الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة نهضوية

صليبا جبرا طويل

2024 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"ما أكثر عددنا وما أقل حيلتنا، نكوص يتبعه نكوص في كل قطر الخطر يدق ناقوس."


أين نحن؟ من نحن؟ نبحث عن وجودنا على خريطة العالم بين شعوب تجاوزتنا منذ قرون وعقود وعشرات الأعوام. اعذروني، ان قلت: لا املك جواباً شافياً فانا مثلكم أعيش في بحور طواها الزمان.
مثلكم أنا أعترف اني فرد في معتقل، لا استحى ان قلت اسمه بلا خجل "العالم الثالث" عالم ينضح بالهموم بالمرض بالتخلف وبالكسل، لا أجد فيه فسحة حرية وإستقلالية وأمل لترقص على ساحتها كلماتي... بعزة وكبرياء وإختيال بعيدا عن عصبية بشعة متخلفة مقيته لأتحرر من ثقل العادات والتقاليد التي تكبل عقلي ولساني وجسدي، وأحلامي في أن تذوب القبيلة والطائفة في حضن دولة معاصرة.
اريد أن يكون غيري مثلي، كأبي وامي وأخواتي وإخوتي اعترف بهم ويعترفون بي مخلدين احترامهم في حضرة الله كجسد في دولة واحدة غنية بالحريات وحقوق الانسان. اريد علاجا يزيل القهرعن كاهلي ويزيل أيضا الكبت والحرمان يبعدني عن إدمان الإيمان الذي دون وعى وهدف يسعى لتمزيق وتفريق الاخوان. أريد أن نخرج من تيهنا الحضاري كي يلمع بريقنا الحضاري المنطفىء من زمان.
لو سألنا عن تقدمنا العلمي؟ لأمطرنا بآلاف الإجابات والادلة تبجل بها ما قدمنا للبشرية في الماضي، بعدها يلفنا الصمت عاجزين عن ذكر من ساهم منا منذ قرون وقرون في تقدم البشرية حتى يومنا هذا لا وجود لنا بين قوائم العلماء الا ما ندر وان وجد. مدمنين سكارى الفكر والعقل نعيش في قديم الزمان. ننفث دخان يعفي الجهلاء ويعمي المثقفين وأصحاب الفكر والعلماء منا عن تقديم استنكار أو بيان. فكيف لا نبقى تابعين لشعوب سبقتنا في المعرفة عشرات بل مئات السنين؟
نعيش على هامش التقنية الحضارية رواد في شرائها واستهلاكها، لنخجل لو للحظة ونقف على قارعتها ونحتكم أمام ضمائرنا عسى أن نجد بأمانة وصدق متجردين من كل خبيئة خبيثة عن علة أسبابها ووجودها. سيأتي يوما وتزول الهوامش ونزول معها ونندثر ونصبح طي النسيان وجزء من التاريخ ما لم نعقد العزم على التغيير.
لن نتقدم ما لم نستفيق من كبوتنا واحلامنا الوردية بخراب مدائن من تفوق علينا علما ومعرفة وحرية تسببت لنا بأمراض وعاهات فكرية. لن نتقدم طالما بقينا نبكي على أطلال الماضي، ونبرر أسباب وهننا الحضاري نتحجج ونلقي بالملامة على سلوك ونهج غيرنا من الشعوب والأمم التي لا تتردد في استهدافنا بالفناء.
اصحوا فان تبعيتنا تشهد على عجزنا. لنا هوية نعتز بها كسائر شعوب الأرض لها اصالتها كفرس عربية أصيلة، لكن افعالكم وشذوذكم العقلي افقدها صهيلها باتت عرجاء تروم الهجرة وامسى قريبا رحيلها.
أسئلة ابحث عن إجابات لها منذ عقود، طال إنتظاري أن تمطر السماء بحلول لها... هل عجزنا عن تحقيق مسيرة نهضتنا، أسببه قصور عقلي أو معرفي فينا ؟ لست أدري. أم بسبب رضوخ لإملائات تتلى كصلاة مفروضة علينا ؟ لست أدري. أم بسبب حكام يتربعون ويمحقون الكفاءات ويختزلونها باتباع لهم؟ لست أدري. هل بسبب غياب الحريات والقانون؟ لست أدري. لكني ادري أن تعزيز الجمود الفكري يصيرنا دمى بين أيدي من يسحقون العقل وتتملكهم شهوة الحكم والجاه والمال.
انتكاسة بعد انتكاسة، البسمة على وجوهنا ليست دليل سعادة. بسمة ضحكة قهقهة نفرغها نتقيئها من اعماقنا عسى أن تندلع فينا انتفاضة للحب وللحياة. ليس العيب في ماضينا، بل في تقديسنا وتكريسنا وارتباطنا فيه دون نقد يرقينا دون رؤيا تحملنا صوب المستقبل. فكل العيب نابع من جهلنا للحاضر القابع في اعماقنا العمياء. نرقع ثوب الحضارة وندفع بقوة ليصبح قبلتنا وندعى انه لباس ثورة للعلم والفكر والاختراعات والحريات وهو منارة. وحسرتاه من مرارة الكلمات المرصعة بالرياء والغباء.
اردموا هوة الجهل التي تبعدكم عن الأمم المستنيرة. تخلصوا من كل معرفة غير ناضجة مشبوهة فقيرة. فبيت الحكمة أمر هارون الرشيد منذ قرون بتأسيسها، امحوا عار تخلفنا بعزيمة بشكيمة قوية بالفكر والقول والافعال، اعلنوها ثورة نهضوية حتى التغيير دون دماء وقتال يعتزبها بناتنا وابناؤنا عبر القادم من الأجيال. فالحياة اعزائي ترفض اشباه الحكماء من نساء ورجال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي