الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد تغرق

علي الخياط

2024 / 3 / 20
المجتمع المدني


في كل (شتوية) تعاني بغداد كمدن العراق الاخرى من الفيضانات التي تستغرق أياما ليتم التخلص من آثارها السلبية حيث تغرق الشوارع ويرتفع الماء الى الأرصفة ويدخل البيوت والمحال التجارية والساحات العامة وتتعطل الحياة بإنتظار حلول لاتتوفر في اللحظة وتحتاج الى وقت طويل بانتظار السيارات الحوضية وفتح قنوات تصريف باتجاه الممرات والأنابيب الخاصة بالصرف الصحي والقنوات المتوفرة كقناة الجيش في بغداد التي تم تخريبها عدة مرات بسبب كمية المياه التي وصلتها خلال الاعوام الماضية نتيجة هطول امطار غزيرة وكانت ضمن مشروع تطوير صرفت عليه ملايين الدولارات بالاتفاق مع شركات اجنبية وعربية لم تقدم شيئا لتطوير المشروع الذي كان ينتظر ان يتحول الى مشروع سياحي ضخم غير مسبوق.
هذا العام بوادر المطر والبرد والعواصف بدت بصورة اكثف واكثر من السنوات السابقة وكانت نسبة الامطار النازلة مرتفعة خلال فصل اذار الحالي مما أدى الى فيضانات وغرق في الشوارع ومجاري الصرف الصحي التي لايبدو ان امانة بغداد استعدت لها بشكل جيد ومن يشاهد حجم الفيضانات التي لحقت ببعض مناطق بغداد من جراء الامطار الغزيرة التي كشفت هزالة البنى التحتية المهترئة وكأن العقدين الماضيين لم تمتد اليها يد التطور والعمران والتأهيل المطلوب .
من المؤكد ان الامطار الربيعية خلال هذا الشهر لم تكن متوقعة ، وكانت بكميات كبيرة دون ان نلاحظ مايشير الى جهود استباقية وتحضيرات حقيقية أعدتها الامانة لهذا الغرض فلم نشاهد شيئا على الارض وهناك برود يلف عمل الامانة دون ان نغفل القيام بشئ ربما لم نكن نلاحظه غير اننا يمكن ان نتبين ذلك من خلال ماحدث ان الامطار ادت الى كشف المستور وظهرت عيوب غير مرئية في الصيف وهذا ما حصل بالفعل من غرق اغلب مناطق العاصمة واطرافها وكان تسونامي ضربها وليس امطار تحدث في معظم بلدان العالم دون ان تسبب مثل هذا الدمار الذي غدا من الطرائف الموجعة التي تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي كالمثل القائل "شر البلية مايضحك". وماذا لو كان الصيف ماطرا في العراق ايضا كيف سيكون حال البلاد ياترى مع هذا العجز الفاضح والفشل في الادارة؟
كل هذا لايلغي ان تكون المسؤولية ملقاة على من يتحملها من المشتغلين في حقل الخدمات العامة ومن تصدى للمسؤولية واعلن قدرته على الفعل والتغيير واظهار صورة زاهية للعاصمة بغداد .
المطر رائع ومشاهدة الغيوم تعوم في السماء منظر ليس كمثله منظر في الفخامة والجمال وانخفاض درجات الحرارة التي تنسينا لهب الصيف المقفر في العراق امر يسعدنا لكننا نريد ان تكون هنالك خدمات ترتقي إلى الدعم الكبير وغير المسبوق الذي توليه الحكومة الحالية للمشاريع التطويرية والعمران والتي يجب ان لا تكون عوامل مؤدية الى بعض الأذى الذي تسببه الامطار وهي سلبيات ليست من نتاج المطر بل من نتاج فشلنا في العمل وتراكمات سابقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل