الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام البيروقراطي في العراق

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2024 / 4 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا شك ان النظرية البيروقراطية في التنظيم من افضل النظريات الحديثة و التي غيرت وضع المجتمع على مستوى العالم, رائد هذه النظرية ماكس فيبر عالم اجتماع, تنطلق هذه النظرية من مبادئ مهمة اولها تقسيم العمل وثانيها وضع قوانين ولوائح ملزمة لجميع العاملين التمسك بها او العمل بموجبها, وتكون الهياكل التنظيمية في المنظمة على مستويين مستوى عمودي ومستوى افقي وفق بناء هرمي منتظم المستوى العمودي يعبر عن الرئيس والمرؤسين من مدراء الاقسام اما المستوى الافقي فيعبر عن العاملين في ذات القسم حيث يتم هنا توزيع الواجبات بشكل متساوي بين العاملين, ويعتمد النظام البيروقراطي على التكامل بين الاجزاء من اجل الوصول الى الهدف, لذا ان اي حالة تعكير لهذا التكامل سوف تؤدي بالنتيجة الى عوق في اداء المؤسسة فهو حالة مبنية على التراتبية وتوزيع الادوار بين العاملين في سبيل تحقيق الهدف المتوقع. لعل العراق من دول العالم الكثيرة التي تعمل بنظام البيروقراطية في الادارة والتنظيم في كافة مفاصل الوزارات والدوائر, لكن المراجع لهذه الدوائر سيجد تناقض كبير بين عملها وعمل دوائر مماثلة في دول اخرى تتبنى ذات النظام. ذكرت اعلاه ان هذا النظام يعتمد على التراتبية والدقة في اداء المهام, وان اي عوق او خلل في مفصل ما يؤدي بالنتيجة الى خلل في عمل كامل المؤسسة وهذا ما نراه واضحا في الدوائر لأن الكثير من الموظفين لا يتبعون اللوائح في اداء العمل بل يعملون وفق مزاجياتهم وبسبب الظروف الاجتماعية التقليدية السائدة في البلد يعجز الرئيس عن محاسبة هؤلاء ما يؤدي بالنتيجة الى استفحال هذا الخلل وطغيانه على كافة مفاصل المؤسسة سواء كانت خدمية او غير خدمية, في احدى السنوات وانا سائر الى العمل رأيت احدى الشوارع غارق بمياه الامطار فأتصلت بالمسؤول عى هذا الوضع في تلك المنطقة فقلت له استاذنا العزيز هذه المشكلة لا اعتقد انها تحتاج الى مخاطبات كثيرة او اجتماعات مجرد تحريك الياتكم (سيارات شفل, لوري)ودفنه بمادة التراب او السبيس, فأجاب بشكل سريع "حتى من انطيهم امر ما ينفذون مايسمعون كلامي" فاعتقد ان السر وراء الترهل والفشل في الاداء الوظيفي للدوائر هو هذا ولعل هذه الحالة لم تأي هي ايضا من فراع قد يكون لها تداعيات واسباب لم تخضع للمعالجة وبقي سببها قائما ولا يزال قائما الى الان, ان تطبيق النظام البيروقراطي يجب ان يكون بصرامة وخاليا من الفساد ايا كان نوعه مالي اداري اخلاقي وان يخصع الجميع لمبدأ تقسيم العمل والقوانين النافذة في الدائرة وان يكون العمل بعيدا عن المزاجية البائسة, الحقيقة ان هذه المشكلة قد تكون عصية الحل وقد تكون سهلة الحل اعتماداً على الرئيس وعلى القيم التي يحملها المجتمع ومدى اخلاصهم او نكرانهم للدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض