الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين.. .....من سلسلة الوعي المجتمعي الحلقة 24

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2024 / 3 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استكمالا لمنهجنا في التنوير واستكمالا لسلسلة الوعي المجتمعي التي اطلقناها قبل اشهر ننشر هذه الدراسة في ذات الاطار المنهجي


نحن بحاجة الى عقل انساني نستطيع من خلاله القضاء على الادلجة المسببة للتطرف واللاغية للعقل والعقلانية ، فقد سيطر الوهم على المسلمين كما سيطر سابقا على المسيحيين مما جعلهم يعتقدون انهم على صح وان غيرهم على خطأ بل جعلهم يقارنون ويصفون مفاهيم تقربهم للمصطلحات الحديثة بانطلاقات دينية بائسة فقد اصبح المسلمون اليوم يقولون ان في الاسلام ديموقراطية وان هنالك قوانين وحقوق انسان في حين لم يتحدث الاسلام الا عن يوقراطية وقانون الهي وحقوق اللخ ولم يرد ذكر لحقوق البشر والقوانين البشرية الا بنزر يسير يرتبط بحقوق الله، بالنتيجة استثمر اللاهوت بشكل كبير جدا ولصالح المؤسسة الاسلامية ورجالاتها المنهمكين بالخمس والزكاة والنساء ، ان السلطة لدى رجال الدين والذين يدعون انها لهم من الله ، وان المرجع هو وكيل الامام والامام هو وكيل الله، على الارض وحجته على العباد ، وهو يستخدم في حقيقته سلطة بشرية على اتباعه ويصبغها بقدسية ولا وعي .
فالله ، ليس مسؤولا في حقيقته عن اخطاء البشر ونزواتهم وصراعاتهم على الاموال ، ولكن رجال الدين يوهمون الناس بقدراتهم وان القدرة الالهية تحكم من خلالهم، كما ان هيمنة العقل الديني والحق المطلق وغيرها من المفاهيم ستسهم حتما في بقاء التطرف والتشكلات المعرفية المتبعة من خلاله، والتخلص من هذه التكتلات والتشكلات بحاجة الى ثورات ليس اقلها سقوط الدماء لايجاد الوعي الابستمولوجي الحقيقي (وهذه ليست دعوة للعنف ، ولكن عندما تعلن عن اراءك الفكرية صراحة وهي في حقيقتها بالضد من رؤى المسلمين فهم سيقتلونك او يرهبونك او يلغونك او يقصونك .... الخ. فتقع الدماء لانهم يؤمنون بالقتل كاحدى اهم وسائل التغيير والقضاء على الفساد!!!! والا انت صاحب الفكر الحر ليست لديك قدرة على فعل القتل او الترهيب لانك تؤمن بالانسان والانسانية كقيمة عليا) فاوربا لم تستطع ان تحل المشروعية الجديدة محل المشروعية القديمة الا بعد ثورات دموية هائلة ومنها الثورة الفرنسية .
وعلى راي اركون ان انزال المشروعية من السماء الى الارض ليست عملية سهلة على الاطلاق وان أي فضاء ذهني خاص بكل عقل ديني مجمد او مسجون داخل نطاق اللاهوت والقانون المقدس الشريعة يستبعد بالضرورة كل صلاحية فكرية وروحية للحقائق الخارجية على الحقيقة الوحيدة المطلقةة التي تؤسس التراث الارثذوكسي وبالنتيجة ومن خلال اللاهوت والقوانين اتلمقدسة يتم استبعاد الاخر ونفيه واقصاءه فحادثة طرد داعش للمسيحيين في شمال العراق هي حادثة مارسها المسلمون الاوائل في بداية دعوتهم في الاية 29 من سورة التوبه حدد القران الموقف من اهل الذمة (المسيح واليهود) (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وانطلاقا من هذه الاية الكريمة مارست داعش عملية طرد المسيحيين في نينوى وبالتالي هي ليست مؤامرة اسرائيلية صهيونية كما يصورها البعض بل هي حرب بشعة تجاه الاقليات تقودها ماضوية اسلامية متجسدة بعقول خاوية اما تصرف داعش مع الشيعة في نينوى فكان انطلاقا من اية السيف من سورة التوبة ( فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم) فالمشركين وهم الشيعة حسب نظريتهم الاقصائية المنطلقة من الاية الواضحةة البيان يستحقون القتل والتشريد وليس عليهم دفع جزية ولا يخيرون وامامهم امرين اما التخلي عن عقيدتهم او القتل ، اما المسيح اما القتل او دفع الجزية او التخلي عن الدين .
كل دين يزعم امتلاكه الحقيقة والصحيح من الافكار وان الاخر كافر لذلك فان اغلب الخلافات التي تامرت على العرب والمسلمين والحكم الى يومنا هذا تنطلق من رؤى ميثولوجية دينية واضحة في التكفير والاقصاء للاخر من هنا يعتبر اركون ان مثقفي المسلمين لم يستطيعوا حتى اللحظة التفرقة بين التسامح كمصطلح حديث وبين الغفران الذي يمنحه الله للانسان العاصي فالتسامح حسب التعريف الحديث:
الاعتراف للفرد المواطن بحقه في ان يعبر داخل الفضاء المدني عن كل الافكار الدينية او السياسية او الفلسفية التي يريدها ولا احد يستطيع ان يعاقبه على التعبير عن ارائه اللهم الا اذا حاول فرضها عن طريق القوة والعنف على الاخرين ويضيف اركون موضحا تفسير الاية (لا اكراه في الدين )حيث يعتبر ان تفسيرات حديثة اسقطت عليها اليوم مبتعدة عن التفسيرات الحقيقية لها، فيشير الرازي في تفسيره للاية 256 من سورة البقرة (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) فيقول عنها الرازي: ان الله يريد ان يضع الانسان على المحك او ان يبتليه في هذه الدار الدنيا ،لامتحان معدنه وصلابته وذلك قبل اطلاق الحكم الالهي الاخير عليه وتقرير مصيره في الجنة ام في النار هذا هو معنى الاية (لا اكراه في الدين) فليس معناها ان الانسان حر في ان يتدين او لا يفعل ، ان يؤدي الشعائر او لا يؤديها، فهذا تفسير اسقاطي حديث على الاية ، وذلك من اجل استغلالها لاغراض تبجيلية او سياسية كما يفعل المسلمون المعاصرون ويقول الرازي: بان حكم الله النهائي يعتمد اخيرا على التكليف أي على : مدى تادية المسلم البالغ للفرائض الدينية والتزامه بالاحكام الشرعية فاذا لم يؤدها فلا تسامح معه ابدا، هذا هو التفسير الاسلامي الدقيق لهذه الاية التي يتشدق بها مثقفو الاسلام صباحا ومساء للقول بان الاسلام متسامح في حين ان معنى الاية واضح في عدم التسامح ،فالامتحان للانسان هو الذي يبين مدى اطلاق الحكم الالهي عليه، وهنالك شرط واضح في الاية يضمن للانسان غفران الاله (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله) اذا مع الملايين من البشرية التي تعبد الطاغوت حسب المنظور الاسلامي لا يوجد غفران لهم ولا محبة ولا تسامح.
ان مفردة التسامح بالتعبيرات القريبة والحداثية تتقاطع كليا مع التسامح في المفهوم الاسلامي فلا تسامح ابدا في الاسلام وانما غفران ذنوب من قبل الاله وفق شروط معينة اشارت اليها الكثير من الايات ومنها الاية التي نحن بصددها ، نحن اليوم مهرطقون امام ائمة الاسلام وكفار وملحدون وعلمانيون وعدد ما شئت لاننا اصحاب فكر وهرطقة والهرطقة حسب ما عرفها القديس توما الاكويني " هي المقاومة التي يوجهها بعضهم ضد الحقائق المطلقة "
التسامح اصبح حقيقة في فرنسا في القرن 19 حيث ارتبط كمفهوم بدرجة تطور المجتمع او عدم تطوره.
التسامح في الاديان حسب المسيحية : من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها فالحد هو :ضمير الفرد وليس الشريعة والمقدس .وفي القران اية 32 المائدة يعتقد البعض ان الاية هذه جاءت لدعم معنى التسامح: (من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك لمسرفون) فواضح تحريم الاية للقتل على الرغم من دعوات القتل التي وردت في القران بمناسبات مختلفة لان القتل مبرر في الاسلام للحفاظ على ديمومته على الرغم من خطأ هذا التبرير ومبدأه.
الخوف من النصوص المقدسة او التي قدسها الزمن وتراكم القرون ، وهذه اشكالية كبيرة تضاف الى اشكاليات الدين أي دين طبعا.
ويعتبر اركون باننا نخاف من الفرد الذي هو مستلب في المجتمعات التقليدية بصفته عضو مغفل في طائفة او قبيلة او عشيرة وليس له وجود كمواطن حر في دولة حديثة كما يشير اركون الى البعد الروحي الذي اصبح معلقا او مطموسا او مهملا بعد ان اختزل الانسان الى مجرد وظائف عضوية وحاجات استهلاكية مادية بمعنى ان الانسان لم يعد منظورا اليه كروح داخلية حميمة وانما كفرد مواطن له حقوق مادية عديدة ينبغي اشباعها فقط، والقصد بالبعد الروحي هنا هو اغناء الحياة الداخلية او الاهتمام بها، بصفتها مكانا متميزا حيث يشكل الشخص ذاته وينميها بمساعدة اخلاقية المسؤولية .
الحركة الفكرية الجديدة في فرنسا على سبيل المثال ابتدأت مع اعمال الاب ماري دومينيك شينو وهو عالم لاهوت فرنسي اشار اليه اركون عاش ما بين (1895- 1990) وقد الف كتبا عديدة عن اللاهوت والمجتمع طبق منهجية سوسيولوجية على تحليل العلاقة بين الدين المسيحي والمجتمع.
والخطاب الاسلامي المهيمن يمنع الناس من الدخول الى ساحة الحداثة الفكرية والعقلية وفي الوقت الذي تجري فيه اوربا الى ما بعد الحداثة نجد العقل الاصولي المهيمن السني او الشيعي لا يزال مصرا على العودة بالمسلمين الى الوراء واستنشاق الاحاديث الواردة عن النبي بغثها وسمينها وسوئها وفي غالبيتها نجد البعد عن العقل والتطرف والقتل واقامة الحدود باكثر من حالة ليس لها داعي لاقامة حد حيث المخاالفات. لابسط حقوق الفرد والمجتمع.
ان المسلمين يريدون التكنولوجيا دون الافكار فالسؤال هل بالامكان استيراد التحديث دون الحداثة ، فينبغي استيراد الفكر قبل التكنولوجيا ، كما ان عقل التنوير الاوربي تحول الى عقل مهيمن ومسيطر وبارد لا يفكر بحل مشاكل الاخرين بقدر ما يفكر بالسيطرة عليهم.
كما ان حجة الضعيف في البلاد العربية ان ما نعانيه هو بسبب الاستعمار والامبريالية والخيانات وما شابه في حين ان القضية اكبر بكثير نحن بحاجة الى بيداغوجيا التسامح( أي تنمية التسامح تدريجيا) كما اود ان اشير الى اشارات اركون الهامة في ان الفرق بين عقل الحداثة وعقل ما بعد الحداثة /الاول :يعتقد بان العقل ممكن ان يصل الى حقائق نهائية حسب سبينوزا وديكارت ،اما الثاني: فهو يعرف انه لن يصل الى الحقيقة المطلقة وانما الى حقائق نسبية فقط.
ونحن على الرغم من حاجتنا الى عقل التنوير في المرحلة الحالية الا ان عقل ما بعد الحداثة في قضيته هذه بحاجة كثيرا اليه، وساتقصى هذا الموضوع كثيرا بعد هذا المبحث ، واود ان اشير ايضا الى قضية التدريج الهامة فاوربا وصلت الى ما بعد الحداثة بعد ان مرت بالتنوير والاصلاح والنهضة والحداثة ومابعد الحداثة اما تركيا مثلا قفزت على الاسلام ولم تواجهه بصراحة واتخذت من العلمانية مبدا تسير عليه اما في اوربا فقد واجهوا المسيحية بصراحة تامة وبمعارك انتهت بعزلها عن المشهد السياسي. العلاج هو بنقد الذات وفق منهجية علمية وتقديم البديل عنه والذي يعتبر الامل الحقيقي بدلا من التراث المسيحي او الاسلامي ، الامل هو ان :العقل قادر بنفسه وبامكانياته الخاصة على تحقيق التقدم للبشرية.
لقد حقق محمد اركون توازنا فكريا هاما وذلك من خلال نقده اللاذع لتاريخ اسود مشوه وامتداحه بنفس الوقت للتنوير من ذلك التراث كأشادته بمفكرين وعلماء كابي حيان ومسكويه وفي نفس الوقت نقده اللاذع لغياب الجوانب الانسانية والروحية في الثقافة الاوربية الحديثة واشادته الرائعة بتلك الثقافة لقدرتها الفائقة على التقدم السريع تجاه بناء مجتمعات قادرة على ان تعطي الانسان حقوقه على الرغم ما شابها من سلبيات وانتاج للتطرف.
ولكن يبقى التطرف معزولا وليس له ذلك الشأن المهم بما يحصل لدينا في البلاد الاسلامية والعربية .
ان المهمة الملقاة على عاتق المفكرين في بلادنا كيف يكونوا مستقبليين تنويريين فيفصلون بين الذروة الدينية والسياسية او الاجتماعية او الاقتصادية على غرار ما فعل الفلاسفة الاوربيون في القرنين السابع عشر والثامن عشر ، بمعنى اخر كيف يمكن للعالم العربي والاسلامي ان يشهد التنوير مثلما شهدته اوربا ؟ وهذا يتطلب اولا الفصل بين السياسة والدين وهذا الطلاق التاريخي العسير يتطلب حصول معارك فكرية وسياسية بل وحتى عسكرية عنيفة كما حصل في اوربا نفسها.
المشكلة ايضا في تحويل الفئات المتصارعة في الاسلام الى فئات لاهوتية وتفقد صبغتها الواقعية التاريخية عن طريق اسباغ المفردات القرانية عليها.
ينبغي الاعتراف بالبعد الروحي للقران والبعد التاريخي له فهما بعدان متماشيان سوية بكل فئة اجتماعية مدروسة والروح هو الفكر والقلب وكل الحركات التي ابتدأت بهما ثم تحولت الى جوانب مادية لكي تغير الواقع او التاريخ.
نحن امام الاسلام الروحي والفلسفي والاسلام الضيق والمختزل للحركات المتطرفة ويجب التمييز بين كل هذه الانواع من الاسلام.
محمد اركون يذكر ان الماوردي البصري يعتبر ان هنالك استمرارية لتحقيق نظام اسلامي مثالي او انموذجي تتطابق فيه السلطة كليا مع الحكم ، أي: مع المبادئ المثالية للدين وهذا خطأ كبير .فالسلطة شيء والدين شيء اخر فكلام الماوردي ليس له جانب مهم من الصحة .
وعلينا ان نقر ايضا انه ومنذ العام 1930 توقفت حركة النقد للتاريخ واجهض مشروع النهضة الذي قام به الطهطاوي وحسين واحمد امين .
ملحوظتان:/
1- نحن بحاجة الى الاسلام الروحي والفلسفي المنفتح أي اسلام المتصوفة او اسلام المعتزلة دون النصوص وتطرفها حيث مثل هذان النوعان من الاسلام رؤى مهمة استراتيجية واساسية لها وقع في البناء الانساني الرائع وقد مثلت رؤى التصوف كمشروع روحي اساليب مهمة وكذلك رؤى اخلاقية تقدم بها علماء مسلمون.
2- يجب التدرج في مواجهة النصوص والتاريخ وليس القفز عليها بمعنى مواجهتها وتفكيكها وليس السكوت عنها واهمالها والانتقال الى الحكم العلماني او المدني داخل المجتمع.والنصوص كثيرة جدا وفي غالبيتها اسباب للنزول فليس من الممكن تطبيقها كما جاءت اليوم أي هي بحاجة الى مراجعة وتجميد وبعضها يطبق اليوم فينبغي التنبيه منه.ومن هذه النصوص وهي كثيرة " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل الله ،فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا " النساء 89






























وسائل الاكراه ضد التنوير

ان الله منح سلطة الى الانبياء وسلطة اخرى الى الملوك (البيهقي ت:1077م)
ان الدين من دون السلطان والحرب المقدسة (الجهاد) والثروة سيء مثل السلطة والثروة والحرب من دون الدين كان يدون بشكل كبير لدمج الدين والسلطة(ابن تيمية (1263-1328))

هذين القولين يشكلان وبشكل مباشر مبادئ الحروب الدينية وتوزيع السلطات وفق تصورات الفقيه لذلك نجد الماوردي ايضا وهو فقيه شافعي بصري كبير جدا اسهم وبشكل مباشر في التأكيد على ان السلطة مستمدة من الله للخليفة كما اكد على مكانة الخليفة بل حتى الامير قائد الجيوش والوالي والقاضي وغيرهم ممن تسنمو مناصب داخل الدولة الاسلامية واعطاهم الحق بقتل المخالف والغاء الاخر وفق النص ومحتوياته .
اما الفقيه القانوني ابن جماعة( 1241-1333) المعاصر لابن تيمية ولكنه كان خادما للمماليك كان اكثر واقعية في الفصل بين الدين والسلطة حيث كان يعتبر :اذا استطاع شخص الاستيلاء على السلطة دون بيعة وتبين فيما بعد قوته فهذه مدعاة كبيرة لبقائه في السلطة ضمن مصالح المسلمين.
ان وسائل الاكراه ضد التنوير وضرورة تركه تحركها الضغوطات الاجتماعية التي يمارسها رجالات الدين ضد الناس علماء الدين يمكنهم عند الضرورة ان يحركوا دعما حاشدا من الناس ويجبروا بذلك الدولة على التصرف ضد العلماء والفلاسفة .
هذه رؤى سقناها لنبين مدى الاستغراق السيء في محاربة التنوير والفلسفة الحرة .
نحن بحاجة الى الانطلاقات العقلية باتجاه التنوير واعتقد ان العقل البشري يجب ان يتخذ موقفا عندما يختلف العقل والوحي واعتقد ابن خلدون ان العقل والوحي عندما يختلفان فان المرء يجب ان يفضل الوحي ، وهنا نتوقف مع المصلح الكبير ابن خلدون ونقول له هذا كان فيما يخصك اما اليوم :فالعقل هو الاساس للتحدث عن مواقف الفصل بين العقل والوحي فالعقل هو الاساس ولا نلوم ابن خلدون الذي عاش في وقت حورب فيه العقل محاربة كبيرة وما زال .
وبالانتقال الى التاريخ الاوربي مجددا حيث حركات الاصلاح العقلية لاجل اصلاح الكنيسة ومنها الحركة الغريغورية التي انبثقت لاجل اصلاح الكنيسة وقادها البابا غريغوري السابع (حكم من 1055-1073) وكان ثوريا اوربيا وهو نفسه الراهب الالماني هيلدبراند دعا الى دعم المؤمنين ضد الملوك والنبلاء وغريغوري عمل على اصلاح:
1- الكنيسة.
2- المجتمع المسيحي.
عبر برنامج شامل للتغيير الدستوري.
اعتقد غريغوري ان رجل الدين اذا سيطر على المجتمع فبامكانه تحقيق العدالة والسلام والدفاع عن حقوق الجميع فكان يريد للبابوية السيطرة من اجل الاصلاح.
حيث نقد الامراء قائلا: " انهم يسعون وراء اهل انانية ويمارسون الظلم ويطبقون السلطة بشكل استبدادي ويجمعون الثروة المفرطة بأبهة متكبرة وترف مبالغ فيه.
لا يوجد شيء مقدس حول الملك وكانت هذه بداية علمنة السلطة السياسية واستمر المصلحون البابويون بالقول : ان المبدأ الانتخابي يجب تطبيقه على الملوك بالاضافة الى رجال الدين وكان ابو وهو رئيس دير فلوري ومحام للقانون الكنسي قد حدد ثلاثة انواع من الانتخابات العامة (945-1004)م انتخاب ملك او امبراطور باتفاق المملكة كلها وهو قد سبق غريغوري طبعا .
ان اراء غريغوري تبين الاسبقية الاولى لرجل الاصلاح المنبثق من المؤسسة الدينية على الرغم من كونه ميتافيزيقي بامتياز الا انه بذر البذور الاولى لضرب ارادات الاباطرة والملوك الذين يستخدمون نفوذهم بمحض اراداتهم الحرة ، ومالت الحركة الغريغورية الى تحسين فكرة الحكومة باعتبارها دائرة منفصلة عن شخص الحاكم وفي ذلك المجال ظل غريغوري ضمن تقليد التوحيد الاخلاقي :اذا كان الحاكم سيئا استبدل به شخصا افضل اخلاقيا، واكدت الحركة الغريغورية بطبيعة الحال الفارق بين السلطة العلمانية والكنيسة لان السلطات الكنسية هي وحدها تأسست بواسطة المسيح.
وبالعودة الى المسلمين نجد بعض الاسماء التي ساهمت في حركة الاصلاح الديني ولكنها اجهضت ومن تلك الاسماء طبعا باستثناء المعتزلة الذين كانت حركتهم واسعة وشاملة وفي بدايات الاسلام ، من تلك الاسماء التي ظهرت فيما بعد (شاه ولي الله الدهلوي (1703-1762)) حيث كانت لديه فكرة القانون الطبيعي ،فقد قال ان البشر مثل كل جنس لديهم قانون شريعة يملأ صدورهم عن طريق صيغة محددة من الانواع والالتزامات الاخلاقية والقواعد الاجتماعية هي: نتيجة حتمية للوضع البشري حيث ان الغايات الشاملة المغيرة للجنس البشري مجسدة في تركيبه الطبيعي المثالي (الفطرة) واطلق على هذا اسم( مدرسة القانون الطبيعي) واشار الدهلوي الى ما يبدو مثل قانون الامم " في كل موضوع توجد قضايا متفق عليها باجماع شعوب جميع البلدان حتى وان كانت بعيدة بعضها عن بعض" ولكن مع كل هذا بقيت الشريعة الاسلامية تعرض الحقوق لمريديها فقط من المسلمين ولا تعرض ادنى الحقوق لغيرهم الا بالدخول في الدين او بدفع الجزية نتيجة تواجدهم ضمن حدود الدولة الاسلامية ، فلذا فان أي حديث ورد في مفاهيم حقوق الانسان ضمن مجال الاسلام كانت مجالاته ضمن الاسلام فقط والا فالاسلام غير متسامح بتاتا مع غير المسلمين بل انه يامر بقتل من بدل دينه من قبل المسلمين انفسهم( من بدل دينه فاقتلوه) وغيرها من الاحاديث التي لسنا بصددها ولكنها تؤكد على حجم ضرب الاخر ، نحن اذن امام عقائد اجبارية لاديان الوحي سواء كانت مسيحية او اسلامية ولنر هذا القول الجميل لبوذا والذي يسجل من خلاله حرية عقائدية رائعة يقول( نعم يا كلاماس يفضل ان تكون لديك شكوك ويفضل ان تكون لديك حيرة وذلك لان الشك ظهر بخصوص شيء مشبوه والان انظر يا كلاماس بنفسك: لا تدع نفسك تنجر وتغتر بواسطة كلام منقول عن الاخرين، او بواسطة التراث او الاقاويل ، لا تخضع نفسك لسيادة النصوص الدينية ولا للمنطلق او الاستدلال فقط ولا لاعتبارات المظاهر ولا لملذات الاراء التاملية وللامكانيات الظاهرية ولا للفكرة التي تقول : " انظر ما يقوله معلمنا ولكن عندما تعرف يا كلاماس بواسطة ذاتك فقط ان بعض الاشياء هي منحرفة وخاطئة وسيئة اتركها وتخل عنها وعندما تعرف بواسطة ذاتك فقط ان بعض الاشياء هي سليمة وحسنة فاحترمها وتقيد بها واتبعها " (كتاب والبولاراهولا : ماهو فكر بوذا ،نيويورك، 1989، ص2-3) .علينا اذن الانتباه مليا لحركة التاريخ مع اللاهوت ونعرف كيف كتب التاريخ وكيف استطاع اللاهوت ان يكتب زيفه ، يقول ميشيل اونفري : ان قصة الصلب لعيسى مستبعدة الحدوث ويشهد على ذلك التاريخ ففي ذلك العصر كان اليهود يرجمون ولا يصلبون" ويستمر في نقاش القضية علميا ويسال :فعلى ماذا أوخذ عيسى ؟ اوخذ على انه اعلن نفسه ملكا على اليهود ، اما مسالة التخليص والنبوة فلم يكن الرومان يعتبرونها غير الازدراء ، اما عقوبة الصلب فتقتضي المساس والتشكيك بالسلطة الرومانية وهو مالم يجهر به المصلوب ابدا، واذا سلمنا بمسالة الصلب ففي هذه الحالة يترك المجرم المعدوم معلقا هدفا للجوارح والكلاب التي تمزق الجثة بسهولة ،لان الصلبان قلما تتعدى المترين ارتفاعا ومن ثم يرمى بالجسد في الحفرة العمومية ، أي ان امر الدفن في قبر خاص يعتبر مستبعدا ومحض خيال، ويستمر اونفري في اثارة الاسئلة في قضية صلب السيد المسيح فيقول : تقود القراءة المقارنة للنصوص الى جملة من الاسئلة الاخرى :لماذا غاب تلاميذ السيد المسيح يوم الصلب؟ وكيف يمكن ان نصدق انهم بعد هذا الزلزال اغتيال مرشدهم الروحي يعودون لديارهم دون رد فعل، ودون اجتماع ودون استكمال المشروع الذي اوجده عيسى ؟ ذلك ان كل واحد منهم عاد لعمله في قريته " .
وهنا يعطي اونفري للقديس بولس التاسيس الاكبر للمسيحية ووفق مجموعة معطيات التي صمت عنها المسيح وتكلم عنها بولس ، لذلك نجد اونفري يقول: لقد استولى القديس بولس على هذه الشخصية المفهوم( عيسى) وألبسها ثم منحها افكارا ،فعيسى البدائي نادرا ما تكلم ضد الحياة ، وكان لا يعارض الزواج ، بولس حول صمت المسيح بخصوص هذه المسائل وغيرها الى ضجيج وصخب يصم الاذان من خلال نشره لكره الجسد والنساء والحياة فالتطرف المعادي للاستمتاع في المسيحية مصدره القديس بولس لا عيسى ويعلق عليه اونفري قائلا: " كان بولس هذا اليهودي المتطرف والمصاب بالهستيريا يستمتع في الاصل باضطهاد المسيحيين وبمتابعة مشاهد جلدهم فحين كان المتعصبون يرجمون ايتيان كان هو بصحبتهم وقد كان معه اخرون على ما يبدو ، ويحلل اونفري كيف ان بولس القديس كان مصاب بالهستيريا فالتحول الذي حصل له في طريقه الى دمشق سنة 34 م يندرج ضمن العاهة الهستيرية الخالصة ، اذ يسقط من طوله لان من الحصان كما يبين كارافاج ومعه تقاليد اللوحات المرسومة فتعميه انوار حادة يسمع صوت المسيح ويغيب بصره لمدة 3 ايام ظل خلالها بلا اكل ولا شرب ويعود له بصره بعد ان باركه اناني وهو مسيحي بعثه الله في مهمة خاصة بوضع يديه على راسه فتغذى بعد ذلك وباشر المسير ليقضي سنوات في التبشير الاهوج بالانجيل على طول الحوض المتوسط ثم يستمر اونفري بتشخيص طبي لحالة بولس القديس يبين من خلالها تسقيط اللاهوت لاعتبارات عقلية علمية واضحة ، اننا امام قراءات عقلية لا تقبل الخطأ وتحليلها يتماشى مع العقل تماما ، فما ابتدانا به هذا المبحث واضح وجلي من اقوال لابن تيمية والبيهقي وابن جماعة وكيف اتفق هؤلاء وان اختلفت ازمانهم على رفض التنوير ،لان التنوير والحريات ستبعد مصالحهم عن الواقع الذي يطمح اليه هؤلاء من سيطرة على عقول وقلوب الناس لذلك نرى البيهقي يعتبر ان السلطة هي ليست مخصوصة للانبياء بل للملوك ايضا وهي سلطة ممنوحة من الله اليهم ، اما الماوردي فلا اريد ان استرسل في الكلام عنه لانني تناولت افكاره البغيضة والعنفية بالتفصيل في كتابي المخطوط ( مفهوم العقل في البصرة) اما ابن تيمية فهو من مؤسسي التطرف في العالم الاسلامي بل من الداعين اليه وكان يدمج بين الدين والسلطة بشكل كبير.
ملحوظتان:
1- الايديولوجيات اللاهوتية متشابهة بين المسيحية والاسلام بل وكل الاديان تدعو دعوات واضحة لمزج الدين مع السلطة لتكريس السلطة لدى الملوك وزيادة النفعية لديهم.
2- مشروع غريغوري مشروع مهم كونه راعي الكنيسة الكاثوليكية وكان يدعو للاصلاح المتاتي عبر برنامج شامل للتغيير الدستوري الذي تطمح اليه المجتمعات الحرة وحتى دعواه من اجل سيطرة البابوية على المجتمع فكان مقصده الاصلاح وتحقيق العدالة ولكن عندما سيطرت البابوية فيما بعد ادت الى نتائج خالفت منهج غريغور في الاصلاح.

















هل نحن في وهم اسمه ما بعد الحداثة ....
ان المشكلة الاساسيه الأخرى لدى المثقف هي عملية الخلط الهجينة بين مشاريع التنوير والنهضة و الحداثة وما بعد الحداثة فهو يحاول تطبيق هذه المفاهيم دون الرجوع الى الواقع المعيوش في بيئته ورؤيته فلوك البعض لمصطلحات معينة دون ان يفهم معناها الحقيقي ويحاول ان يطبقها البعض الاخر على ارض الواقع بفهم مجتزئ لبعض مفاهيمها ويحاول انزالها على ارضية لاتناسبها بتاتا وفي هذا المجال يبرز مصطلح ما بعد الحداثة وهو مصطلح لم يبرز اليوم ولكنه برز منذ فترة ليست بالقصيرة ويحاول ان يطبقه بعض الكتاب للنهضة بالواقع دون معرفة معناه الحقيقي وصلاحيته للاستخدام وفق نظرية الفكر الحقيقية .ان ما بعد الحداثة هو مصطلح يعبر حالة التنوير والنهضة والحداثة التي اختطتها اوربا لنفسها للنهضة بواقعها وعبرت من خلاله اوربا الى مفاهيم العولمة ،العالمية، صراع وصدام الحضارات ،التصدع العظيم،راس المال المعرفي، التراكم المعرفي وغيرها من المفاهيم الفكرية التي دعت في بعض من ادبياتها الى اختزال الهويات وصهر القوميات والاديان وضم البشرية ضمن هوية عالمية واحدة تلغي الدين والفوارق والطوائف والقوميات والتاريخ وتؤمن بان هوية الفرد تتجسد في النظرة ما بعد الحداثية التي ستنقل البشر الى عالم افضل مما نعيشه اليوم. وهذاما حدث اليوم فتصاعد دعوات من هنا وهناك لضرب مفاهيم كالتراث والهوية والقومية والمجتمع الذي تنتمي اليه او اي ادبيات تنتمي اليها في فترة من الفترات الزمنية او شخصيات تنتمي اليها تتصاعد بعض الدعوات لالغاء كل ذلك والركون لمفاهيم ما بعد الحداثة في مجتمع ما قبل حداثي لتطوير الواقع الانساني المجتمعي المعرفي وفق ما بعد الحداثة فعلى الرغم من اهمية تفعيل الغاء التراث الرجعي ومفاهيم القومية الضيقة والدينية المسببة للتشنجات اللانسانية ولكن توظيفات ما بعد الحداثة تأخذ جوانب غير معرفية في كثير من أسسها المعرفية لعدم معرفة المثقفون بها فهم في ازمة معها .عرضنا لها في بعض بحوثنا.
فالشعر على سبيل المثال –وفق ما بعد الحداثة – اصبح مجردا من ابسط مفاهيمه الانسانية التعبيرية الشعورية بحجة ما بعد الحداثة وقصيدة النثر التي استسهلها البعض وجعلها لقمة يلوكها في كل زمان ومكان ويقول عن نفسه شاعر وكذاك انسحبت الامور الفكرية وحجة تصحيحها حتى اصبح البعض ينكر هويته الاسلامية او العربية بحجة ما بعد الحداثة وينكر كل تراثه التنويري لانه اصبح ما بعد حداثي حتى اضحى هذا المفهوم الجميل الرائع في الكثير من جوانبه الانسانية المنتجة لمفاهيم حضارية بامتياز وبالا علينا وعلى مجتمعاتنا التي تحاول ان تنهض تحت ركام التخلف الذي ابتليت به. جراء الفكر الظلامي الذي حكمها بفعل الدين وتفسيراته المتعددة طوال قرون بواسطة الاستبداد والتطرف.
فما معنى دعوات الغاء التراث صحيح انها ظهرت في وقت مبكر على يد بعض المفكرين كسلامة موسى وغيره ولكن السؤال المطروح هل هي دعوات صحيحة وحقيقية؟ وبالامكان تطبيقها ؟ان الغاء التراث هو الغاء للهوية التي ينتمي اليها الانسان ولا اقصد الهوية كمفهوم ضيق لدى القوميين العرب بل اقصد الهوية التي ينطلق منها الانسان الى العالم عبر خصوصيته لذلك يقول ادونيس /من لاتراث له لا هوية له .
فالتراث والهوية صنوان لا يفترقان ولكن اي تراث نبحث عن عدم إلغاءه؟ انه التراث التنويري طبعا وليس التراث الذي يساهم في التخلف والرجعية التي ابتلي بها الشعوب العربية والاسلامية نتيجة المفاهيم التراثية السيئة التي يعاد ذكرها بين الحين والاخر والتي تسيء للامة والمجتمع. اننا اليوم بحاجة الى تصحيح التراث من اي وقت اخر والا لم نستطع مقاومة موجات ما بعد الحداثة التي دعو من خلالها البعض الى رمي التراث بمزبلة التاريخ وانا هنا ادع الى الاستفادة غاية الاستفادة من مابعد الحداثة وتقنينه والافادة منه وحسن التصرف به ومن خلاله وواحدة من اهم طرق التصرف به هو المزج بين التراث والمعاصرة من دون الاخلال بالتراث ولا بالمعاصرة وعلينا الانتباه هنا الى مسالة في غاية الاهمية وهي الا نسقط مفاهيم ما بعد الحداثة والحداثة على التاريخ لقراءته قراءة حداثية وذلك لعدم امكانية هذه المسألة من ناحية ورود الحادثة في سياقها التاريخي والاجتزاء هو نقل جزء من الحقيقة وصبغها بصبغة مفهوم حداثوي وساتحدث عن هذا المفهوم بالتفصيل في مباحث قادمة من هذا الكتاب.
نحن بحاجة اليوم الى اعادة قراءتنا لمفاهيم الحداثة والتحديث وما بعد الحداثة اكثر من اي وقت مضى .
فالسؤال الذي يطرح هل نحن بحاجة الى ما بعد حداثة فرنسية او المانية او غيرها فالمناهج تختلف بين الفكر المنتج لهذا المفهوم والنابع من هذه الدول فالحداثة الفرنسية تدعو للقطع ما بين الحداثة وما بعدها واعتبار منهج ما بعد الحداثة واعتبار منهج ما بعد الحداثة منهج مستقل بحد ذاته وقطع اي صلة بالحداثة اما المنهج الالماني فيعتمد ان تيار ما بعد الحداثة وفكره هو امتداد طبيعي للحداثة فيأخذ منها الكثير ويستكمله كما ان الدعوة لقطع الجذور بالماضي ايا كانت وجهته بحجة الانتماء الى ما بعد الحداثة ،هذه كارثة حقيقية ثقافية تدعو لقطع تيار الماضي التنويري منه فقط وهو ما يدعو لفقدان الهوية التي ينتمي اليها المجتمع.
لذلك فان تبيان هذه المفاهيم لدى المثقف ومحاولة استرجاعها بشكل حقيقي وصحيح سيسهم في حل المعضلات التي يعاني منها المجتمع والا فان اشكالية المثقف ستستمر في تحقيق عائق يقف بوجه تنمية ثقافية حقيقية ،فالمثقف اليوم بحاجة الى ان يتعرف على هذه المفاهيم بشكلها الحقيقي لا بشكلها المزوق اللفظي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب