الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلف الضائع !؟

حسن مدبولى

2024 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يفترض أن السلفية الإسلامية هي إسم لمنهجٍ أو إتجاه يدعو إلى فهم الكتاب والسنة وفقا لفهم وعلى خطى سلف الأمة، وعملا على الأخذ بنهج وعمل سيدنا محمد (ص) وصحابته والتابعين، وتابعي التابعين، رضوان الله عليهم جميعا، باعتبار أن ذلك هو الطريق الذى يمثل نهج الإسلام البعيد عن المؤثرات السلبية، و على أرض الواقع فإنه فيما يبدو أن التيار السلفى فى العالم العربى والإسلامى تم إختراقه وتدجينه وتحويله إلى أحد أهم معاول تدمير الأمة الإسلامية بدلا من الحفاظ على تراثها ومقوماتها ،
ومنذ بداية القرن العشرين إنقسمت السلفية إلى عدة إتجاهات فكرية أهمها السلفية العلمية، والسلفية الجهادية، والسلفية الجامية، والسلفية المدخلية، كما توجد انقسامات أخرى لكنها جميعها تندرج تحت هذه التيارات الرئيسية، مثل السلفية الأمريكية و السلفية الوهابية، و السلفية الأمنية التى أنشأتها الأجهزة الأمنية الحكومية إلخ،
و هناك سمات مشتركة تجمع أصحاب هذه المذاهب سواء على مستوى الشكل أو المضمون، وهذه السمات جمعت الجهاديين جنبا إلى جنب مع الجاميين والمداخلة من أنصار الديكتاتوريات الفاسدة فى منطقتنا المنكوبة،
وما يهمنا هنا هو رصد الدور العملى والتأثير السلبى الواضح لهذه التيارات على مقدرات الأمة الإسلامية، و لن يكون هناك أفتئات عليهم إذا ما قلنا أنهم فى غالبيتهم العظمى باتوا جزءا لا يتجزأ من مخططات الأعداء فى منطقتنا، وهو ما تشير اليه مواقفهم المتعددة فى كل بقاع العالم العربى والإسلامى كما يلى:

- فى ليبيا قاتلوا مع القذافى ضد الثوار ، وحاولوا نصرة الثورة المضادة لسيف القذافى، ثم قاتلوا مع خليفة حفتر ضد طرابلس ومصراتة وقوى الثورة التحررية فى ليبيا ،

- وفى اليمن ساندوا القوات السعودية والاماراتية الغازية للبلاد، وساهموا معهما فى تقسيم اليمن وتجزئته، كما إنهم لايزالون يساندون العدوان الأمريكى الأوروبى ضد صنعاء، بحجة مقاتلة الحوثيين الموالين لإيران كما يزعمون ،،

- أما فى مصر فقد خانوا السلطة المنتخبة شعبيا ،و ساندوا عملية تدمير الثورة المصرية وتعاونوا مع الأقليات الطائفية فى عودة مصر إلى أبعد من الوراء !!

- أما فى سورية فقد انقلبوا على الثورة السورية وقاتلوا رفاق الثورة فى تنظيم احرار الشام ، والجيش السورى الحر، وجبهة النصرة، كما قاموا بتحويل الثورة وأدبياتها بخطاب يكيل العداء لايران وحزب الله -قبل تدخلهما فى سورية فيما بعد- وذلك لتنفيذ اهداف سعودية امريكية صهيونية، وهو ما ساهم فى استقطاب داخلى فى سورية وأعطى الفرصة لبشار الاسد للملمة نفسه ومنح الايرانيين وحزب الله حق التدخل لمنع سقوط الأسد باعتبار أن البديل سيكون معاديا لهما ومهددا ،

- اما فى العراق ، فانهم ومساهمة منهم فى دعم المخططات الأميركية، وبدلا من دعم النهج الديموقراطى فى العراق الجديد ، فقد اعلنوا بشكل مفاجئ قيام دولة فى الموصل وتسببوا فى إراقة أنهار الدماء بلا طائل ،

- حتى فى تركيا فقد قاموا بتفجيرات واعمال ارهابية ضد شعبها ،
وكذلك فى باكستان وايران ،

- أما فى لبنان فسنجدهم دوما فى صفوف سمير جعجع والموارنة،وجزء لايتجزأ من تيار المستقبل الموالى للسعودية ، وكل دورهم هناك هو التشكيك فى معارك حزب الله

- وفى الضفة الغربية وفلسطين تجدهم السند الرئيسى لسلطة محمود عباس، ولا يطلقون رصاصة واحدة ضد اسرائيل !!

- أخيرا فى المملكة السعودية ستجدهم مروجين للمشروع الحكومى الذى يسعى لتحويل ارض النبوة إلى مكان للهو والرقص وكرة القدم والتطبيع مع إسرائيل !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي