الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعي عزاءكم غير مشكور

محيى الدين غريب

2024 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقال من 2015...
لم يختلف هذا الصباح عن صباح أمس أو أول أمس، ولم يختلف حتى عن صباح قرابة عام سابق، وأصبح العزاء واجب فى كل صباح بعد أن تعودنا عليه. لكن سعى عزاءكم غير مشكور.
مصرنا تتعرض إلى حالة مستمرة غير مسبوقة من الترويع والارهاب الممنهجين، شهيد أوأكثر وعددا من المصابين من الشرطة والجيش والمواطنين بين الحين والآخر. يستريح الجميع لوهلة صغيرة بعد أن يقوم المسؤولين والأعلامين ورؤساء الدول بالشجب والتنديد والوعيد بالثأر وتقديم العزاء وتعويض الشهداء، وليحسبن عند الله شهداء. بعدها يتنهد الأهل والأصدقاء الصعداء، فكلمة الشهيد تضفى السكينة والصبر والسلوان وبعض الاسترخاء.

لقد اخفقت معظم المحاولات فى القضاء على الارهاب بشكل ملحوظ، وكل مايحدث هو الملاحقة والقبض على البؤر الأجرامية المأجورة وليس على هؤلاء الذين يحرضون على الأرهاب.
كان على المسؤولين أن يتداركوا أن ثمة بعض الأخطاء فى الوسائل والخطط التى يتبعونها ، حيث أصبحوا مجرد رد فعل فى كل مرة يقوم الارهابيون بتفجيرات أو محاولة تفجيرات فى كل مكان وكل صباح فى القاهرة ومحافظاتها.
ما لم يتغير فقه الخطاب الدينى جذريا، فلن يقضى على الارهاب، فالمتعاطفون، مع الإسلام السياسى خاصة من الشباب أكثر بكثير مما نتصور، وهذا التعاطف هو السبب الرئيسى وراء الاخفاق ووراء أهدار معظم المجهودات. الأزهر والتيارات السلفية وبالطبع الأخوان المسلمين يرفضون تكفير داعش ويفضلون معاقبتهم بتقطيع أيديهم وأرجلهم كما ينص "قانون الحرابة"، بمعنى محاربة الارهاب بالارهاب، فكيف نقضى على الارهاب ؟ .
مالم نعترف أن الفكر الإسلامى المتطرف مصدره الأساسى هو تفسيرات القرآن والأحاديث وكتب الفقه ومناهج الأزهر والدعاة، وليس كما يشاع مجرد خطأ فى التطبيق، وأن المتطرفون ليسوا مسلمين، مالم نقركل ذلك فكيف يمكن القضاء على الأرهاب ؟.
مالم نستطيع القضاء على الموروثات الأصولية والعقائدية السائدة المعادية للحداثة والعقل والتي أدت إلى ما وصلنا اليه من تعصب دينى وتشدد، فلن نستطيع القضاء على الارهاب.
مالم يكف الإعلام عن التملق والمهادنة للرئيس وتأليه الرئيس وتلميع حزب معين وأشخاص معينة، والتنكيل بأشخاص أخرى معينة عن عمد وذلك لمحاباة النظام، ومالم يدرك خطورة تسليط الضوء على فلول النظام السابق، ومالم يكف عن الإتجار بالمعلومة الإعلامية، فلن يكون هناك المصداقية والشفافية التى تساعد على محاربة الارهاب.
مالم نستطيع مواجهة كل هذه التحديات فسيموت المزيد بسبب تقاعسنا، وبالطبع لن يحسبن من الشهداء، وبالطبع سيكون سعي عزاءكم غير مشكور.
*بعد كتابة هذا المقال أقالة الحكومة المصرية بعض الوزراء وعينت عددا آخر .نتطلع إلى فكر جديد لمحاربة الارهاب والنهوض بمصر.
محيى الدين غريب 7/3/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب