الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (32 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 3 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (32)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



لا أحد يستطيع أن ينكر السنة النبوية، التي وصلتنا بالتواتر. لكن أن يُجمع ما قاله ويعد وحيا ثانيا، بعد قرنين من وفاته، هذا غير معقول.

مع إقرار الحديث كوحي ثاني، لم يعد للقرآن أي دور في حياة الناس، إلا أن يتلى لطرد الأرواح الشريرة وترقية المرضى والاسترزاق به.

إن قاعدة الناسخ، التي طبقها رجال الدين على كلام الله، كذبا وافتراءا، انتقلت تعسفا إلى الحديث، باعتباره ينسخ القرآن أو البعض منه.

إن الحديث المروي عن الرسول محمد (ص)، ليس لفظا ومعنى، بل معنى فقط، أي ما تبقى منه، في أحسن الأحوال، بعد مرور قرنين من الزمن.

التدين في العالم العربي الإسلامي تحول مع الوقت، إلى مجرد عادة بدل العبادة. فيتم الاحتفاظ بشكلياتها المتكررة، عوظ جوهرها المطلوب.

كلما اقترب جمع الحديث النبوي من الحدث، ازداد عددا ومصداقية. لكن بابتعاده عن الحدث بقرنين، سوف يكون منطقيا، أقل عددا ومصداقية.

كيف يحافظ الناس على أقوال النبي (ص)، صحيحة وسليمة لفظا ومعنى، بعد مرور قرنين من الزمن، دون أن يقع نسيان وإتلاف، أو إهمال وضياع؟؟

الإمام البخاري صاحب مجمع الصحيح للحديث، كان حفاظا، يتمتع بذاكرة خارقة. لكن لم يقم إلا بجمع الأحاديث، ضنية المتن والسند في عصره.

هل من المعقول أن يحتفظ الناس عبر أجيال، قد يصل إلى ما فوق قرنين، بما قاله وفعله محمد (ص)؟ ألا يمكن أن يختلق الناس أحاديث من عندهم؟

كان المحدثون يركزون اهتمامهم على صحة السند، أكثر من المتن. لأن الناس يريدون التأكد من المصدر لا النص، سواء كان حميما خاصا أو عاما.

من الغرابة بمكان، هو اهتمام المحدثين بأحاديث، تتصل بالحياة الخاصة للنبي (ص)، تدخل في حميميته. وحتى وإن تأكدت صحتها، لا يجب ذكرها.

ما جدوى من ذكر أحاديث ومرويات، تتعلق بالحياة الخاصة لمحمد (ص). فماذا سيستفيد المسلم من ذلك؟ إن لم يكن المراد منها، تشويه صورته؟

لقد كان الإسلام قائم الذات حوالي قرنين كاملين، من دون "حديث" أو غيره. فكيف لم يتم الانتباه، إلى ضرورة وأهمية تدوين الحديث آن ذاك؟

بعد مرور قرنين من وفاة محمد الرسول (ص)، لم يبق على قيد الحياة أي شخص التقى به أو عاصره. فكيف تم جمع ما قاله وفعله بعد هذه المدة؟

الأمر لا يتعلق بمرور قرنين من موت النبي (ص)، بل في توسع رقعة الدولة الإسلامية، في مجازفة جمع أقواله وأفعاله، لمضايقة تدبر القرآن.

يظهر أن العصر العباسي، كان في حاجة إلى جمع الحديث، لإبراز مكانة محمد (ص)، كما حدث بالنسبة للمسيحية. لكن تم تحريفه عن صراط القرآن.

ماذا أضاف شيوخ الحديث الحديثين والمعاصرين، لما كتب في كتب الصحاح جميعهم؟ هل لا زالوا يحملون اسم علماء الحديث، وهم حفظة له فقط؟

هل هناك دراسات حديثة أو معاصرة، قام بها شيوخ وفقهاء معاصرين، لمؤلفي كتب الصحاح، في الحديث وغيرهم؟ أم ترى هناك فقط حِفظ واجترار ؟

ما دام هناك قرآن واحد، وشروح جاهزة سلفا، وكتب في الفقه والحديث والشريعة، عند الأئمة والتابعين، فما حاجتنا اليوم لخريجي علوم الدين؟

بعد مرور قرنين من الزمن، بدأ إحياء كتابة الحديث وجمعه من جديد. فما المراد من ذلك؟ هل محبة في النبي (ص)؟ أم هجر القرآن أساسا؟

لا أحد ينكر سنة النبي (ص)، القولية والفعلية. لكن هؤلاء المحدثون، بعد قرنين من الزمن، يجمعون الأحاديث باسمه، لهجرة القرآن ومعاكسته.

حاول اليهود والمسيح، تأليه أنبيائهما في التلمود والإنجيل. فانتقلت العدوى إلى المسلمين في العصر العباسي، لتأليه محمد (ص) بوحي ثاني.

ماذا يريد المحدثون وشيوخهم، من ذكر أحاديث منسوبة للنبي (ص)؟ وهي تتحدث صراحة، عن خصوصيته الحميمية، والتشكيك في عصمته الربانية؟

لقد جعل المحدثون وشيوخهم في أحاديثهم، من محمد (ص) شاذا جنسيا، ومضطربا نفسيا، ومسحورا ودمويا.. بعد ما كان قرآنا يمشي على الأرض.

لقد اتخذ المحدثون من جل الأحاديث المنسوبة للنبي (ص)، شماعة لمحاربة القرآن وهجرته، وتخصيصه لأغراض مخالفة لما أراد الله منه لعباده.

بتناول معلومات ذاتية لمحمد (ص)، من طرف أصحاب الوحي الثاني، لم يعيروا له أدنى توقير واحترام الواجب، وإيمان وتقدير لعصمة الله له.

ما دام لم يتم توقير واحترام حرمة النبي محمد (ص)، من الذين تناولوا أحاديثه الحميمية الخاصة، لا يمكن أن يكونوا أهلا للإيمان بالله.

من النفاق بمكان، أن يدعي المحدثون جمع أحاديث الرسول محمد(ص)، والدفاع عنه وتبجيله، وهم ينهشون في شخصيته، بدون وقر واحترام الواجب.

إن سند القرآنيين هو الله ورسوله (ص). وسند أهل الحديث أو الوحي الثاني بشر، يبعدون عن الحدث بقرنين من الزمن. ذاكرتهم ضنية أساسا.

كيف لأناس يحتفظون لقرنين، على ما قاله وفعله سيد الخلق (ص)، عن طريق أجدادهم وأجداد أجدادهم، من دون تحريف أو تشويه أو زيادة؟

إن إحياء الحديث النبوي بعد قرنين، واعتباره وحي ثاني، وراءه ما وراءه من خلفيات. إنها محاولة إبعاد تدبر القرآن، والتركيز على الحديث.

لقد تشبث أهل الحديث بما قاله وفعله الرسول (ص)، بعد قرنين من موته. وقد حرم الخوض فيه في حياته. هل ترى متأكدين من صحة تلك الأحاديث؟

أقوال النبي (ص) وأفعاله، كان يتفاعل معها الناس في حياته وبعد مماته. لكن أن يتحول إلى وحي ثاني ويضايق القرآن، هذا نوع من الشرك.

كيف يمكن اعتبار الحديث وحي ثاني، وهو مروي عن النبي (ص) معنا لا لفظا، بعد قرنين عن مختلف الرواة؟ ثم كيف يمكن تصحيحه وهو صادر عنه؟

مع فتح المجال لنقاش أمور الدين، بدأت تظهر العقول النيرة الحرة، وكذا العقول الببغائية، التي لا تعرف إلا الرد، بما تم تحفيظه لها.

المطلوب ليس المعلومات الجاهزة، ضلت مسيطرة لقرون، حتى تحولت إلى حقائق. بل المطلوب هو استعمال العقل والتفكير الحر المستقل.

نحن في القرن 21، حيث تطورت فيه كل المعارف، وكذا الإنسان في كل شيء. لم يعد هناك مبرر أو ذريعة، لقبول أي شيء من دون فحص العقل له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah