الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيلة القماش

سينثيا فرحات

2006 / 12 / 4
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أهداء الي ما يسمونه بالتبرج...
الي المرأة المصرية المتزينة الجميلة
المرأة التي خلقت الحلي و المكياج
الي نفرتيتي التي ساهمت في وضع مقاييس الجمال الدولية
الي المراة المصرية التي في ذاكرتي...

اما واقعنا الغير جميل هو واقع فضائل القماش الهاوية
فكم هي فضفاضة حربائية ملونة ان يباع الشرف علي ارصفة الاسواق
يباع في قطعة قماش تسمي بالحجاب، ما اربح تلك التجارة بالشرف!

لا داعي يا سيدتي ان تتحلي بالاخلاق ذات الفلسفة المعقدة، او بصحة النفسية ذات الوعي المرهف، يمكنك دائماً يا سيدتي ان تشتريه و بالون الذي يعجبك!
فضيلة للبيع بعشرة جنية! يابلاش!

صدر لنا الخليج الزي الوافد علي ثقافتنا المصرية المسمي بالحجاب فلتنظروا لحفلات ام كلثوم في زمن الفن و الانسانية المصرية لن تجدوا محجبة واحدة، انظروا الي الجماهير التي تشاهد مسرحيات فؤاد المهندس و نجيب الريحاني، لن تجدوا محجبة واحدة في جمهور مليئ بالنساء.
هل كل هؤلاء النساء في النار؟ هل كل تلك النسوه خليعات؟؟
بالطبع لا... فذلك كان زمن الاخلاق و الشرف ليس الذي يختذلة فاقديه بين ارجل النساء او علي ما رؤسهم بل الشرف الذي يكمن في جوهر العقول و الضمائر.
و ها نحن في زمن الحجاب... زمن الجريمة و انعدام الاخلاق
ما هي العلاقة بين الحجاب و بين انعدام الاخلاق؟
الواقع يحكي...
كلما تغطينا النساء اختُزلت الفضيلة في قطع قماش و قل مكانها القلبي و العقلي
المشروع ليذداد في القماش!
و كلما ذاد التنافس السهل علي اقتنائه و اصبحت حرب الاثواب
لا منافسة ذاتية شريفة لارتقاء الاخلاق، فمن يأبي الي العمل علي تطوير النفس الشاق و يمكن دائماً ان نجتاز ذلك الطريق الطويل بقطع القماش الطويل ايضاً؟
و تشوهت القيم و المفاهيم...
و لفظت خارج النفس لتُقدم بثمن رخيص في زي
منافسة تنتهي بالنساء الي المشي في الشوارع كالاشباح دون وجه، دون اسم، دون هوية، فقط اعلان علي انتصار الانحراف كمقياس رسمي لقياس الفضيلة.

قد عمم الحجاب انتصار احدي انواع الانحرافات النفسية بتعميمة و افتراضه كخصلة عامة في كل الرجال و الذي يهين الرجل اكثر من المرأة بكثير، فنعندما تتغطي النساء تتهم الرجال بالشذوذ، و بخاصة المرض الجنسي النفسي المسمي بالفويريزم Voyeurism اي اشتهاء امرأة غير مُتوقعة.
ان يشتهي رجل امرأة لا تتوقع منه ان ينظر لها نظرة جنسية حتي و ان كانت شبه عارية او عارية يُعتبر بموجب علم النفس الحديث رجل منحرف و شاذ جنسياً لا يستوجب عليه فقط العلاج و لكن في بعض الاحيان السجن بمحض القانون في الدول المتحضرة ان تأذت مشاعر المرأة التي لا تتوقع منه ذلك الفعل.
و بالطبع ان كانت تتقوع فهو لا يصنف بتصرف طبيعي صحي لا شئ فيه.
اليس هذا القانون اكثر رحمة بالنساء و اكثر حزم مع اي من يعتدي علي مرآة حتي و ان كان بنظرة!!

ولكن في الدول المتخلفة الاانسانية هذا المرض هو الذي يضع العرف العام و احياناً القوانين و التشريع العام!!
فتجعل تلك الدول الشذوذ هو قاعدة القياس الرئيسية، و بدلاً من ان تعالج مرضاها النفسيين و المنحرفيين جنسياً تصدق علي شرعية شذوذهم بل و تجعلة هو القاعدة العامة!! بل و ايضاً تتصرف بناء عليه فتقوم بحجب كل النساء عن نظر الرجال حتي الاصحاء منهم فتمرضهم و المرضي منهم يذدادوا مرض و شذوذ... فتصبح من لا تخضع لارضاء شذوذ المريض تجعله يستشعر مشاعرة المنحرفة فذلك تلقائياً
يبيح له التمتع بشذوذ اكثر اجراماً ليتعدي عليها، ان كان بالفظ او باليد او بالاعتداء الجسي او الجنسي!!
و تصبح من لا ترتدي وشاح الرأس تمثل تهدديد علي الرجل المريض المبرمج بتلك الشفرة المشوهه، التي تتمثل في ادراكه الحسي المختل بالرزيلة، فبما ان العفة عنده مرتبطة بالوشاح فاذن الرزيلة مرتبطة بعدم وجوده!! فيبرر لنفسه التعدي و الجريمة و شذوذ اقبح، و بالطبع نلوم ربه المرأة المصير له في تلك الحالة و يصبح هو مفعول به رهن شَعر المرأة!! كم هذا قبيح! ان يتحول رجل لمثل هذا الكائن.

و ينتج من هذا الخلل المرضيِ المتعسر ان يقف البعض في برلمان تلك الدول المتخلفة و بغوغائية و جهل يتشدق بانه يستخدم القماش في اثبات فضائل نساء عائلته!!!

فجلست اضحك ثم وعدت نفسي ان لا يأتي علي يوم و تقاس فضيلتي او شرفي بشرائح قماش او اشئ اخر خارج عقلي....
لاني ارقي من ان يتم الحكم علي بقماش رخيص... و سأظل امرأة مصرية متزينة بزينة عصرية و اللهم دمهما عليا نعمة.
قولوا امين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قانون الإجهاض الجديد في ولاية فلوريدا يدخل حيز التنفيذ


.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا




.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز