الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل القيم والاخلاق قد تغيرت ام نحن من تغير

علي العجولي

2024 / 3 / 22
المجتمع المدني


في الماضي وليس البعيد جدا بل الذي لايبعد عنا سوى خمسه الى سته عقود من السنين والاعوام كانت لا تقبل شهادة المطيرجي لافي المحاكم الحكوميه ولابين الناس لانه مشكوك في عدالته وصدقه والسبب ان المطيرجي كما كانوا يقولون لاحياء له ولاغيره وبالمناسبه المطيرجي يختلف عن الذي يقوم بتربية بعض طيور الزينه كحمام الزاجل وماهن على شاكلته ليتسلى بمنظرهن وهن يسرن بتمايل على الارض يلتقطن ما نثرمن الحبوب على الارض وريش ذيولهن مفتوح كالمنطاد ولونه كالحليب او اللبن الرائب.
فالمطيرجي هو من يقوم بتربيت الطيور فوق سطح المنزل في اقفاص ويطلقهن يوميا ليدرن في السماء طائرات وهو يمسك بعصى طويله في راسها قطعه من القماش الملون يهزها بشكل دائري ليمنع الحمام من الهبوط والدخول الى اقفاصها وهذه العمليه مصحوبه بالركض على السطح يمينا ويسارا وشمالا وجنوبا واخراج اصوات ( عيع ..عاع..عيع)مما يؤثر على ساكني الحي اضافة الى انه في تواجده على سطح المنزل يجعله مطلع على بيوت الجيران والتي كانت تعتمد على فتحه غير مسقفه عباره عن ساحه وسط البيت تسمى الحوش الفائده منها التهويه والاناره اضافة الى مكان تتجمع به نساء البيت الذي عادة ماتسكن به عدة عوائل وهي تشبه ما تسمى اليوم بغرفة المعيشه المسقفه لاننا في ايامنا هذه لانحتاج الى نور الله وضوئه فكهرباء المولدات التي تنشر سموم عوادمها على الناس اغنتنا عن الكهرباء الوطنيه كما اصبح يسميها العراقيون.. فتواجد المطيرجي على السطح جعل نساء البيوت المجاوره لبيت اهل هذا المطيرجي يحبسن انفسهن في الغرف خوفا من نظراته قليلة الحياء.. ولكون المجتمع حينهايملك اعراف اخلاقيه هي جزء من ما انزل في الكتب السماويه والتي جاءت على شكل اوامر في نصوص لايمكن الشك في صحتها وضرورة التمسك بمضمونها(لاتسرق.. لاتكذب.. لاتزن.. لاتخون.. لاتغش.. لاتقتل... لاتقبل الرشوه.. وهكذا ) لذلك فسقه العرف الاجتماعي السائد حينها. اما اليوم.؟
وهو ما دفعني للكتابه عن المطيرجي ومربي طيور الزينه ليس لان هذه الهويات قد انقرضت وليس لان المجتمع غير مهتم مع افعال المطيرجي فلا زال المطيرجي في كثير من المناطق والمدن بل وبعض البلدان العربيه يعامل بكثير من قلة الاحترام وعدم الثقه ولكن ما اراه من بعض النواب والذين هم على رأس الهرم الاداري والسياسي يتشدقون ويتبجحون بفسادهم الاداري والمالي بل وحتى الاخلاقي فهناك من يقول انه تقاضى رشوه مقدارها مليوني دولار ليوقف تحقيق مع احد المسؤولين بتهمة السرقه والاختلاس يقوم به احد اعضاء مجلس النواب ..كما ان الكثيرمن من لايملك حتى شهادة الاعداديه قد تسلم منصب لايجب ان يشغله الا من يملك اختصاصا في مجال المنصب والاغرب من ذلك ان من يطرد من منصب في الحكومه لسرقته او لرشوه تقاضها يعود عضوا في مجلس النواب مشمولا بالحصانه التي تجعله مصان غير مسؤول وهذا بسب تغير منظومة الاخلاق التي يعيشها المجتمع فصاحب اللسان البذئ يسمى مسلي ومرح واللص شاطر والمحتال والنصاب والمزور 56 وهكذا سلطنا على رقابنا الكثير من من يجب ان نقاطعهم للشك بعدالتهم والكل يقول ان علينا ان نتحرى عمن نريد ان نركبه على رقابنا فلم نتعلم حتى من كارتون سندباد عندما اركب الرجل الكسيح على رقبته ولم نسمع الصوت الذي قال لاتجرب المجرب... و السبب اننا غيرنا ما كنا نعتبره قيما واخلاقا فلا نلوم النظام والحكومه بل نحن من جئنابها وكما يقال في العراقي(اليجي من ايده الله ايزيده)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية