الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاروق والحجاب

ماجد محمد فرج

2006 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما أشبه اليوم بالبارحة... في ديسمبر من العام الماضي صرح وزير الأوقاف التونسي بأن حجاب المرأة فى تونس دخيل ونشاز... وطالب بحماية الهوية التونسية من الغزو الوهابي الذي سيطر على عقول البسطاء السذج في شرقنا الأوسط كما امتد وتوغل واستفحل في العديد من دول العالم الغربي حتي أصبح وباءً سرطانياً يهدد الحضارة الإنسانية بالفناء... وأنقلب علي الوزير التونسي الرعاع من تجار الإسلام السياسي وشيوخ الپترودولار ومرتزقة فتاوي الفضائيات مطالبين برأسه... وكتبت يومها علي موقعنا هذا مخاطباً الوزير التونسي

=========================
إشرب يا معالى الوزير!!! إشرب جزاء محاولتك إنقاذ وطنك من الغزو الإرهابى الوهابى الذى لحس عقول المسلمين وحصر الدين كله والشرف كله والعفّة كلها فى المظهر دون المخبر... إشرب من مستنقع التخلف والإرهاب الفكرى الذى يحاول محو القوميات والشخصيات الوطنية لحساب الپترودولار... سيتطاول عليك كل من ظن فى نفسه عالِم بأمور الدين وخبير بشئون الآخرة وحارس الفضيلة... سيصفونك بالفجور وعظائم الأمور ظانين أنهم بذلك يذودون عن الإسلام الذى هو منهم ومن تطرفهم الأعمى براء... ه

يا سادة كنا مسلمين متزنين بلا تطرف ولا فرض آراء وطرق ومذاهب بالقوة والإرهاب ولم يكن يُرتدى هذا الحجاب إلا كجزء من اللباس القومى لبعض الأقطار بدون هذا اللغط الفارغ والورع الزائف حتى جاءت حرب أكتوبر عام ثلاثة وسبعون وأصبح النفط يساوى أضعاف أضعاف ثمنه قبلها... فبحث أصحابه عن دور سياسى فى المنطقة ولم يجدوا إلا الدين ليتاجروا به ويسيطروا من خلاله على عقول البسطاء والجهلة فيتنازلون عن ولاءهم الوطنى لحساب الدراويش والمأفونين... الدين هو الحل... فلا علم ولا حضارة لديهم تنتفع بها البشرية، فقط حيض الأرض... وليتهم لهم فضل فى إستخراجه أو تكريره أو حتى نقله... فأصبح كل من هب ودب مفتياً للديار ووصياً على العالمين. ورأينا الأخلاق تقاس بطول اللحية وقصر الجلباب وقبح التكشيرة وسواد النقاب وقهر العباد... وأصبح التكفير لبانه فى فم كل عديم حجة وقليل منطق يخيف بها من يجرؤ على التفكير خلافاً للرأى الأوحد المقدس... يا خسارة... ه
=========================
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=53487
=========================

أعيد اليوم نشر المقال هذا حرفياً بمناسبة تعرّض وزير الثقافة المصرى لنفس الهجوم الشرس من »حراس الفضيلة« لمجرد تعبيره عن رأيه في موضوع الحجاب... مع أن رأيه هذا يطابق رأى معظم مثقفى مصر ومفكريها بل والعديد من زملاءه من أعضاء المجلس المحترم ولكن... من خاف سلم! وانفرد السيد الوزير بالمواجهة الشجاعة لهذا الطاعون الحضارى وإن كان قد جاء متأخراً حوالى ثلاثون عاماً، وفتح صدره لموجة من التطاول وقلّة الأدب يتعفف القلم حتى عن الخوض فيها... وركب موجة التطاول هذه العديد من رموز الفساد والنهب في مصر علّهم ينولون رضا التيار المذكور أعلاه فى حالة نجاحه يوماً ما فى الوصول إلي كرسى الحكم... ه

إن الفضيلة تحميها الأخلاق والتربية السويّة... لا قطعة من القماش هي ترجمة مغلوطة لأمر إلاهى بستر زوجات الرسول خلف أى ساتر (حجاب) عن عيون الأجلاف من زوار المصطفى: »وإذا سألتموهن متاعاً فسئلوهن من وراء حجاب«... فتحول هذا اللفظ الواضح معناه من ستار أو حائط فى بيت الرسول إلى زى طائفى وسياسي تعلن به جماعة سياسية محظورة عن سيطرتها على البسطاء والعامه، قهراً أو إرهاباً أو ضحكاً على الذقون... ه

كما علينا أن نلاحظ أنه لا الحجاب ولا الخمار ولا النقاب منع المصريات من لقاء الأحبة وأحتضانهم علي الكباري، ولا من التحرشات اليومية، ولا حمى فتايات وسط البلد يوم العيد في القاهرة من التعديات والتحرشات الجماعية، كما لم يحم النقاب والعبائة فتاة القطيف ولا فتاة الباندا ولا فتاة خميس مشيط في السعودية من الإغتصاب... كذلك لم تتراجع معدلات الفساد ولا ارتفعت مؤشرات العفة والأخلاق والشرف في بلادنا... كل ما حدث هو أن زادت مظاهر (أكرر: مظاهر) التدين وزاد انتشار الحجاب والخمار والنقاب والجلباب القصير والذقون الشعثاء وأصبح العلم السعودي يغطي الزجاج الخلفي للسيارات المصرية، فى مصر... فهل هذا إعلاناً بإنتصار التيار السلفى البدوي الوهابي وعودتهم لإحتلال مصر؟

---------------------------------------------------
ملحوظة: لم أكن يوما ما من متذوقى فن فاروق حسنى فى مرحلته التجريدية، ولا من الراضين بأى حال من الأحوال عن مستوى الفكر أو الفن أو الثقافة فى مصر حالياً... ولكنى أدافع عن مبدأ... وعن حرية رأى الرجل، والرجال قليل... وعن هوية أهلى... وعن إستقلال بلدى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا