الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفاء الأرواح (1)

نيل دونالد والش

2024 / 3 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في هذه الحلقات سأقوم بنقل تعاليم المعلم الروحي الكبير برمهنسا يوغانندا
والتي نقلها إلى العربية الأستاذ الأديب محمود عباس مسعود


ومضات من حياة حكيم
بقلم شري دايا ماتا الرئيسة السابقة لجماعة معرفة الذات
والتي دونت تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا واحتفظت بها للأجيال

عندما أبصرتُ برمهنسا يوغانندا للمرة الأولى، كان يخطب في جمهور غفير منبهر في مدينة "سولت ليك" سنة 1931
وإذ وقفت في الركن الخلفي من القاعة المكتظة فقد ذهلت عن كل ما حولي سوى الخطيب وكلماته
لقد استغرق كياني بأسره في الحكمة والحب الإلهي اللذين كانا يتدفقان إلى نفسي ويغمران قلبي وعقلي، وكل ما كنت أفكر فيه هو "هذا الإنسان يحب الله مثلما تشوقتُ دوماً لمحبته. إنه يعرف الله، وإياه سأتبع." وهذا الذي فعلته منذ تلك اللحظة
وإذ شعرت بالقوة الروحية المجيدة لكلماته في حياتي إبّان تلك الأعوام المبكـّرة مع معلمي الجليل برمهنسا، فقد بزغ في داخلي إحساس قوي بالحاجة الملحّة لتدوين وحفظ أقواله المأثورة لكل العالم ولكل الأجيال
ومن حسن حظي أنني خلال ملازمتي للمعلم برمهنسا، وعلى مدى سنين عديدة قمت بتدوين محاضراته ومشورته الشخصية، ويا له من كنز عظيم وعميم من الحكمة المدهشة والحب الإلهي الفريد
لقد كان فيض الإلهام يتدفق من المعلم الملائكي منعكسا في كلامه المتوارد؛ إذ كثيراً ما كان يتكلم لدقائق دفعة واحدة دون توقف، أو قد يستمر لساعة كاملة
وإذ جلس سامعوه منذهلين ومفتتنين فقد كان قلمي يجري بسرعة فائقة! وإذ قمت بتدوين كلماته بواسطة الإختزال فقد شعرت كما لو أن نعمة فريدة قد حلـّت، مترجمة ً صوت المعلم على الفور إلى رموز إختزالية على الصفحات
ولقد كان نقلها – ولم يزل – إلى الكتابة العادية واجباً مقدسا وعملا ً مباركا إلى هذا اليوم. وحتى بعد هذا الوقت الطويل – وبعض ملاحظاتي تعود إلى أكثر من أربعين سنة – فعندما أشرع في نقلها أجدها جديدة في عقلي بكيفية معجزة، كما لو أنها دُوّنت نهار أمس لدرجة يمكنني معها أن أسمع - النغمة المميزة لصوت المعلم الملائكي، في كل عبارة من عباراته، في أعمق أعماق نفسي
نادراً ما كان المعلم يقوم بأدنى تحضير لمحاضراته. وإن قام بأي تحضير على الإطلاق فربما اشتمل ذلك على بعض الوقائع يدوّنها بسرعة وإيجاز. ففي طريقه إلى المعبد كان يسأل أحدنا – في السيارة – قائلا
" ما هو موضوع محاضرتي اليوم؟" وكان يضع عقله على الموضوع ومن ثم يلقي المحاضرة ارتجالا ً من ينبوع إلهام إلهي باطني
مواضيع محاضرات المعلم كان يتم الإعلان عنها مسبقاً في المعابد، ولكن عقله كان يعمل أحياناً في مجال آخر مختلف كلياً عند الشروع في الحديث
وبصرف النظر عن موضوع ذلك اليوم، فقد كان المعلم ينطق بالحقائق التي كانت تشغل وعيه في تلك اللحظة، ساكباً معرفة لا تقدّر بثمن في سيل مستمر من فيض تجربته الروحية وإدراكه البديهي اليقيني. ودائماً تقريباً كان عدد من الناس يتقدمون في نهاية الخطبة كي يعربوا له عن امتنانهم لتنوير أذهانهم حول مسألة كانت تؤرقهم أو ربما لشرح فكرة فلسفية كانت تهمهم بصورة خاصة
أحياناً، وأثناء إلقاء محاضراته، كان وعي المعلم يحلـّق عالياً بحيث كان ينسى الحاضرين لبرهة قصيرة ويناجي الله مباشرة. لقد كان كيانه بأسره منتشياً بالفرح ويفيض بالحب الإلهي
وفي حالات الوعي السامي تلك، كان وعيه في توافق تام مع الوعي الإلهي، فأدرك الحق في ذاته ووصف ما اختبره ورآه
لربما شعر الآخرون بالرهبة من إشراق برمهنسا يوغانندا لولا دفئه وعدم تكلفه وتواضعه الهادئ الذي كان يبعث السكينة والطمأنينة على الفور في نفس كل شخص. فكل واحد من الحاضرين كان يشعر بأن حديث المعلم كان موجّهاً إليه شخصياً
ولقد كانت الدعابة وروح المرح من السمات المحببة لشخصية المعلم. فبعبارة منتقاة، أو بإيماءة ذات مغزى، أو بتعبير وجهي ظريف كان يستجلب استجابة ودية ويثير ضحكات قلبية في اللحظة المناسبة لتوضيح نقطة معينة أو لإراحة السامعين بعد تركيز ذهني مكثـّف وطويل على موضوع خاص أو مسألة عميقة ودقيقة
لا يستطيع الشخص أن يدوّن في كتاب الخاصيات الفريدة والطابع الشامل لشخصية برمهنسا يوغانندا المشرقة والمفعمة بالحيوية والمحبة. ولكن أملي المتواضع في تقديم هذه الترجمة الوجيزة هو إعطاء ومضة شخصية تزيد في متعة القارئ وتقديره لتعاليمه
وإذ شاهدت معلمي الملائكي في توافق تام وتناغم كلي مقدس مع الحضرة الإلهية، وسمعت الحقائق الغزيرة والدفق الوجداني لروحه الثرة والثرية؛ وإذ دوّنت تعاليمه العظيمة لكل الأجيال؛ وإذ أضعها الآن بين أيدي القرّاء، لا يسعني إلا أن أقول: يا لفرحي العظيم
أسأله تعالى أن تفتح الكلمات الجليلة للمعلم أبواب الإيمان الراسخ بالله والحب الإلهي له في نفوس الراغبين

رسائل للمعلم برمهنسا من المريدين
في المجلد XIV من مجلة Inner Culture
رسائل بعث بها أصحابها من بلدان مختلفة، نقتطف منها ما يلي:
أود أن أعلمك أنني بقراءتي المتأملة لتعاليمك
حصلت على الاستنارة الروحية
التي طالما بحثت عنها
لقد فتحت تعاليمك أمامي أبواب السعادة.
* * *
إنني أطبّق يومياً تأكيداتك الروحية
وأجد أن الأفكار السلبية تتضاءل تدريجياً
وقد تبددت المخاوف
وإنني أستمتع بكل لحظة من حياتي
فشكراً لمساعدتك.
* * *
إنني أحصل على خيرات كثيرة
من تعاليمك الروحية
وأتطلع لقراءة أفكارك بشوق كبير
وأبذل ما بوسعي لأن أطبق على حياتي
تعاليمك الجميلة والنافعة.
* * *
إنني أجد في فلسفتك الرائعة
ما يبعث على الإعجاب والإلهام
عميق امتناني لكل ما قدمته لي
من مساعدة وراحة نفسية.
* * *
يتملكني شعور غامر بالحصول أسبوعياً
على درس جديد من تعاليمك
وأجد في كل درسٍ متعة واستنارة.
* * *
أشكرك من أعماق قلبي
لمساعدتك لي على معرفة ذاتي الباطنية
وتبصيري بالقوى الكامنة في داخلي
وإظهار نور الله لبصيرتي
من خلال التعاليم التي حصلت عليها منك.
* * *
لا زالت ذكرى زيارتي لك
منذ أربعة أعوام تسكن خاطري
ولا زلت أذكر إيمانك الكلي بالله
ومحبتك للإنسانية.
لقد ساعدتني على معرفة نفسي.
وعندما كنت أظن أنني وحيد
لا أصدقاء لي ولا من يتعاطف معي
منحتني الثقة بالنفس وشحنت عزيمتي
وألهمتني الجرأة لمواجهة ظروف الحياة.
* * *
على مدى أربعين عاماً
درستُ مختلف فروع العلم والمعرفة
لكنني لم أحصل من كل تلك الدراسة
على شيء يضاهي ما حصلت عليه من تعاليمك.
* * *
إنني أستفيد كثيراً من قراءة تعاليمك
ولو أن عدداً أكبر من الناس
يطالعون ويطبقون أفكارك
لكان العالم الذي نعيش به
أفضل مما هو عليه.
* * *
أود أن أشكرك من صميم قلبي
على البركات التي أتت لحياتي
منذ أن بدأت أقرأ تعاليمك بتركيز واهتمام.
شكراً لك وأسأل الله أن يبارك جهودك الرائعة
وأعمالك المكرسة لخدمة الإنسانية.
* * *
منذ أن طلبت منك أن تدعو لي بالتوفيق
تحسنت أوضاعي بشكل ملحوظ.
عميق امتناني مع رجائي بمواصلة الدعاء.
* * *
عندما وصلتني رسالتك الأخيرة
كنت لا أزال هائماً في غابة الشك المظلمة
وغير قادر على رؤية الدرب للخروج من تلك الغابة.
لكن بفضل الله، ودعواتك الخاصة
اتضحت معالم الطريق وتعزز إيماني بالله
وتحسنت أوضاعي من كل ناحية
وأرجو أن تذكرني دوماً بدعواتك المستجابة.
* * *
لقد ساعدتني تعاليمك كثيراً
وحصلت منها على فوائد عميمة.
وثبت لي بالبرهان القاطع
فاعلية تأكيداتك الروحية والتفكير الإيجابي.
يغمرني العرفان بالجميل
لما أحس به من صحة وفرح وطمأنينة
وأشعر أني أحرز تقدماً يومياً في التأمل.
* * *
لولا تعاليمك الرائعة الزاخرة بالإلهام
لكانت حياتي على هذا المستوى الأرضي محدودة للغاية.
وأود أن أشكرك على العناية الخاصة
التي منحتني إياها على مدى السنوات الثلاث الماضية.
* * *
أشكرك على مجلة الثقافة الروحية
التي أجد فيها بركة وغذاءً للنفس كل يوم
وأشكر الله الذي عرفني عليك وعلى تعاليمك.
* * *
أود أن أشكرك على رسائلك الشهرية
فالرسالة الأخيرة وجدتها زاخرة بالإلهام
بحيث أنني قرأتها لطلابي في حصة الآداب
فتفاعلوا تفاعلاً طيباً مع محتواها
وكانت مناسبة سعيدة بالنسبة لنا جميعاً.
لقد تأثرت جداً بأفكارك التي تضمنتها الرسالة
لدرجة أنني رغبت بمشاركة طلابي بها.
هذه الرسالة أحدثت حالة من التأمل العميق
واستبطان لمكنونات النفس
وأشعر أنها ستساعدني على حل المشاكل
والتعامل بحكمة وإيجابية مع تجارب الحياة.
* * *
تعاليمك لا تقدر بثمن
ولا أريد أن يفوتني درس واحد من دروسك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد عباس: المقاومة الاسلامية تملك السلاح الفعال وقادرة على


.. مسلمون يؤدون -رمي الجمرات- أثناء الحج




.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa