الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور عزيز الحدادي يتذوق الحرية في كتاب جديد

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 4 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عن دار النشر "ما بعد الحداثة"، صدر للأستاذ الجامعي ورئيس جمعية أصدقاء الفلسفة كتاب جديد بعنوان:"مذاق الحرية: العقل والديمقراطية عند العرب".
الملاحظ للوهلة أن فصول هذا الكتاب تهتدي بمجملها بالفيلسوف الألماني هيغل البارع في مديح الحرية. ولهذا يتشبث الكاتب في صدارة كتابه بقولة لهيغل جاء فيها أن "ماهية الروح هي الحرية، فالفلسفة تعلمنا أن كل صفات الروح لا توجد إلا بواسطة الحرية.
ويرى الأستاذ عزيز الحدادي من منظور هيغلي أن "الروح تكون ضائعة بدون حرية، وعمياء بالحمال، وما الحقيقة إلا وسيلة لبلوغ الحرية والجمال. فإذا كان هدف الفلسفة هو الحقيقة، فإن غاية الحقيقة هي الانكشاف بجوار الحرية والجمال".
ومن هذه البداهة يستنتج الكاتب أن تقدم الفلسفة ليس "إلا تقدم الوعي بالحرية إلى أن ينتمي إلى عالم الروح، فعندئذ تتساءل: هل أصبحت شكلا معينا للحياة قد أصابه الهرم؟ وهل يمكن إنقاذه بواسطة الحرية والجمال؟ ولماذا الوجود الحق هو العقل الذي يتحقق في الإنسان وينم نسيانه؟"
ويقول الكاتب بلهجة حاسمة إن الإنسان إذا لم يصبح سيدا لوجوده، واعيا بذاته، فلن تتحقق فيه مصلحة الحرية والعقل ويظل ضحية لتاريخ زائف. لهذا الأخير، يستعير تودوروف المغرب (وجه التقارب بينهما يكمن في إصدار كتاب جديد أو أكثر في كل سنة) من هيغل وصفا ملائما ييبدز فيه "عبارة عن مذبح تتم التضحية عليه بسعادة الشعوب وحكمة الدول وفضائل الأفراد".
و"هكذا تتصدر الخسارة هزيمة التاريخ بعد أن تشتبك فكرة الحرية في الصراع وتتعرض للخطر: إن الأفراد يضحى بهم وينبذون، والفكرة تدفع عقوبة الفناء والوجود لا من ذاتها، بل من انفعالات الأفراد".
لم يعد ممكنا الهروب من الحرية لانها ماهية التاريخ، والعقل لا يتحقق إلا في التاريخ، بل إن فلسفة التاريخ تعلمنا أن الروح الكونية هي الموضوع المتجسد للتاريخ. بمعنى: «أن التاريخ ليس مسرح السعادة، بل إن فترات السعادة صفحات خالية فيه»، وبقدر ما يتساءل الفيلسوف، من أي المواد تتشكل فكرة العقل؟ بقدر ما يقرر بأن الروح العالمية تسعى إلى تحقيق الحرية، وهي لا تستطيع أن تتجسد إلا في عالم الحرية الحقيقي، أي في الدولة، لكن ليس أي دولة، بل ما يقصده هيغل هي دولة الحرية.
تصطدم حركة تنظير العقل العربي اليوم بقضية بالغة الأهمية في إطار إعادة بناء مفاهيم الكفاح الفكري والسياسي لتحقيق هدف متفق عليه في مسيرة العقل العربي قبل استقلال الأقطار العربية النسبي وبعده، وهي الزحف نحو الدولة الرشيدة.
والدولة الرشيدة هي التي توصف بدولة الحقوق والحريات، أو دولة العدالة الدستورية، أو العدالة الاجتماعية، أو أي مصطلح يتفق مع حلم الدولة العادلة التي تُزيح الاستبداد، وتسمح للرأي السياسي والفكري بالتعبير عن ذاته، وتضمن قواعد قانونية ودستورية لحقوق الفرد ومساواته أمام القانون المنصف، وتحقيق الرفاه الاقتصادي له.
ومن المصادفات السعيدة تقاطع هذا المنحز الفلسفي الجديد لعزيز الحدادي مع ما كتبه ونشره مهنا الحبيل في نفس اليوم من هذا الشهر من سنة 2016 على صفحات موقع إلكتروني عربي.
يقول الحبيل: "هذه المنظومة من التطلعات المشتركة التي تجمع بين التيارات الفكرية العربية إلى حد كبير هي مجمل حلم الرأي العام العربي بما فيه حزب الكنبة على الأقل وفقا للأدبيات التي سادت لعقود وازدهرت مع أجواء الربيع العربي، قبل عملية نقضه الدامي من الداخل والخارج".
ويستشهد كاتب المقال بالماتمهما ليقرر ما "لم يكن هذا الدمار الشامل للحرية حقيقيا ،فإن الأمل الوحيد ظل مختبئا في العقل التنويري الذي وجد نفسه أمام تحول الفكر إلى سلعة والسينما إلى ريع ومنتزه للاغبياء واللغة إلى وسيلة للقمع والتهريج". وتبقى لعبودية حلما بالحرية دون تكسير الاغلال والإنسان لم يكتشف مصلحته إلى الآن ولذلك يعيش حالة الهذيان والاغتراب عن الذات، والفلسفة هي ملجأ الحرية والعقل يتم تدميرها بالعدمية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله