الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الإسراء- من حبكة بني أمية

إلياس شتواني

2024 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقرأ في سورة الاسراء الآية الأولى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)". تتحدث الآية القرآنية عن كبرى المعجزات المتواترة للرسول العربي محمد؛ إذ تتفق جميع الروايات الاسلامية على أن محمد قد أسري به على ظهر دابة البراق من المسجد الحرام (مكة) إلى المسجد الحرام (القدس)، وأعرج به في ليلتها برفقة الملاك جبريل من السماء الدنيا إلى سدرة المنتهى، وأنه رأى من المخاريق الشيء الكثير؛ من الملائكة والأنبياء وصفات الجنة والنار..

يخبرنا التاريخ الاسلامي أنه عند دخول المسلمين بيت المقدس، صلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فيه تحية المسجد بمحراب داود، ثم ذهب يبحث على الصخرة، فأشار عليه كعب الأحبار أن يجعل المسجد من ورائه. لكن عمر قرر أن يجعل المسجد في قبلي بيت المقدس وهو العمري اليوم. وقد كانت الصخرة عبارة عن مزبلة لأنها كانت قبلة اليهود، وذلك نكاية من الروم لما كانت اليهود عاملت به القمامة وهي المكان الذي صلب اليهود فيه يسوع.

نقرأ في كتاب البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 - الصفحة 308-309 حيثيات وظروف بناء الأمويين لمسجد قبة الصخرة وعمارتهم للمسجد الأقصى:

"وفيها ابتدأ عبد الملك بن مروان ببناء القبة على صخرة بيت المقدس وعمارة الجامع الأقصى، وكملت عمارته في سنة ثلاث وسبعين، وكان السبب في ذلك أن عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة، وكان يخطب في أيام منى وعرفة، ومقام الناس بمكة، وينال من عبد الملك ويذكر مساوئ بني مروان، ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الحكم وما نسل، وأنه طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه، وكان يدعو إلى نفسه، وكان فصيحا، فمال معظم أهل الشام إليه، وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا، فبنى القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم، وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة.
وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤوسهم، ففتح بذلك على نفسه بأن شنع ابن الزبير عليه، وكاد يشنع عليه بمكة ويقول: ضاهى بها فعل الأكاسرة في إيوان كسرى، والخضراء، كما فعل معاوية."

لم يكتسب، إذن، المسجد الأقصى طابع القدسية (الإعجاز) إلا بعد استولاء الأمويين عليه. شهدت تلك المرحلة التاريخية صراعا ضاريا وحربا أهلية بين دولة الأمويين ودولة عبد الله بن الزبير المتمركزة في مكة أنذاك (والتي انتهت بحصار مكة وانتصار الأمويين). أراد الأمويون اعطاء عاصمتهم طابع المركزية والقدسية، وذلك ببناء القبة على الصخرة (أساس هيكل سليمان اليهودي) لصرف الحجاج المسلمين عن مكة واحكام قبضتهم على الساحة الدينية والسياسية ككل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah