الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (34) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (34)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


المشكل ليس في مصداقية جمع الأحاديث النبوية، بل في ضياع المتن، بعد مرور قرنين من الزمن. إذ لم يبق منه إلا المعنى، تلُف حوله الشكوك.

الجميع يلتمس العذر، لمشايخ الإسلام في العالم العربي، المحدثين منهم والمعاصرين. لأن الفكر السلفي تمكن منهم، إلى درجة أنه أصبح مقدسا.

شيوخ الإسلام في الوطن العربي، كانوا ضحايا المناهج الدراسية، ومتون السلف السابقين، التي تقبل أي نقاش. وكيف يسمح بنقدها حتى؟

يقوم التدريس التقليدي لعلوم الدين، في البلاد العربية الإسلامية، على حفظ المتون وتقديسها؛ من دون نقاش أو استعمال العقل والنقد فيها.

"ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.." كلام الله موجه لرسوله والحديث عن القرآن: "هو". فأين الوحي الثاني؟ فإن وُجد حقا فهو شرك.

التراث عموما هو كل ما هو فكري، ثقافي، حضاري؛ مادي ومعنوي. لم يعد صالحا نسبيا، للعصر ولا يتمشى كليا معه. يُحتفظ به للتاريخ.

التراث الإسلامي، هو كل ما أنتجه العقل السلفي. إنه نسبي صالح لعصره فقط، إن لم يتم طويره. باستثناء القرآن، كونه صالح لكل زمان ومكان.

إن دين الله واحد هو الإسلام، يختلف في الملل: الإبراهيمية، الموسوية (اليهودية)، العيسوية (المسيحية)، والمحمدية (الإسلام الخاتم).

تختلف الملل داخل الدين الإسلامي الواحد، في الشعائر فقط، لكن حسب مراحل تطورها عبر الزمن، عرفت تراكم القيم، وتطور التشريعات.

إن تطور ملل الإسلام عبر التاريخ، يعبر عن مراحل نمو الوعي البشري الذي قطعته الإنسانية؛ من المهد فالطفولة فالشباب فالرشد إلى النضج.

الدين الإسلامي الخاتم مع الرسول محمد (ص)، يضم المسلمين (أهل الكتاب)، والمؤمنين (محمديين)، والباقي (الموحدين والربانيين والعاصين).

الدين الإسلامي من نوح إلى محمد (ص)، يتعايش فيه المسلمون (أهل الكتاب)، والمؤمنون (محمديون)، والباقي (الموحدون والربانيون).

الإسلام دين واحد، من نوح إلى النبي الخاتم (ص). تذكرة الدخول إلى الإسلام: لا إله إلا الله. والإيمان بمحمد: الجمع بين الإسلام والإيمان.

إن ديانات العالم من ملل ونحل، تتفق جميعها في شيء واحد رغم اختلافها، ألا وهي القيم الإنسانية، التي يتوحد حولها كل الناس في العالم.

المسلمون لا يعيشون واقعهم إلا بأجسادهم فحسب، لا بعقولهم وتفكيرهم، إذ تم تجميدهما وتعطيلهما عن العمل، واكنفوا فقط بما قاله السلف.

تقمص مشايخ الإسلام عقل السلف وتفكير السلف وروح السلف. لقد أصبحوا لا ينطقون، ولا يفكرون، ولا يحيون إلا على ماضيهم وذكراهم.

إن العقل هو أساس كل شيء في الحياة. كما أنه هو أساس المسئولية والتكليف. فمن لا عقل له لا حياة له، ويبقى وجوده مع مع قطيع الحيوان.

إن غياب العقل والتفكير لدى الإنسان، هو غياب لجانب الحياة والوعي فيه، مع الاحتفاظ بالغريزية لوحدها، وبالتالي يصير حقا من الأنعام.

لقد عمل مشايخ الإسلام، على إبعاد المسلمين من القرآن وتدبره. وتم التركيز على الحديث، الذي نُسِب في مجمله إلى محمد (ص) زورا وبهتانا.

انشغل المسلمون بالحديث أكثر بكثير من انشغالهم بالقرآن. بحيث جعلوا من جل الحديث، المنسوب للرسول محمد (ص) افتراء، يقوم مقام القرآن.

الإسلام المحمدي، جاء بمشروع دين إنساني عالمي. لكن للأسف حولوه إلى دين محلي. فأحاطوه بسياج من أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان.

الدين الإسلامي الخاتم، كان سيكون للناس أجمعين، ينخرط فيه كل العالم بملله ونحله. لكن مع غياب صاحب الدعوة، انحرف إلى عربي محلي.

في العالم العربي الإسلامي، مع هيمنة مشايخه وحكامه، تقلص عقل المسلمين وتقوقع على ذاته، وأصبح تابع للدين المحلي الموازي وخاضع له.

هل يمكن أن يصدر عن الله وحيين مختلفين، متناقضين في أمور كثيرة؟ وينطق بهما نبيه ورسوله في آن واحد؟ أليس هذا شرك بالله الواحد الأحد؟

ألا يكون اللجوء إلى اختلاق الوحي الثاني بعد قرنين، هو مؤامرة مبيتة، للنيل من القرآن وجعله مهجورا؟ وبالتالي تجريده من عملية التدبر؟

إن القول بوحيين شرك كبير. فكيف يصدر من إله واحد وحيين اثنين؟ وكيف ينطق بهما رسول واحد؟ وهما متعارضان؟ إننا أمام إلهين، وهذا شرك.

يريد مشايخ الإسلام من القرآنيين، ترك القرآن والانتساب والتمسك بالأشخاص، وكذا الأنظمة والفرق والمذاهب، ما أنزل الله بها من سلطان.

لترض عنك مشايخ السنة، عليك أن تصير أمويا أو عباسيا.. أو تصبح حنفيا أو مالكيا أو شافعيا أو حنبليا.. أو تكون سلفيا أو وهابيا أو إخوانيا.

لقد وقع مشايخ الإسلام في العصر الحديث والمعاصر، في أزمة كبيرة بين القرآنيين وأهل الحديث. فكيف يستطيعون إيجاد حل، في الخلاف بينهما؟

إن طاعة الرسول من طاعة الله، وهي طاعة متصلة، تتعلق بالتشريع. وطاعة النبي هي منفصلة، تتعلق بتنظيم شئون الحياة العامة للمسلمين.

إن الأحاديث المنسوبة لرسول الله (ص)، الواردة في القرآن الكريم، هي المبدوءة بفعل أمر: "قل". هذه هي الأحاديث التي أُمِر بتبليغها.

لقد نزل القرآن بنظام اللسان العربي، ولم ينزل بثقافة القومية العربية. فالإنسان إن أسلم، غير مطالب أن يصير قوميا عربيا بكل مظاهرها.

لقد كان مشايخ الإسلام مسلحين بسلطة النظام الذي ينتمون إليه. لذا لا أحد يستطيع أن يجادلهم في أفكارهم، أو يقدر حتى على فضح أخطائهم.

على بعد 14 قرنا، لم يعمل مشايخ الإسلام على تغيير مناهج التعليم الديني في معاهدهم ومؤسساتهم. لأنهم كانوا محميين بسلطة الأنظمة.

اليوم أمام بداية تحرك آلة النقد ، في صفوف المتنورين الجدد، وفي منتديات الشباب المتفتح، أخذت سلطة مشايخ الإسلام، تتراجع إلى الوراء.

ما أنتجه السلف من أفكار ودراسات وفتاوى منذ قرون، لا زالت حية عند مشايخ الإسلام حاليا. لقد أصبغوا عليها طابع القدسية والشرعية.

ما جدوى العقل، إن لم يُستخدَم في مجال التفكير والبحث والدراسة؟ إنه لا يختزل في الذاكرة لحفظ المحلومات، إن لم يساهم في إنتاجها!!

كيف تم التحقق من السند، في ضبط الحديث عند جمعه، بعد مرور قرنين من الزمن؟ أهناك آلية تم الاستعانة بها، للتميز بين الصادق والكاذب؟

محمد (ص)، لم يستطعْ معرفة المنافق من غيره إلا بوحي، والبخاري ومسلم وغيرهما بعد قرنين، يعرفون الصادق من الكاذب من رواة الحديث!

مهما بلغت درجة حفظ الناس لأحاديث النبي (ص)، والاحتفاظ بها عبر أجيال متعاقبة، لمدة قرنين وأكثر، لا يمكن أن تحتفظ بسلامتها وقوتها.

في عصر التدوين، كان اهتمام السياسة والمذاهب والفرق والتيارات، تتنافس على جمع الحديث، أو حتى خلقه في غالب الأحيان، لتعزيز مكانتهم.

إذا عم الفساد في أمة، وانتشر الكذب والنفاق والغش.. فلا يصلحه لا دين ولا أخلاق. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

الفرق بين الخيِر والشرير، هو أن الخير ينظر إلى الحياة بعينين، غالبا ما لا يخطأ، والشرير ينظر إلى الحياة بعين واحدة، غالبا ما يخطأ.

نظام أغلب الدول الإسلامية اليوم ليس بديني، باستثناء الأحوال الشخصية، رغم أن جل ساكنتها مسلمين، والنظام السائد فيها مدني وضعي.

مارسوا الشعائر كما تشاءون، لكن اتقوا الله في سلوككم مع أنفسكم ومع غيركم. فالدين معاملة بالحسنى، والله يجزي على العمل الصالح.

لا تقوم للدين أية قيامة، ما لم يستقم المسلم في سلوكه اليومي، بالعمل الصالح وحسن الخلق ، ليرضي نفسه وغيره، ولينال رضا الله وثوابه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah