الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب شمال العراق في اذار 1974, الوقائع والدروس-5

مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي

(Maxim Al-iraqi)

2024 / 4 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


20—عشية الحرب وعوامل القوة والضعف لكلا الطرفين الحكومي والبرزاني
21—العملية السرية لوكالة المخابرات المركزية في العراق والثقة العمياء لبرزاني في امريكا واستمرار هذا الارث الى اليوم!

(20)
بدا صدام والبعث التحضير للمعركة القادمة التي كانت لامفر منها من وجهة نظره ربما!
في 1 حزيران 1972 قام صدام بتاميم النفط العراقي واستطاع بعد اشهر بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي ان ينتصر في معركته مع الشركات الاحتكارية وبذا اصبح كل النفط ملكا للعراق ولماكنته الحربية!
بالطبع عادت الشركات النفطية الاجنبية للعراق بعد عام 2003 لانها كانت عرابة الطغمة الحاكمة اليوم في العراق! وراحت تجني ارباح خرافية وهذا احد الشروط الغربية والعالمية لبقاء نظام الفساد والارهاب العراقي الحاكم وخصوصا في شمال العراق!
في حزيران 1973 وقع العراق والاتحاد السوفيتي في موسكو اتفاقية التعاون والصداقة.
وفي تموز 1973 اقيمت الجبهة الوطنية بين حزب البعث والحزب الشيوعي واطراف اخرى.
في عام 1972، أدان الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية ( الجناح المنفصل عن الحزب الذي قام بمغامرة فاشلة تم سحقها) تحرك اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي للسماح لاثنين من الشيوعيين بتولي مناصب وزارية في الحكومة التي يقودها البعث باعتباره خيانة.
وعندما انضم الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة المركزية - للجبهة الوطنية أدان الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية هذه الخطوة ووصفها بالخيانة(1).
وقد قام البارتي بعمليات قتل لشيوعيين في شمال العراق قبيل حرب اذار 1973 فمن الواضح ان البارتي لم يقبل بذلك.
وبعد ارتفاع اسعار النفط بعد حرب تشرين 1973 واتفاقية التعاون والصداقة مع الاتحاد السوفيتي بدات كميات كبيرة من السلاح والعتاد الحديث تصل للعراق!

وفي زيارة الشاه لواشنطن في تموز 1973 تم مناقشة ماسمي بالتدخل السوفييتي في العراق وقرر الشاه زيادة الدعم للمله مصطفى متمثلا بمجموعة من الأسلحة والمساعدات الاقتصادية على الرغم من أن تلك المساعدات لم تلبي الحاجة الكردية، إذ لم يكن الشاه يرغب بنشوء دولة كردية على حدود بلاده لأن ذلك سيدفع بأكراد إيران بالاستقلال أيضا (2).

وقد بذل الاتحاد السوفيتي جهودا مضنية في بداية عام 1974 لمنع نشوب الحرب من جديد في كردستان العراق وكان ذلك عبر وسيطه في المنطقة يفكيني بريماكوف الذي كان يقيم في العاصمة اللبنانية بيروت.
ولكن جهود بريماكوف لم تثمر عن أية نتيجة لمنع وقوف الحرب مابين الطرفين.
وفي يوم 12 أذار 1974 وجه الاتحاد السوفيتي دعوة رسمية لصدام حسين لزيارة موسكو وبعد أيام سافر إلى موسكو واجتمع هناك بالمسؤولين السوفييت للتباحث حول مسألة النزاع مابين الحكومة المركزية والحركة الكردية.
لم تسفر المحادثات مابين القيادة السوفيتية وصدام حسين عن أية نتيجة حول حل النزاع القائم مابين الحركة الكردية وحكومة بغداد.

كان صدام حسين قد هدد الجانب الكردي المفاوض او ابلغهم بالمدى الذي يمكن ان يذهب له العراق, لعدة مرات في أثناء الاجتماعات مابين الطرفين خلال عام 1973 بأن الحكومة العراقية قد تضطر إلى التنازل عن نصف نهر شط العرب لصالح إيران لقاء سد الحدود الإيرانية بوجه الأكراد في العراق.
غير ان ثقة المله البرزاني كانت كبيرة جدا في الجانب الامريكي الذي وعده بالمساعدة!
ومن خلال القنوات السرية والاتصالات التي جرت مابين الرئيس المصري أنورالسادات وشاه إيران في شهر نيسان من سنة 1973,فأن الرئيس المصري أكد للقيادة العراقية بأن تنازل العراق عن نصف مياه نهر شط العرب لصالح إيران سوف يؤدي إلى تسوية الخلافات وإنهاء النزاع بين العراق وإيران وغلق إيرن لحدودها بوجه الحركة الكردية في العراق.
ونتيجة انضمام الحزب الشيوعي العراقي إلى الجبهة الوطنية في تموز 1973 قام الحزب في شهر أيلول بسحب كوادره ومقاتليه ومقراته من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الحركة الكردية وفي شهر تشرين الأول 1973 أصدر الحزب الشيوعي صحيفته المركزية طريق الشعب بصورة رسمية وعلنية من العاصمة بغداد.
وفي مطلع عام 1974 م التجأ عدد كبير من مسلحي الحزب الشيوعي إلى معسكرات الجيش العراقي وقد جرى إنشاء مقر لهم في معسكر دربندخان وتحولوا إلى قوة معادية للحركة الكردية.
كانت القيادة العراقية تعرف ان الحركة الكردية لاتمتلك أية أسلحة أو معدات ثقيلة.
وعلمت القيادة العراقية بوجود ممثلين عن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في مقر البارزاني . وكانت للعلاقة السرية التي كانت تربط مابين صدام حسين وبين عبيدالله الابن الأكبر للبارزاني والذي بدأ في ذلك الوقت بتزويد القيادة العراقية بالمعلومات الحساسة عن هذا الموضوع.
وحتى بعد هروب عبيدالله من أبيه الملا مصطفى البارزاني والتجاءه إلى الحكومة المركزية في بغداد في صيف عام 1971 فقد بقيت خلية في بيت البارزاني خلية تعمل في بيت البارزاني لإمداد عبيدالله بالمعلومات حول التواجد الإسرائيلي.
وقد رفضت القيادة الكردية الانضمام إلى الجبهة الوطنية.
تغير الموقف العربي والأقليمي, فبعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في أيلول من سنة 1970 وما تلاه من تقارب مابين خليفته الرئيس أنور السادات و شاه إيران في سنة 1972 وضع القيادة العراقية في موقف باتوا يعتقدون فيه بأن الوضع العربي يسمح لهم بالتنازل عن نصف مياه شط العرب إلى إيران والتعاون مع نظام الشاه لغرض القضاء على الحركة الكردية.
لقد تسربت معلومات حينها الى القيادة العراقية بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف لن تتدخل لدعم الحركة الكردية في حالة نشوب أي حرب مع الحكومة العراقية.
وقد شجعت هذه التسريبات الواردة الحكومة العراقية بأن أي حرب مقبلة سوف لن تكون في صالح الأكراد دوليا ولأن الأتحاد السوفيتي والمعسكر الأشتراكي سوف يقفان بجانب الحكومة العراقية في القضاء على الحركة الكردية (3)
بين عامي 1961 و1970 ، كانت العلاقة بين البرزاني والحكومة العراقية مضطربة وسط القتال الذي يهدا احيانا بعد محاولات للوصل لحل سلمي. في عام 1961.
بدأت الحرب الاولى في شمال العراق عام 1961، وسرعان ما تصاعدت إلى حرب شاملة. وانتهت الحرب إلى طريق مسدود عام 1970 حيث سقط نحو 100 ألف قتيل أو جريح(5).
وكان شاه إيران قد دعم البارزاني وطلب من الولايات المتحدة المساعدة، وهو ما فعلته.
شجع ذلك التاريخ, المله في ثقة زائدة بانه قادر على المطاولة سنوات طويلة امام الجيش العراقي .


(21)

كانت هناك عملية سرية لوكالة المخابرات المركزية في كردستان العراق من عام 1972 إلى عام 1975، وقد استخدام الشاه علاقته مع نيكسون وكيسنجر لجر الولايات المتحدة إلى حرب إيران السرية ضد العراق في كردستان العراق عام 1972. فقد استخدم الشاه الأميركيين لإبقاء الأكراد التابعين لمصطفى بارزاني يقاتلون، وذلك لاضعاف العراق ذو التوجه اليساري انذاك, ومن أجل شل الجيش العراقي وبالتالي تحييد التهديد العراقي الذي كان يعتقده, لإقليم الاحواز الإيراني الغني بالنفط وحركة الملاحة الإيرانية في شط العرب والخليج العربي (4)
وكانت ايران قد استولت على الجزر العربية الثلاثة للامارات في تشرين 1971 (6).
وقد وقف العراق من ذلك الاحتلال موقفا صلبا.
وكان مطلب اعادة الجزر الثلاث احد الاهداف المعلنة من حرب عام 1980-1988

في عام 1975، أنشأ الكونجرس، بسبب قلقه من فضيحة ووترجيت والأنشطة السرية غير القانونية المحتملة، لجنة بايك لفحص فعالية وكالة المخابرات المركزية وتكلفتها على دافعي الضرائب. وسرعان ما اشتبكت مع وكالة المخابرات المركزية والبيت الأبيض بشأن الوصول إلى وثائق سرية. على الرغم من أن الكونجرس صوت على عدم نشر تقرير اللجنة مطلقًا، إلا أنه تم تسريب نسخ منه إلى Village Voice. وأشار التقرير، من بين أمور أخرى، إلى أن الأكراد وافقوا على استئناف حربهم ضد الحكومة العراقية بدعم من شاه إيران وضمانات من حكومة الولايات المتحدة بأنها ستساعد أيضًا.
وأضافت أنه في حين أن بارزاني "أعرب في كثير من الأحيان عن عدم ثقته" في الشاه، إلا أنه كان يثق في الولايات المتحدة. وخلصت إلى أن الولايات المتحدة وإيران في الواقع “كانتا تأملان ألا يكون لعملاؤنا [الأكراد] الغلبة.
لقد فضلوا بدلاً من ذلك أن يواصل المتمردون ببساطة مستوى من الأعمال العدائية يكفي لاستنزاف موارد العراق المجاور لحليف امريكا الشاه.
وبطبيعة الحال، «لم يتم نقل هذه السياسة إلى عملائنا، الذين تم تشجيعهم على مواصلة القتال. وحتى في سياق العمل السري، كان عملنا مشروعًا ساخرًا(5).


المصادر
1
الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية - ويكيبيديا (wikipedia.org)

2
مارك: الدعم الإيراني لأكراد العراق 1973-1975 م.: (mandumah.com)

3
الحرب الكردية العراقية الثانية - ويكيبيديا (wikipedia.org)

4
Iran’s Secret War with Iraq: The CIA and the Shah-Forsaken Kurds | Nixon, Kissinger, and the Shah: The United States and Iran in the Cold War | Oxford Academic (oup.com)

5
A Secret Betrayal — Kurdish Refugees in Iran – Association for Diplomatic Studies & Training (adst.org)

6
الجزر الإماراتية الثلاث | الموسوعة | الجزيرة نت (aljazeera.net)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح