الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (35) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (35)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



لا يقوم الدين الحق، إلا بصالح الأعمال. فلا يكفي التفاني في ممارسة الشعائر، دون القيام الفعلي، بالأعمال الصالحة يرضاها الله وعباده.

التظاهر بالتدين وإخفاء سلوكيات لا تحترم مكارم الأخلاق، ولا تلتزم بحقوق الإنسان، ليس له من الدين إلا الشكل والمظهر، يختبئ وراءهما.

من بين تجار الدين؛ أولائك الذين يروجون لعلاج الأمراض ومحو الذنوب والحصول على الجنة، بمجرد قراءة آية أو دعاء، بدل القيام بعمل صالح.

الإسلام أكبر الديانات السماوية استقبالا لأعضاء جدد. فالمنتمون الجدد للإسلام، أكثر حبا وفهما لجوهر رسالة الإسلام الإنسانية النبيلة.

إن الانتقال من الدين (الأصل والجوهر) إلى التدين (الشكل والمظهر)، يُفقد الإنسان المؤمن إنسانيته الأصيلة، مقابل النفاق والكذب والغش.

العالم العربي الإسلامي، ينتج آلاف الفقهاء والشيوخ في الدين، لكن لم يستطع أن ينتج بعض علماء الكون. فكيف نريد أن نتقدم بين الأمم؟

علماء الكونيات بمثابة أنبياء، يهتمون بالبحث والدراسة في كلمات الله، لاكتشاف أسرار الكون الرباني، واستفادة بني الإنسان من نتائجه.

ثقافة الإنسان العربي الإسلامي، ثقافة شفهية وشفوية غالبا. تلقاها عن طريق السمع، عبر التقليد والعادة، لا عن طريق التعلم والتعليم.

لقد تمت محاربة التفكير العلمي، وتحريم الاشتغال به، في الأمة العربية الإسلامية. مما أدى إلى تخلفها واصطفافها، في مؤخرة دول العالم.

لقد استطاع الإنسان بالعقل والحرية، أن يبني القيم الإنسانية، التي تسود العالم. وهي لا تختلف مع قيم الدين، بفضل مشيئة الله النافذة.

بالوعي استطاع الإنسان أن يتدبر الصراع الوجودي في الحياة: بين الخير والشر، والحق والباطل، والقبح والجمال. هذا بفضل العقل والحرية.

تطورت العلوم الطبية كثيرا، باعتبارها كتاب الحياة. فبفضلها استطاع الإنسان أن يتحكم في كتاب الموت، لتأجيل الموت المقضي إلى المسمى.

الحياة لا تعني النعيم أو الشقاء، بل تعني سريان شروط الحياة في الأجسام فقط، قد تكون سعيدة أو شقية. والمهم فيها، هو الإحساس بالحرية.

عندما نتحدث عن القيم: الحق والخير والجمال كإيجابيات، لا نهتم بسلبياتها: الباطل والشر والقبح. المطلوب دينيا وإنسانيا القيم الصالحة.

يقاس الإنسان عادة؛ بسلوكه، ومطالب أن يكون خيرا ونافعا. وبعمله، ومطالب أن يكون جيدا ومفيدا. وبفكره، ومطالب أن يكون سليما وصائبا.

بالعقل والحرية، استطاع الإنسان أن يتحكم في العالم. لكن الإفراط فيهما أدى إلى تحريفه وإفساده. وذلك لحكمة ربانية، لصراع الخير والشر.

الوجود من دون الإنسان يفتقد للقيم: الحق والخير والجمال. فبالعقل والحرية مكن الله الإنسان، من تحويل هذه القيم، إلى وعي وأفعال قيمة.

في القرآن الكريم، خاطب الله تعالى، كل أصناف البشر؛ من مسلم ومؤمن، وكافر ومشرك، ومنافق ومجرم.. لقد ذكر أفعالهم وجزاءهم وعقابهم.

بعد الانتهاء من قراءة القرآن أو سماعه، نقول: صدق الله العظيم. فماذا نقول عند سماع حديث؟ أنقول صدق محمد (ص)، أم صدق البخاري ومسلم؟

لقد جعل مشايخ الإسلام جزئيات في حياتنا العامة إلى دين، يجري عليها التحليل والتحريم، كما يجري عليها الحكم بالكفر أو الخروج عن الملة.

لقد كان مشايخ الإسلام، مشرعي الحكم في العصر الأموي والعباسي ومدافعين عنه. وفيما بعد، أصبحوا مبررين لحكم الحكام وخدامه الأوفياء.

إن الحروب والصراعات بين المسلمين، سواء في صدر الإسلام أم بعده، كانت سياسية بالأساس، وراءها البحث عن الحكم أو مكاسب سياسية.

السبب الرئيسي لتخلف الأمة العربية الإسلامية، إتباع ما روجه السابقون، من أفكار وقيم ومعتقدات، من غير تفكير أو فحص عقلي رصين.

في خزانات الدول العربية الإسلامية، تجد نسبة كبيرة من الكتب الدينية؛ من حديث وفقه وتفاسير وحواشي.. تفوق عدد المصاحف وباقي الكتب.

الإسلام الأصيل، يقوم على القرآن والسنة العملية لنبي الله. لكن في الخزانات الإسلامية، نجد هيمنة كتب الدين المدون على الدين المنزل.

جدلية السلم والحرب لا تتوقف إلا بإذن الله. فلا الإنسانية استطاعت أن تجعل حدا للحروب، ولا الحروب استطاعت أن تجعل حدا للإنسانية.

مواجهة البخاري ومسلم وغيرهما، لا يعني مواجهة النبي محمد (ص)، أو مواجهة الدين الإسلامي. هي مواجهة المتآمرين على الإسلام لا غير.

في عهد المتوكل العباسي، تم تنفيذ المؤامرة، المخطط لها منذ العهد عثمان بن عفان. بمتواطئ مع أعداء الإسلام، من إسرائيليين ومسيحيين.

الإسلام المحمدي القرآني، لا تقوم له القيامة، إلا بالقضاء على الفهم الخاطئ والمسيء للإسلام، الذي ترعرع في أحضان الدولة العباسية.

أهل القرآن ليسوا ضد السنة النبوية والحديث النبوي، إنهم ضد استغلال موته ومت الصحابة والتابعين، لانتحال صفته وتثبيت أحاديث لم يقلها.

إن تضخم عدد الأحاديث التي تم جمعها بعد قرنين، ونسبة ما احتفظ منها، تعطينا فكرة عن المؤامرة المحاكة، ضد الإسلام وضد رسوله الأمين.

إن الهدف الرئيسي، لتثبيت الوحي الثاني، بجوار القرآن كوحي أول، هو تكرار لما حدث، في تحريف التوراة والإنجيل. إنه تحريف الإسلام.

ما جعل الناس متمسكين بالتراث، كون نظرتهم إليه لا تختلف عن نظرتهم إلى القرآن والدين. لقد اكتسى عندهم فداستهما، لا يمكن الطعن فيه.

القرآن نص أصيل رباني صالح لكل زمان ومكان، وليس تراثا بأي حال. والتراث الإسلامي، مجهود بشري تاريخي نسبي، يتطور ويتغير عبر التاريخ.

لقد أراد الشافعي جعل الحديث وحيا ثانيا، ليستفيد من صلاحيته الأبدية كالقرآن، حتى يتجنب إدخاله في خانة التراث الإسلامي البشري.

قالوا لنا الحل هو الإسلام. وأغلقنا على أنفسنا ورفضنا التعامل مع غيرنا، باعتبارهم كفار. رغم أن جاليتنا تعيش وسطهم ومن خيراتهم.

قالوا لنا الحل في العودة إلى الماضي. لقد تم فعلا ذلك؛ فكريا وعقلية وعقيدة.. لكن لم تزدنا هذه العودة، إلا تخلفا أكثر مما كنا عليه.

قالوا لنا الحل في كتاب البخاري ومسلم. لقد أحيوا لنا السنة الصادرة عن النبي محمد (ص) بعد قرنين من الزمن، بدل التمسك بنهج القرآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا