الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطاء كارثية في مصادر التاريخ بشكل عام . - وسيرة النبي والصحابة كمثال خاص - .

ماجد الحداد

2024 / 4 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قال الإمام الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء الجزء ١٠ ، ص ٩٢ :
" كما تقرّر الكف عن كثير ممّا شجر بين الصحابة وقتالهم، وما زال يمرّ بنا ذلك في الدواوين والكتب والاجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه؛ لتصفو القلوب، وتتوافر على حب الصحابة، والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعيّن عن العامة وآحاد العلماء ".
انتهى الاقتباس.

هذا هو المنهج البحثي التاريخي للإمام الذهبي الذي هو من أهم واوثق المراجع الاساسية في تاريخ الإسلام والشرق الاوسط لدى المسلمين وكثير من العلمانيين حتى القرن ١٤ الميلادي .
منهج بحثي يتعمد الاخفاء والتعديل وبالتالي إعادة صياغة الحقيقة التاريخية لما يتماشى مع مصلحته الشخصية ودينه والواقع السياسي في عصره .
لذلك لا يوجد معلومة تاريخية يمكن الثقة فيها الا بالآثار وحال انثروبولوجيا الشعوب في عصر القصة المحكية ، وايضا عصر المؤرخ نفسه .
ويجب الاخذ في الاعتبار للامانة العلمية ان المؤرخ المعاصر او الأقرب زمنيا من الحدث هو الأصدق والاقرب للرواية الصحيحة للحدث _ ظاهرة (ذاكرة راشومون) والتي تتدخل في سرد وتذكر الاحداث تغير احداثها تغيرت طفيفا بالاضافة او الحذف في السياق مع كل مرة تروى فيها أو يتم تذكرها _ وقد يكون اللاحق له هو الأدق في حالة لو كان لديه أدلة اثرية او انثروبولوجية توضح خطا تأريخ المؤرخ الأقدم .
لكن بشرط الا يتدخل المؤرخ الاحدث في سرد الأحداث لغرض ايديولوجي خاص لديه .
مثال ما فعل ( ابن هشام ) في سيرة ( ابن اسحق ) المؤرخ الاول في الاسلام والذي اخذ عنه جميع رواة الحديث بعد ذلك . وباعتراف منه انه تدخل لغرض ما نسميه في عصرنا : " تجميل الصورة ".
حيث قال ( ابن هشام ) في تنقيح سيرة ( ابن اسحق ) :
" وانا تارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب ... حتى قوله :
تارك أشياء بعضها يشنع الحديث به ، وبعض يسوء بعض الناس ذكره، وبعض لم يقر لنا ( البكائي ) بروايته، ومستقص إن شاء الله تعالى ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له، والعلم به" .
انتهى الاقتباس .

ان ابن هشام يعترف بمنهجه التاريخي : انه حاول إزالة روايات في السيرة . لمجرد ان مجتمعه في عصره قد يعتبرها عيبا في الحديث عنها . بل يسوءهم سماعها . وهذه من امثلة تدخل الايديولوجيات والضغط الثقافي المجتمعي في إعادة سرد التاريخ .

من لم يستخلص شيئا ليتعلمه في المنهج العلمي في البحث التاريخي من الكلام السابق . وخطأ الاخذ بالروايات الشفهية بدون الشرطين السابقين :
١_ الآثار
٢ _ الانثروبولوجيا .

فعليه الا يفكر بالبحث في التاريخ او يتكلم فيه افضل له لكي لا يخرب ويضلل عقول الناس عن الحقيقة التاريخية التي تطمس عمدا او تضاف عمدا لتصبح من المقدسات والحقائق في وعي الجماهير .
" انتبهو للمؤرخين الذين ينقلون الروايات التاريخية بالكوريك بدون تدقيق حقيقي " .
وقيسو ذلك على ما يشاع عن تاريخ مصر القديمة ايضا . بل وعلى كل تاريخ التسجيل في العالم .

السؤال كم اخفي علينا من حقائق وكم اضيف الينا من أكاذيب في ما نقرأه في التاريخ كله ، واعُتبِرَ كحقيقة مسلَّم بها لا تقبل النقاش؟.

هل تعرف/ي الإجابة ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع