الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الحجاب

مهند عبد الحميد

2006 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هاجت وماجت مصر بكاملها في أعقاب تصريح وزير الثقافة المصري فاروق حسني المناهض للحجاب. سجال صاخب تحت قبة البرلمان، وعرائض للمثقفين والفنانين وفتاوي وغضب عارم في صفوف معسكر المؤيدين والمعارضين للحجاب داخل مصر وخارجها.
أصبح الحجاب قضية القضايا للشعب المصري وللأمة العربية، بعد ان جرى تهميش القضايا الأساسية، كالتبعية السياسية والتخلف الإقتصادي والاحتلالات العسكرية والتدهور الثقافي والاجتماعي والعلمي. ايران تشغل العالم بإصرارها على تخصيب اليورانيوم والإنتماء لمجموعة الدول النووية. إسرائيل تتحدى أمة في سعيها المحموم للتوسع الكولونيالي داخل الاراضي الفلسطينية وفرض نظام فصل عنصري. اميركا اللاتينية تتمرد على نظام القطب الواحد سياسيا واقتصاديا وتفرض حضورها واستقلالها.النمور الأسيوية تصول وتجول باقتصادها الصاعد مرة أخرى. كل الدول والشعوب تتطور من حولنا وها نحن نشغل العالم بقضية الحجاب، ونفتح معركة لا هوادة فيها من أجله!
يندرج الحجاب في خانة الحريات العامة، ويبدو أن الهامش الذي تحقق في مجال التعبير صار مهددا، فثمة ارهاب فكري وتهديد سافر لحرية الرأي، عبر عنه كثيرون من الحزب الحاكم واصوليون متزمتون عندما قدموا عروضهم المتخلفة في التهديد والوعيد.
من حق النساء ارتداء الحجاب او عدم ارتدائه، ولا شك في أن فرضه أو حظره يشكل انتهاكا للحريات. فالنص الديني لا يقدم دلالة قاطعة من وجهة نظر رجال دين، مقابل اعتباره فريضة لدى رجال دين آخرين. وعندما تتباين الاجتهادات فإن التزام التعدد والخيارات هو الترجمة الصحيحة لاحترام الحريات الخاصة والعامة. ويتناقض مع الحريات استخدام اسلوب الترهيب والاجبار الذي يعبر عنه شعار "الحجاب او النار" من جهة ومعاقبة من يرتدين الحجاب باسلوب التفافي من جهة أخرى. كما يتناقض مع الحريات محاولة البعض منع التعبير الحر عن الرأي المعارض للحجاب وتكفير أصحابه باسم الوصاية على الدين.
لم يتوقف اعضاء الحزب الحاكم ولا اعضاء االاخوان المسلمين في البرلمان بشكل جدي عند حادثة العدوان الجماعي لمئات الشباب على كرامة نساء مصر باسلوب وحشي ومهين. لقد تعرضت النساء المحجبات والمنقبات والسافرات لعملية تجريدهن من ملابسهن ولانتهاك حرمتهن باسلوب وحشي وهستيري. كان لهذه الحادثة جذورها الاقتصادية السوسيولوجية العميقة، وهي تعبر عن " قحط مادي وثقافي وروحي"، كانت الحادثة إشارة للآتي الاعظم .
بقي التساؤل هل فتح معركة الحجاب بهذه الحدة هو البديل عن فتح ملفات الأزمات التي تطحن المجتمع المصري وتدفعه الى مواقع متأخرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان


.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر




.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس