الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم الهيكل المزعوم !

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو محتلو فلسطين في عجلة من أمرهم، بعد طوفان الأقصى والعدوان الهمجي على غزة خاصة، لإقامة ما يُسمى "هيكل سليمان". والحقيقة أن هذا الهيكل وهم إلى الخرافة أقرب، فلا وجود له إلا في أذهان المسكونة رؤوسهم بالهوس الديني. بهذا يشهد باحثون إسرائيليون في علم الآثار والأركيولوجيا، ومفكرون سياسيون منهم المؤرخون الجدد، مثل بيني موريس وايلان بابي وآفي شلايم وتوم سيغف. ومن الثابت، أن الحفريات تحت الأقصى لم تأت بدليل واحد بخصوص الهيكل، ولم تُشر إلى أي وجود تاريخي في فلسطين كلها لأجداد "شركائنا في عملية السلام". هذا ما يحاول الكيان أخفاءه بشتى السبل ومختلف الوسائل، وأولها التزييف والتضليل وتشويه الحقائق.
الوهم والأوهام حقيقة ثابتة في الأديان عموماً، يسميها علم التحليل النفسي الفرويدي بأسماء عدة منها "العصاب الوسواسي". ومن علامات هذا النوع من العصاب، شعور المتدين المصاب به بالذنب القائم على وقائع نفسية متخيلة وليس وقائع فعلية. مريض العصاب يشعر دائما بذنب يجب التكفير عنه. كما أنه يضع الواقع النفسي فوق الواقع الفعلي، ويستجيب للأفكار المتخيلة بالجدية نفسها التي يستجيب بها للأفعال، مع أن الأولوية عنده لما يتوهم أنه الحقيقة(الوهم).
من منطقة الأوهام الملازمة للأديان،أي اللاشعور داخل النفس الإنسانية، تدخل السياسة وتلوي ذراع الدين لتوظيفه في خدمة أهدافها.
القصة ليست هيكل سليمان المزعوم، بل السيطرة على المسجد الأقصى برمزيته التاريخية والدينية، تمهيداً للسيطرة على فلسطين كنقطة انطلاق نحو استكمال المشروع الصهيوني بإقامة "إسرائيل الكبرى" التي تشمل الأردن وأجزاء من بلدان عربية مجاورة.
أصل الصراع وفصله، أننا أمام مشروع صهيوني استعماري استيطاني احلالي، يوظف الأساطير والأوهام الدينية لتحقيق أهدافه. مشروع زرعه الغرب في الخاصرة العربية، وبالذات الغرب الأنجلوسكسوني. زرعته بريطانيا ورعته في البداية، ثم تولته بالدعم الأعمى والإنحياز التام لعدوانه واحتلاله الولايات المتحدة الأميركية وما تزال.
هذا هو أصل الصراع وسببه الرئيس، ولن يُحل إلا بتخليص العرب واليهود والمنطقة والعالم من النظام الصهيوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي