الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في آلام المسيح على الصليب في يوم الجمعة العظيمة

نافع شابو

2024 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"...لاشكل له فننظُرَ إليهِ، ولا بهاءَ ولا جمال فنشتهيهُ . مُحتقرٌ منبوذٌ من الناس ِ وموجَعٌ متمرِّسٌ بالحزن. ومثل من تُحجبُ عنهُ الوجوهُ نَبذناهُ وما أَعتَبِرناهُ " اشعيا 53 : 1 – 3 ".
من وسط ألآلام يولد الفرح والرجاء ، من من صرخة الطفل عند الولادة تخرج الحياة ، من موت حبة الحنطة في ألأرض نحصل على الثمار لمواصلة الحياة . من وجع الألم لمشرط الطبيب يتم شفاء المريض.
يسوع المسيح كمّلَ جميع النبواة، فحياته وموته هي في الصلب ، خُطَّة الله لخلاص البشرية . أسبوع ألآلام لايمكن أن نفصلها عن أحد القيامة، وعلينا أن لانتوقَّف عند صرخة ألآلام بل أن نتجاوز الى فرح القيامة، لأنَّ ملكوت الله دُشِّنت بشكل علني على الصليب، وهكذا يوحنا البشير يصوِّر المسيح على الصليب كالملك على عُرشه"يوحنا 19 : 19 ". كان الصليب رمز الذُلِّ والهوان، والخُذلان والأحتقار والأستهزاء والتعييرات ، وأداة اللعنة ، والعار ، والخسران "اشعيا 53 : 3 " . ولكن يسوع المسيح حوّل هذا الرمز، رمز الصليب، عند اليهود والرومان، الى رمز الأنتصار والخلاص والغفران والعطاء ، ورمز التألُّم لأقرار الحق والبر والسلام ، ورمز بذل الذات والتضحية من أجل الآخرين ، وهو رمز المحبة والرجاء والحياة ، بقهر الموت بالموت وتحرير الأنسان من عبودية الشر والخطيئة . يسوع المسيح حمل خطايانا التي ترمز الى الشر "الحيّة القديمة" وسمّرها على خشبة الصليب وهو يقول لنا : " وكما رفع موسى الحيّة في البريِّة فكذلك يجب ان يرفع ابن الأنسان لينال كُلِّ من يؤمن به الحياة ألأبدية "يوحنا 3 : 14 ، 15 ". لقد أوضح الربّ يسوع المسيح، أنَّهُ كما أنَّ بني إسرائيل شفوا من إصابتهم عندما نظروا الى الحية النحاسية المرفوعة على العمود . هكذا يمكن الآن أن يخلص جميع المؤمنين من مرض الخطيئة ، بالنظر الى موت يسوع المسيح على الصليب ، فأننا سنخلص من لدغة الخطيئة القاتلة وذلك برفع أنظارنا الى يسوع المصلوب ، مؤمنين أنّهُ المخلِّص الذي بدمه أزال خطيئتنا ، وسحق الموت بموته على الصليب . نعم الألم بحدِّ ذاته هو شر ، ولكن يسوع المسيح حوَّل الألم بالحب الذي في قلبه فصار الصليب شعار المسيح ، والله أنزل القصاص بالمسيح بدلا من البشرية جمعاع . يسوع المسيح لم يذهب الى الموت مذلولا وخاضعا، فهو، في الحقيقة ، أقوى من الموت " والآب يُحبُّني لأنّي أُضحّي بحياتي حتّى أستردُّها . ما من أحدٍ ينتَزع حياتي، بل أنا أُضحّي بها راضيا " يوحنا 10 17 ، 18 " ولكن ، كما يقول بولس الرسول " ما اعتبر مساواتَهُ لله غنيمة ، بل أخلى ذاتَهُ وأتَّخذ صورة العبد صار شبيها بالبشر وظهر في صورة ألأنسان ، تواضع ، أطاع حتى الموت ، الموت على الصَّليب " فيلبي 2 : 6 ن 7 ".
إنّ آلام المسيح لم تكن فقط آلاما جسدية بسبب الجلد واللطم وحمل الصليب الثقيل والأشواك التي كانت تغرس في رأسه، ولم تكن آلام المسيح ايضا بسبب التعييرات والبصاق والأستهزاء به من قبل صالبيه فقط ، بل كانت أشد الآلام هي ثقل حمل خطايا البشرية جميعا ، فهو ، كما قال عنهُ ، يوحنا المعمذان " هو حَمل الله الحامل خطايا العالم ". فكانَّ آلام يسوع المسيح هي آلام البشرية كُلّها ، فحيثما يتألم أيُّ آنسان في الأرض ، فيسوع المسيح يتألم معه .
أن يسوع المسيح في آلامه يهزُّ مشاعرنا ويصدمنا لكي يصحوا ضميرنا فنعود اليه ونغوص في عمق سر آلامه ونعترف بما قام به من التضحية وتحمّله آلاماً رهيبة ، فقد خاضَ صِراعا، نفسيا وروحيا ،عنيفا حتى تصبّب عرقا كقطرات الدم"لوقا 22:44 " من اجل خلاصنا . إنّ آلام يسوع المسيح من أجل البشرية هي أهم مراحل حياة الرب يسوع المسيح معنا في هذه الأرض ، فهي مرحلة تتويج لمحبة الله لنا ، لأنّ المُحِب يجب أن يتألم من أجل مُحبيّهِ ، هذه المحبَّة المضحيّة ، حتى الموت ، هي لكي نعرف عظم هذه المحبة الغير المشروطة ، حتى التضحية بالذات، لأنّ المحبة الحقيقية ، هي بذل الذات من أجل المحبوب " هكذا أحبَّ الله العالم حتّى وهب أبنه ألأوحد ، فلا يهلك كُلِّ من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية "يوحنا3 :16 " وهكذا الجلجثّة ترمز الى قمة المحبّة التي قهر يسوع المسيح الموت بموته على الصليب " لأنَّ المحبة أقوى من الموت " نشيد ألأناشيد ". كانت آلام المسيح رهيبة، لقد ذاق الكأس المر وصُلب على الصليب بعد عذاب رهيب فواجه موتا شنيعا، ولكنه أطاع أبيه السماوي حتى النهاية . لقد كان صراع يسوع في الجسمانية محطّة حاسمة في تحقيق المسيح لبنوّته الأزلية، عبر البشرية الترابية المائتة التي إتّخذها" راجع كوستي بندلي ص219 " . " وتعلَّم الطاعة، وهو الأبن ، بما لقي من الألم "عبرانيين 5 : 8 " .
" فمن خلال آلام يسوع المسيح إبن الله الوحيد ، يؤكِّد لنا الله تضامنه معنا في آلامنا ومآساتنا في هذه الأرض، فبموت الأبن بطريقة شنيعة على خشبة الصليب ، جعل آلامنا طريقا الى المجد ، فكما طلب الرب يسوع المسيح من أبيه السماوي أن يمجِّده في درب الآلام ، هكذا أصبح الصليب مجدا للأنسانية "رؤيا 3 : 21 "من غلب أُعطيه أن يجلس معي على عُرشي ، كما غلبتُ أنا فجلستُ مع أبي على عُرشهِ " . المسيح هو الملك المتألم المُدان والمصلوب، لكنَّهُ أخذ لعنتنا " حمل عاهاتنا وتحمَّل أوجاعنا ، حسبناهُ مُصابا مضروبا من الله ومنكوبا وهو مجروح لأجل معاصينا ، مسحوق لأجل خطايانا ، سلاما أعَدَّه لنا ، وبجراحهِ شُفينا "اشعيا 53 : 4 -5 " .
يقول كوستي بندلي في كتابه "الله والشر والمصير " :
" الأنسان كثيرا ما يسيء فهم مقاصد الله فيتصوّر أنَّ الله عدو لهُ يتعمّد حجب السعادة عنه لتحجيمه وإذلاله وتعذيبهِ، وأنَّه إنّما يفعل ذلك ليستأثر لذاته بالسعادة وألأقتدار . هكذا تَغيب عن الأنسان صورة الأله الحقيقي وتُستبدل بتلك الصورة المشوّهة التي يسقطها على ألألوهية " كوستي بندلي ص211"....... ." لقد شارك، يسوع المسيح ، البشرية تماما في مأساتهم ولكنه لم يشاركهم في الخطيئة التي تقودهم الى هذه المأساة" (كوستي بندلي ص214) . .......وقد بلغت هذه المسيرة تمامها وذروتها على الصليب. فقد إختبر يسوع، في ساعات الظلمة تلك ، أكثر ممّا في أيِّ وقت مضى ، أختبر في جسده الذي كان يعاني سكرات موت رهيب وفي نفسه المكتنفة بمشاعر العزلة والفشل ، تمايز الله الجذري عن تصوّرات البشر وأمانيهم ، وقد تُرجم ذلك بشعور مرير بالتخلي ألألهي ( كوستي بندلي ص220 ): "إلهي ، إلهي لماذا تركتني "متى 27 : 46 " .
يسوع المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لأجلنا "غلاطية 3 : 13 – 14 ". وعندما مات المسيح على الصليب تمزَّق حجاب الهيكل، وترك الله ذلك المكان ولم يعد يسكن في هيكل مصنوع بأيدي بشرية "أعمال 17 : 24 " . لقد إنتهى النظام الديني الخاص بالهيكل، وترك الهيكل واورشليم "خرابا" (اذ دمرها الرومان سنة 70 م ". كما تنبأ في لوقا 13 :35 "، الهيكل (الذي كان يرمز الى إستمرار العهد القديم)، أستُبدِل بالعهد الجديد "عبرانيين 8 :13 " عهد سكن الله مع المؤمنين به وفيهم "عمانوئيل". فتمزُّق حجاب الهيكل يرمز الى أنّ في العهد الجديد لم يعد هناك حاجز بين الله وألأنسان فقد تفتَّحت القبور وبدأ الزمن الجديد (العهد الجديد)، حيث خلعنا عنا الأنسان القديم لنلبس الأنسان الجديد. الخطيئة كانت السبب لوجود هذا الحاجز (بين القدس وقدس الأقداس في الهيكل في العهد القديم) لأن البشرية كانوا غير لائقين للدخول الى محضر الله. ولكن شكراً للرب يسوع المسيح لأنّهُ بموته على الصليب، أزال الحاجز بين الله والأنسان، ويمكننا الآن التقدم اليه بثقة وبجرأة "عبرانيين 4 : 14 -16 ". فنكرِّز به مصلوبا ونفتخر بالصليب الذي هو رمز حكمة الله لخلاص البشرية. فلنفتخر، مع بولس الرسول ، بالصليب عندما يقول : "أمّا أنا فلن أٌفاخر الاّ بصليب ربِّنا يسوع المسيح ، به صار العالم مصلوبا بالنسبة إليَّ "غلاطية 6 :14 "
من كان يُمكن أن يُصدّق بأن الله يمكن أن يختارليُخلّص العالم بعبدٍ متواضع متألّم وليس بملكٍ مجيد؟ فهذه الفكرة على النقيض من الكبرياء البشرية والطرق العالمية ولكن الله يعمل بطرق لايمكن أن نتوقّعها، فقوة المسيح تجلّت في الأتضاع والألم، وها هو رجل الأحزان ، مُحتقر، مرفوض من قبل المحيطين به ، ولا زال الى يومنا هذا مُحتقرا ومرفوضا من قبل الكثيرين . اليوم لا زال العالم لم يتغيّر من قيمِهِ فما زال العبد المتالم (اشعيا 53) مكروها، ولكن ليس شهادة الأنبياء في العهد القديم فقط هي التي تشير الى انتصار الرب يسوع المسيح على الألم و الموت "أشعيا 53 : 12 "، بل هناك شهادة الرسل"يوحنا21 : 24 "في العهد الجديد وتاريخ الكنيسة المسيحية"أعمال 1 :2 " ، وأختبارات المؤمنين في حياتهم ، مئات بل الاف الأختبارات للمؤمنين والقديسين الذين غيّر يسوع المسيح حياتهم الى الأبد علما بأنّهم كانوا متألمين ومضطهدين ، ولا زال المسيح الحي يعمل المعجزات في حياة الكثيرين .
كثيرون من غير المسيحيين (وحتى من المسيحيين) لا يفهمون أن طريق المجد والأنتصار على الموت لا يمر الا من خلال الآلام، كما أنّ هناك من الناس من يقول لماذا لم يتدخّل الله لانقاذ ابنه يسوع المسيح من الصليب. "ما أغباكُما وأبطأكُما عن الأيمان بكل ما قاله الأنبياء! أما كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام فيدخل في مجده؟ "لوقا 24 : 25 ، 26 .
حتى تلاميذ المسيح بعد أن عاشوا أحداث آلام المسيح وصلبه وموته قبل القيامة،
أصابهم الأحباط والحزن واليأس ، والسبب لأنّ الناس كانوا وما زالوا ينشغلون بالسلطة السياسية والقوة العسكرية والأمجاد الفانية بينما القيم السماوية (في مملكة الله) هي عكس ذلك تماما فالأخير يصبح أوّلا والحياة تنبع من الموت (حبة الحنطة لن تاتي بثمرٍ جيّد الا بعد أن تموت في الأرض). ويا للأسف فمازال هناك من الناس الذين يهزأون بالمسيحيين لأيمانهم، ولكن مما يشجع المؤمنين ، أنّ الرب يسوع نفسه تعرّض للهزء الفظيع مثل أيِّ إنسان .
في سر الأفخارستية والتأمل في هذا السر سنستطيع الغوص في محبة الرب يسوع لنا بلا حدود حتى أنه بذل نفسه وسفك دمه ليصير لنا قربانا وخبزا نأكله ليتّحد معنا الى الأبد. إنَّ الخبز والخمر تذكار مستمرلآلام وذبيحة المسيح من أجلنا.
تنبأ الشيخ سمعان بآلام أُمّنا مريم العذراء عندما قال " وأمّا أنتِ ، فسيفُ ألأحزان سينفُذ في قلبِكِ"لوقا 2 : 35 " . الناس لن يكونوا على الحياد من الرب يسوع المسيح ، فإمّا أن يرفضوه بشدّة أو أن يقبلوه بفرح . ولكن مريم العذراء ستحزن للرفض العام الذي سيلاقيه إبنها من قبل هذا العالم. نحن جميعنا خطاة وكُلُّنا لعبنا دورا في صلب يسوع وموته. ولكن الخبر السار هو أنَّ الله رحيم، وسيغفر لنا ويُعطينا بإبنه حياة جديددة عندما نتوب ونؤمن به مخلصا وربا وملكا على قلوبنا.
لقد تألّم يسوع المسيح من أجلنا، حاملا خطايانا ، ليجعلنا مقبولين عند الله ، فبماذا نبرّر انكارنا لهذه المحبة الفائقة ؟ لماذا لا يزال هناك من الناس الذين يُريدون أن يحجبوا نور المسيح في حياتهم ؟ لماذا هذا الرفض الغير المبرر؟ لماذا يكره ويَضطهِد العالم المسيحيين كما يخبرنا الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة في كُلِّ زمان ومكان ؟ . لماذا العالم كلّه ، ( ممثللا برجال الدين اليهود والساسة الرومانيين أيّام المسيح) ، اتفق ضدّ المسيح ؟
إنها أسئلة مطروحة عبر التاريخ وليس هناك جواب لها سوى أنّ هذا العالم يخضع لسلطة الشيطان ولا يريد أن يأتي الى المسيح لانّ الشيطان قد أغوى الكثيرين واستعبدهم ، وأنّ نور المسيح يكشف الظلام الذي يعيش فيه هذا العالم ، وحق المسيح يدين أعمال هذا العالم الشريرة .
كان هناك أعتقاد عام في فكر اليهود وحضارتهم انّ المُصيبة أو الكارثة أو المرض او الألم هي نتيجة لخطيئة كبرى مُعيّنة . أمّا الرب يسوع المسيح استخدم معاناة الناس وآلامهم لترسيخ الأيمان وليُمجد الله ، فنحن نعيش في عالم ساقط وأحيانا كثيرة يتألم الأبرياء ، وهكذا قد لا تكون معاناتنا عقاباً ، بل مُجرّد آثار لجروحات المعركة بين أظهار ولائنا لله .
سارتر وكامو وغيرغراد وغيرهم من الفلاسفة الوجوديين قالوا : أنَّ الحياة لامعنى لها طالما هناك الألم والموت ، وقد كتبَ ، الكاتب الأمريكي " أرنست همنغواي" كتاب بعنوان "لا جديد تحت الشمس " مُستمدا عنوانه هذا من سفر الجامعة "لاشئ تحت الشمس كل شئ باطل " ، وكان الفلاسفة اليونان (الأبوقراطيين ) يقولون طالما الحياة قصيرة فعلينا أن نأكل ونشرب ونتمتع بهذه الحياة لان كل شئ زائل . هكذا اليونانيون في زمن الرسول بولس كانوا يطلبون الحكمة واليهود يطلبون الآيات ، لكن لم يختبروا هؤلاء كُلِّهم أنَّ من خلال صرخة الآلام ومن قلب الصليب نكتشف الله (قائد المائة)" حقا كان هذا ابن الله"متي 27 : 54"، وأنَّ الموت على الصليب هو آخر الأنحدار الذي وصل اليه يسوع المسيح ،لأنّ الله رفعه وأعطاه اسماً هو فوق كل الأسماء "تواضع ، أطاع حتّى الموت ، الموت على الصليب . فرفعه الله أعطاه اسما فوق كُلِّ اسمٍ" فيلبي 2 : 8 ". لأنَّنا متألمين أراد المسيح أن يشاركنا في آلامنا ويتألم معنا . عرف يسوع المسيح آلام الآخرين فأنفتح عليهم ، فدرب الصليب يمثل لنا طريق آلام البشرية كُلّها التي تأنُّ وتتالم بسبب انفصالها عن الله نتيجة الخطيئة. يسوع المسيح جاء الى هذه الأرض وقدّم نفسه مثالا للتضحية وبذل الذات ليساعدنا ويضع كتفه على كتفنا ويقول لنا هيا معا لأن نصل الى المجد القادم الى الهدف الأسمى الى ما وراء الآلام الى القيامة والحياة الأبدية ، فهو يعلِّمنا أنّ بآلامنا نجمع كلِّ العالم المتألّم ، وبآلامنا نعطي دروس المحبة للأنسانية . فنحن المؤمنين نكرز بيسوع المسيح مصلوبا ونفتخر بالصليب رمز المحبة والوفاء والخلاص .
إنّ صرخة مُخلصنا يسوع المسيح على خشبة الصليب وهو في قمة الآلام ، هي صرخة كلِّ المتروكين وكلِّ المهمّشين والمقهورين والمضطهدين والمظلومين والمشردين والمهجّرين والمتألمين لاسباب كثيرة ، وهي صرخة كل الذين تركوا أوطانهم وارضهم وأفترقوا عن أحبائهم وأعزائهم وأهلهم . انّها صرخة الذين طُعنوا من الخلف بسب الخيانة والغدر. يسوع المسيح سلّم روحه بين يدي الآب السماوي " يا أبي ، في يديك أستودع روحي " لوقا 23 : 46 " . ونحن أيضا علينا أن نسلّم حياتنا بين يدي أبينا السماوي فهو يعرف أكثر مما نعرفه ، فيسوع المسيح أختار بأرادته الحُرّة أن يطيع أبيه السماوي حتى لو قادته الطاعة الى ألألم والموت "عبرانيين 5 : 8 " ، وبمشاركته لنا في ألآلام ، شاركنا في خبرتنا البشرية مشاركة تامة . وهو قادر أن يُقدِّم خلاصا أبديا لمن يطيعه .
قد يظن الكثيرون أنّ المحبة تتناقض مع الموت ! الا أنّ هؤلاء الناس لا يعرفون المحبّة الحقيقية ، لأنَّ المحبة تتضمّن في الغالب التضحية والألم لانّ المحبّة هي عطاء ، ويسوع المسيح لم يأتي الى العالم ليكسب جاها أو سلطة سياسية ، كماهو تفكير الكثيرين من الناس ، لأنَّه وهو يُحاكم في محكمة الأشرار قال " مملكتي ليست من هذا العالم" ، لكنه جاء ليتألّم ويموت حتى نحيا نحن"عبرانيين 2 : 9، 10 " . انّ يسوع المسيح لم يحمل على خشبة الصليب خطيئة العالم ليسمّرها على الخشبة فقط بل حمّل آلام البشرية وأخذ اللعنة لكي يمحي لعنة الخطيئة لنصبح برالله ، هكذا تمَّم يسوع المسيح عمل الله الخلاصي للبشرية " تمّ كُلِّ شيءٍ "يوحنا 19 : 30 "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتظر الرد
على سالم ( 2024 / 3 / 29 - 19:15 )
ماهذا اخ شابو ؟ لقد سبق وسألتك سؤال عن المدعو يسوع ومن الذى اطلق عليه هذا الاسم ووعدتنى انك سوف تجيب على سؤالى قريبا ؟ وهكذا تمر الايام ولا رد منك ؟ وجنابك عايش فى الملكوت اليسوعى وهيمان وواضح انك لاتملك اجابه او لاتريد الرد لغرض فى نفس يعقوب ؟ يجب ان تكون واضح مع نفسك اخ شابو وعندما توعد يجب ان تفى بوعدك , لاتنسى فأن يسوع الرب امرك بأن لاتكذب على الناس


2 - 1 حقيقة السيد المسيح
Magdi ( 2024 / 3 / 30 - 17:31 )
حقيقة السيد المسيح 1
ولد السيد المسيح فى أسرة يهودية ..الرومان وضعوا فوق صليبه ( تهكما) : ملك اليهود.
المسيح وصف نفسه بابن الانسان ثمانين مرة .
كان يحس مثلنا بالمرارة ( وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».- (مت 8: 20).) ويبكى ( يوحنا 11 - 35 ) ويحزن (نفسى حزينة حتى الموت متى 26 -38 )
تعاليمه فى قمة السمو ( الموعظة على الجبل ) + السامرى الصالح + الأبن الضال + الله محبة...
كان شديد الرأفة مع الخطاه ( من كان منكم بلا خطيئة ... ) امرآة سالت دموعها على قدم المسيح و سكبت عليها الطيب وقبلتها .( لوقا ، 7 )
السيد المسيح كان يشفى المرضى .هل درس الطب فى مصر كما تصورت ؟.قسيس مصرى زارنى ليواسينى فى الذكرى الرابعة لرحيل زوجتى نفى ذلك بالأدلة .المسيح كان يشفى بقوة الروح :كان يشفى مصابين بامراض مستعصية لا علاج لها + كان الشفاء فوريا وبدون أدوية بخلاف ما كان يحدث فى مصر.
مع التحية .مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki


3 - 2 حقيقة السيد المسيح
Magdi ( 2024 / 3 / 30 - 18:03 )
حقيقة السيد المسيح 2
السيد المسيح حرر الأنسان من العبودية ( إنجيل يوحنا 15:15-20 :
لَا أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لِأَنَّ ٱ-;-لْعَبْدَ لَا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لِأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. )
لذا يسود التقويم الميلادى ( ميلاد المسيح ) العالم كله ( وليس ميلاد سقراط )
الشك ( حاول باسكال تفاديه بالرهان على وجود الله) جزء من الحرية الدينية .
لذا كتبت فى الحوار الممتمدن : الأنسان فى الكون اللانهائى مجرد نملة لا تستطيع أستيعاب نظريات أنشتاين ، كما كتبت أيضا : الأنسان يبحث عن الله لاشعوريا ، مثلا عندما يتأمل زهرة أو يناجى حبيبته وأشرت إلى قصة توفيق الحكيم ( أرنى الله)
القصة منشورة فى جوجول موسوعة
.wikipedia.
مع التحية .مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki


4 - 3 حقيقة السيد المسيح
Magdi ( 2024 / 3 / 30 - 18:50 )
حقيقة السيد المسيح 3

بتاريخ 18 - 19 فبراير 2024 نشرت جريدة اللموند الفرنسية بقلم
Frédéric Bobin
صفحتين عن لجوء آلاف الأفارقة المسيحيين للمغرب تحت عنوان :
Maroc : une ferveur chrétienne venue du Sud
وهم يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم بشرط عدم التبشير وسط المسلمين ( مادة 220 عقوبات ) ..المغاربة الذين أعتنقوا المسيحيية يترواح عددهم بين إلفين و 6 آلاف شخص.
فى فرنسا توجد حرية كاملة لأعتناق الأسلام ( أسهل من شرب كوب ماء )
الأمام
Majoub Mahjoubi
تم طرده من فرنسا لأنه كان يعظ ضد النساء واليهود ( لموند 24 - 3- 2024 )
وافق مجلس الدولة على الطرد .
سؤال : لماذا يريد هذا الأمام الحياة فى فرنسا ولا يلجأ مثلا لأفغانستان حيث أعلنت طاليبان أنها سوف تطبق علنا عقوبة الرجم ؟
مع التحية .مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت