الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب شمال العراق في اذار 1974, الوقائع والدروس-4

مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي

(Maxim Al-iraqi)

2024 / 3 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


13—لزوم ماقد لايلزم
14— الدرس الضائع للعراقيين وهو ان حرب اذار 1974, بل كل الحركات في شمال الوطن, كانت بسبب موقف البعث من القضية الفلسطينية! والحكومات السابقة واللاحقة!
15-- السر الخطير الذي كان مخفيا ( البيشمركة هي التي بدات القتال في اذار 1974 باوامر امريكية! )
16—الاعداد الكبيرة جدا من الاكراد الذين التحقوا بالحرب الى جانب الملة مصطفى او ضده!
17—ماقاله اللواء الطيار الركن علوان حسون العبوسي في كتابه (القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في الفترة 1931-2003م) عن الموضوع
18—ماقاله الفريق الركن رعد الحمداني في كتابه (قبل ان يغادرنا التاريخ) عن الموضوع
19—ماقاله شلومو نكديمون في كتابه ( الموساد في العراق ودول الجوار) عن الموضوع

(13)
--.1 ثُمَّ بَعْدَ هذَا رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيمٌ. وَاسْتَنَارَتِ الأَرْضُ مِنْ بَهَائِهِ. 2 وَصَرَخَ بِشِدَّةٍ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ! وَصَارَتْ مَسْكَنًا لِشَيَاطِينَ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وَمَمْقُوتٍ، 3 لأَنَّهُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا قَدْ شَرِبَ جَمِيعُ الأُمَمِ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ زَنَوْا مَعَهَا، وَتُجَّارُ الأَرْضِ اسْتَغْنَوْا مِنْ وَفْرَةِ نَعِيمِهَا.

21 وَرَفَعَ مَلاَكٌ وَاحِدٌ قَوِيٌّ حَجَرًا كَرَحىً عَظِيمَةٍ، وَرَمَاهُ فِي الْبَحْرِ قَائِلًا: «هكَذَا بِدَفْعٍ سَتُرْمَى بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، وَلَنْ تُوجَدَ فِي مَا بَعْدُ. 22 وَصَوْتُ الضَّارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ وَالْمُغَنِّينَ وَالْمُزَمِّرِينَ وَالنَّافِخِينَ بِالْبُوقِ، لَنْ يُسْمَعَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. وَكُلُّ صَانِعٍ صِنَاعَةً لَنْ يُوجَدَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. وَصَوْتُ رَحىً لَنْ يُسْمَعَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. 23 وَنُورُ سِرَاجٍ لَنْ يُضِيءَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. وَصَوْتُ عَرِيسٍ وَعَرُوسٍ لَنْ يُسْمَعَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. لأَنَّ تُجَّارَكِ كَانُوا عُظَمَاءَ الأَرْضِ. إِذْ بِسِحْرِكِ ضَلَّتْ جَمِيعُ الأُمَمِ. 24 وَفِيهَا وُجِدَ دَمُ أَنْبِيَاءَ وَقِدِّيسِينَ، وَجَمِيعِ مَنْ قُتِلَ عَلَى الأَرْضِ
(سفر الرؤيا)

-- حقاً إن بعض النّاس يقرأون التاريخ ولا يفهمون منه شيئاً.
-- بواسطة الاستخدام الماهر والمتواصل للدعاية، يمكن للمرء أن يري الناس الجنة جحيماً أو حياة بائسة للغاية كجنة.
(هتلر)

-ان بلاد الرافدين شكلت محورا إستراتيجيا للمنطقة على مدى آلاف السنوات، فمواردها تؤثر في البلاد كثيرا، والخط الفاصل بين عالمي السنة والشيعة يجري في مركزها، أي بغداد.
(هنري كيسنجر)

(14)
توكد كل المصادر العراقية او الاسرائيلية المتاحة ان الدعم الامريكي والاسرائيلي والايراني للحركة الكردية كان بسبب مشاركة العراق الفاعلة في كل حروب العرب ضد اسرائيل!
وان كل الاثمان الباهضة التي دفعت من مال ودم وامن ومستقبل قد كانت بسبب ذلك!
وان رفض العراق سابقا لاي حل سلمي مع اسرائيل كان السبب الرئيس لما حدث!
وحتى الحرب العراقية الايرانية وحرب الكويت كانت قد تبلورت واستمرت وتوسعت بسبب هذا الموقف!
مالم يقف العراق على حدود مصالحه الوطنية التامة واستعادة سيطرة الدولة والجيش على كل شبر من ارض الوطن الجميل المتنوع الاخاذ, فلن تقوم للعراق قائمة.
وان كان نظام البعث يزايد على كل العرب في موضوع فلسطين من اجل الزعامة وهو يسحق مصالح وامن واموال ودماء العراقيين من اجل ذلك الهدف الخيالي, فان الطبقة الحاكمة الحالية عدا الكردية تمارس نفس الدعارة الاخلاقية والسياسية باساليب اكثر سفالة وتجارة وانحطاطا!
ان من يدمر بلده وبنهبه ويتخلى عن جزء من ارضه لايمكن ان يكون صادقا في موضوع فلسطين وغيرها.
وان كان الفلسطينيون داعمون لصدام وللقاعدة وبن لادن والزرقاوي وقاسم سليماني وهم يمثلون النسبة الاكبر من الانتحاريين في العراق ابان تصاعد الارهاب, وان كانت سوريا ومصر قد ردت جميل العراق بقتال الجيش العراقي في حرب الكويت! وكانت مصر بوابة للعدوان الامريكي عام 1991 وبلدان عربية خليجية كانت بوابة لعدوان عام 2003!
ان كان كل ذلك ماثلا امام من لديه ذاكرة, ولايحرك في الطبقة الحاكمة او المثقفة اي شعور بكرامة العراقي والعراق! وبمصالحه الحيوية فمتى يحدث ذلك!

(15)
مهما كانت المشكلات والازمات متراكمة, غير ان من يبدا القتال سيكون المسؤول الاول تاريخيا عن كل مايحصل بعد ذلك!
كانت البيشمركة هي التي بدات قتال الجيش في اذار 1974 , ويبدو انه لم يكن مستعدا لذلك مما ادى سيطرة البيشمركة في المرحلة الاولى على اراضي واسعة في شمال الوطن, وتم محاصرة قوات عراقية مهمة!
وقد بحثت في مصدرين مهمين في كتابين لقائدين عراقيان كبيران يمتازان بالمهنية والذكاء ويفسران الامور من منظور محايد الى حد ما ولكن مازالت تجد في بعض جملهم اما محاباة للنظام السابق او الصمت تجاه الاخطاء التي وقعت او النقد بشكل خفيف.
ويبدوا ان تربية القوات المسلحة العراقية بشكل عام محددة باطر معينة لايمكن تجاوزها.
او ان هناك التزام اخلاقي تجاه النظام السابق مع ان السرد والكتابة بشكل عام هي مهنية واحترافية وتجمع بين السيرة الذاتية والمعلومات التاريخية المهمة.
لم يذكر هذان القائدان ان البيشمركة هي التي بدات القتال وربما كان ذلك بسبب التعتيم الاعلامي الذي امر به النظام السابق حول تلك الحرب التي دامت عاما كاملا!
وقد صدمت انا شخصيا عندما وجدت تلك المعلومة في كتاب شلومو نكديمون ( الموساد في العراق ودول الجوار) وليس في غيره!
كانت امريكا واسرائيل وايران قد دفعوا المله البرزاني لمهاجمة الجيش العراقي, وهو لم يكن مستعدا لذلك وكان في حالة اعادة تنظيم بعد حرب اكتوبر 1973.
والامر الثاني ان هناك اسلحة جديدة حديثة قد دخلت الجيش العراقي وهو قد كان في اطار التدريب عليها.
ويبدو ان مريكا وعدت المله برزاني بانها ستقدم له مساعدات فعالة حتى بالاسلحة الكيمياوية ان استعمل العراق تلك الاسلحة ضده وانها ستتدخل في دعمه بواسطة الطائرات والدبابات عبر ايران!

(16)
حسب شلومو نكديمون فانه كان من بين المنضمين الى التمرد (حسب تسميته) ستون طبيبا، واربعة الاف معلم. وخمسة الاف ضابط شرطة وشرطي، وثلاثمائة مهندس ومائة ضابط في الجيش وتراوح عدد الجنود النظاميين بين ٤٠٥٠ الف شخص، هذا اضافة الى حوالي ستين الفا من رجال المليشيات والاحتياط. ومن الجدير بالذكر ان نصف الجنود، كانوا في حاجة الى تدريب عسكري اساسي. وكانت كميات الاسلحة اكبر بكثير مما كانت عليه في السابق اضعافا مضاعفة.
وبينما يطالب دائما مسعود برزاني القادة الاكراد الاخرين بحصول الاكراد على مناصب رفيعة في داخل القوات المسلحة وعلى مراكز مهمة اخرى, وهذا ماحصل بعد عام 2003 فماذا كانت النتيجة!؟
وهنا يبرز سوال خطير مسكوت عنه لغايات سياسية انتهازية :
ان كان هولاء العسكر او جلهم مستعدين للالتحاق بالحركة الكردية واستخدام مهاراتهم ضد الجيش وهم بالاساس اخذوا مكان اخرين اكثر ولاءا للبلد, فكيف يمكن ان تتسق مثل تلك الدعوات مع المصالح الوطنية الاساسية؟
شهدنا تلك المشكلة بفرار الفرقتين الكرديتين في الشمال عام 2014 مع سلاحها واستيلاء البيشمركة على كركوك بعد ان غدر بعض هولاء بالفرقة 12 المختلطة واهانوا قائد الفرقة واخذوا مسدسه!
وتم التعتيم على كل تلك الاحداث حفاظا على العملية السياسية الاجرامية الحالية في العراق!
ولابد يوما ان تفتح كل الملفات...ولعل عدم محاكمة احد في سقوط الموصل هو خشية ان تتسع الملفات وتجر ورائها كل الاسس الفاسدة التي اقيم عليها النظام العراقي الحالي!
ومن جانب اخر اشتركت العشائر الكردية الوطنية الزيبارية والهركية والجاف وجماعات أنور بيتواتا وطارق النقيب وغيرهم في القتال الى جانب الجيش العراقي.
الدرس هو ان من يتم قبوله للقوات المسلحة العراقية يجب ان يكون ولاءه تاما لمصالح البلد الحيوية! وان لايكون مرتبطا باي حزب سياسي او حركة مسلحة!

ومن الجدير بالذكر ان تجربة ضم متمردين سابقين للجيش قد حدثت في بلدان اخرى وادت الى نتائج وخيمة!
ومنها ان جون كرنك كان ضابطا في الجيش السوداني وتم ضم قوات متمردة الى صفوف الجيش السوداني لعقد تسويات سياسية ولكن تلك القوات مع سلاحها عادت للتمرد لتعطي زخما كبيرا للتمرد في جنوب السودان!

(17)
ذكر اللواء الطيار الركن علوان حسون العبوسي في كتابه (القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في الفترة 1931-2003م) مايلي:

(في II آذار 1970 منحت حكومة أحمد حسن البكر الحكم الذاتي للشعب الكردي بـصيغته المعروفة إلا أن الملا مصطفى (دون الشعب الكردي المسالم والمحب لشعبه العراقي العربي) لم يوافق أيضا على جعل الحكم الذاتي هذا جزء من الأراضي العراقية وإنها طالبها بالاستقلال التـام رغم موافقته المبدئية عليه بحضور أطراف من الطرفين منهم صدام حسين والملا مصطفي البـارزاني ومحمود عثمان عضو البرلمان العراقي الحالي ومسعود البرزاني الرئيس الحالي لكردستان وآخرين، بعد استقرار الأوضاع العامة في البلاد وعودة الجيش العراقي من سوريا في هذه الأثناء بدأت تحرشات البرزانيين من (البيشمركة) المتواجدين في جبال كردستان القريبة من إيران وتركيا بالجيش العراقي وكانت هذه المرة ذات طبيعة مؤذية وأكثر تنظيما وتخطيطا بسبب الدعم الإسرائيلي والإيراني لها كبدته خسائر عالية مما أدى بحكومة أحمد حسن البكر في نيسان (ابريل) 1974 -1975 شن هجوم كاسح باستخدام كافة الأسلحة الموجودة وطردهم خارج الحدود... هدأت بعد ذلك كردستان وعاش الشعب الكردي مع الشعب العراقي في وثام وأمان حتى عام 1991
حركات البرزانيين 1974- 1975
بعد رفض القيادة الكردية بزعامة الملا مصطفي البارزاني لإجراءات تطبيق قانون الحكم الذاتي وإعلانها العصيان المسلح في شهر آذار 1974 كلفت القيادة السياسية العراقية قيادة القـوات العراقية المسلحة القضاء على التمرد المسلح بمساعدة المتطوعون من العشائر الكردية الوطنية الزيبارية والهركية والجاف وجماعات أنور بيتواتا وطارق النقيب وغيرهم، هذا التمرد كان مرتبطا بسياسة أضعاف العراق التى مارستها كل من إيران وإسرائيل لتمرير مشروع التسوية السياسية مع إسرائيل بعد حرب تشرين (اكتوبر) 1973. )

(18)
قال الفريق الركن رعد الحمداني في كتابه (قبل ان يغادرنا التاريخ).
(ما إن وصلنا أرض الوطن عائدين من سوريا بعد المشاركة في حرب تشرين الأول/اكتوبر 1973، حتى باشرنا خلال شهري 11—12 من نفس السنة بإعادة التنظيم واستبدال دباباتنا القديمة، نوع 54-T بدبابات احدث نوعا، نوع 55-T، وكالمعـتاد في بداية كل سنه ينخرط معظم الضباط الأحداث بدورات القر العام التدريبية.
في 1974/3/11 صدر قانون الحكم الذاي للمنطقة الشمالية تصديقا للبــيان الـذي صدر قبل أربع سنوات، آلا آن توافق المصالح القومية الايرانية والإسرائيلية في تحجيم الدور العراقي المتنامي، وإنسجاما مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الي رات في العراق معرقلا لمشروع كيسنحر الداعي إلى سلسلة من اتفاقيات السلام للأقطار العربية المجاورة لفلسطين، وجد هؤلاء جميعا أن التدخل بالشؤون العراقية الداخلية، وخاصة في إفشال مشروع الحكم الذاتي للأكراد، سيفرض ويحدد كثيرا السياسة العراقية تلك، وإضافة إلى أسباب أخرى، فقد الطرفان الحكومي والكردي الثقة المتبادلة بينهما، وتعقد الموقف، فرفضت القيادة الكردية المتمثلة بالملا البرزاني هذا القانون، مما أدى إلى تجدد التمرد المسلح صد السلطة العرافية، ولعبت إيران أول مرة إبان حكم الشاه محمد رضا دورا مباشرا في التمرد الكردي منذ بداية العهد الجمهوري في العراق، فشاركت المدفعية الايرانية الثقيلة في إسناد العمليات المسلحة للتمرد، حيث كان إسنادها في السابق يقتصر على الاسناد اللوجستي والسياسي فقط وخاصة خلال الازمات المستمرة بين الطرفين، وأساسها الأطماع الإيرانية في الأراضي والمياه العراقية: لقد دفع العراقيون ثمنا باهظا لتلك التدحلإت الإقليمية بشؤونهم الداخلية.
ومن المعروف أن إسرائيل عملت بالتعاون مع بعض دول المنطقة لتنفيذ استراتيجية المحيط كاقتراب غير مباشر على الدول الساندة للقضية الفلسطينية. من حلال رد فعل الحكومات العراقية المتعاقبة، أصبحت المنطقة الكردية ذات ولاءات مختلفة، فمنها من يعمل ضمن سياسة الدولة ومتعاون معها، ومنها من يعمل ضدها، في هذه الفترة تحالف تيار ماركسي علماني تمثل في الحزب الشيوعي ومجموعة جلال الطالباني (المثقفون والماركسيون) مع التيار القبلي الديني الذي مثله البرزانيون وفق توافقية مصالح تلك الأطراف ضد الحكومة لعراقية وبحجج مختلفة، فشاركوا في عمليات التمرد المسلح جنبا إلى جنب مع البرزانين، حينها ومن أجل وحدة العراق أعلنت القيادة تكليف قواتنا المسلحة والمتطوعين من المواطنين الأكراد الموالين للحكومة (قبائل السورجية، والجاف والهركية وغيرهم* لانهاء التمرد العسكري الكبير الذي قاده الملا مصطفى البرزاني قي شمالي الوطن وذلك في 1/4/1974.)

(19)
ذكر الكتاب الاسرائيلي شلومو نكديمون في كتابه ( الموساد في العراق ودول الجوار) مايلي وتلك الفقرات مهمة للغاية:
(ازداد عدد القوات الكردية في تلك الاونة زيادة كبيرة نظرا لايمان الاكراد، بأنه وفي غضون ستة اشهر ستقوم كردستان المستقلة او الحكم الذاتى. وكان من بين المنضمين الى التمرد ستون طبيبا، واربعة الاف معلم. وخمسة الاف ضابط شرطة وشرطي، وثلاثمائة مهندس ومائة ضابط في الجيش وتراوح عدد الجنود النظاميين بين ٤٠٥٠ الف شخص، هذا اضافة الى حوالي ستين الفا من رجال المليشيات والاحتياط. ومن الجدير بالذكر ان نصف الجنود، كانوا في حاجة الى تدريب عسكري اساسي. وكانت كميات الاسلحة اكبر بكثير مما كانت عليه في السابق اضعافا مضاعفة، بيد انها كانت لا زالت تتلاءم وحرب العصابات، اكثر من ملاءمتها للجيش النظامي. وكان الامداد بالسلاح رهنا بمشيئة الايرانيين، ورغم ذلك، كان البرزاني يفاخر بأن الايرانيين وضعوا تحت امرته وحدات مدفعية لمساندته عند الحاجة سواء من الاراضي الايرانية، او من داخل الحدود العراقية.
كان العراقيون على استعداد لدفع خمسة وثمانين الف جندي الى الجبهة مع الاكراد، وعشرين الفا من الجحوش بمستويات تدريب محتلفة- وستمائة دبابة ومائتي طائرة وطائرة عمودية. وكانت هذه القوات تضم قطاعا كبيرا جدا من الجيش العراقي الذي قدر انذاك بمائة الف جندي ، و1390 دبابة، و 128 طائرة.
كان الجيش العراقي آنذاك، يعتقد اعتقادا جازما، ان بمقدوره تصفية الاكراد، والقضاء على المشكلة الكردية، التي تنخر جسد العراق منذ ثلاثين عاما.
وفي الوقت الذي كان فيه الجيش العراقي والحكومة العراقية مترددين في شن الحرب، قرر البرزاني المبادرة الى الهجوم ويقول البرزاني في اعقاب انهيار التمرد (لليست اكولس) احد نشطاء حركة حقوق الانسان في نيويورك مبررا قراره:
كنت ادرك ان قيام العراق بشراء كل تلك الكميات من الطائرات من الاتحاد السوفياتي موجه ضدنا. وفي تلك الاونة قدم مسؤول من وكالة المخابرات الامريكية الى قيادتي، وقال لي: نحن نؤيد اهدافك، الحكومة العراقية لا تعتزم الوفاء بوعودها، وهي تخطط لشن هجمة شديدة جدا ضدكم، وحكومة الولايات المتحدة على استعداد تام لمساندتك، واذا شنت هجوما الان، فسوف تقف خلفك بكل قوتها.
ويضيف... وعندما سألت ذلك المسؤول: كيف ستصلنا المساعدات الامريكية؟ قال عبر ايران. فقلت له: لكن الايرانيين ليسوا اصدقا، للاكراد، فقال لي: لا تخشى شيئا، الامور في طهران تحت سيطرتنا، وأنا لم اكن لاشن هجوما لم اكن مستعدا له، لولا الاستعداد الذي أبداه مسؤول وكالة المخابرات الامريكية.
وبدأت المساعدات تصلني فعلا، بيد انها كانت دائما قليلة جدا، ومتأخرة جدا، وقد اعتقدت في البداية، ان ذلك يرجع لاسباب لوجستية، ثم علمت بعد ذلك، انها تجري بقصد وتدبير.
ويقول الدكتور (نجم الدين كريم) في مرحلة لاحقة: ان البرزاني عقد اجتماعا لقيادة التمرد، وقال: ان العراقيين يعتزمون استخدام الاسلحة الكيميائية ضدنا، فقمنا بجمع الاقنعة الواقية، ووضعها قريبا من قيادته لكنه قال لنا لا تخشوا شيئا، اذا لجأ العراقيون لاستخدام الاسلحة الكيميائية،" فان الاكراد سيلجأون الى نفس السلاح، وكذلك الامر اذا لجأوا لاستخدام الطائرات او الدبابات. وكما يبدو انه آمن بأن الولايات المتحدة، هي التي ستفعل ذلك.
وفي تقرير لجريدة (كريسيتان سيانس مونيتور) افادت ان الولايات المتحدة ايدت شن البرزاني للحرب، كي تجعل من الصعب على الاتحاد السوفياتي التغلغل الى الخليج عبر العراق. والحيلولة دون تمكين العراق من مد يد المساعدة للقوى المتمردة في الخليج بصورة عامة، وفي ايران بصورة خاصة، ومنع العراق من تقويض المسارات السياسية في الشرق الاوسط، والحد من قدرته على المشاركة في الحرب العربية الاسرائيلية في المستقبل.)










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي