الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (33) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 3 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (33)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


لا أحد يتنكر للسنة النبوية المتواترة وغيرها، شريطة أن تكون لفظا ومعنى. أما أن تكون مروية بمختلف المعاني فقط بعد قرنين، فهذا مرفوض.

ما هو غير مقبول في جمع الحديث بعد قرنين، هو التركيز على السند وضبطه، دون اعتبار المتن، الذي يجب أن يكون متفقا وموافقا للقرآن.

لقد جمع البخاري 600 ألف حديث، احتفظ بحوالي 1% فقط، والباقي مشكوك في سنده. لكن المحتوى المقبول منها، لا يتوافق كليا مع القرآن.

الفرق بين القرآنيين وأهل الحديث: 1) يؤمن بالله ورسوله، مبلغ رسالته. 2) يؤمن بالله ونبيه، يشاركه في وحيه. الفرق بين التوحيد والشرك.

كلمة "الحديث" المذكورة في القرآن، منسوبة لله لا للنبي (ص). لو كان الحديث وحيا، لتم تدوينه في وقته، كما تم تدوين القرآن وحفظه.

لقد حرم محمد (ص) كتابة الحديث في حياته، وكذا في عهد الخلفاء الراشدين. وتم انتظار قرنين لجمعه، مع الشك في سند أغلبيته وفي محتواه.

كان القرآن الكريم، يضايق الحكام وحاشيتهم في العصر العباسي، مما أدى إلى جمع الحديث المطلوب، وفرضه على الناس، كأساس بدل كتاب الله.

لقد تم حرب تدبر القرآن الكريم، لأنه يشكل خطرا على نظام الحكم ورجال الدين. لذا حددوا مهامه في الرقية، وجلب الرزق والسعد ومآرب أخرى.

كان القرآن سائدا في عهد النبي(ص) والخلفاء الراشدين. ومع الأمويين ثم العباسيين، بدأ البحث عن وحي ثاني، يُشغِل الناس بدل القرآن.

ما جاء في أحاديث الصحاح، عن النبي محمد (ص)، هو الذي ألب على الإسلام ورسوله، جماعة رسامي كاريكاتير في الغرب، فشوهوا صورته.

إن أول من شوه نبي الإسلام، هم المسلمون أنفسهم. لقد تحدث أهل الحديث افتراء، عن شذوذه الجنسي، ومحاولة انتحاره، ودمويته في القتال.

ليس القرآن، هو الذي جعل أعداء الإسلام، يتحرشون به وبنبيه. بل كتب التراث، بما في ذلك الصحاح. لقد حولوا المسلمين إلى إرهابيين وقتلة.

إن المسلم في الغالب، كتلة من الآثام والذنوب والخطايا والمخاوف، تهدده باستمرار. مما يجعله في متناول رجال الدين يفعلون به ما يشاءون.

سلاح رجال الدين، هو بث في الناس جملة من المخاوف، التي تهدده في حياته، وتحرمه من دخول الجنة. لذا أكثروا من مسببات لتنغيص حياتهم.

خلق الإنسان ليحيا ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا. إنه لم يخلق ليموت فقط، فالموت حق كما أن الحياة حق كذلك.

جل المسلمين، اعتنقوا الإسلام بالإكراه ظاهريا أو باطنيا، ثم يأتي دور التقليد. والمسلم الحق، هو من آمن عن اقتناع عقلي وقلبي معا.

رجل الدين الذي يستحق هذا الاسم، هو من درس الكتب السماوية جميعها، المذكورة في القرآن، ثم درس الدين المقار والعلوم الإنسانية.

فهم الدين لدى مسلم، لا يقف عند الإيمان فحسب، بل يحتاج إلى معارف، تمكنه من التحليل والتفسير. إذ ذاك يمكن أن نقول عنه مسلم حقيقي.

لقد تبين أن شيوخنا وفقهاءنا المحدثين والمعاصرين، قد تحولوا إلى أبواق وببغاوات، يرددون ما قاله السلف، رغم أن جميعهم قد ماتوا.

لم نسمع لسنين خلت، لاجتهاد في علوم الدين وفي التفاسير، من طرف فقهائنا وشيوخنا المحدثين والمعاصرين، يتوافق مع العصر والتاريخ.

كيف يرضى فقهاؤنا وشيوخنا، قل علماؤنا تجاوزا بهذه التسميات، وهم لم يقدموا شيئا جديدا يذكر، في مجال أبحاثهم واهتماماتهم؟

لو طبقت الصلوات الثلاثة في اليوم: المغرب والعشاء والصبح، في بداية الليل وقبل نهايته، لما كان هناك مشكل الصلاة في العمل نهارا.

جل سكان الدول العربية الإسلامية يعملون نهارا؛ من طلوع الفجر إلى غرب الشمس. لو كانت الصلاة ليلا فقط، لما تسببت في أي إحراج للعمال.

لو أطال الله في عمر محمد (ص)، لحلت كل المشاكل، التي عاشها ويعيشها المسلمون بالأمس واليوم. ولكان الإسلام أوحد وأعظم ديانة في العالم.

المسلم سجين عقدة الذنب، التي يسهر على رعايتها رجال الدين. هو لا يقوم بأي شيء، إلا بترخيص منهم. إنهم يتدخلون حتى في دخوله الحمام.

إن المسلم المؤمن، يعيش تحت رحمة رجال الدين؛ فيما يتعلق بدنياه بتفاصيلها، وفيما يتعلق بآخرته، التي يخبرونه بكل تفاصيل الجنة والنار.

لقد أصبح رجال الدين اليوم، يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، تتعلق بحياة المسلمين المؤمنين.. يحرمون ويحللون، ويأمرون وينهون كما يشاءون.

لماذا انتظر جامعوا الحديث، قرنين من موت المنسوب له السنة محمد (ص)؟ ولماذا أطلقوا عليه الوحي الثاني؟ فما المراد أصلا من ذلك؟

ما السر وراء تدوين الحديث النبوي واعتباره وحي ثاني، بعد قرنين؟ لماذا سكت الرسول عن الوحي الثاني، إبان نزول القرآن الوحي الأول؟

لقد تحدث القرآن الكريم، عن السنة وعن الحديث، لكن لم ينسبهما للنبي الرسول (ص). بل نسبهما له عز وجل، وما على الرسول إلا البلاغ.

لقد عَمل مشايخ الدين الإسلامي المحمدي، على ضرب عالمية الإسلام وإنسانيته ورحمته، وتحويله بالأساس، إلى دين محلي عربي بدوي ذكوري.

إن مشايخ الإسلام المحمدي مصممون، لإخضاع النص القرآني بواسطة الحديث، لقيمهم وثقافتهم المحلية الذكورية، لخدمة الحكام وإخضاع الشعوب.

إن التركيز على الحديث والفقه والتشريع، هو خدمة محلية الدين وذكوريته. لأن توجه القرآن، كان عالميا إنسانيا، ورحمة لكل العالمين.

الدين عموما، قادر على أن يلعب أدوارا طلائعية، في التغير الاجتماعي والتجديد الثقافي والحضاري أو العكس تماما. وذلك حسب فهمه وتطبيقه.

اللوم ليس على الدين في حد ذاته، بل على رجال الدين والناطقين باسمه. قد يمكن أن يكون وسيلة للتنمية، كما يمكن أن يكون وسيلة للتخلف.

لقد كانت البروتستانتية وراء تقدم جزء كبير من الغرب. والكاثوليكية وراء تخلف الباقي. قد يكون الدين سلبي أو إيجابي، حسب فهمه ومطبقيه.

ما قاله النبي الرسول محمد (ص)، مطاع ومرحب به رغم تحريمه الخوض فيه. لكن أن يُجمع بعد قرنين، بعيدا عن الحدث، فهذا أمر يٌشك في صدقه.

كيف يمكن تصديق أحاديث، جُمعت ورُويت بعد قرنين من موت النبي (ص)، قدرت ب600 ألف حديث، احتُفظ منها ب1% فقط؟ فأين المصداقية هنا؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با