الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فأتوا بسورة من مثله: كيف نردّ على التحدّي

إلياس شتواني

2024 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بحلول سنة 200 بعد الميلاد، كانت ديانة الصابئة المندائية في جنوب العراق مكتملة العقيدة والأركان. تؤمن الصابئة ب«الحيّ العظيم»، الإله الواحد وخالق الكون والإنسان، وتؤمن بنبوة أدم وشيث ويحيى كرسل مختارة من السماء. الديانة المندائية تتبنى في عمقها عقيدة التوحيد (Monotheism)، لكنها تستمد أغلب عناصرها من خلفيات بابلية-سريانية، ويهودية-مسيحية. الملاحظ والمتفق عليه هو تميّز معتقدات الصابئة بطابع غنوصي (مثنوي) للوجود، فهم يؤمنون، من بين عدّة أشياء أخرى، بصراع عالميّ الخير والشر، وبأهمية الفضيلة والنقاء الروحي كسبيل وحيد لخلاص الانسان ونجاته. تتبنَّى الديانة أيضا ضرورة الغسل والطهارة، وأداء الصلاة ثلاث مرات في اليوم، والزكاة، وأيضا وجوب صيام ثلاثين يوما متفرّقة كل عام.

يتحدّى الله، إله ديانة الإسلام، جميع البشر أن يأتوا بسورة من مثل القرآن إن كانوا في شك من صحة ما أتى به الرسول العربي محمد على لسان الملاك الأمين جبريل (نحن لا نرى الحكمة والمغزى من ذلك، إذ أن البيِّنة تقع على المدَّعي!)، وذلك ما نقرأه بوضوح في مصحف عثمان، إذ يكتب الناسخ: "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة - 23)

هل يوجد شيء، بإستثناء شعر العرب الجاهلي (البليغ فعلا لكن الذي أغلبه منحول!)، ما يفنّد هذا التحدي المتهور والأخرق؟

في كتاب الكنزا ربّا (الترجمة العربية)، الكتاب للمقدس للصابئة المندائية، القسم اليمين - ص 242 نقرأ ما يلي:

باسم الحيّ العظيم:
(1) إنا جعلنا الكون منازل وطبقات (2) مكتملات وغير مكتملات (3) وأوكلنا بكل طبقة حراسا (4) ملائكة أجناسا (5) فأما أرض النور، فقد ثبتنا فيها الأُثريين وملائكة النور (6) وزيناها بمصابيح تدور (7) ووهبناها رياحا سارية (8) ومياها جارية (9) وعطرناها بالأريج (10) وأنبتنا فيها من كل شيء بهيج.

في رأينا الموضوعي والمتواضع، تعتبر هذه الآيات، لبيانها وخلوها من أخطاء النحو والصرف، وإعجازها اللغوي، بل وحتّى العلمي كذلك، مشابهة بشكل كبير مع متن عدّة آيات من القرآن، بل سنكون منصفين إن قلنا أنها تتغلب فعلا ببراعتها الأدبية والنثرية والتصويرية على تحدّي القرآن، والذي، في نفس الوقت ( للمفارقة!)، يرى أن البشر (المخالفين منهم طبعا) لن يستطيعوا فعل ذلك أبدا!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah