الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكسوف والخسوف: أكبر دليل على عدم وجود الله

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2024 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في اليومين الماضيين، تابع البشر ظاهرة كسوف الشمس التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة على مختلف وسائل الإعلام العالمية، خاصة الغربية منها، وكسوف الشمس هو نوع من الكسوف يحدث عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف بين الشمس والأرض فيحجب عندها، وفي وضح النهار، ضوء الشمس (نور الله المزعوم حسب المؤمنين) وبذا يحصل الكسوف ويحل الظلام في منتصف النهار وعندها يبدأ التكبير والتسبيح بحمده وعظمة معجزاته وجلال قدره والتحميد والبسملة وإطلاق التعاويذ.
وإذ يذهب كثير من المؤمنين للقول، والاعتقاد، بأن هذا الكون الفسيح الذي لا قرار له حيث مليارات المجرات تسبح في فضاء لا متناه، هو من "خلق" (انتبهوا لكلمة خلق حسب أسطورة الخلق)، كائن عملاق جبار يطلقون عليه اسم الله وهو واحد لا شريك له في صنع وخلق وإدارة هذا الكون والتحكم به، وأنه صمم هذا الكون بدقة عجيبة متناهية، تسير كالساعات السويسرية، كما صمم البشر، أنفسهم، وخلقهم في أحسن تقويم، أي أن وجود الإنسان ووجود الكون، وهذا النظام الذي يعمل بدقة متناهية هما دليلان من جملة دلائل أخرى على وجود صانع وخالق لهما، ويستخدمون، ويسوّقون هذه الأحبولة لإجبار الناس على الإيمان والاعتقاد بفكرة الله وصوابية ومصداقية وأحقية الأديان، فإن كل هذه الافتراضات باتت موضع شك وتحتاج لمراجعة شاملة.
وبغض النظر عن كل تلك الشروحات العلمية والفلكية والتفسيرات الكثيرة لظاهرة الكسوف والخسوف ومن دون الغوص في الجانب العلمي لها، والمتروك لأهل الاختصاص، لكن في النهاية والمحصلة إن حدوث هذه الظواهر الكونية وغيرها، والخارجة عن المألوف فهي بالمحصلة تعتبر خللاً في النظام القائم الـSystem يجب ألا يقع مطلقاً، أي أن الأمور يجب أن تسير بدقة وتبقى منتظمة كما صممها الصانع العظيم المبدع الخالق وألا تتعرض للعطل والتلف والخراب وألا يحدث ما يعكر صفو وانسيابية هذا التناغم الكوني المفترض، وان الأرض يجب أن تبقى في مدارها، والشمس في مكانها، والقمر يدور وفق ما صممه الصانع وألا يقع هذا التداخل والتخبط الكوني ويحدث الليل والعتمة في وضح النهار متناقضاً مع مفاهيم وثوابت دينية بأنه لا ينبغي، ولا يجوز وفق تصميم وصنع الخالق، (للشمس أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) "ياسين 40"، لكن هنا في ظاهرة الكسوف فالليل أدرك النهار وحل محله عكس ذاك التصميم الدقيق الذي أُنشئ عليه الكون، حيث يأخذ الليل ساعات من النهار ويطغى عليه وأن تلك الدقة المتناهية في الخلق والإبداع قد تعرضت لعطل فني ولاختراق واهتزاز تؤكد أن الصانع والخالق لم يكن دقيقاً وماهراً ومتقناً لصنعه ومنتجه الذي يتعرض لخلل و"أعطال" كثيرة واضح لا يمكن إصلاحها وتداركها ومنع وقوعخا، وهذا ما قد ينسحب أيضاً، وربما، على الفيضانات، والزلازل، والبراكين والنيازك وسواها التي تؤكد أن النظام الكوني غير مستقر ويعتريه بعض المشاكل التقنية والفنية التي تنفي كمال الخالق وعدم إتقان صنعه.
وبالمقابل إذا ذهبنا، أيضاً، لظاهرة تشوه الأجنة، وموتها في أرحام أمهاتها، ووجود الأطفال المنغولين والمشوهين والمرضى والمعاقين، والمصابين بشلل الأطفال، وولادة التوائم الملتصقة بأنواعها المختلفة بالرأس أو بالصدر والجذع ووو وليس هذا وحسب بل هناك ظاهرة تنسف القانون الطبيعي الكوني بمجمله وهي ظاهرة العقم وعدم الإنجاب عند بعض الرجال والنساء، فماذا لو أصيب جميع البشر بهذا الأمر؟ ولماذا يـُخلق بعض البشر بهذه التشوهات الخلقية؟ لماذا لا يكون جميع البشر على قدر واحد من الجمال والوسامة وحسن الخلق طالما أن الخالق والصانع هو أحسن الخالقين (وللعلم هذه العبارة تنسف فكرة التوحيد عند بعض المؤمنين بها)؟ ألا يشكل كل ذلك خللاً فظيعاً ورهيباً في التصميم والخلق والصنع من الصانع والمبدع الخالق العظيم ما يدلل وبما لا يدع مجالاً للشك أن معظم هذه الظواهر والأمور تخضع للصدفة البحتة ولا علاقة لأحد بها، ولا يقف كائن ما وراءها، وهذا في حال أن لم نتطرق لفكرة العدالة في الموضوع، والتي يجب أن تكون واحدة من أهم صفات الخالق والصانع المبدع الذي يخلق عشوائياً ملكة جمال وطفلة دميمة من بطن واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي