الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهداء الفكر في التاريخ الإسلامي (1): الجعد بن درهم

إلياس شتواني

2024 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقرأ في كتاب "البداية والنهاية" لإبن كثير الدمشقي في ص 350، الجزء 9 ما يلي من ترجمة الجعد بن درهم:

"هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، وَهُوَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ مَرْوَانُ الْجَعْدِيُّ، وَهُوَ مَرْوَانُ الْحِمَارُ، آخِرُ خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ. كَانَ شَيْخُهُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ، أَصْلُهُ من خراسان، وَيُقَالُ إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي بَنِي مَرْوَانَ، سَكَنَ الْجَعْدُ دِمَشْقَ، وَكَانَتْ لَهُ بِهَا دَارٌ بِالْقُرْبِ من القلاسيين إِلَى جَانِبِ الْكَنِيسَةِ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ. قُلْتُ: وهي محلة مِنَ الْخَوَّاصِينَ الْيَوْمَ غَرْبِيَّهَا عِنْدَ حَمَّامِ الْقَطَّانِينَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ حَمَّامُ قُلَيْنِسَ.

قَالَ ابْنُ عساكر وغيره: وقد أخذ الجعد بِدْعَتَهُ عَنْ بَيَانِ بْنِ سَمْعَانَ، وَأَخَذَهَا بَيَانٌ عن طالوت ابن أخت لبيد بن أعصم، زوج ابنته، وأخذها لبيد بن أعصم الساحر الَّذِي سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ يهودي باليمن، وَأَخَذَ عَنِ الْجَعْدِ الْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ الْخَزَرِيُّ، وَقِيلَ التِّرْمِذِيُّ، وَقَدْ أَقَامَ بِبَلْخَ، وَكَانَ يُصَلِّي مَعَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي مَسْجِدِهِ وَيَتَنَاظَرَانِ، حَتَّى نُفِيَ إِلَى تِرْمِذَ، ثُمَّ قُتِلَ الْجَهْمُ بِأَصْبَهَانَ، وَقِيلَ بِمَرْوَ، قَتَلَهُ نَائِبُهَا سَلْمُ بْنُ أَحْوَزَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَجَزَاهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، وَأَخَذَ بِشْرُ الْمَرِيسِيُّ عَنِ الْجَهْمِ، وَأَخَذَ أَحْمَدُ بن أبى داود عن بشر، وأما الجعد فَإِنَّهُ أَقَامَ بِدِمَشْقَ حَتَّى أَظْهَرَ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، فَتَطَلَّبَهُ بَنُو أُمَيَّةَ فَهَرَبَ مِنْهُمْ فَسَكَنَ الكوفة، فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه، ثم إن خالد بن عبد الله القسري قتل الجعد يَوْمَ عِيدِ الْأَضْحَى بِالْكُوفَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ خَالِدًا خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ تِلْكَ: أَيُّهَا الناس ضحوا يقبل اللَّهُ ضَحَايَاكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا. وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمًا، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ عُلُوًّا كَبِيرًا. ثُمَّ نَزَلَ فذبحه في أصل المنبر."

أقام الجعد بن درهم إذن بدمشق وأظهر القول بخلق القرآن بها، ورحل طريدا بعد ذلك من بني أمية إلى الكوفة ليستقر بها. كانت نهاية الجعد تراجيدية مؤسفة حيث وقع فريسة لجهاز الرقابة والقمع الإسلامي، ليقيم عليه الحد خالد بن عبد الله القسري وليّ الكوفة (في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك) ويذبحه (كأضحية!) بعد خطبة في أصل المنبر، وذلك لأن الجعد قال (بناء على دافع تنزيهي محض، وأدلية نقلية وعقلية قوية ليس غرضنا هنا إستقصائها) أن القرآن مخلوق، وأن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، وأنه لم يكلم موسى تكليما..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ستمون سلسلة مؤلمة
صباح كنجي ( 2024 / 3 / 26 - 19:44 )
ستكون سلسلة مؤلمة وطويلة بحكم ضحايا القمع الاسلامي وكثرة من شغلوا عقولهم وكانت النتيجة القصاص بهم على يد الجهلة والمنافقين.. ما احوجنا للبحث والتنقيب عن ضحايا العنف الديني من تلك العهود لليوم لكي نكتشف ان الدين كل الدين في النهاية هو: رياء وهراء.. احييك على هذا الجهد

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah