطِ اَلْإِلْحَاحِ بِثَبَاتٍ وَهُدُوءٍ.
_ فَهْمُ دَوَافِعِ اَلْأُنْثَى اَلْبِيلْوجِيَّة وَرَاءَ اَلْإِلْحَاحِ وَمُعَالَجَتِهَا بِطُرُقِ بَنَّاءَةٍ.
_ اَلْقِيَادَة وَالسَّيْطَرَةِ مِنْ خِلَالِ تَأْكِيدِ اَلدَّوْرِ رَبَّ اَلْأُسْرَةِ وَلَيْسَ اَلْأُمَّ .
_ اَلتَّحْسِين اَلذَّاتِيِّ اَلْمُسْتَمِرِّ لِلرَّجُلِ لِتَعْزِيزِ اَلثِّقَةِ وَالِاسْتِقْلَالِيَّةِ فِيهِ.
فِي نِهَايَةِ اَلْمَطَافِ، يَجِبَ عَلَى كُلِّ رَجُلِ أَنْ يُدْرِكَ بِأَنَّ اَلْجَهْلَ بِطُرُقِ اَلتَّعَامُلِ مَعَ اَلْإِلْحَاحِ اَلْأُنْثَوِيِّ يُمْكِنُ أَنْ يَقُودَ إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ، فَالْجَهْلُ لَيْسَ مُجَرَّدَ نَقْصٍ فِي اَلْمَعْرِفَةِ، بَلْ هُوَ خَطَرٌ يُهَدِّدُ اَلنَّسِيجُ اَلْأُسَرِيُّ نَفْسَهُ عِنْدَمَا يَتَجَاهَلُ اَلرَّجُلُ أَهَمِّيَّةَ فَهْمِ وَمُوَاجَهَةِ هَذَا اَلْإِلْحَاحِ، فَهُوَ يُخَاطِرُ بِتَقْوِيضِ دَوْرِهِ كَقَائِدِ وَ حَامِي لِأُسْرَتِهِ، وَقَدْ يَجِدُ نَفْسَهُ مُحَاصَرًا فِي دَوْرَةٍ مِنْ اَلْعُبُودِيَّةِ اَلْعَاطِفِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ.
إِنَّ تَحْذِيرَنَا لِكُلِّ رَجُلٍ هُوَ بِمَثَابَةِ دَعْوَةٍ إِلَى أَنْ يَتَسَلَّحَ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْإِسْتِرَاتِيجِيَّاتِ اَلْفَعَّالَةِ لِلتَّعَامُلِ مَعَ اَلْإِلْحَاحِ، فَالْعَالَمُ اَلْحَدِيثُ يُقَدِّمُ تَحَدِّيَاتٍ جَدِيدَةً وَمُعَقَّدَةً، لَكِنْ بِالْفَهْمِ اَلْعَمِيقِ وَ التَّطْبِيقِ اَلْوَاعِي لِلْمَبَادِئِ اَلَّتِي طَرَحْنَاهَا، يُمْكِنَ تَحْوِيلُ هَذِهِ اَلتَّحَدِّيَاتِ إِلَى فُرَصٍ لِبِنَاءِ عَلَاقَاتٍ أُسَرِيَّةٍ أَقْوَى وَأَكْثَرَ تَوَازُنًا.
تَنْوِيهٌ : اَلرَّجُلُ اَلَّذِي يَتَجَاهَلُ خَطَرَ اَلْإِلْحَاحِ اَلْأُنْثَوِيِّ، هُوَ يُخَاطِرُ بِأَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ سَلَامَتِهِ اَلشَّخْصِيَّةِ؛ أَنَّهُ يُخَاطِرُ بِمُسْتَقْبَلِ أُسْرَتِهِ وَبِالْأَجْيَالِ اَلْقَادِمَةِ، لِذَلِكَ نَدْعُو كُلُّ رَجُلٍ إِلَى اَلتَّعَلُّمِ وَالتَّفْكِيرِ وَالتَّطْبِيقِ اَلنَّشِطِ لِلْمَعْرِفَةِ اَلَّتِي تَمَّ تَقْدِيمُهَا، لَيْسَ فَقَطْ كَدِرْعِ حِمَايَةٍ لَهُ وَلِأُسْرَتِهِ، بَلْ كَوَسِيلَةٍ لِبِنَاءِ مُسْتَقْبَلِ أَفْضَلَ حَيْثُ يَسُودُ اَلِاحْتِرَامُ وَالتَّفَاهُمُ اَلْعَمِيقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُسْرَتِهِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -