الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شهر رمضان 1445/ 2024: أفكار ورسائل.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 4 / 11
المساعدة و المقترحات


في شهر رمضان 1445/ 2024: أفكار ورسائل..
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، حول موضوع رمضان، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


شهر رمضان يقترب، بعبادته وطقوسه وكرمه. سأحاول إن شاء الله، أن أكتب نصوصا في الموضوع إن بقيت حيا. أتمنى أن أكون خفيفا على قلوبكم.

أقبل رمضان، وأقبلت معه العودة إلى الساعة الأصلية لمدة شهر فقط. وتعود بعده حليمة إلى عادتها القديمة. إنها ساعة دخيلة لا نرغب فيها.

شهر رمضان فرصة ربانية، تسمح لنا بالعودة إلى الذات، جسميا ونفسيا. المطلوب هو الاهتمام بصحة البدن، وترويض النفس على العمل الصلح.

هل نحن مستعدون لاستقبال شهر رمضان الكريم، بما يرضي الله عز وجل؟ أم ترى سنستقبله كما نريد نحن، وكما يريده المجتمع الاستهلاكي؟؟

لماذا نعود إلى الساعة الأصلية (غرينويتش) في شهر رمضان فقط؟ هل نحن مغاربة مسلمين في هذا الشهر الكريم فحسب، دون باق شهور السنة؟

من الصعب ضبط الوقت، مع تغييره في رمضان فقط. فما دام لم تتغير الساعة كليا، فلماذا لم يستمر نفس التوقيت، حتى في رمضان؟

إذا كان شهر رمضان شهر الصيام، سبب العودة إلى الساعة الأصلية، فالمغاربة مستعدون لصيام سنة كاملة، من أجل العودة إلى توقيت غرينويتش.

لأول مرة في السنة، يلتقي في شهر رمضان، التوقيت الأصلي مع التوقيت الجديد، عند صنفين من المغاربة؛ المهيكلين والغير المهيكلين.

ما يلاحظ مع تغيير الساعة بدخول رمضان، ارتباك كبير في ضبط الوقت. فما الفائدة من تغيير الوقت، في رمضان فقط؟ إنه مجرد عبث لا غير.

رمضان على الأبواب، وصيام مقبول لكل الأحباب. أدخله الله على كل المسلمين باليمن والبركات، وبكامل الصحة والهناء وراحة البال.

غدا سيحل فاتح شهر رمضان المبارك، بخيراته وتسامحه وغفرانه. الصغار قبل الكبار يتهيئون لاستقباله. إنه شهر عبادة والعمل الصالح ورحمة.

شهر رمضان يرحب بكم. أهلا وسهلا في حضرة شهر الغفران. شهر تنقية البدن من السموم المتراكمة، وتنقية النفس الأمارة بالسوء من شر ما خلق.

شعيرة رمضان موجهة للجسم والنفس معا. فالجسم علينا حق والنفس علينا حق. فالحفاظ على صحة الجسم ضرورية، وتقوى النفس واجبة.

في شهر رمضان الكريم، تجتمع فيه كل الخصال الحميدة، منها: التقرب من الله، صلة الرحم، العلاقات الاجتماعية الطيبة، التسابق لفعل الخير.

ما يُنصح به في شهر الصيام المبارك، هو تجنب عدة أمور، منها: التباهي بالعبادة، الإفراط في الأكل والشراب، الإكثار من النميمة والغش.

كان النبي (ص)، يخرج للصلاة في رمضان بعد العشاء، ثم توقف حتى لا تصبح سنة بين المسلمين. وهي تراويح اليوم التي سُنت في عهد عمر.

على المؤمن الصائم ألا يحول صيامه، إلى مجرد جوع وعطش. بل عليه أن يحوله إلى محاسبة النفس الأمارة بالسوء، بتفعيل عمل النفس اللوامة.

إن الصيام النفسي أهم من الصيام البدني. يمكن الاستغناء عن الصيام الجسمي في حالة مرض، لكن لا يمكن الاستغناء عن الصيام النفسي.

الصيام فريضة دينية، يعرف المسلم شروط أدائه وهدفه. لكن يحتاج إلى العلم، لمعرفة فائدة الصيام على الصحة. قال محمد (ص): "صوموا تصحوا".

الخوف من الجوع يهدد الصائمين، يكونون شرسين عند الإفطار، معتقدين خطأ أن كثرة الطعام والماء في الليل، يقيهم من الجوع والعطش نهارا.

إن التبذير والإنفاق الزائد على اللزوم، في رمضان مضر؛ للجيب، وللصحة البدنية والنفسية، وللاقتصاد الوطني. فالاقتصاد نصف المعيشة.

لقد أصبحت صلاة التراويح، عروسة رمضان المعظم. هي تاج على رؤوس المصلين، إنها بدعة حسنة، أسنها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه في عهده.

التراويح تقوم مقام قيام الليل. لكن قيام الليل عمل فردي، يكون على طول العام وليس في رمضان. لذا لم يأمر بها الرسول (ص) في حياته.

تنشط قراءة القرآن الكريم في رمضان، ويتضاعف فيه رواد المساجد ذكورا وإناثا. وتمتلئ المساجد بمصلي التراويح، رغبة في التقرب إلى الله.

آفات الدين في جميع فرائضه؛ الاهتمام بالمظهر الخارجي أكثر من الاهتمام بالجوهر. فعندما نستوعب المضمون، يتطور الشكل معه تلقائيا.

إذا ما ساد العمل الصالح في المجتمع وعند الأفراد، انعكست نتائجه على كل مظاهر الحياة، منها: العبادة، القيم، العلاقات والمعاملات..

أجمل شيء في شهر رمضان هو الشعور بالرضا والاطمئنان لطقوسه. رغم إكراهات الحياة وضغوطاتها، التي لا ترحم في كثير من الأحيان.

أكثر الناس فرحا في شهر رمضان، الأطفال ذكورا وإناثا. لأنهم يتمتعون بالجو الرمضاني العائلي المميز. لكن يجب التفكير في أطفال الشوارع.

ليس الصيام هو مجرد الإمساك، عن الأكل والشرْب والرفث إلى النساء. بل هو بالإضافة إلى ذلك أساسا، هو الصيام عن إيذاء الناس وغشهم.

إن شهر الصيام يختزل فرائض الإسلام كلها باستثناء الحج. يضم ضمنيا الشهادتين، والصلاة والزكاة، والصيام بكل تجلياته الجسدية والنفسية.

هناك في شهر رمضان عالمين: عالم المؤمنين الأتقياء؛ يكثفون من تقربهم من الله بالعبادة والعمل الصالح. وعالم الغش والنميمة والفساد.

في شهر رمضان، تتم المصالحة مع الذات، ومع الجميع في غالب الأحيان. فيه نعيد النظر في تصرفاتنا، وفي تعاملنا، وفي علاقاتنا مع الله.

في العشرية الأخيرة من رمضان، يفكر الإنسان في ليلة القدر ويوم العيد وما بعد العيد. والتلاميذ يفكرون في العودة إلى الساعة المشئومة.

في شهر رمضان تنشط التجارة والعبادة والترفيه، وكذا تُقضى فيه مآرب أخرى سرا وعلنا. فرغم أنه شهر العبادة، تكثر فيه تعاطي الموبقات.

رغم توتر الأعصاب فيه أحيانا، وفقدان السيطرة عليها، يتم ضبط السلوك من طرف الجميع، بالرجوع إلى الحكمة الرمضانية: "اللهم إني صائم".

رمضان عروس شهور السنة. رغم مشقة الجوع والعطش صيفا وخريفا، يبقى أكرم شهر وأمتعه بامتياز، من حيث العلاقة الدينية والإنسانية.

في شهر رمضان، يشعر الإنسان بإسلامه وإنسانيته كمسلم وإنسان. يفكر في نفسه وعياله، وفي جيرانه وغيره. يستحضر الصيام في كل سلوكياته.

أسعد فئة في رمضان هم الأطفال. إذ يتمتعون بأوقاتهم كاملة، ويستفيدون من ما يوفره فضاء رمضان، سواء داخل المنازل أو خارجها.

قيل أن شياطين الجن، يتوقف نشاطهم في شهر رمضان. لكن شياطين الإنس، يكثفون من نشاطهم فيه؛ في الغش والنميمة وتعاطي الفواحش.

في شهر رمضان نحتفل بما لذ وطاب من الأطعمة الشهية والحلويات اللذيذة والفواكه الجافة والطازجة. في الغالب نفقد السيطرة على اشتهائنا.

الاستعداد جاري لإحياء ليلة القدر، ماديا ومعنويا. حتى الأطفال يهيئون لصيام يوم قبل هذه ليلة. والرجال يتهيئون لإحيائها بكل ما يلزم.

في ليلة 27 من رمضان، تحل ليلة القدر التي يعشقها الأطفال. ففيها يُشجعون على الصيام، ويتلقون الهدايا ويطلبون من الله تحقيق أمنياتهم.

أجمل ما في رمضان، استحضار الله والدين والإيمان في قلوب الناس، لكن دون تغيير كبير، فيما يتعلق بالعمل الصالح، والمعاملات الإنسانية.

لم يبق إلا أيام معدودة في شهر رمضان الكريم، وتعود الساعة كما كانت، والحياة كما هي بخيرها وشرها، بكذبها ونفاقها وغشها المستدام.

على المسلم أن يقوم بإحصاء حصيلة أعماله الصالحة بهذا الشهر المبارك، وما ارتكبه من أخطاء في حق الناس، لا احتساب ما تم تبذيره فيه.

اليوم سنودع شهر رمضان، ونضرب له موعدا السنة القادمة إن شاء الله. غدا تصبحون على عيد الطر، وعيد مبارك سعيد مع متمنياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو